المحرر موضوع: نزاعات وصراعات تتحوّل إلى مبادرات ومشاريع في بعشيقة  (زيارة 1673 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل بناء السلام

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 202
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
نزاعات وصراعات تتحوّل إلى مبادرات ومشاريع في بعشيقة

بحضور وجهاء وشيوخ العشائر ورجال الدين لناحية بعشيقة من (الأيزيديين والمسيحيين والمسلمين الشبك) وضمن مشروع مدّ الجسور بين مجتمعات سهل نينوى عقدت المنظمة الأيزيدية للتوثيق مجموعة تركيز بين مكونات بعشيقة (جلسة حوار) في قاعة مجلس ناحية بعشيفة يوم الأحد المصادف 25-2-2018  لبناء السلام وإدارة النزاعات والتقليل من آثارها.

بدأت الورشة بالتعريف عن المشروع والمنظمات الشريكة وآلية تنفيذ البرنامج والتعارف بين المشاركين وحول إمكانية بناء السلام وتعزيزه بين الشبك والمسيحيين والأيزيدية في ناحية بعشيقة وعن طريق مناصبهم ومكانتهم المجتمعية وكيفية تطبيقها على الواقع وتوظيفها في خدمة التماسك الإجتماعي والتعايش السلمي ومناقشة المشاكل والتحديات التي تواجه هذه المكونات في سهل نينوى.

إستعرض ميسّر الجلسة شجرة النزاع والآثار التي ترتبت عن هذه الشجرة بالإضافة إلى منهج عدم الإيذاء بين الجميع ، المنهج الذي يحثّ على احترام خصوصيات الآخر وقبول المكونات لبعضها البعض.

قال الممثل القُطري لمنظمة (جسر إلى) ومدير مشروع برنامج مدّ الجسور بين مجتمعات سهل نينوى السيد(رائد ميخائيل شابا) : مشكلة النزاعات في سهل نينوى معقّدة ومتشعّبة بسبب :
1_ قلّة إهتمام الحكومة بهذه المناطق وإعتبارها مناطق متنازع عليها وهذا يخلق نوعا من الإجحاف في حقوق الأقليات ويثير الصراع التنافسي بين هذه المكونات في سهل نينوى.
2_ إنعدام الحوار البنّاء في سبل تعزيز المشتركات التي تجمع كافة الأطياف.
3_ كما أنّ مشكلة التنظيم المتطرف (داعش) أثار من الكثير من الشكوك وإنعدام الثقة بين هذه المكونات ، ولأنّ تعزيز مفاهيم السلام يتطلب مبادرات تبدأ من المجتمع نفسه.
4_تعزيز مفهوم التعايش المشترك في مناهج التعليم والمؤسسات التربوية كخطوة أولى أساسية لتثقيف وتوعية الأجيال وحثّهم على نشرها وتطبيقها في مجتمعاتهم.
5_ تقليل حدّة خطاب الكراهية في المنابر الدينية وتوجيهه نحو قبول الآخر وأحترام حرية الأديان وبدء بخطاب الحب والتسامح والسلام.
وأضاف رئيس الجمعية الأيزيدية في نينوى السيّد (جلال الياس) أحد المشاركين في هذه الجلسة : (إنّ عملية السلام تمرّ بضبابية والسبب الرئيسي هو عدم إبداء نيّة التسامح من الاطراف الاخرى وخاصة الأطراف المعتدية مثال ذلك : أبناء القرى من الشبك السنة وخاصة قرية "الفاضلية – عمرقج " أهالي هاتين القريتيين هم من سرقوا مناطقنا وبيوتنا وكان إرتباطهم بتنظيم (داعش) إرتباطا وثيقا ، وبعد إنتهاء تنظيم (داعش) لم يظهروا حسن نيّتهم ولم يعتذروا عمّا يفعلوه، كان من المفترض أن يأتوا إلى مجالس بعشيقة وبحزاني ويجتمعوا مع المسيحيين والأيزيدين وتقديم الجناة للعدالة لإعادة الثقة بيننا وبينهم، إذن عملية السلام تحتاج إلى تنازلات بين المكونات التي تعيش في ناحية بعشيقة وبحزاني ، قبول الآخر وأحترام حريّة الآخر.

وأشار السيّد (زهير حسين عرب ) عضو مجلس وجهاء الشبك أحد المشاركين في مجموعة التركيز أقيمت هذا اليوم (نستطيع أن نحقق السلام عن طريق :
1_مشاركة الأعياد والمناسبات الدينية بين الطرفين.
2_احترام الرأي الآخر.
3_التوازن في الوظائف في ناحية بعشيقة وبحزاني.
4_ التبادل الاقتصادي
وأن بعشيقة لم يتواجد النزاع بها بصورة حادة كان نزاعا تنافسيا ولكنّ الذي خلق النزاع هو ظهور تنظيم (داعش) الذي يحسبوه إخوتنا الأيزيديين عائد لنا ، نحن كشبك لا علاقة لنا بهم، لهذا علينا أن نخلق مبادرات جديدة لنشر وبناء السلام في بعشيقة مرّة أخرى.

