الدكتور بولص ديمكار تحية
شكرا لجوابك, من ناحية انا امتلك وقت بشكل عام فقط في نهاية الاسبوع, ومن ناحية اخرى انا اشارك فقط براي في مقالات معينة , وكما تعرف ليس شرط بان يكون هناك حوار مستمر,اذ الافضل ترك القراء بعدها يقررون. ولكني عندي تعقيب على نقطة انت ذكرتها.
الوطنية و ما ادراك ما الوطنية فأنت محق بالتوطئة الضرورية لشرح الوطنية لانه غاب عن بالي بأن هناك من يكتب في المنبر الحر و لا يمكنه التمييز بين الوطنية والقومية و الا كيف يعتبر حزب البعث حزب وطني و اسمه البعث العربي ( القومي)، لاحظ كلمة العربي و لا وجود لاسم الوطن /العراق/ فيه و شعاره " أمة عربية". و ينسى او يتناسى حزب وطني عمره تجاوز الثمانين عام و تم الإشارة اليه في المقالة عرضياً و" شعاره وطن حر وشعب سعيد"، لاحظ كلمة " الوطن" انا لا افهم كيف يغيب عن بال احد هذا البون الشاسع. بين الوطني و القومية واضافة لذلك انك تنفي وجود هذا الحزب وتأريخه الوطني بجزمك القطعي " بكلا " نافياً وجوده. هذا الحزب الذي ضم و يضم في صفوفه الكلداني و العربي و اليهودي و الكردي و الاشوري و الصابئ و غيرهم من الوطنيين العراقيين منذ نشأته و لحد اللحظة.
في مكان اخر كنت انا قد ذكرت بانني اقراء العلم ومنها العلوم الطبيعية ببمارسة الشك تجاهها, واقراء بنظرة شكية ونقدية كل ما يتم اعتباره حقائق علمية وبالاخص في الفيزياء. واكثر الكتب التي انا افضلها هي تلك الكتب التي تتحدث عن نظريات رفضتها المؤوسسة العلمية وهذا لاني لا امتلك اية ثقة بالمؤوسسة العلمية وافضل ان اقوم بتكوين راي بنفسي.
اما انت, فانت لا تقراء بشكل نقدي حتى الاشياء السياسية, فها انت تقوم الان بالكتابة عن الحزب الشيوعي وتصفه باشياء وكأنها بديهية لا تحتاج الى نقاش.
فكل ما تحدثت انت عنه عن الحزب الشيوعي هو لا اساس له من الصحة. انا استطيع ان احقق من كل شئ بنفسي. ومن يقراء ادبيات الحزب الشيوعي قديما فماذا سيرى؟ سيرى:
- الحزب الشيوعي كان يستخدم مصطلح الاقطار العربية وكان يسمي العراق بالقطر العربي وهكذا فعل حزب البعث.
- الحزب الشيوعي كان يستعمل مصطلح الاراضي العربية وهكذا فعل حزب البعث.
- الحزب الشيوعي كان يستعمل مصطلح الوطن العربي والامة العربية والمؤامرات التي تحاك لتمزيق جسد الامة العربية وهكذا فعل حزب البعث.بل انا استطيع ان انقل لك اشياء كتبها الحزب الشيوعي كما جاء في اعلاه وانت لن تستطيع ان تفرق بينها بهل من كتبها هو الحزب الشيوعي ام حزب البعث.
التغيير الذي احدثه الحزب الشيوعي بعد سقوط حكم البعث هو التالي كما نقراء من المصدر الذي ساضع رابطه:
هوية العراق:-
" ليس كل العراقيين عربا.. الشعب العربي فقط في العراق جزء من الامة العربية"انظر الحزب الشيوعي لا يضيف بان الكلدو اشورين هم جزء من الامة الكلدواشورية الممتدة في دول الجوار ايضا, ولا يقول بان الجزء الكردي جزء من الامة الكردية.
وكل مؤتمرات الحزب الشيوعي العراقي مع الشيوعين في بقية الاقطار في الشرق الاوسط وشمال افريقيا كان يسميها بمؤتمرات الشيوعين العرب.
ببساطة ان ابناء شعبنا من المسيحين الذين كانوا يعملون ضمن هذا الحزب كانوا مجرد مجموعة مخدوعة , وهي مجموعة لا تزال تتسلى بانها كانت مخدوعة وهم لا يعترفون بذلك لكونهم اذا فعلوا ذلك فسيكون عليهم الضحك على كل هذا الماضي. هم ببساطة عبارة عن اشخاص لا يستطيعون ان يفكروا بانفسهم ولا يفكرون بمنطق نقدي..
