المحرر موضوع: ألكلدان في فكر جبران خليل جبران  (زيارة 4034 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل صباح قيا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1900
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ألكلدان في فكر جبران خليل جبران
د. صباح قيّا
تعود معرفتي بالكاتب والشاعر والرسام والفيلسوف جبران خليل جبران إلى السنة الأولى من مرحلة دراستي الثانوية بعد ان أوعز مدرس اللغة العربية أن يقدم كل طالب  موضوعاً أدبياً مختاراً من أي من الكتب بشرط أن يكون له مغزى حياتي وأبعاد إنسانية . سقط نظري وأنا أبحث في مكتبة المرحوم والدي المتواضعة جداً , علّني أعثر على ضالّتي ’ على كتاب " دمعة وابتسامة " من تأليف جليسي الجديد . وبالفعل اخترت قصة " المجرم " والتي تحكي عن شاب فقير استغاث الملأ بعطف وتوسل كي يسدّ رمٌقه فلم يجد مجيباً , فاختار أن يحصل على ما يرغب بالقوة , وبالفعل تمّ له ما اراد بعد أن ارعب الملوك والامراء جراء شنيعة أفعاله ....
وشاءت الصدف أن أستشهد بمقولة لجبران عند مداخلتي على الموضوع الثقافي الذي قدمه أحد الزملاء الجامعيين في أخوية الشباب الجامعي المسيحي التي كنت أحد أعضائها خلال المرحلة الجامعية  .... زجرني مرشد الاخوية  المطران الراحل ( الأب آنذاك ) موسيس الملقب بقس عنتر بشدة بقوله أنه لا ولن يسمح بالإستشهاد بجبران أو ميخائيل نعيمة كونهما من الهراطقة ضمن قائمة تضم اكثر من  سبعين آديباً  حسب تصنيف الكنيسة الكاثوليكية . بصراحة لم يسبق لي سماع كلمة " هراطقة " ولم أعي معناها في حينه , فزاد غضباً عندما استرسلت ببراءة مدافعاً عن ما ذكرت , ولم يهدأ إلا بعد أن أومأ لي البعض من الحضور بالاعتذار والسكوت .... ما يفرح النفس اليوم انحسار المفاهيم التي أملتها الظروف الكنسية زماناً ما , فأصبح الحوار البناء الهادف وقبول الرأي المقابل هو السائد عند غالبية الرعاة في المؤسسة الكنسية وبالأخص في العالم الغربي الذي أوجد بنفسه تهمة الهرطقة ....
من يطالع ما كَتَبَ جبران وما كُتِبَ عنه يلمس الموسوعة الهائلة  من الثقافة المعرفية التي يتميز بها والتي يشير بدقة واقتدار إلى حيثياتها في الأسطر التي يخطها قلمه الفني الرشيق , سواء ما يتعلق بالأدباء أو الفلاسفة أو الفنانين العظام المعاصرين منهم أو الغابرين  , أو ما يخص الحضارات التي ظهرت منذ بدء الخليقة , أو الأديان باختلافها السماوية منها أو الأرضية أو المصطنعة ....
ورغم إعجابه بمنجزات الحضارات على مر العصور إلا انه لا يخفي شغفه وميله لكل ما هو كلداني وحلمه بالحصول على قطعة اثرية كلدانية .  فما جاء في  رسالته إلى " مي زيادة  " المؤرخة " نيويورك 11 حزيران 1919 " يعزز ما كان يجول في فكره حيث كتب  :               " ولكن في مكتبي هذا أشياء كثيرة أحبها وأحافظ عليها , أنا مولع بالآثار الفنية القديمة , وفي زوايا هذا المكتب مجموعة صغيرة من طرائف الأجيال وبعض نفائسها كتماثيل وألواح مصرية ويونانية ورومانية وزجاج فينيقي وخزف فارسي وكتب قديمة العهد ورسوم إيطالية وإفرنسية وآلات موسيقية تتكلم وهي صامتة . ولا بد من الحصول يوماً ما على تمثال كلداني , من الحجر الأسود . إني أميل بكليتي إلى كل شيء كلداني , فأساطير هذا الشعب وشعره وصلواته وهندسته بل وأصغر أثر أبقاه الدهر من فنونه وصنائعه ينبه في داخلي تذكارات غامضة ويعود بي إلى الماضي الغابر ويجعلني ارى الحاضر من نافذة المستقبل " ....
ويؤكد رغبته تلك في رسالة أخرى إلى " مي زيادة " والمؤرخة " نيويورك 3 تشرين الثاني 1920 " مضيفاً :
" لم أحصل بعد على التمثال الكلداني من الحجر الاسود , ولكن في الربيع الغابر كتب إليّ صديق إنكليزي موجود في العراق مع الحملة البريطانية وقال " إذا وجدت شيئاً فهو لك " .
وعزز جبران  التصاقه بالحضارة الكلدانية البابلية في كتابه : يسوع إبن الإنسان المنشور عام 1928  " حيث قص معجزات المسيح بلسان شخصية بابلية أسماها " ملاخي الفلكي البابلي " , وما نطق به : " في يسوع اجتمعت كل عناصر أجسادنا وأحلامنا طبقا للناموس , وكل ما كان كن قبله سابقاً لأوانه وجد فيه أوانه " .
وقد عالج " د. متري سليم بولس " في  كتابيه " ألغاز جبرانية , وجبران ومي بين الخيال والواقع " مسالة إعتناق جبران نظرية التقمص التي تجعله يؤمن بأنه من أصل كلداني , عاش ستة أعمار أو سبعة في بلاد الكلدان , وهو بذلك عمل على إعلاء شأن الحضارة الكلدانية وجعلها أعرق من حضارة اليونان , فكتب : إن جالب النار الأصلي هو كلداني وليس إغريقياً . وكما قال  جبران لصديقته " ماري هاسكل "  التي أوردتها في مذكراتها  : أنه عاش مرتين في سوريا , لكن لفترة قصيرة , ومرة في إيطاليا إلى سن الخامسة والعشرين , وفي اليونان حتى الثانية والعشرين , وفي مصر حتى الشيخوخة , وعدة مرات ست مرات أو سبعاً ربما في بلاد الكلدان , وواحدة في كل من الهند وفارس .
إنطفات شمعة جبران عام 1931 , ولكن لم تنطفئ شعلته الزرقاء الوهاجة فهي خالدة إلى الأبد .... ولا أعتقد انه استطاع أن يحقق حلمه بالحصول على التمثال الكلداني من الحجر الأسود ...والأمل أن لا يحصل لكلدان اليوم ما حصل لجبران ويضيع الامل بالحصول على الكرسي الرخامي داخل  قبة البرلمان الزرقاء ....


