المحرر موضوع: المرأة المشرقية والحقوق المغتصبة  (زيارة 1057 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل جميل حــنا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 166
    • مشاهدة الملف الشخصي
المرأة المشرقية والحقوق المغتصبة

الدكتور جميل حنا
 دور المرأة في المجتمع كان وما زال في مركزالأهتمام والدراسات المتنوعة في مختلف الثقافات العالمية.وهذه القضية تستحوذ على الكثير من النقاشات على الصعيد الوطني والعالمي.وطرح المسألة النسائية والتفكيربها والطروحات الجارية حولها في العالم,ليس من باب الترف بل للأهمية الكبرى للمرأة في حياة البشر جميعا بدون إستثناء.وتسليط الأضواءعلى واقعها ومكانتها في المجتمع وحقوقها الفعلية مقارنة مع الرجال.وما هي مكانتها في شغل المناصب القيادية في الدولة وفي مختلف الوظائف سواء في القطاع الإقتصادي اوالثقافي والتعليم والسلطة في الوزارات والبرلمان والأحزاب والقضاء وإدارة الشركات؟.ما هي حقوقها الدستورية المنصوص عليه في الدساتيرالوطنية والتشريعات الدينية والثقافية والعادات والتقاليد السائدة في مختلف المجتمعات؟وما هو مقدار تطابقها مع  حقوق المرأة في المواثيق والمعاهدات الدولية والأعلان العالمي لحقوق الإنسان ومدى الألتزام بها فعلياً؟.قضايا شائكة ومؤلمة تتعرض لها المرأة من العنف الجسدي والنفسي والإستغلال الجنسي والزواج القسري والإضطهاد والإنتقاص من كرامتها كإنسانة وحرمانها من حقوقها الطبيعية وسلبها حريتها.وكذلك تتعرض النساء لجرائم همجية بربرية في كثير من بقاع العالم وخاصة في منطقة الشرق الآوسط في ظل الحروب الدامية التي استهدفت المرأة فيها من مختلف القوى وخاصة المجموعات الإرهابية الإسلامية والميليشيات الطائفية الدينية والقومية العنصرية.إن عمليات الإعتداءات الجنسية والخطف وسبي النساء وتطبيق شريعة الرق وبيع الأسيرات في أسواق النخاسة والفظائع الشنيعة التي أرتكبت وترتكب بحق النساء عارعلى البشرية,وهولا يدل فقط على همجية الأعمال التي أرتكبها جحافل المجرمين المتعطشين لدماء الأبرياء,بل يدل على مقدارالإنحطاط الأخلاقي لدى الغالبية الساحقة من القوى العالمية المؤثرة التي تركت هذه المجموعات تسرح وتمرح لأرتكاب جرائمها الشنيعة.ومن هذا يتضح مقدار الفشل الذريع للدول الكبرى والمؤسسات العالمية وخاصة النسائية منها في توفير الأمن وحماية النساء ضد القوى العاتية.ومن مجمل هذه القضايا يتضح مكانة المرأة من ناحية الحقوق والمساواة مع الرجل,وما هي الحقوق السياسية والإقتصادية والثقافية والإجتماعية التي تشارك بها عمليا,وما هو مقدارالأمن والحماية الفعلية التي تأمن لها لتكون عضواً فعالاً مشاركاً بكل الإمكانات العقلية والجسدية في بناء الأوطان ودفع عجلة التطور في كافة مجالات الحياة نحو الأمام.وعلى ضوء هذه المعطيات يتضح طبيعة ومستوى التطورفي المجتمعات والنظم السياسية في مختلف بلدان العالم.
