تشابه بين اللغة الأشورية القديمة والعبرية لا يعني سلب اللغة الارامية الحديثة(الكلدانية والسريانية) بأبجديتها وآدابها رد على السيد أخيقر يوخنا.
مثل المقال: السيد اخيقر يوخنا لا تقيس الامور على أساس التشابه, ليس كل ما يلمع ذهبا , والا لكان كل ما يلمع ذهبا وفق نظرية التشابه بين اللغة الأشورية القديمة والعبرية! والتي اتيت بها في مقالتك.
السيد الكاتب أخيقر يوخنا المحترم :
لقد أطلعت على مقالتك حول ماذهبت اليه فيما يخص التشابه بين اللغة الاشورية القديمة والعبرية؟
اود منك ان تتقبل بصدر واسع بعض من أرائي حول مقالتك ككوني باحث آكاديمي سبق وان قدم أطروحت ماجستير حول كلدان العراق سنة 1999 الى جامعة صلاح الدين اربيل, هذه الاراء هي كالاتي:
اولا:موضوع التشابه بين اللغة الاشورية القديمة والعبرية ليس دليل كافي يثبت على بقاء اللغة الاشورية القديمة الى يومنا هذا كلغة حية مثلما زعمت في مقالتك وبنيت عليها نظريتك وهي عارية من الصحة سوف اوضح ذلك لك وللقراء الاعزاء في عنكاوا كوم بشيء من التفصيل.
صحيح لا اختلف معك من مسئلة التشابه , لكن هذا التشابه موجود ليس فقط بين الاشورية والعبرية لابل متواجد بين جميع هذه اللغات التي اود ان اذكرها لك( أبتداء من القبطية – العربية – العبرية –الارامية بشقيها الكلداني والسرياني- الامورية البابلية القديمة – الاشورية – الفينيقية- المؤابية- الكنعانية) لكنك تعلم لماذا يوجد هذا التشابه ؟ الجواب: لأنها جميعها تنحدر من أصل واحد وهو الاصل السامي نسبة الى آولاد سام بن نوح , فليس هناك أستغراب في الموضوع . لكن الاستغراب في النظرية التي خرجت بها وانت غير موفق بها أكاديميا مع الاسف الشديد . وفق نظرية التشابه التي تدعي بها يجب بهذه الحالة ان تكون جميع هذه اللغات التي ذكرتها لك في القوس حية لكن دعني اقول لك ان الحقيقة ليست كذلك لا بل يبدو لي ان لغة العاطفة قد غلبت على قلمك واوقعتك في هذا الخطاء الكبير الذي لا يحمد عليه لأن العلماء المتخصصين بشأن اللغة يصفون هذه اللغات تحديدا (الامورية البابلية القديمة – الاشورية –الفينقية – الموأبية- الكنعانية) باللغات السامية البائدة أي الميته اي لاوجود لها في التداول كلغة حية في يومنا هذا, على العكس تماما من اللغة الارامية الحديثة التي توصف باللغات الحية بشقيها الكلداني (لغة الكلدان والاثوريين معا) والسرياني لغة (الاراميون القدماء ابناء الامة السريانية اليوم في عراق وتركيا ولبنان وسوريا ) والفرق بينهما أي الكلداني والسرياني هو في الخط واللفظ أذ يتصف اللسان الكلداني من قبل العلماء بالمربع والسرياني بالمدور(كأن تقول مثلا الباب بالكلدانية طرعا – بالسريانية طرعو , البقرة : بالكلدانية تورتا – بالسرينية ترتو) هذه الفروق اللهجوية تبدو لي من خلال التحمص في الموضوع اكثر وضوح لدى سريان تركيا وسوريا اكثر من سريان العراق( لربما يعود ذالك الى عامل البعد الجغرافي والعزلة هذا هو تحليلي الشخصي وايضا لربما ولست متأكد 100% لربما عامل المذهب الكنسي(الاختلافات المذهبي وتداعياته) ايضا يكون له دور في هذا المجال) على أية حال, اي ليس بذلك الفرق الكبير لكوننا ابناء امة واحدة ولسان واحد آرامي الاصل.
2- النقطة الثانية فيما يخص التشابه في الكلمات التي ذكرتها في مقالتك يا سيد أخيقر الكلمات هي ( ابو – أوزنو- أومو- أربو أي بالعربية الاب – الاذن – الام – اربعة). قبل ان أبداء بتحليل هذه النقطة اود ان اعطي ملاحظة تخدمك كثيرا في المستقبل هذه الملاحظة بصراحة ليست بالاصل لي بل تعلمتها من أستاذي الفاضل البروفيسور خليل اسماعيل محمد عندما كنت اكتب البحث(أطروحت الماجستير) قال لي حينها عندما تستشهد بمصدر ما لأثبات حقيقة ما فكلام المصدر سوف يعود لك في نهاية المطاف اذا كان صائب او خاطيء في طرحه للفكرة او اي حقيقة كانت فنصحني كي اتأكد من صحة المصدر قبل ان ادونه في اطروحتي , كي لا يدخلني في دهاليز ومتاهات لا اكون قدرها لأن أفكار والحقائق التي يأتي بها المصدر قابلة للنقاش (فعلا يا سيد اخيقر انها ملاحظة تفيد كثيرا انها من ذهب).
