المحرر موضوع: هل المرأة حقاً إنسان من الدرجة الأولى  (زيارة 841 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ناهدة محمد علي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 99
    • مشاهدة الملف الشخصي

هل المرأة حقاً إنسان من الدرجة الأولى
الدكتورة / ناهدة محمد علي
برزت في كل بلد عربي إمرأة قامت برفع علم بلدها عالياً ، في ساحات القتال أو في السجون أو على منارات الأدب والفن والعلوم . وبرزت نساء في مجال السياسة وقلب الوعي الإجتماعي على عقبه مثل هدى شعراوي ونوال السعداوي في مصر ، وبشرى برتو وروز خدوري ونزيهة الدليمي في العراق ، وجميلة بوحيرد في الجزائر وغيرها .
كان هذا تأريخاً ماضياً أما إذا قلبنا صفحات التاريخ الحاضر لوجدنا المئات من النساء العاديات هن في الواقع بطلات شوارع في العراق ومصر وسوريا والجزائر وليبيا ولبنان . لم يعلم بهن أحد ولم يكتب عنهن أحد ، ولم تتصدر صورهن صفحات الإعلام المحلي أو العالمي ، ومنهن من قُتل أو سُجن أو هاجر . كلهن بلا أسماء وبلا وجوه ، قمن برفع الأنقاض عن أجساد أطفالهن ، وقمن بلملمة أطفال الشوارع بعد أن قُتلت عوائلهم وقاسمن خبز الشعير تحت الأقبية وتحت القصف مع كل الأفواه الجائعة . قلن لا لداعش فقام بسحقهن ، وقلن لا لعواصف السموم الكيميائية ، وأرضعن أطفال اليتامى بآخر قطرة حليب  بصدورهن .
إن تاريخ المرأة في العالم هو متشابه ما بين أوربا القديمة وآسيا القديمة مع آسيا الجديدة وأفريقيا ، وكما رُجمت المرأة بالحجارة حتى الموت بأمر الكنيسة في أوربا القديمة وضع الصينيون للمرأة أحذية حديدية تحد من نموها لكي تبقى جميلة ، وكما وضُعت للمرأة في آسيا وأفريقيا أقفالاً حديدية على جهازها التناسلي لصيانة عفتها وخُتنت أيضاً لنفس السبب وبالمقابل كانت نساء الروهينغا مضغة سهلة بأفواه الجيش البورمي وتبع ذلك منظمة بوكو حرام التي جعلت مهمتها الأولى هي الحفاظ على عفة المرأة ولاحقتها بالقتل والترهيب ، وبالمقابل أيضاً تلقفت المستشفيات العربية الكثير من جثث الفتيات اللواتي قُتلن غسلاً للعار والغريب في الأمر أن الكثير منهن كن عذراوات . كما أبدع نظام طالبان بملاحقة المرأة الأفغانية وجعلها لا ترى العالم إلا من خلال برقعها وخيّرها حتى يرضى ما بين القتل والقتل .
كانت هدهدات النساء لأطفالهن في بلادي وجميع بلاد المسلمين كلها ولولة ونواح تهز طفلها به طوال الليل حتى يكبر ويتيقن أن أمه كانت (مظلومة ) من أحد ما ، وكما تُسمع هذه الهدهدات العربية هي نفسها الأفغانية أو الباكستانية أو الإيرانية  كلهن لم يخترن أزواجهن ولم يخترن ترك مدارسهن ، كما لم يخترن أن يرتدينا الأقنعة السوداء  وكما لم يخترن أيضاً أن ينتهي عمرهن الزمني بسن الأربعين وفي النهاية لم يخترن الترمل وإستجداء السلطات .
لا أنسى أبداً إن ما عاشته أمهاتنا لا زال الملايين من الأمهات يعشن نفس التاريخ ، حيث قد توقف التاريخ في دولنا العربية ولا يريد أن يقلب صفحاته ، وها نحن كلما تقدمنا خطوة إلى أمام عدنا سريعاً إلى الوراء حتى نصل هرولة إلى الجاهلية ورغم كل الشعارات تبقى المرأة إنسان من الدرجة الثانية ، وبحكم المجتمع العربي التاريخ يصنعه الرجال والمرأة لها أن تصفق فقط .