المحرر موضوع: عمانوئيل غريب.. قس كويتي يعلّم الإنجيل بالغترة والدشداشة  (زيارة 1419 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31477
    • مشاهدة الملف الشخصي
عمانوئيل غريب.. قس كويتي يعلّم الإنجيل بالغترة والدشداشة
المسيحيون في الكويت والبحرين يتمتعون بكل مقومات المواطنة والتسامح طبيعة متأصلة في المجتمع الخليجي.

القس عمانوئيل غريب يؤكد على هويته الخليجية
العرب/ عنكاوا كوم
الكويت - يحرص القس الكويتي عمانوئيل غريب على إبراز هويته الخليجية أثناء أدائه الشعائر الدينية في الكنيسة الإنجيلية وسط عاصمة دولة الكويت التي تتميز بانفتاحها وتسامحها الديني في المنطقة.

يعتمر القس البالغ من العمر 68 عاما الغترة والعقال التقليديين مع الثوب الكهنوتي. وخارج الكنيسة، يحرص أيضا على ارتداء الدشداشة، وهي اللباس التقليدي الكويتي، شأنه في ذلك شأن غالبية المواطنين، لأنه لا فرق بينه وبين أي مواطن كويتي آخر، كلاهما له نفس الحقوق والواجبات.

ويؤكد عمانوئيل أنه لم يشعر “بتاتا بأي تمييز”، سواء في بلاده أو في دول الخليج الأخرى بسبب لباسه الكهنوتي. ويضيف، في مقابلة مع وكالة فرانس برس قبل أشهر من احتفاله بالذكرى العشرين لسيامته، “على العكس تماما، الجميع يرحبون بي أينما حللت”.
نقطة تحول
ولد القس الكويتي في منطقة القبلة في العاصمة الكويت لأب مسيحي يدعى بنيامين. تعود جذور عائلته إلى بلد آخر، وتحديدا إلى قرية كربوران في جنوب شرق تركيا حيث ولد ونشأ والده. أما أمه فتنتمي إلى طائفة السريان الأرثوذكس وتعود أصولها إلى مدينة الموصل في شمال العراق.

ويقول القس عمانوئيل إن والده قدم إلى الكويت للمرة الأولى في العام 1928، وذلك بعد هروبه من جنوب شرق تركيا أثناء الحملات ضد الأرمن. لكنه سرعان ما غادر إلى البحرين حيث استقر 12 عاما، ثم انتقل إلى الموصل.

وفي 1945 تزوج وعاد إلى الكويت ليستقر فيها وينجب سبعة أبناء، أكبرهم عمانوئيل. وحرص بنيامين وزوجته على حث أطفالهما على التعايش مع الجميع و”خصوصا جيراننا المسلمين”، حسب ما يستذكره القس.

لم يختر عمانوئيل في بداية حياته أن يصبح قسا رغم الجو الديني الذي نشأ فيه؛ إذ أنه تخرج من الجامعة مهندسا في الجيولوجيا عام 1971، ثم التحق بوزارة النفط. لكنه يقول إن حضوره مؤتمرا دينيا في سويسرا عام 1981 غيّر مجرى حياته بالكامل.

ويوضح “هناك غيّر الرب حياتي واقتربت منه أكثر أنا وزوجتي. وحين عدت إلى الكويت، تخليت عن عملي وارتبطت بالكنيسة بشكل أعمق. كان هذا المؤتمر نقطة تحول، وُلدت خلالها من جديد، وهكذا بدأت رحلة إيماني مع إلهي الرب يسوع المسيح”.

نال غريب شهادة البكالوريوس في العلوم اللاهوتية من كلية اللاهوت الإنجيلية في القاهرة عام 1989. ويقول إن هيئة التدريس في الكلية لم تُفاجأ بالتحاقه بالكلية بقدر ما شعرت “بفرحة كبيرة لأن كويتيا يرغب في دراسة علم اللاهوت”.

وتولى العديد من المسؤوليات في الكنيسة، فعمل مسؤولا ماليا وإداريا قبل أن يُرسّم قسا وراعيا للكنيسة من قبل لجنة من سنودس النيل الإنجيلي في سوريا ولبنان في الثامن من يناير 1999.

واحد منا
أحيت الكنيسة الإنجيلية قبل عام ذكرى مرور 85 سنة على بنائها. لكن تاريخ الوجود المسيحي في الكويت يعود إلى فترات سابقة، وفق القس عمانوئيل الذي يقول إن “المسيحية ظهرت في أوائل القرن الماضي في الكويت، حين جاء المرسلون من الكنيسة (…) الأميركية لتقديم الخدمة الطبية”.