الان احلل النقطة: هذه الكلمات الاربعة لو( قرأها أو سمعها) اي واحد من ابناء شعبنا سواء كان كلداني او أثوري أو سرياني ماذا سوف يستوحي منها (انها كلمات آرامية بشقها السرياني الغربي لسان سريان تركيا وسوريا – اللسان المدور), ما هو الدليل اللغوي الذي اتى به مستر الانكليزي (آي, دبليو. كنج) يثبت به لك ولنفسه انها كلمات للغة الاشورية القديمة بالعكس وفق هذا المثل هي كلمات آرامية سريانية واضحة بوضوح الشمس حتى لو يسمع بها الاعمى لا قال لك انها ارامية سريانية غربية. يا سيد اخيقار هذه هي لغتنا لغة أبائنا واجدادنا منذ الاف السنين هل يعقل ان يأتي رجل انكليزي أو أمريكي(لا تتعدى عمر حضارته 100 سنة) ناهيك أنه لا يجيد سوى بضع كلمات من هذه اللغة الواسعة بأدابها وتراثها باتساع البحار والمحيطات ياتي ويحدد هويتها بهكذا تحليل ساذج لا يقبلها العقل والمنطق. هذا من جهة. ومن جهة اخرى انك حقا تجهل بشكل كبير وخطير عن اصل اللغة الاشورية القديمة بشكل لم أكن أتوقعه منك على الاطلاق صدقني ومن دون اي مبالغة , ما عدا الخلط بين مفهوم اللغة والكتابة في مقالتك (التشابه وبالاعتماد على هذا المصدر الانكليزي ركيكة جدا عارية من الصحة لماذا لا تقراء يا رجل قليلا للخبراء والمتخصصين في اللغات القديمة و الكتابات المسمارية), طالب في السادس الابتدائي لو ساءلته الكتابات المسمارية من اوجدها سوف يصرخ لك السومريين من سكنت العراق القديم . أما لغة الاشوريين القدماء كانت لهجة من اللغة الاكدية وكانو يستعملون الكتابات المسمارية , أكدية نسبة الى سرجون الاكدي مؤسس الدولة الاكدية في جنوب العراق.
دعني أسرد لك مثل حول (اللغة والكتابة) حتى تتوضح الصورة لك أكثر, وليكن المثل حول ( الاكراد اليوم) لديهم لغة ولكن ليس لديهم أبجدية اي حروف فأنهم يستعملون الابجدية العربية في كتاباتهم في العراق وايران واللاتينة في توركيا وسوريا.لكن هل يعقل ان أقول ان الاكراد ليس لديهم لغة؟ طبعا لا لانه لا يبقل به لا العقل ولا لغة المنطق.
لو فرظنا ان نظريتك الخاطئة التي نسبتها بالخطاء الاكثر جسامه الى الكاتب الانكليز كأنك برئة ذمتك أمام القراء (انها صحيحة اي لغتكم الاشورية القديمة باقية الى اليوم بالاعتماد على نظرية الخاطئة اي التشابه مع اللغة العبرية) فالمفروض اليوم انتم الاشوريين لديكم لغة خاصة بكم تختلف عن السريانية والكلدانية , ليست المشكلة الابجدية (هذه هم نتنازل عليها من اجل خاطرك العزيز علينا) لتكون الب, بيت, كمل اي الابجدية الارامية الحديثة ( لكن هنا مربط الفرس هل حقا لديكم لغة الاشورية القديمة باقية حية الى اليوم؟ يا رجل لماذا تضع نفسك في هكذا مأزق لو علماء العالم لو أجتمعو معك سوف لن يخرجو بنتيجة صدقني...هذه لندن وواشنطن بعلمائهما أمامك و بعظمتهم, لو برأسهم ذرة خير, اي اذ بأمكنهم أن يجدو لك اللغة لأشورية القديمة ,انا سوف أتبرع لك بالحروف اي الابجدية نيابتا عن الامة السريانية(هاي المرة خلي السريان يقبلوها من عندي) وعن الامة الكلدانية اني مخول وبأمتياز اي ابجدية تختار انت حر( سريانية أو كلدانية) بس بشرط بشرط بشرط أن تأتي بلغتك الاشورية القديمة مثل ما تدعي وفق المثل الذي وضعه لك الانكليزي مستر كنج (التشابه) اربعة كلمات ارامية سريانية من اللسان المدور . بصراحة يا سيد أخيقار لو تكون أجتهاداتكم بهذا المستوى فالله يكون بعونكم فعلا وضعكم لا يحسد عليه.
