المحرر موضوع: قصيدة الغر ام الى عشاق الروح  (زيارة 1736 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل mnakha

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 215
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
(( مأساة شاعر ))

عاشق انا. عَشقت الحَياة
وكل شيء جميل
وأنا في مقتبل العمر
مثل طير ينشر جناحَيهِ
تحت السماء بين نَسَمات
من هواء عَليل
ليجولَ طائراً بحرية الأفق
والبهجة من حولهِ
تَملء اُفقه
بسرور وفرح بلا مَثيل.
هكذا كنت في صباي
مُتفتحاً للدنيا وقلبي نَظيف
ينبض بحب كبير
حَسبت الأشياء من حَولي
كَمُلك لي
وأنا غارق في بَسمة الحياة
متلَهفاً للدنيا وشَهواتها
لايَنقُصُني أي شيء
كَأني مَلكتُ عَرشاً
بمُلك طَويل
مُتَعنماً بالرفاه مُبتَهجاً
لأمَدٍ بَعيد……………
وفُجأةً كانت صَدمَتي كبيرة
بشَقاوة الحياة والمرحَلة المَريرة
في شبابي تَغَيَر كل شَيء
وتَحَوَلت الأجواء لضياع وهَباء
كَأني جُردتُ من مَوقع المَليك
الى زنزانة لا تَحوي غَير الصَعاليك
وَحيداً فَقيراً مُحتَقَراً
ليس لي مُعَزياً
ليُشفي قَلبي من حُزنهِ العَميق
ولا حَبيبة تُداوي نَفسي من آلامها
بلَمسة حَنان بأناملها الرقيقة
فوق آلام جَسَدي
مثل طَبيبةٍ تُشفيني وتُعَزيني
تُدهنُ جروحي
من كل ضيق.
آه كم تَمَنيت في تلك الصَدمةِ
أن ألتَقي بأعز صديق وأنبل حَبيب
وأي كائن يَكون لحَسَراتي رَفيق.
فَلَم أجد مُداوياً ولا مُشافياً مُعافياً
فَعُدتُ لصاحب صَرخَتي
مُستَنجداً بالمُجيب وسَيدي الحَبيب
يا مَسيح.. يا مَسيح.. يا مَسيح
بوَعد الأحرار كانَ لضيقي مُجيب.
هكذا هي الدنيا
مثل زهرة نَلدُ فيها
في ساعات الفجر الجديد
بعطر رائحةٍ تُعَطر الصباح
بأشراقهِ المُنير
بنَسَمات تحتَ خيوط الشمس
بالأمل السَعيد.
وبَعدَها نَذبلُ في غرورنا
وكبرياءُنا ومُشاكَساتُنا
لنُقلبَ كل فَرحٍ وعيد
الى حُزن وتَعزية
بعقول هَمَجية جاهلية
الهدف منها الأبتزاز والسُخرية
لتَحطيم البُنية التَحتية
لنَصبَح مثل العَبد المُشَرد الطريد
راقدين على أرصفة الطريق.
يوم هنا ويوم هناك
بلا مَأوى ولا طعام ولا كرامة
شَحاذين بين الطرقات كَاليَتامى.
لذلك لا تَلُمني ياصديقي
ورَفيق دَربي
عندما اُقرر الأبتعاد
أو الرحيل وراء السَبيل
الى غُربةٍ لأشبعَ سنين جوعي
بقَهر الفَقير
بقطعة رَغيف وخبز الأديب.
بَعيداً عَن جَهل أبناء جَلدَتي
واَهلي بلا ريب
في مَسكن هاديء ومَوطن غَريب.
حَيثُ هناك كما يُقال
وَحيداً فَريداً
بين أجواء الديمقراطية
والحرية الحَقيقية
لكل تَصرف وشخصية.
لأني سَمعت من مُسافر
عانى الشَقاء في وَطَنهِ
عائداً الى مَسكَنهِ الجديد
في مَملَكة السويد
يقول لي:
هناك بَعيداً العَيش الرَغيد
هناك بَعيداً حيثُ المَغيب
ولكن حُر سَعيد.
لذلك قَرَرتُ الرَحيل بَعيداً بَعيد
بلا بَديل
لأرى الحقيقة عن كُل ما قالوا وقيل
واُلامسُها من قَريب عَن قَريب
هناكَ وَحيداً هناكَ وَحيد…



3 / 9 /1995
دهوك / نوهدرى

عوديشو سادا يوخنا