الحزب الشيوعي هكذا باستعمال مصطلحات ان العراق قطر عربي والاقطار العربية والاراضي العربية والوطن العربي والامة العربية الخ يقوم بارسال رسالة الى كل العرب في العراق بان لا يعترفوا او من حقهم بان لا يعترفوا باي مكون اخر سوى العرب وهذا ليبقى العراق قطر عربي وجزء من الامة العربية. وتاسيسه لمنظمة كلدواشور بعدها ليس باثبات على اي شئ سوى على الغباء. اذ كيف لاقلية ان تتمكن بان تمتلك حقوق في قطر يقول فيه الحزب الشيوعي العراقي بان الجزء العربي منه وهم الاكثرية جزء من الامة العربية؟ هل الامة العربية شئ وطني؟؟؟؟ تصور هذه المعادلة الغبية: اقلية كلدواشور جزء من القطر, وهذا القطر لا يحق له بان يبقى قطر وانما هو جزء من الامة العربية. وهذا سيعني بان كلدو اشور هم جزء من الامة العربية, وبالاخير سيعني بانهم عرب ايضا.
ما تقصده انت: ايجاد حزب لا يفرق على اساس القوميات والاديان والافكار والايدولوجيات الخ لم يكن موجود في العراق واليوم لا وجود له. هكذا حالة وصفات للحزب التي انت تقصدها تستطيع ان تتوافر فقط في حزب ليبرالي, وبالتاكيد ليس في حزب شمولي مثل الحزب البعث العربي والحزب الشيوعي.
ومن ناحية اخرى: الديمقراطية جاءت لتحمي الاقلية, اي اهمية الديمقراطية في الاساس هو حماية الاقليات, الاقليات منها القومية او الدينية او الفكرية او اقليات تمتلك طريقة حياتها الخاصة مثل المثلي الجنس الخ. ليس هناك في العلم شئ اسمه : على الاقلية ان تتنازل عن لغاتها الام وتسمي ابنائها بالاسماء العربية من اجل اهداف كبرى, من اجل المصلحة العليا للبلد. اذ العكس هو الصحيح, اذ ان من مصلحة البلد ان يكون هناك اهتمام بالاقليات كما شرحت .
ومن ناحية المنطق فانت تقع في عدة مغالطات منطقية اخرى: فانت مثلا تقول بان الكلدان كانوا سابقا غير مهتمين بالقومية لكونهم كانوا مهتمين بالوطنية. طيب الان تقول بان عليهم ان يهتموا بالقومية وهذا سيعني بانهم سيتحولون الى اشخاص غير وطنيين. الحزب الشيوعي الذي استعمل مصطلح "الوطنية" هو لم ينتج منها اي شئ , سوى خلق ثقافة بشعة تقسم البشر بين الوطنين والخونة ,نتائجها كانت مقتل مئات الالاف من الابرياء بتهم عشوائية بانهم كلهم كانوا خونة. ونتائج هذه الثقافة المجرمة يتحمل مسؤوليتها الحزب الشيوعي العراقي وبقية الثورجين.
ومن ناحية اخرى: هل الكلدان موجودين فقط في العراق ام في دول الجوار ايضا؟
منتسبي الكنيسة الكلدانية الذين انت تسميهم كلهم كلدان بدون ان تسالهم هم لم يكونوا وطنين كما شرحت انت, وانما هم ببساطة :
اولا: كانوا يهتمون بتمشية مصلحتهم ولم يكن يهمهم باية لغة يتحدثون , لم يكن يهتمون بهل سيفقدون لغتهم الام , فهذا لم يملك عندهم اية قيمة. ولم يكن يهتمون بتغيير اسمائهم, فالاسماء العربية ستقوم بتمشية امورهم بشكل اسهل, اي مصلحتهم بشكل اسهل.
ثانيا: تغيير الاسماء الى العربية وتبني اللغة العربية والعادات العربية الخ كانوا يفضلونها ايضا لتجنب اية مشاكل مع العرب المسلمين.النقطة الاولى والثانية هي الحقائق وانت لا تستطيع ان تغييرها, وبامكانك ان تقوم باجراء استفتاء حولها, بل انا يمكنني ان اقتبس من عدة اشخاص كتبوا عن الفترة الماضية. كل هذه ليس لها علاقة باي شئ وطني.