غير متصل نيسان سمو الهوزي

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3606
    • مشاهدة الملف الشخصي
سيد صباح : وحتى لو حصل احد الملائكة من الكلدان او الأشور وغيرهم على الكرسي الرخامي فماذا سيحصل او يتغير ! سيبيع الكرسي والجالس عليه لأقرب منظمة شيعية او سنية او حشدية !
ولكن هناك الآن ماهو الاهم من البرطمان وكراسيه هناك جوائز نوبل ! بس اريد اعرف عن اي سلام ومع من وكيف وماذا حصلنا من ذلك السلام ! والله راح انفجر .

غير متصل انطوان الصنا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4286
    • مشاهدة الملف الشخصي
الاستاذ الدكتور صباح قيا المحترم
شلاما وايقارا

نعم جبران خليل جبران كان شاعرًا ورسامًا وكاتب مقالات وفيلسوف لبناني مهتم بالتراث حيث بالرغم من أنه أمضى معظم حياته في الولايات المتحدة إلا أنه بقي مخلصًا لوطنه ولم يقبل أن يأخذ الجنسية الأمريكية وضمن وصيته ترك مبلغًا ماديًا لتطوير لبنان كي لا يضطر أبناء بلده إلى الهجرة مرغمين واين نحن وكرسينا الرخامي من موقف جبران الوطني ؟

عزيزي دكتور صباح اهدي اليك وللاخوة القراء هذه المقولة للشاعر والاديب الكبير جبران خليل جبران مع التحية

(ويل لامة سائسها ثعلب, وفيلسوفها مشعوذ, وفنها فن الترقيع والتقليد. ويل لأمة تستقبل حاكمها بالتطبيل وتودعه بالصفير. لتستقبل اخر بالتطبيل والتزمير. ويل لأمة حكماؤها خرس من وقر السنين, ورجالها الاشداء لا يزالون في اقمطة السرير. ويل لآمة  مقسمة الى اجزاء, وكل جزء يحسب نفسه فيها امة) 