و بهذا يمكننا القول بأن النساء في بلدان الشرق الآوسط تعاني من كافة أنواع المظالم,حيث التمييز ضدها واضح في كافة مجالات الحياة مقارنة مع الرجال بدأً من الحرية الشخصية,إلى المشاركة الفعلية في إتخاذ القرارات المصيرية بشأنها وبالقضايا الوطنية والمشاركة في السلطة الفعلية وفي مجال العمل وشغل المناصب القيادية في مؤسسات السلطة والإقتصاد والسياسة.والمرأة مسيرة بفعل الشرائع التي تحد من حرية تفكيرها  وتفرض القيود عليها لتبقى اسيرة الأفكار والعادات والتقاليد البالية لتكون أداة سهلة للإستغلال من كافة النواحي في يد من يتحكم بمصيرها.وبالرغم من كل القيود التي تفرض بقوة الشرائع الدينية والأنظمة السياسية المتسلطة,وكل أنواع الجرائم لا تستطيع كبح جماح كافة النساء للمطالبة بالحرية.وتقديم كل التضحيات الجسيمة وتتحمل مختلف أنواع الإضطهاد والعذاب الجسدي والنفسي سواء في سجون الأنظمة أو سجون المنظمات الإرهابية والميليشيات الطائفية والقومية العنصرية أو سواء في هذه المجتمعات من أجل التخلص من القيود الظالمة وتحقيق الحرية والعدالة والمساواة.وتحاول المرأة المناضلة التخلص من وضعها المأساوي وكسر القيود الثقافية والشرائع الدينية التي تحرمها من حقوقها كإنسانة مساوية للرجل في الحقوق والواجبات,وتنهي العنف الذي يمارس ضدها. وهذه الفئة الشجاعة من النساء بمواقفهن وتضحياتهن الجسيمة يزرعن بذورالأمل لمستقبل أفضل ينهي فصول العبودية والتمييز,رافضين الخضوع للنواميس التي تنتقص من كرامتهن وحريتهن.وشرائح عديدة من النساء في المجتمعات الشرق الآوسطية يخضن كفاحاً مريراً ضد الأنظمة كما شاهدنا في إيران في الآونة الأخيرة وضربن أمثلة رائعة في الشجاعة  والتحدي لنظام ولاية الفقيه والمطالبة بحقوقهن وخلع الحجاب كرمز للعبودية,ونادين بالحرية.ونضال المرأة السورية والعراقية وفي تركيا ولبنان والأردن والسعودية تتخذ أشكالاً عديدة من أجل تحقيق أهدافها في الحرية والمساواة.وأفظع الجرائم أرتكبت بحق النساء بمختلف إنتماءاتهم الدينية والقومية في ظل الحروب المستمرة منذ سنوات في سوريا والعراق.وقد تعرضت النساء المسيحيات من أبناء الأمة الآشورية واليزيديات إلى جرائم بربرية على يد المنظمات الإرهابية بالتواطىء مع حكومات وسلطات إقليمية ومحلية لتحقيق مشاريع عنصرية دينية وقومية لإنهاء الوجود القومي لأبناء هذين المكونين على أرضهم التاريخية.
المرأة في هذه البلدان أمامها تحديات صعبة لا بد من مواجهتها بقدرعال من الوعي الجماعي وأنخراط فئات واسعة من النساء في النضال من أجل الحرية ورفض كل السياسات والشرائع الدينية التي تحرمها من حريتها الحقيقية.ولا بد من زيادة الوعي بين صفوف النساء لتدرك المعنى الحقيقي للحرية والحقوق الشخصية.وبكل أسف شديد ما زالت شرائح واسعة من النساء في بلدان الشرق الآوسط صامته او خنوعة أو راضية عن واقعها المزري او تجهل قضايا أساسية تخص شخصيتها وحقوقها كإنسانة.لأن الغالبية الساحقة منها مرتبطة بأجندات دينية وقومية وطائفية وسياسية للقوى المسيطرة على زمام السلطة,وهذا بحد ذاته يضع عائق كبير أمام توحيد القوة النسوية ونشاطاتها للتأثير في تغيير حالتها الإجتماعية. 
وفي ظل هذا الواقع المرير أن مرحلة النضال ستأخذ أمداً طويلا وستكون المعانات قاسية حتى على الأجيال القادمة.وفي هذه الحالة ليس أمام النساء إلا خوض معركة الحرية,وتفجير الثورات من أجل كرامتهن وتحقيق الحرية والمساواة.
07-03-2018