اما لماذا انتم تكتبون هكذا وتغيرون الحقائق؟ الجواب: لكي تبرروا لماذا منتسبي الكنيسة الكلدانية الذين تسمونهم بالكلدان لم يمتلكوا اي حس قومي يذكر. هي فقط محاولة لن تنجح مطلقا ولن يعترف بها احد لتغيير الماضي لتبرير سبب عدم وجود اي وعي قومي كلداني.
اما حديثك عن ما هو الوعي القومي ووضعك لي رابط للاخ نزار ملاخا, فانني اقول لك بان الاخ نزار ملاخا نفسه هو من احد هؤلاء الذين كانوا يكتبون يوميا لغرض ابتزاز البطريركية وليس فقط ممارسة الضغط عليها , وهم كانوا يبررون افعالهم بالقول : نحن نفعل ذلك لان البطريركية ترفض التدخل في العمل القومي, اذ نحن بحاجة لتدخل البطريركية لكي تقوم بالتحفيز على الوعي القومي الكلداني لكونه هو معدوم. وهذا رافقه ضغوطات من قبل المطران سرهد جمو ومؤيديه. كل ذلك لانهم لم يكن هناك وعي قومي وارادوا مساعدة البطريركية. البطريركية الان تدخلت والسينودس ايضا ولم يحدث اي تغيير. ولانه لم يحدث تغيير فانتم الان تريدون اقناع نفسكم بانفسكم بانكم لو حصلتم على مقعد في البرلمان فان هذا سيكون وعي قومي. ولكنه ليس كذلك.
اما تقسيم الدكتور رابي للقومية والنزعة القومية واستخدام مصطلح التعصب والشوفينة فلا اراه تقسيم صحيح ولا شرح يوضح الحقائق, كما انني لاارى فيه تفريق بين القومية وتسيس القومية. فانا اقسمها كما يلي:
القومية والانتماء القومي: وهذه يمتلكها قوم ما عند ممارسة ثقافته ولغته الام ويمتلك فنه وادبه الخاص به ويمتلك خصوصيته التي تميزه عن غيره الخ وهذه كلها يمارسها بحرية عن طريق تاسيس مؤوسسات ثقافية واجتماعية وفنية. وهذه النقطة تشترط وجود الديمقراطية والحرية. وهذه النقطة تتميز بانها بعيدة عن التسيس.
تسيس القومية : تسيس القومية حدث في العراق بتسيس القومية العربية التي لاحقها تسيس القومية الكردية. ووجدود تسيس للقومية الاشورية هو رد فعل على الاثنان بسبب الاضطهاد والتعريب والتغيير الديموغرافي. وهكذا تسيس للقومية هي نقطة تتسم بانها تحدث في مرحلة لا يكون هناك ديمقراطية حقيقية وانما اضطهاد واعتداء وانعدام الحقوق الخ. ومن هنا فان الحل سيكون باقناع العرب والكرد بالتخلي عن تسيس القوميات العربية والكردية وليس بمطالبة اقلية اشورية بالتوقف عن تسيس القومية. وتسيس القومية الاشورية عبارة عن رد فعل طبيعي جدا وليس تعصب. واذا كان تعصب فهو تعصب من اجل المحافظة على خصوصية وثقافة ابناء شعبنا ولغتنا الام. القوميين الكلدان هم نعم لا يمتلكون هكذا تعصب, انتم محقين هكذا.
واخيرا: اعيد ما قلته: انا لم ارى لحد الان مقالات تكون موجهة لمن تعتبرونهم بالكلدان, لم ارى مقالات تقول مثلا:
يا ابنائنا الكلدان علينا ان نهتم بلغتنا الام بعد تعرضنا الى عمليات تعريب في اسواء اضطهاد تعرضنا له وفقدنا فيه لغتنا الكلدانية والتي علينا ان نحافظ عليها وبان نطالب بحقنا في ارضنا والمكان الذي كنا نعيش فيه قبل تهجيرنا وتفجير كنائسنا لكوننا نحن الكلدان ابناء العراق الاصليين....
ليس هناك هكذا مقالات اطلاقا, بل اجد فقط مقالات التي دائما تشير اما بشكل ضمني او صريح بان عدم وجود وعي قومي كلداني سببه الاشورين لكونهم يمنعون ذلك.
متى ستكتبون لمن تعتبرونهم كلدان بان يهتموا بالقومية الكلدانية؟ متى ستبدؤن بذلك؟ تحياتي
:::::::::::::
الرابط عن الحزب الشيوعي العراقي حول الاقتباس اعلاه
http://www.niqash.org/ar/articles/politics/999/