                مع تقديري

                                    اخوكم
                                 انطوان الصنا

غير متصل زيد ميشو

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3448
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الدكتور العزيز صباح قيا
توثيق جميل لكلام شخصية مهمة على الصعيد الفني والديني والتاريخي، من الصعب الشك بها.
ليس من باب الانتماء القومي، لكن الحق يقال، الحضارة الكلدانية يشهد لها العالم، واسم الكلدان هو هوية العراق وبين النهرين، والاسم متداول عبر التاريخ كشعب ولغة..وبهذا الاسم فخرنا
مشكلة المشاكل بـ ... مسؤول فاسد .. ومدافع عنه
والخلل...كل الخلل يظهر جلياً بطبعة قدم على الظهور المنحنية

غير متصل kaldanaia

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 871
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
عزيزي واستاذي الكبير صباح قيا المحترم
كلامك عن جبران سردته بطريقة محببة جدا كعادتك .اذا كان جبران ماروني سرياني يفتخر
بالكلدان فهذه شهادة على كل كلداني ان يعتز بها . هكذا كان جبران انسانا حقيقيا ذو
رؤية شاعرية يحلق بقارئه في الافاق , الكنيسة اخذت منه موقفا في فترة ما بسبب مواقفه
الواضحة من ممارسات بعض المطارنة . استاذي صباح قيا المحترم ما دام في الكلدان اناس
مثلك الكلدانية بالف خير . احييك على هذا المقال

غير متصل صباح قيا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1900
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
أخي نيسان
مبروك لكل من يستطيع أن يظفر بكرسي البرلمان , أما العمل والإنتاج فيعتمد على الضمير  .
أما عن جائزة نوبل , فلا بأس أن نفخر بمن سيحصل عليها , ولا اعتقد أن من حصل عليها سابقاً أفضل ممن سيحصل عليها لاحقاً , ورحم الله الفيلسوف طاغور في قوله : من هو المعتوه الذي يعتقد أن الأمور تسير بنظام ؟ , ومن هو المعتوه الذي يعتقد أن كل شيء موجود حيث يجب أن يكون ؟ . على كل حال موضوع المقال لا علاقة له بأحداث الساعة الصاخبة .
تحياتي


غير متصل صباح قيا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1900
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ألأخ أنطوان الصنا المحترم
بشينا
شكراً على إضافتك وعلى هديتك القيمة , وأرجو قبول هديتي الجبرانية أيضاً :
 " ألذي يتخلى عن مملكة , هو لا بد أعظم من مملكة "
المصدر كتابه  " ألسابق Forerunner" المترجم من الإنكليزية إلى العربية
وللعلم أن جبران لبناني امريكي حاصل على الجنسية الأمريكية , وله عدة تماثيل أحدها في أكبر مكتبة في لوس أنجلس , وأيضاً هنالك حديقة بإسمه وربما تكريمات أخرى لم أطلع عليها بعد . فلو كان على كرسي البرلمان الرخامي لكان اسمه الآن " خسران ذليل خسران "
تحياتي

غير متصل افسر بابكة حنا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 491
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاستاذ صباح قيا المحترم
تحية كلدانية معطرة
ما يميز الكلدان عبر التاريخ وكذللك الكنيسة الكاثوليكية صفة التسامح وتقبل
الاخر وفِي الاونه الاخير قطعت الكنيسة أشواطاً كبيرة في تقبل الاّراء و الأفكار كانت
في السابق تعد من المحرمات وهذا ما يجعلها اكثر قربا من الناس ، 
وكاتبنا وفيلسوفنا جبران كان و عبر مسيرته الأدبية يحمل فكرا تنويريا  ورسالة تحمل
في طياتها الكثير من المعاني الفلسفية ولم تكن يوما كتاباته تعارض مبادئ المسيح
بل كانت ضد ما تقوم به الكنيسة من اعمال تشوه الفكر المسيحي  فقبل ان يكون فيلسوفا
كان مصلحا اجتماعيا ايظاً وكتاباته و أشعاره خير دليل على ذلك
دمت بخير


