المحرر موضوع: صحيفة: نصف مليون مفخخة تمنع عودة النازحين إلى مناطقهم  (زيارة 798 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31440
    • مشاهدة الملف الشخصي
صحيفة: نصف مليون مفخخة تمنع عودة النازحين إلى مناطقهم
بغداد/ NRT
قالت صحيفة "المدى" البغدادية، إن حوالي 30 عراقياً يموتون أو يصابون كلّ شهر في المدن المستعادة من سيطرة تنظيم داعش بسبب المخلفات الحربية التي تركها التنظيم عقب هزيمته نهاية العام الماضي.

وتسجل 5 مدن كانت تحت سيطرة داعش، حالة قتل أو إصابة واحدة في كل مدينة على الأقل في الأسبوع (مدني أو عسكري) بسبب انفجار عبوة قديمة أو منزل مفخخ، وفقا للصحيفة.

وبحسب تقديرات مسؤولين فقد تصل أرقام العبوات التي زرعها التنظيم والمنازل التي تم تفخيخها في تلك المدن إلى نحو نصف مليون عبوة، تمت معالجة 10% فقط حتى الآن.

وتسببت قلة التخصيصات المالية ورفض بعض الشركات المعنية بإزالة الألغام دخول بعض المناطق المزروعة بالمتفجرات، إلى بقاء هذه البلدات مهجورة.

ويهدِّد وجود الألغام والمنازل المفخخة، عودة النازحين الى مناطقهم الأصلية، كما ساعد ذلك على حدوث عودة عكسية الى المخيمات بسبب استحالة العيش في مناطق خطرة.

وفخّخ داعش، بحسب مصادر أمنية، من عام 2014 الى نهاية 2017، كل ما وجد في طريقه من الشوراع، والجدران، والبساتين، والمنازل والأبنية الحكومية، والأجهزة الكهربائية، وساريات الأعلام، ومحولات الطاقة، وأعمدة الكهرباء، وحتى الأشجار، كما نقلت الصحيفة البغدادية.

وتختلف كثافة العبوات المزروعة طبقاً لأهمية المنطقة التي كان يسيطر عليها التنظيم، وقربها من الشوارع الرئيسة التي قد تكون ممرّاً للهجوم عليه من قبل القوات الأمنية.

وتقدر تلك المصادر بأن التنظيم زرع خلال سيطرته على مساحة 200 الف كم مربع من البلاد "بمعدل عبوتين أو أكثر لكل كليومتر مربع في مدن ومحافظات، الانبار، وصلاح الدين، ونينوى، وكركوك، وديالى، وجرف النصر (الصخر). كما قدرت تلك الجهات تفخيخ 5 آلاف منزل في كل محافظة من تلك المحافظات.

ولم يتسنَّ التأكد من صحة تلك الأرقام من وزارة الصحة والبيئة المسؤولة عن رفع الألغام، لكن مجلس الوزراء كان قد أعلن في بيان صدر في تموز 2017، أن أعداد الألغام المستخدمة "ضد الأفراد" التي عثر عليها أثناء عمليات الإزالة والمعالجة، بلغت "(277) لغماً وخمسة ألغام أخرى مضادة للدبابات".

وقالت الأمانة في البيان، وهو آخر إحصائية صدرت عن الحكومة بهذا الشأن، إن فرق دائرة شؤون الالغام عالجت "(457) قنبلة عنقودية و(973) ذخيرة حربية، كما طهرت الفرق (1282) عبوة ناسفة وتطهير (2864) من المخلفات الحربية في الانبار ونينوى".

وأضاف البيان، أن "حجم المساحات التي تم تطهيرها من قبل الجهات التنفيذية بلغ (16،433،461) م2، بين مراكز الأقاليم الشمالية والفرات الأوسط والجنوبي"، مبينة أن "حجم المساحات التي ألغت خطورتها بلغت (8،297،780) م2".