وبعد “معركة الجهراء” التي تواجه فيها كويتيون وسعوديون عام 1920 “تغيّرت نظرة المجتمع الكويتي إلى مستشفى الإرسالية الأميركية بسبب مساهمته في علاج المصابين في هذه المعركة”
القس عمانوئيل غريب حرص على إبراز هويته الخليجية أثناء أدائه الشعائر الدينية في الكنيسة الإنجيلية وسط عاصمة دولة الكويت
يبلغ عدد الكويتيين المسيحيين حاليا 264، ينتمون إلى ثماني عائلات قدمت معظمها إلى الكويت من العراق والهند وفلسطين وجنوب شرق تركيا، على فترات متفاوتة. وحين صدر قانون الجنسية في الكويت عام 1959، حصل المسيحيون جميعهم على الجنسية.

ويقول القس عمانوئيل إن المسيحيين في الكويت “يمارسون شعائرهم بكل حرية في ثماني كنائس موزعة على تراب دولة الكويت”، كما أن بلدية الكويت خصصت لهم مقبرة. ويشعر المسيحيون الكويتيون بالفخر لأن بينهم كاهنا يرعى شؤونهم وشؤون كنيستهم.

ويقول أبونادر -وهو كويتي مسيحي يبلغ من العمر 63 عاما- لوكالة فرانس برس “نحن نعتز بوجود قس كويتي يرعى شؤوننا”. ويتابع “في الواقع، لا يوجد فرق بين قس كويتي وأجنبي سواء كان مصريا أو لبنانيا في أداء الصلاة، ولكن للقس الكويتي خصوصية في تبليغ رسائل وتعاليم الكتاب المقدس باللهجة الكويتية”.

ويقول الكويتي المسيحي عايد نعمان (54 عاما) “علاقتنا به قوية جدا وتعود إلى أكثر من 50 عاما، وزاد ارتباطنا به منذ أصبح قسا. إنه واحد منا”.

وتعد الكويت والبحرين الاستثناء من بين دول الخليج التي تضم مواطنين مسيحيين، إلى جانب الوافدين الأجانب معتنقي الديانة المسيحية. وإضافة إلى المسيحيين الكويتيين، يقيم في الكويت نحو 900 ألف مسيحي وافد من بلدان مختلفة، من لبنان إلى الفلبين.

ويذكر الأب أندرو تومبسون في كتابه “الكنيسة المسيحية في الكويت – الحريات الدينية في الخليج”، أن الحرية الدينية في الكويت مثال على الحرية الدينية في الخليج العربي، مشيرا إلى أن المسيحيين جزء لا يتجزأ من المجتمع، خصوصا بعد إنشاء السلطات الكويتية مجلس العلاقات المسيحية الإسلامية في الكويت عام 2009.

وأكد في كتابه أن “الكويت أوجدت نموذج عمل مجتمع ديني مشترك”، مضيفا أن “كثيرين في بريطانيا يعتقدون أن الكويت لكونها دولة مسلمة فلا حرية دينية فيها”.

حرية المعتقد مكفولة
جاء في تقرير لمجلة صوت المسيحي الحر أن المسيحيين يتمتعون بحرية العبادة في دول الخليج العربي ولكل طائفة  كنائس خاصة بها، مشيرة إلى أن بعض الدول الخليجية شهدت في السنوات العشر الأخيرة بناء عدة كنائس جديدة، عكست تجسيدا فعليا لحوار الأديان وحرية العبادات، وترجم على أرض الواقع لغة العيش المشترك.

ورغم أن المملكة العربية السعودية، ذات الخصوصية الدينية، تعد الدولة الخليجية الوحيدة التي تمنع بناء الكنائس، إلا أن الدولة تكفل للمسحيين حق ممارسة شعائرهم الدينية في منازلهم.

وفي سلطنة عمان، كما في قطر، يمارس المسيحيون شعائرهم الدينية في كنائس تنتشر في مختلف أنحاء البلاد. وللمسيحية وجود مبكر في سلطنة عمان. وتعترف وزارة الأوقاف والشؤون الدينية العمانية بالكنيسة البروتستانتية في عمان وبالأبرشية الكاثوليكية العمانية وبمركز الأمانة. كذلك تتواجد مدارس مسيحية في السلطنة.

وفي البحرين يتمتع المواطنون المسيحيون بحقوقهم كاملة كما في الكويت. فمثلا، للبحريني المسيحي الحق في الدخول إلى مجلس الشورى شأنه شأن البحريني المسلم. والأمر ينطبق على مختلف مؤسسات الدولة. وتشير “صوت المسيحي” إلى أن الكنائس في البحرين، وكمعظم بلدان الخليج العربي، موزعة على البروتستانت والكاثوليك والأرثوذكس، وكل طائفة تمارس شعائرها الدينية بحرية كاملة.

