المحرر موضوع: البرلمانية السابقة والاعلامية سوزان القصراني لـ(عنكاوا كوم ): لنسائنا طاقات كامنة وهن قادرات على ابرازها لو توفرت لهم الفرصة  (زيارة 1839 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عنكاوا دوت كوم

  • مشرف
  • عضو مميز متقدم
  • *
  • مشاركة: 37773
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
البرلمانية السابقة والاعلامية سوزان القصراني لـ(عنكاوا كوم )
لنسائنا طاقات كامنة وهن قادرات على ابرازها لو توفرت لهم الفرصة
عنكاواكوم-سامر الياس سعيد
لم يخفت وهج اليوم العالمي للمراة فبالرغم من مروره قبل ايام معدودة لكنه في المقابل احتوى الكثير من الفعاليات والانشطة التي ابرزت جهود نصف المجتمع في التذكير  بموقعه ونضاله في لعب دور حيوي وبارز في سياق المجتمع  حتى في مدن مثل مدينة الموصل (على سبيل  المثال ) التي كانت في وقت قريب  ومن قبل تنظيم الدولة الاسلامية تحدد من حركة المراة وتضفي عليها قوانين ما انزل الله بها من سلطان لتقليل حركتها في المجتمع وتحديدها في منزلها فحسب ..وفي ضوء المناسبة  يضيف موقعنا السيدة سوزان يوسف القصراني  البرلمانية السابقة في برلمان اقليم كردستان في دورته الثالثة (2009-2013)ورئيس تحرير مجلة معلتا الصادرة عن رابطة الادباء والكتاب الاشوريين فضلا عن عضويتها بمجلس ادارة منظمة (كابني ) الانسانية ليتمحور لقائنا معها حول دور نساء شعبنا خصوصا في ظل المحنة القاسية التي مررن بها قبل نحو اربعة اعوام من خلال سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية على مناطق تواجدهن واليكم تفاصيل اللقاء :
*لنبدا اولا من محور كونك برلمانية سابقة في برلمان اقليم كردستان وماهي القرارات المهمة التي اقرت  خلال فترة عضويتك والتي لها تماس مباشر مع الشريحة النسائية ؟
-اولا لابد لي من الاشارة لمفارقة ربما حدثت بالصدفة البحتة ففي كل دورة برلمانية يتم توزيع المهام من خلال اطلاق اللجان المختصة  بكل شان مجتمعي وبما انني كنت عضو في رابطة تعنى بالشان الثقافي فوددت  ان احظى بعضوية في اللجنة الثقافية مع ان رئيس الكتلة  الخاصة التي ترشحت من خلالها كان قد  رشحني لعضوية لجنة المراة  رغم انني اخترت  الى جانب اللجنة الثقافية  عملي كعضو في لجنة حقوق الانسان حيث يتاح لعضو البرلمان ان يكون عضوا في لجنتين فحسب دون ان تكون له عضوية في لجنة ثالثة ومن خلال اكمال الترشيحات واعلانها تكرر اسمي في ثلاث لجان وهي التي ذكرتها وكنت الوحيدة في هذا الموقف مع وجود 111 عضو يشكلون اعضاء مجلس برلمان الاقليم فهنا تم الاعتراض على الامر من قبل رئيس كتلة التحالف الكردستاني فقام رئيس البرلمان بابلاغي بان الخيار لي بترك لجنة فقررت ترك لجنة المراة وحينما انتهت الجلسة واجهني العضو الوحيد في اللجنة التي جلها نساء وهو السيد عبد السلام براوري عن قراري بترك عضويتي في لجنة المراة فقلت له مهما تحدثنا فسوف لن نحصل على حقوق كاملة للمراة فضلا عن ان الاخيرة هي جزء من حقوق الانسان وانا في النهاية عضو في اللجنة المختصة بها ..