والإحصائية كانت قد صدرت قبل فترة قصيرة من تحرير كامل الموصل في 2017، حيث مناطق غرب نينوى، والحويجة، والشرقاط، وشرق تكريت، وغرب الانبار ما زالت في ذلك الوقت تحت سيطرة داعش.

وبعد أكثر من 6 أشهر على إعلان الحكومة استعادة الموصل، قررت 150 عائلة في المدينة القديمة، العودة إلى مخيمات النزوح.

وتقول النائبة عن نينوى فرح السراج "تلك العوائل تعرضت الى قتل عدد من أفراداها في انفجار العبوات الناسفة التي لم تعالج في المدينة القديمة"، بحسب "المدى".

وكان حوالي 100 ألف شخص يسكن في المدينة القديمة قبل بدء العمليات العسكرية لتحريرها. وتقول السراج إنها "المدينة الوحيدة التي اعترفت فيها الأمم المتحدة بأنها منطقة منكوبة".

وبحسب تقارير أممية فإنّ حجم الانقاض التي تراكمت عقب المعارك تقدر بـ10 ملايين طن وهو ما يعادل ٣ من أهرامات مصر، أو ٤ من برج إيفل.

وتضيف السراج "لا يمكن كشف العبوات والالغام في المدينة، حيث سوّت الحرب البيوت مع الشوراع". ويصعب على السكان معرفة أين بقايا منازلهم التي كانت شاخصة في تلك المنطقة قبل عدة أشهر فقط. ويقدر تدمير 11 ألف منزل في تلك المنطقة فقط.

وجلب بعض السكان خيمهم من مراكز الإيواء وسكنوا قرب أطلال المنازل، لكنهم يتعرضون الى الموت بسبب المخلفات الحربية.

وتقول النائبة عن نينوى إن "الحكومة غير مهتمة بعملية إزالة مخلفات الحرب في الموصل القديمة، وليس هناك أموال في الموازنة أو من مؤتمر المانحين لهذا الغرض".

وبدأ السكان في الموصل، يجمعون دولارين من كل منزل للعمل متطوعين في حملة تنظيف سميت بـ"ثورة الدنبر"، في إشارة إلى آلية الدنبر التي تحمل الأنقاض.

وكانت كل آليات البلديات في الموصل القديمة قد دمرت أثناء العمليات العسكرية. وقال بير لودهامر وهو مدير برنامج لدى دائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام في شباط الماضي، إن تدمير الموصل خلّف ما يقدر بأحد عشر مليون طن من الحطام ،ومن المعتقد أن ثلثي المواد المتفجرة مدفون تحت الركام.

وأضاف في مؤتمر صحفي في جنيف ان "تقديراتنا تشير إلى أن تطهير غرب الموصل سيستغرق أكثر من عقد من الزمن". وتابع "نحن نرى ذخائر أسقطت من الجو، قنابل تزن الواحدة 500 رطل (مايعادل نحو 227 كليوغراماً) تم إسقاطها، تخترق الأرض لمسافة 15 متراً أو أكثر، مجرد إخراج الواحدة منها يستغرق أياما وأحيانا أسابيع".

وقال لودهامر عن المستشفى الرئيس في غرب الموصل، الذي اتخذه داعش في السابق مقراً له "أزلنا في هذا الموقع وحده أكثر من 2500 مادة متفجرة، من أحزمة ناسفة إلى قذائف صاروخية وقذائف مورتر وقنابل يدوية- قل ما شئت، كله كان موجودا هناك".

وعند المحكمة العليا في الموصل وجدت القوات الامنية 44 سترة وحزاما ناسفا وتسع شحنات ناسفة بدائية جاهزة للتفجير، و64 مفتاح قطع للشحنات الناسفة البدائية و231 قذيفة مورتر و48 صاروخا و72 ذخيرة بدائية الصنع أسقطت من الجو و220 قتيلا و109 قنابل يدوية.

واستند صنع أغلب الشحنات الناسفة البدائية إلى مكونات يسهل العثور عليها مثل الأسمدة ومسحوق الألمنيوم والديزل وصمامات منع رفع الألغام.