وتحدّث المشاركون حول دور المرأة في تعزيز وبناء السلام في هذه المناطق عن طريق تفعيل دور المرأة في المجتمع ومشاركتها في القرارات وتمكينها وبناء قدراتها لتكون عنصرا فاعلا في بناء السلام وبناء المجتمع.
وأضافت الناشطة (نور ياسر) ميسّرة في منظمة (داك) للمرأة الأيزيدية  بأنّ دور المرأة يكمن أيضا في تحقيق السلام والتعايش السلمي بين مكونات سهل نينوى من خلال إعطاء للمرأة دورها في حرية الرأي والمشاركة في العملية السياسية ومشاركتها في وخلق فريق للمدافعات عن حقوق المرأة ونشر السلام عن طريق المراة يكون مقبولا في طبقات المجتمع لأنّ المرأة هي الأم والمربّية والمعلّمة والأخت والزوجة ، لهذا المرأة هي صانعة السلام في الكثير من الأمور التي تحصل.
وأكد الناشط المدني والصحفي (خالد علوكه) : ( إنّ بناء السلام يعتمد على قابلية تفعيل الحوار بين المكونات الموجود في قضاء الحمدانية وقبول الآخر المختلف فكريا وعقائديا، حيث كلّماّ كان هناك قبولا لمفهوم السلام نستطيع أن نفتح أفاقاً للتواصل ووضع حلول لكافة النزاعات التي تواجه هذه المكونات في ناحية بعشيقة ، ويجب تطبيق القانون على جميع المواطنين وأنّ النزاع الذي خلقه تنظيم (داعش) من تفجير البيوت والمزارات لهذا يجب أن نخلق مبادرات ونشاطات وفعاليات تدعو للسلام لإعادة الآواصر التي فككّها تنظيم داعش.

وقالت الناشطة المدنيّة (فيان أكرم) منسّقة منظمة داك للمرأة الأيزيدية : ( نستطيع تحقيق السلام عن طريق المرأة ومن خلال هذه النقاط : أولا الثقة بأمكانيات وقدرات المرأة وإرادتها وهنا أقصد أن يعطي المجتمع دوراً  للمرأة للمشاركة في بناء السلام بين مجتمعاتها وخاصة النشاطات المدنية ويجب أن يكون دور المرأة مساوٍ لدورالرجل ، ثانيا التركيز على النساء القياديات الموظفات في المدارس ، ويمكن أن يكون لهم تأثير على الأجيال والطالبات والنساء الأخريات والأمهات ويكونوا رسالة سلام لهذا يجب على كل النساء أن تشارك في بناء السلام ).
أدار الجلسة الميسّر حسين زينل علي عضو مجلس ناحية بعشيقة ، ضمن مجموعة أساليب العصف الذهني والمشاركة في الحوار والمناقشات التي كانت من واقع سهل نينوى وأمكانية إيجاد حلول مشتركة وأقتراح مشاريع يموّلها مشروع (مدّ الجسور بين مجتمعات سهل نينوى) لتعزّز السلام بين المكونات في برطلة وتحاول إعادة النسيج الإجتماعي بينها للعيش بكرامة ورفاهية وتفاهم وتطوير للمنطقة وتقليل الصراعات التي أحدثتها الهجمات الأخيرة لمحافظة نينوى.
وفي ختام هذه الورشة طرح المشاركون مشاريع مختلفة يمكن إدراجها كمشاريع بناء السلام بين المشاركين منها " مهرجانات فنية وأدبية وثقافية وفلكلورية ، ورش تدريب ، محاضرات ، ماراثون، مسرحيات ، بطولة كرة القدم، كما أثبت المشاركون بأنّ النتائج التي خرجوا بها ستكون فعّالة و سيحققون السلام عن طريق صفحات وسائل التواصل الأجتماعي وخلق مباردات بين المكونات نفسها لمعالجة المشاكل الحاصلة  وتقليل من خطاب الكراهية الحاصل لدى الكثير من الأشخاص الذين يحاولون تصعيده عبر الإعلام وعبر الوسائل الأخرى، وجدير ذكره بأنّ مشروع مدّ الجسور في مجتمعات سهل نينوى بتنفيذ وإشراف من المنظمة الإيطالية (جسر إلى) بتمويل من الوكالة الألمانية للتعاون الدولي نيابة عن الوزارة الاتحادية للتعاون الاقتصادي والتنمية في ألمانيا وتنفيذ كلّ من المنظمة الأيزيدية للتوثيق ومنظمة الرسل الصغار للإغاثة والتنيمة ومنظمة داك للمرأة.