خواطر سياسية قصيرة(9)
اذا كانت الحكومة صادقة وترغب بمكافحة الفساد، لابد ان يكون هناك تغييرا حقيقيا في توزيع السلطة المؤسساتية وتنظيمها لمنع السياسيين الانتهازيين الحرامية الذين يستفيدون من التدابير الاقتصادية والسياسية الحالية من استخدام سلطتهم ونفوذهم لكسب امتيازات على حساب المصلحة العامة. حتى اللحظة لا مؤشرات على ان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مستعد للذهاب الى هذا الحد،وكما يقال ان العملية الجراحية التي تجري بمشرط ملوث تودي بحياة المريض، بدلا من ان تشفيه وتنقذه، وبالتالي يصبح ضررها اكبر من ضرر المرض نفسه. اذن توغل الفساد في جميع مؤسسات الدولة،وتحكم في مقدراته واصبح يوجهها في الاتجاه الذي يريد، ولم يعد الفساد يقتصرعلى مؤسساتها فقط، لكنه امتد لينخر في مفاصل المؤسسات الجماهيرية ومنظمات المجتمع المدني ، وايضا في الاحزاب الوطنية والقومية بكل اتجاهاتها،لاننا نحن في دولة نقتل مناضلينا وسياسيينا الشرفاء، ونترك الانذال، نكافا الشرفاء بالقتل والتعذيب والاغتيال، ونكافا الفاسدين والمجرمين والحرامية بالمال والمناصب.
هنري سركيس