*اذن ما هو التشريع الهام الذي له صلة بالمراة والذي تم اقراره خلال عضويتك في الدورة الثالثة لبرلمان اقليم كردستان ؟
-كان هنالك تشريعات تم اقرارها لصالح المراة في الاقليم لكن القرار الذي احدث ضجة حال اقراره كان يختص بمكافحة العنف الاسري وكانت قد سبقت الجلسة الخاصة به اقامة ندوة عامة  شاركت فيها  رئاسة الحكومة والوزراء  والناشطين  ووفود من ناشطين من خارج الاقليم حتى تم تشريعه قانونيا وقد تبلورت حال تشريع هذا القانون العديد من المنظمات  الانسانية التي اختصت بهذا المحور وعنيت بمكافحة العنف ضد المراة كما تم تحديد الجهة الامنية التي يتحدد واجبها بهذا الشان وكل القوانين المختصة بهذا التشريع تم دراستها بدقة وعناية وكان القرار من اهم التشريعات التي تم التصويت عليها في الدورة الثالثة واحدثت ضجة في جميع الاوساط..
*وبرايك هل حظيت نساء شعبنا باهتمام خاص في ظل ما عانته خصوصا في افق محنة النزوح والتهجير التي مرت بها قبل اعوام ؟
-كمكون مسيحي  اشعر بالاسف ازاء قصور ادوار المنظمات والمؤسسات المعنية بشان المراة في هذا الجانب دون ان انكر وجود جهود لكنها في سياق حزبي محدد لبعض الاتحادات النسائية ولكن في المقابل هنالك نشاط ملحوظ لبعض الافراد من نسائنا ممن لهم دور في المجتمع وازاء هذا القصور تبرز العديد من علامات الاستفهام  وربما تلعب النظرة القاصرة للمجتمع العام في تحديد الدور الممكن الذي تلعبه المراة المسيحية والتاثير الذي يعكسه مجتمع ذكوري صرف فالمساواة والحديث عنها يبقى حبرا على الورق بالاضافة لتاثيرات الوضع الامني رغم الاخذ بنظر الاعتبار  بان  المراة المسيحية متحررة ذهنيا ومجتمعيا  لكنها في العموم  تعاني من عيشها في مجتمع الاخر وتقيدها بقوانين تمسها وتحدث اشكالية مثل قانون الاحوال الشخصية ..
*تراسين تحرير مجلة (معلتا ) فهل لك كاعلامية دور في ابراز الحلول بشان البحث عن ادوار مهمة للمراة المسيحية في هذا الشان ؟
-مثلما ذكرت فان للجانب الاعلامي دور مهم  في الشان التوعوي  لكن ما يحدد تلك الجهود هو افتقار المراة  لايمانها  بذاتها  خصوصا في المجال الثقافي فحينما تطلب من اي امراة ان تكتب ما يجول بخاطرها وباللغة الام فستجد ان اغلبهم جاهلات بهذه اللغة فحينما تطلب من شخصية معينة ولها مكانة ملحوظة في المجتمع  بالتعبير عن اللغة فهذه نقطة تحسب ضدها  بالاضافة لتاثيرات  المراة وانشغالها بالوضع العام للبلد فبقيت محددة بواجبها بتربية الاطفال  واتمام الاعمال المنزلية ابعدتها عن فرصتها للانطلاق للعب ادوار مهمة في المجتمع وقد برزت في المقابل نسوة اخترقن هذه الاسوار وحققن المطلوب منهن في سبيل حرية المراة ومطالبتها بحقوقها كما ان لها الحق بتنمية قدراتها والعمل على تطوير امكانياتها فالمراة ليست الشخص الذي تعلمه من يكون بل  عليها ان تكتشف ذاتها كونها الانسان الكامل المتكامل ..
*كانت لكم ضمن الرابطة العديد من الندوات التي توجهت للنساء المستقرات في قرى شعبنا فهل لمستم فارقا بين المراة  المستقرة في القرية عن قرينتها التي تعيش في مجتمع المدينة ؟
-ليس لفارق البيئة تاثير فحتى الرجل ايضا يعيش تحت وطاة هذا الفارق ففي حين  ان مجتمع القرية منغلق ومتمسك بالتقاليد والاعراف المنطلقة من العشيرة فحتما ستجد المراة صدمة لو تيسر لها  ان تنفتح على مجتمع المدينة لكن كان هنالك صور محددة حول تلك الحالات  التي استغرقت فترة للتكيف والتعايش مع مجتمعها الجديد ..