غير متصل صباح قيا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1900
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ألأخ العزيز زيد ميشو
سلام المحبة
لقد لعبت الصدفة , وما أحلاها من صدفة , في توثيق  الإعجاب المتميز الذي حمله المبدع جبران لحضارة الكلدان . ولم يكن جمع مثل هذه المعلومات الأولية هيناً , وحسب ما أذكر أن الاب الفاضل  لويس الديراني الذي أمضى سنوات طويلة , كما تعلم , من خدمته الكهنوتية في لبنان , دون ملاحظته عن العلاقة الفكرية بين جبران والكلدان في أحد كراساته عن الكلدان ومن دون شك سأتابع الموضوع  معه . كما أني أعتقد بأن هذا الموضوع ممكن التوسع فيه والإستفادة منه كرسالة ماجستير , ويا حبذا لو يبادر أحد المعنيين بذلك لأهميته من جهة وأصالته من جهة ثانية .
تحياتي


غير متصل صباح قيا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1900
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاستاذ العزيز كلدانايا المحترم
سلام المحبة
شكراً على كلماتك الإطرائية الجميلة علّني أستحقها وأنا مجرد  تلميذ صغير في حقل الثقافة المعرفية وخاصة مادة التاريخ الذي أنت أستاذها بامتياز . ثق أستاذي العزيز أنني أتعامل مع جوهر إنسانية الإنسان بغض النظر عن إنتماءه , ولكن هذا لا يمنع الإعتزاز بما أنا جبلت عليه وبدون تعصب أو تهميش الآخرين ... علاقة جبران الفكرية مع الكلدان غير معروفة عموماً , ولم يسبق التطرق إليها , ولكنها جديرة بالتعمق ,
كما ذكرت للأخ زيد , حبذا لو يبادر أحد المعنيين بتقديمها كرسالة ماجستير , وإني على استعداد بأن أدعمه بالمراجع والأفكار , ومثل هذه الرسالة ستكون الأولى من نوعها بالإضافة إلى أصالتها , وسوف تزدهر المكتبات بها . كيف لا والموهوب  جبران يعتبر ظاهرة إبداعية متنوعة بجدارة  .
تحياتي


غير متصل صباح قيا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1900
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ألأستاذ أفسر بابكة حنا المحترم
سلام المحبة
شكراً لمرورك وإضافتك القيمة التي أتفق معها كليّاً . نعم جبران كان مؤمناً بالمسيح وتعاليمه , ويقال أن الكثير مما جاء في كتابه الموسوم " ألنبي " كان يتلى ويرتل في الكنائس في أمريكا . ربما كان استقلالي التفكير , لذلك عندما سألته الراهبة العاملة في المستشفى الذي كان راقداً فيها في مدينة نيويورك وهو في ساعاته الأخيرة : هل أنت كاثوليكي ؟ أجاب بالنفي . وبسبب موقفه هذا حصل إشكال كهنوتي ماروني حول  نقل رفاته إلى بوسطن حيث تسكن أخته . ورغم ما حصل تم دفنه أخيراً في دير مار سركيس , على ما اعتقد , في مسقط رأسه لبنان .
تحياتي


غير متصل ArDO

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 45
    • مشاهدة الملف الشخصي
جبران   ليس عربياَ، بل سريانياَ آرامياَ

 مقالة كتبها رئيس الإتحاد الماروني طوم حرب بعدما وصف كولين باول جبران بالعربي

 الإتّحاد الماروني الأميركي

 لمناسبة مهرجان تكريم الأديب الكبير جبران خليل جبران في الولايات المتّحدة الأميركية، وجّه الإتّحاد الماروني الأميركي بشخص رئيسه طوم حرب، رسالة الى وزير الخارجية الأميركي، الجنرال كولين باول، نقتطف منها اهم ما جاء فيها.

حضرة وزير الخارجيّة

 نحن نعلّم تمام العلم أنّ الأميركيين المتحدّرين من أصول مشرقيّة، شديدي الحساسيّة فيما يتعلّق بمسائل التّراث و قضايا العدالة و السّلام في المنطقة. من هذا المنطلق، إسمح لي أن أطرح سؤالاً حسّاساً، لا يمسّ المليون و النّصف أميركي من أصل ماروني فحسب، و إنَّما المجتمع اللّبناني الأميركي بأكمله.