بعض الحقائق للكاتب اخيقر يوخنا كي يتأكد بنفسه من صحة عدم نجاح نظريته التي تقول ان للغة الاشورية القديمة هي لغة حية على أساس فرضيته (التشابه بين الاشورية القديمة واللغة العبرية):
بعض الحقائق حول اللغة الاشورية القديمة ( وهي اللغة الاكادية ذا الكتابة المسمارية التي يدعي أخيقر يوخنا انها حية على اساس التشابه بينها وبين اللغة العبرية) لعله يستفيد منها في المستقبل.
الرابط الأول هو حول اللغة الأكادية و الكتابة المسمارية مجوعة كلمات بالاكدية مكتوبة بالانكليزية:
http://www.omniglot.com/writing/akkadian.htm na, a, sa, su,gal, ki, mu,n, bi, an dingir,kam,im, u, si, bad, ir,ra, ud, dim, ni, as, hal, m, zu, sun, ka, ba, la, ad, gu, bal, zadmin, bul,tar,iti, assur, arad,u
هل فعل هذه الكلمات مازالت حية بين الاثوريين اليوم؟ وهل فعلا انت تجيد معنى هذه الكلمات كي تقول لنا ان اللغة الاشورية القديمة هي لغة حية على اساس تشابهها مع العبرية؟ لا بل تذهب الى ابعد من ذلك عندما توصف من يقول ان الاشورية القديمة لغة ميتة انما يقول هذا نتيجة احقاده على الاشوريين؟ يارجل لو انت تتكلم الاشورية القديمة ما ضررها لي انا ككلداني او على شخص سرياني أو أرمني أو عربي أوكردي أو تركماني أو أعجمي.... الخ ما هذا المستوى الضحل من التفكير يؤسف حقا له لم أكن أتوقعه منك يا سيد اخيقر يوخنا انها أشبه بشتيمة موجه مسبقا الى كل من يخالفك الرأي!!!.
مفردات اخرى الى السيد أخيقر يوخنا كي يعلم ان لغته القديمة الاشورية ميته وليس لها وجود عند اثوريين اليوم:
كلمة هربو الاكدية : هل تعلم ماذا تعني؟ طبعا لا تعلم تعني بالعربية الزراعة
كلمة شمخاتو الاكدية : تعني كاهنة الحب
كلمة نكالو الاكدية : من الحقبة الاشورية القديمة بالتأكيد لا تعرف معناها: اي المنجل بالعربية؟
هذه الجملة باللغة الاكادية من حيث ترتيب الكلمات في الجملة العادية (الفاعل , ثم المفعول به, ثم الفعل) كما هو في الجملة الاتية باللغة الاكادية : (سراقم كسفم أن ديانم ادن) وتعني باللغة العربية أعطى السراق فضة للقاضي.
فهذه هي مفردات من اللغة الاشورية القديمة فهل هي حي عند أثوريين اليوم وعندك يا سيد أخيقر يوخنا كي تخرج بهذه النظرية الركيكة(لا صحة لها على الاطلاق) نظرية التشابه بين الاشورية القديمة والعبرية وبالاعتماد على كاتب انكليزي . الان ماذا نقول للمستر الانكليزي( كنج) الذي يحفر للأثوريين الابرياء أمثالك بئرا عميق وليس حفرة ويرميكم فيها من دون منفذ او مخرج.
ختم المقالة سوف يكون باستشهد لنص من كتاب التأريخ العراق القديم لثلاثة من أشهر من كتبو في هذا الموضوع وهم: طه باقر ’ د. فاضل عبد الواحد علي ’ د. عامر سليمان أذ يعرفون اللغة الاشورية كالاتي: (اللغة الاشورية: هي اللهجة من اللهجات الأكدية الكثيرة التي انتشرت في العراق منذ منتصف الالف الثالث قبل الميلاد وحتى اواسط الاف الاول قبل الميلاد وقد دونت اللهجة الاشورية كبقية اللهجات الاكدية بالخط المسماري. ويميز الباحثون ثلاث لهجات آشورية هي الهجة الاشورية القديمة والوسيطة والحديثة. ولابد من الاشارة هنا الى ان اللغة الاشورية في بعض قرى شمال العراق هي ليست من بقايا اللهجة الاشورية بل انها لهجة سريانية محورة ومتفرعة اصلا من اللغة الارامية وان ما فيها من تشابه مع اللهجة الاشورية هو كالتشابه الموجود بينها وبين اللغة العربية والعبرية وان السبب في هذا التشابه ناتج عن ان اصل جميع هذه اللهجات واللغات المشترك وانتمائها يرجع الى مجموعة لغوية واحدة كان مهدها الاول في شبه الجزيرة العربية). العاقل والفاهم والمدرك تكفيه الاشارة.
سيروان شابي بهنان
كاتب أكاديمي
2018-02-26
اربيل عنكاوا العراق
2018-2-28
........................................................
المصادر:
http://www.aramaic-dem.org/Henri_Kifa/Aramaic_language/1.htm طه باقر واخرون تاريخ العراق القديم للصفوف الاولى – قسم التاريخ كلية الاداب’ مطبعة جامعة بغداد 1980 ’ ص 203.