وكانت تلك الشحنات توضع في المنازل أو على مسافات منتظمة في أحزمة يصل طولها إلى عشرة كيلومترات بحيث تزرع شحنة ناسفة كل مترين وتحتوي الواحدة منها على ما بين 10 الى 20 كيلوغراما من المتفجرات البدائية الصنع.

وكان بعضها معقداً بحيث يحتوي على أجهزة استشعار بالأشعة تحت الحمراء أو شحنات يمكنها اختراق الدروع.

وتختلف أنواع "العبوات"، بحسب المصادر الأمنية، التي يزرعها داعش، من بسيطة الى مزدوجة وثلاثية الربط، ومصائد مغفلين "للمشاة"، وشرائك باستخدام خيوط صيد الأسماك، وأخرى تعمل باللمس، والمعلقة بالهواء على أغصان الأشجار.

وبحسب المصادر الأمنية فإن بعض العبوات تحتاج الى سبع ساعات لتفكيكها، ولذا بدأت القوات الأمنية بتفجيرها عن بعد بدلاً من معالجتها اختصاراً للوقت وخوفاً من ارتباطها بعبوات أخرى تنفجر عند تحريكها.

وكان مجلس محافظة بابل، قد كشف، الخميس، أن سبب عدم رفع العبوات من الدور المفخخة في مناطق جرف النصر يعود لقلة التخصيصات المالية وعدم توفير الآليات من قبل الحكومة.

وبحسب مصادر أمنية في بابل، فإن أحد المعتقلين من عناصر داعش في الجرف اعترف بأن "كل عنصر من التنظيم يزرع يومياً 70 عبوة".

وتعدّ جرف الصخر أو النصر، أحد أكثر المدن التي وضع فيها داعش كميات هائلة من العبوات والالغام. وتسببت تلك المتفجرات بتدمير أغلب أجهزة الكشف "الروبوتات" المعروفة في الوسط العسكري بـ"حمودي".

واستخدم داعش في المدينة، التي تحررت قبل أكثر من 3 سنوات ولم يعد لها السكان لأسباب يعزوها مسؤولون الى وجود الالغام، طريقة بزرع عبوات تعرف بـ"المسطرة"، وهي قطعة حديدية طويلة تمتد على مساحة من الأرض، وترتبط بها عبوات عدة، وبمجرد لمس أي طرف من أطراف "القطعة" تنفجر كل العبوات بوقت واحد. وهي من العبوات التي يصعب تفكيكها واكتشافها.

وتقول المصادر الأمنية إن "المسلحين صنعوا عبوات تكتمل دورتها الكهربائية بمجرد تشغيل أي جهاز كهربائي، مثل ثلاجة أو تلفزيون".

وتدخل في المواد الأولية في صناعة تلك العبوات، بحسب مروان الجبارة القيادي في حشد صلاح الدين، حشوات وقذائف الهاون والمدافع والدبابات.

وحصل داعش على تلك المواد بعد انهيار القطعات العسكرية في حزيران 2014. كما أن معظم عناصر "التنظيم" هم من الضباط السابقين في جهاز المخابرات والحرس الخاص في زمن النظام السابق.

ويقدر الجبارة أن "10 % من مساحة كل مدينة من مدن صلاح الدين التي كانت محتلة ما زالت فيها مخلفات حرب"، وفقا للصحيفة.

ويضيف القيادي في الحشد "هناك إهمال من الحكومة لهذا الامر، حيث لم يفتتح في المحافظة أي مكتب لنزع الالغام أسوة بالمحافظات الاخرى التي كانت محتلة من داعش". ويعتقد الجبارة ان المخصصات المالية أحد تلك الأسباب. وأشار الى مقتل العديد من الاهالي وخاصة الاطفال في انفجار العبوات المزروعة، مقدراً مقتل وجرح شخص في كل اسبوع في كل مدينة حررت من داعش.