الكنيسة الإنجيلية واحدة من بين 8 كنائس يمارس فيها المسيحيون في الكويت شعائرهم
وكانت الكنيسة الإصلاحية في الولايات المتحدة الأميركية منحت العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة جائزة صموئيل زويمر تقديرا لجهود البحرين في إرساء قيم التسامح الديني، حيث توجد في البلاد مجموعة كبيرة من الطوائف، ولكل منها كامل الحرية في الدين والمعتقد.

ويعتبر القس صموئيل زويمر من أشهر الشخصيات المسيحية التي أقامت في البحرين. ويذكر الباحث البحريني حمد إبراهيم عبدالله، في كتابه “صموئيل زويمر لقاء المسيحية والإسلام 1867 – 1952” أن “اسم صموئيل زويمر ارتبط بتاريخ البحرين، فقد خلف وراءه شواهد لم تزل قائمة إلى يومنا هذا وعلى رأسها مستشفى الإرسالية الذي كان يعرف حينها بمستشفى ميسون التذكاري، ومن منا عند حديثه عن المسيحية في الخليج العربي لا يمر حديثه دون ذكر صموئيل زويمر”.

وإلى جانب البحرين، حط صموئيل زويمر رحاله في الإمارات، التي زارها أكثر من مرة، والتقى بالراحل الشيخ زايد بن خليفة آل نهيان. وقال القس زويمر عن الإمارات “وجدنا العرب هناك يحبون الضيوف كثيرا وسارعوا فورا لاستقبالنا”.
الإمارات نموذج للتعايش

الكنيسة الإنجيلية في دبي واحدة من بين عدد كبير من الكنائس في دولة الإمارات العربية المتحدة
تأصلت ثقافة التسامح في الإمارات، وشيئا فشيئا تنامت أبعادها بالتزامن مع تطور المجتمع وارتفاع عدد الوافدين من الجاليات المسيحية العربية والغربية والذين وجدوا ما وجده القس صموئيل زومير منذ أوائل القرن الماضي. ولم تتأخر السلطات الإماراتية في تلبية احتياجاتهم الدينية، حتى أصبحت الإمارات توصف بأنها أكبر حاضنة للكنائس في الخليج العربي. وتقدم الدولة الأراضي التي تبنى عليها الكنائس كهبة.

وفي نهاية شهر يناير الماضي، افتتح الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح في دولة الإمارات العربية المتحدة في منطقة مصفح بأبوظبي المبنى الجديد لكاتدرائية النبي إلياس، بحضور يوحنا العاشر بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس والوفد الكنسي المرافق له وعدد من السفراء العرب والأجانب المعتمدين لدى الإمارات وعدد من الشخصيات البارزة ورجال الدين وأفراد الجالية الأرثوذكسية الرومانية المقيمة في الدولة.

وتقوم الكاتدرائية على قطعة أرض قدمت هدية من الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات لمطرانية الروم الأرثوذكس. وأكد الشيخ نهيان في كلمته خلال حفل الافتتاح أن في ذلك تذكرة بالغة بأن دولة الإمارات هي “دولة عزيزة وقوية بسلوكها الإسلامي الأصيل الذي يدعو إلى الاحترام المتبادل لجميع أصحاب الديانات والمعتقدات”.

وكان الشيخ نهيان أكد في حوار سابق مع “العرب” على أن حرية العبادة يكفلها القانون، مضيفا أن “تحقيق التسامح الديني أمر مهم للغاية في مسيرة أي مجتمع يريد التقدم، ونقولها بقوة إن دولة الإمارات اليوم تُعد نموذجا عالميا ناجحا للتعايش السلمي بين أتباع الديانات والمعتقدات المختلفة”.

عند الحديث عن المسيحيين، المواطنين في الدول العربية، يرتبط الحديث أساسا بمنطقة الشرق الأوسط، وبدول محددة كمصر ولبنان والأردن والعراق وسوريا. لكن، نادرا ما تذكر دول الخليج العربي في هذا السياق، وإن تم الحديث عنها فمن خلال الحديث عن الجالية المسيحية من الوافدين، رغم أن هناك مواطنين خليجيين يدينون بالمسيحية، ويوجدون أساسا في البحرين والكويت حيث لا فرق بين مواطن مسلم ومواطن مسيحي، وحيث حرية ممارسة الشعائر الدينية مكفولة قانونيا واجتماعيا، مثلما هي مكفولة للمسيحيين من الوافدين في بقية دول الخليج العربي. وشهدت عواصم الخليج في السنوات الأخيرة بناء عدة كنائس جديدة، عكست تجسيدا فعليا لحوار الأديان وحرية العبادات، وترجم على أرض الواقع لغة العيش المشترك وفكرة التسامح المتأصلة تاريخيا داخل مجتمعاتها


غير متصل النوهدري

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 24150
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي

عمل يباركه ربنا يسوع المسيح ! .