في السّابع من شهر أيّار الحالي، شاركتم بكلمة ألقيتموها في الحفل السنوي الثالث على التوالي، و الذي نظّمته المُؤَسَّسة العربيّة الأميركيّة، لتوزيع جوائز مستوحاة من إنسانيّة جبران خليل جبران. و بطبيعة الحال، فإنّنا كإتّحاد، ليس لدينا أي اعتراض على أي حفل، الغاية منه تكريم جبران. غير أنه لا يسعنا إلا الإعراب عن قلقنا حيال نعت هذا "الإنسان اللبناني الأميركي ب" العربي الأميركي   إنّنا نصفّق لكلّ من يقوم بتكريم جبران كرجل عطاء كبير في مجال الفن و الأدبيين الأميركي و اللبناني، الا اننا نجد أنفسنا مضطرين للإعراب عن استيائنا و رفضنا القاطع لادّعاء المؤسسة العربيّة الأميركيّة بانتماء مطلق شخص ماروني لبناني الى الجسم العربي. فجبران خليل جبران، ذلك المهاجر اللبناني الماروني، ولد في قرية بشرّي كمسيحي ماروني من أصل أصل سرياني آرامي. أمّا عائلة جبران فتنتمي لمجتمع و قرية آرامية مارونيّة منذ اكثر من 1500 عاماً. كما ان اللغة السريانية الأم و الأصول السريانية لا تنحسب على مجتمع جبران و ذويه فحسب، بل على اجداده أيضاً، هؤلاء الأجداد الذين كانوا من أشدّ مقاومي الغزوات العربيّة. لقد دافعت بشرّي و المناطق المحيطة بها عن نفسها و قاومت بضراوة، و لقرون عديدة، جحافل الأمويين و العباسيين و المملوكيين أيضاً، بالإضافة الى ذلك، فإن آثار جبران الأدبيّة تمحورت حول ارتباطه العاطفي بلبنان كأمّة و النّضال ضد العثمانيين و العرب الذين أنكروا على لبنان استقلاله. و لا يسع من يقرأ أشعار جبران الشهيرة المكرّسة لعمليّة الإبادة الجماعية لسكان جبل لبنان، إلا ان يفهم ان جبران لم يكن الا لبنانيّاً و اميركيّاً كرّس نفسه من اجل حريّة وطنه الأم.

إن نعت جبران بالعربي، لا يمكن اعتباره الا اهانة لجبران و لمجتمعه. و نحن...كموارنة اميركيين و لبنانيين اميركيين، نرفض بشدّة كل محاولة ذات خلفيّة سياسيّة، لسرقة رموزنا و ردّهم لأصول عرقيّة اخرى. بالإضافة إلى ذلك، فإننا نعرب عن عظيم استياءنا من استغلال اسم جبران في محافل تشرّع سياسة التّفرقة العرقيّة ضد الجاليتين المارونية و اللبنانية، و مصادرة رموزها القوميّة في اميركا

غير متصل صباح قيا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1900
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
نعم جبران من أصول آرامية سريانية حاله حال كافة المارونيين . ولكن معظم المارونيين يعتبر نفسه عربياً وخاصة سكنة  لبنان , وهذا ينطبق غلى الأغلبية من المسيحيين في الشرق الأوسط  بسبب الحكم العربي الإسلامي حيث ضاع الأصل بصورة عامة وانصهر مع الأغلبية العربية قسراً أو خياراً . وربما هنالك قلة قليلة جداً من اللبنانين  من سكنة المهجر من تنسب نفسها إلى أصولها الآرامية السريانية . 
ما اعترض عليه رئيس الإتحاد الماروني يكتسب أهميته وشرعيته فيما إذا أعلن جبران عن نفسه أنه ماروني سرياني وليس عربياً . لم يصادفني  مثل هذا الإعلان خلال مطالعتي لبعض مؤلفات جبران وكتاباته , ولكن حتماً ساحاول أن أتوسع في تلك النقطة بالذات . ما لفت نظري  في كتاباته استخدامه  التعابير التالية :   عظمة الكلدان وفخامة الآشوريين ونبالة العرب . وممكن الإستنتاج بصورة غير مباشرة بانه لا يعتبر نفسه عربياً كما انه ليس بالكلداني أو الآشوري .