ويقوم الجهد الهندسي للحشد والجيش، بالاضافة الى مغامرين من السكان الذين كانوا يعلمون في الجيش السابق بعمليات إزالة العبوات.

ويؤكد الجبارة ان مناطق حمرين، ومطيبيجة، والجزيرة الممتدة من شمال بيجي الى الموصل، وبيجي، ما زالت تضم عبوات تحت الركام.

وتفكك القوات الامنية في بيجي 40 عبوة يومياً. وبحسب المصادر الامنية بالمحافظة فإن داعش فخخ كل 100 متر بـ40 عبوة ناسفة.

وفي ديالى، يقول عضو اللجنة الامنية لمجلس المحافظة عمار مزاحم لـ"المدى" إن القوات الأمنية رفعت منذ 2015 من مناطق "العظيم، ودلي عباس، وحمرين" أكثر من ألف عبوة، مشيراً الى أن التنظيم زرع عبوات بين كل مترين أو ثلاثة.

ويتوقع المسؤول الأمني وجود عشرات أضعاف العدد الذي تم تفكيكه في مناطق "السعدية وجلولاء". وكان داعش قد فخخ أكثر من 1000 منزل في مناطق شمال المقدادية والسعدية وجلولاء وناحية العظيم، فيما دمر 11 ألف منزل في المحافظة بسبب التفخيخ والعمليات العسكرية.

أما في الحويجة التي تحررت نهاية العام الماضي، فيقول أحمد خورشيد، القيادي في الحشد إن "البساتين والقرى في أطراف المدنية ما زالت مليئة بالعبوات والالغام".

وبعد أيام من تحرير الحويجة في تشرين الاول من العام الماضي، قالت وزارة الداخلية إن ألوية مقاومة الدروع والرشاشات الثقيلة "دمرت عشرات الأطنان من العبوات الناسفة والمخلفات الحربية التي زرعها داعش في الطرق والمفترقات والمباني في مناطق الحويجة".

وفي الأنبار ما زالت أطراف المدن التي تم تحريرها تضم عبوات وألغاماً كثيفة تعود الى فترة احتلال داعش. ويقول مصطفى العرسان، نائب المحافظ في اتصال مع (المدى) إن "خطوط الصد التي كان يستخدمها داعش، مليئة بالعبوات غير المعالجة".

ويؤكد المسؤول في حكومة الانبار أن الشركات الاجنبية التي تعمل على معالجة مخلفات الحرب بالمحافظة "قامت بتطهير البنى التحتية والخدمية من مدارس ومستشفيات وجسور من العبوات".

لكنّ بالمقابل يؤكد العرسان أن الشركات "ترفض تفتيش القرى والمناطق السكنية لأسباب لا نعرفها، فهي لديها تعليمات بعدم الدخول الى هناك".

وصرّح مسؤولون أمريكيون، في 2016، أن شركة أمريكية متخصصة ستزيل متفجرات وتدرّب عراقيين على إزالة أية ألغام زرعها تنظيم داعش في الرمادي.

وفي نهاية العام الماضي، أعلن السفير الأمريكي لدى بغداد دوغلاس سيليمان أن بلاده أنفقت قرابة 112 مليون دولار لإزالة الألغام والمخلفات الحربية لتنظيم داعش في العراق.

وكان نازحون عادوا الشهر الماضي الى غرب الانبار، قد ذكروا ان القوات الامنية تطلب مبلغ 400 دولار مقابل الكشف عن المنزل إذا كانت فيه عبوات ، و1500 دولار في حالة تفكيكها.

وكان محافظ الأنبار الأسبق أحمد خلف الدليمي،قد قال قبل أن يتعرض للإصابة بعبوة ناسفة شمال الرمادي في أيلول 2014، إن تنظيم داعش قام بتفخيخ سبعة منازل في كل زقاق في المناطق التي يسيطر عليها.

بالمقابل يحذر مصطفى العرسان من خطورة بقاء العبوات غير المعالجة، مؤكداً أن 22 شخصاً قتلوا بسبب ألغام في جنوب الفلوجة فقط.