المحرر موضوع: التنوع الثقافي في العراق يواجه أزمات مستعصية رغم محاولات الحكومة وإنتهاء سيطرة داعش  (زيارة 715 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عنكاوا دوت كوم

  • مشرف
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 37762
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
التنوع الثقافي في العراق يواجه أزمات مستعصية رغم محاولات الحكومة وإنتهاء سيطرة داعش

 
عنكاوا دوت كوم : وكالة الاوفياء نيوز :تقي حميد

إنهاء سيطرة تنظيم داعش الارهابي على الاراضي العراقية والقضاء عليه شبه كليا، لم تكن هي بداية الانفراج للتنوع الثقافي والقومي والاثني في العراق، بل هناك تحديات جمة تواجه البلد للخروج من هذه الازمة التي تبدو شبه مستعصية في الفترة الحالية في ظل ظروف كثيرة مجتمعة من بينها انعدام الاستقرار السياسي والازمة المالية بالاضافة الى الهجرة المحلية والاقليمية والدولية للأقليات العراقية.

وعلى الرغم من اهمية التنوع الثقافي للعراق في هذه المرحلة الانتقالية، إذ بمقدوره، أن يعزز الشعور بالهوية والتماسك المجتمعي في وقت الشك وانعدام اليقين، فضلاً عن أنه يشكل مصدراً أساسياً للإبداع والابتكار. وعلى ذلك لا يمكن لأي تنمية بشرية أن تكون مستدامة بدونها، لكن الحكومة العراقية لم تكن تحركاتها جدية في هذا المضمار.

ويوم 14 من الشهر الجاري، قال مكتب رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي ، إن “رئيس مجلس الوزراء، التقى على هامش مؤتمر إعمار العراق المنعقد في الكويت مدير عام منظمة اليونسكو اودري ازولاي، وجرى خلال اللقاء طرح مبادرة من قبل منظمة اليونسكو تتعلق بمدينة الموصل لتكون مثالا للتنوع الثقافي، كما تم بحث عمل منظمة اليونسكو المقبل في العراق.

وكشفت المديرة العامة لليونيسكو، أودري أزولاي، يوم 16 من الشهر الجاري، في بيان صحافي، عن اطلاق مبادرة تهدف إلى تعزيز روح التعايش السلمي وقيام مجتمع شامل للجميع من خلال المشاركة في إعادة إحياء العراق على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي والثقافي، بالإضافة إلى المساهمة في التنمية المستدامة وتحقيق المصالحة بين المجتمعات المحليّة من خلال صون وتعزيز التراث الثقافي”.

في السياق ذاته، تقوم بعض الدول المشاركة في التحالف الدولي ضد تنظيم داعش الارهابي، بقيادة الولايات المتحدة الاميركية بتقديم المنح المالية للعراق ضمن مشروع تعزيز التنوع الثقافي في العراق والحفاظ على وحدة البلد الثقافية، من بين هذه الدول هي المانيا واميركا.

وعن ابرز التحديات التي تقف عائقا امام التنوع الثقافي في العراق، يقول الباحث في مجال التعددية، سعد سلوم، ان “فترة ما بعد داعش ستشهد تحديات جديدة تنصب على قضية اعادة بناء الثقة بين المكونات العراقية وهذه تتطلب ان تكون هناك مجموعة من السياسات المهمة من اجل اعادة بناء البنية التحتية للمناطق المحررة من داعش وتشجيع عودة النازحين الى هذه المناطق سواء كانوا في داخل العراق او في البلدان الاخرى، بالاضافة الى بحث امكانية استقبال المهاجرين الذين لم يندمجوا في البلدان التي هاجروا اليها او قدموا اليها طلبات لجوء”.

واكد سلوم، ان “تكون الحكومة مستعدة لذلك، يتطلب منها توفر ارادة سياسية وتوفر موارد مالية كافية لان مثل هذه السياسات تتطلب موارداً مالية ربما لا تفي بها ميزانية الحكومة الحالية لا سيما بعد التحديات الاقتصادية التي تواجه البلد جراء قتال تنظيم داعش الارهابي وانخفاض اسعار النفط”.

وقال الباحث في مجال الاقليات الدينية، صائب خدر، ان “العراق إذا فقد مكونا من مكوناته الدينية لن يكون عراقا، فهو بلد من تنوع منذ البدء وبالتالي التنوع الثقافي هو روح العراق وعلى الحكومة رغم ان القصور لن يقع عليها بشكل كلي، لان لديها اولويات الارهاب والامن والاعمار، لكن يجب ان تخصص مستشارين للبحث في موضوع التنوع الثقافي والحفاظ على استقراره وتوفير الغطاء القانوني والشرعي له من خلال تشريع قوانين تحمي الاقليات في العراق”.

وتابع خدر، ان “هناك استقطابا سياسيا تقوم به بعض القوى السياسية ذات الامتداد الاقليمي والتي تعمل على تمزيق التنوع في العراق وهو ما يحدث الان في مناطق سهل نينوى وسنجار من بعض السياسيين وهنا يجب ان تأخذ الحكومة دورها بغية الحفاظ على الاقليات العراقية في هذه المناطق ومنحها الثقة الكاملة من اجل ديمومتها واستمرارها”.

ولاشك، ان كل ما نحتاج اليه لتنمية ثقافة التنوع هي توفير مصادر معرفية واسعة، ومبادرات مدنية وحكومية ودينية مستمرة على مدار السنة، وتوحيد الخطابات الدينية والاعلامية وجعلها تنصب في تنمية فكر الفرد باتجاه الحفاظ على هذا التراث الثقافي والحضاري ونشر الوئام والمحبة بين جميع الاقليات العراقية.
أي نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة، دون الإشارة الى " عنكاوا كوم " يترتب عليه أجراءات قانونية