*وماهو رايكم بشان المراة المسيحية  التي عانت محنة  التهجير من مناطقها والتي استمرت طوال عقود وقامت مع قرينها  الرجل بتاسيس مناطق سواء في العاصمة (بغداد) او في الموصل ومناطق اخرى في الوطن عموما ؟
-مثلما هو معروف  فان للنزوح والتهجير وجهتين احدهما سلبي والاخر ايجابي والايجابي مقترن بما ذكرته في الاطلاع على المجتمع البديل لمنطقة الاستقرار الاولى فيما يتمحور الجانب السلبي في الانسلاخ من الوطن الام والتخلي عنه مرغما واعود للجانب الاعلامي ودوره المنشود في هذا الشان للتمسك بالموروثات والتقاليد حتى لاتذوب شيئا فشيئا في المجتمعات الجديدة ..
*وصلنا لمحطة اخرى من سلسلة اضطلاعك بمهام ومسؤليات وهي عضويتك بمجلس ادارة منظمة كابني وعملك كمتطوعة في المجال الانساني فكيف تسنى لك العمل تحت هذا العنوان ؟
-من الامور التي فطرت عليها التركيبة الانسانية هي البيئة التي تربى فيها الانسان فمن خلال المشاعر التي عشتها من خلال اسرتي وكوني ترعرعت في بغداد بعد ابتعادي قسرا عن البيئة التي ولدت فيها ومعاناة الابتعاد عن مناطقنا  ربما كانت الدافع الرئيسي والحافز لاختيار العمل الانساني واشدد على الاسرة التي وهبتني مشاعر الاحساس بالاخر وقيم محبة الاخر  فكانت منظمة كابني  المساحة التي وفرت لي  الفرصة فضلا عن عملي كبرلمانية سابقة وما كان يعكسه هذا العمل اصلا بمساعدة  الناس المحتاجين وتذليل مشاكلهم ومعوقاتهم في حين ان عملي في المنظمة كان طوعيا دون ان اتقاضى اي مقابل ازائه ..
*اخيرا لديك ماجستير في اللغة الانكليزية ، هل اتاح لك هذا الامر في الاطلاع على وجهة نظر الاعلام الغربي تجاه المحنة التي عاشها ابناء شعبنا ؟
-بالتاكيد كان للمحنة صدى في الاعلام الغربي  لكن هذا الصدى لم يكن بمستوى الطموح الذي حقق الانصاف لابناء شعبنا وهذا ليس بامر جديد على هذا الشعب ففي حين تبقى مسالة التعاطف مطلوبة فان المقابل في تفعيل التعاطف وترجمته لواقع شي اخر واذكر على سبيل المثال تواجدي في الامم المتحدة بعد عام على احتلال داعش لمناطقنا وكان هنالك قرار يصف ما تعرض له المسيحيين هو ارتقاء لجرائم ابادة فلماذا لانصفها بوصفها الدقيق وهو الابادة وكان دافعهم في اتخاذ ذلك القرار ان المسيحيين لم يتعرضوا لقتل واستهداف دون ان يعلموا باننا نقتل على مدار عقود متتالية ولماذا وصلنا لهذا العدد المتواضع جدا اذا لم يكن هنالك استهداف وهنالك الراي العام يعتمد على الامور النظرية دون ان يتعمق بدوافع ما تعرض له شعبنا بشكل عام وهذا الشي مجحف حقا ..
*الكلمة الاخيرة لك ،والتي من شانها ابداء التفاؤل بحق نساء شعبنا بدور اكثر حضورا في مجتمعاتها ؟
-بالطبع انا متفائلة جدا فبالرغم مما تعيشه المراة المسيحية من تناقضات في مجتمعها فتبقى لها طاقات كامنة ومتجددة وربما لو توفرت لها الفرصة فستطلق تلك الامكانيات الكامنة ..


أي نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة، دون الإشارة الى " عنكاوا كوم " يترتب عليه أجراءات قانونية