المحرر موضوع: ○ كوبا تقدّم نموذجا مشرّفا للديمقرطيّة الإشتركيّة !!! ○  (زيارة 761 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل النوهدري

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 24150
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
كوبا تُقدِّم نَموذجًا مُشرِّفًا للديمقراطيّة الاشتراكيّة.. وأُسرة كاسترو تتخلّى عن كُرسي الزَّعامة طواعِية وتَرفُض التَّوريث !
السبت ذ0 ـ 03 ـ 2018
" رأي اليوم "
كوبا تُقدِّم نَموذجًا مُشرِّفًا للديمقراطيّة الاشتراكيّة.. وأُسرة كاسترو تتخلّى عن كُرسي الزَّعامة طواعِية وتَرفُض التَّوريث .. ونِصف مقاعِد البَرلمان للنِّساء .. هل يَستوعِب العَرب بعض معاني هذهِ التَّجرُبة ؟ ولماذا فَشِلنا كاشتراكيين ورأسماليين أيضًا ؟ يَذهَب ثمانية ملايين كُوبي إلى صناديق الاقتراع يوم الأحد لانتخاب أعضاء الجمعيّة الوطنيّة ( البَرلمان ) البالِغ عددهم 605 نِصفهم من النِّساء بالتَّمام والكَمال .
للمَرّة الأولى مُنذ ستّين عامًا سيتولّى مَنصب الرِّئاسة شخصًا من خارج أُسرة كاسترو ، ولم يُقاتِل في ثَورة 1959 ، وسيتم إعلان اسمه في 19 نيسان / إبريل المُقبل الذي يُصادِف الذِّكرى السَّابعة والخَمسين لانتصار كوبا في أزمة خليج الخنازير الذي تَعتبره هافانا أوّل هَزيمة للامبرياليّة الأمريكيّة في أمريكا اللاتينيّة .. راؤول كاسترو ، الذي تَولّى الحُكم من شقيقه بعد وفاته ،  تعهّد للشعب بأنّه سيستمر
في السُّلطة عشر سنوات ، يُعيد خلالها ترتيب البيت الدّاخلي ، ثم يتنازل لنائِبه الأوّل ميغيل كانيل الذي يُبلُغ من العمر 58 عامًا، أوفى بالوَعد ، وصَدق القَول ، وضرب مَثلاً في الزُّهد بالمَنصب .
كان باستطاعة راؤول كاسترو أن يستمر في السُّلطة حتى وفاته ، أو تَوريث الحُكم لأحد أبنائِه ،
وأن يُعدِّل الدستور لتَوفير الأرضيّة القانونيّة ، ولكنّه لم يَفعل ،  واختار الانتقال إلى المقاعِد الخَلفيّة لبِضعة سنوات ، فلم يَبقَ له الكثير
من العُمر وهو الذي اقْترب من عامِه الـ  86 ، وعاش  مِثل أخيه من قَبله ، حياةً مُتواضِعة بعيدًا
عن كُل أشكال البَذخ .. ربّما يُجادِل البَعض بأنّها انتخابات غير ديمقراطيّة في دولةٍ غير مَسموح فيها بالأحزاب السياسيّة والانتخاب الحُر ، وهذا صحيح ، فكوبا لم تَقُل أبدًا أمها دولة رأسماليّة تُدار
على الطريقة الغَربيّة ، بل وقفت ، وعلى مَدى سِتّين عامًا ، في الخَندق المُعادي لأمريكا والامبرياليّة الغَربيّة .
لكُل دَولة عاداتها وتقاليدها وطَريقة حُكمها ،
فها هي الصين تًصبِح واحِدة من ثلاثة قِوى عُظمى
في العالم ،  وستُصبِح بعد سنوات مَعدودة أقوى اقْتصاد في العالم، مُتفوّقة على أمريكا ،  ودون
أن تتنبّى الديمقراطيّة الغَربيّة ، وبَدأت تهتم بِرخاء شَعبِها ، وتخفف قًيود التقشُّف وتُلغي قوانينه تَدريجيًّا ، بِما في ذلك تحديد النَّسل بِطفلٍ واحِد فقط أمريكي ظالِم ، ولم تَركع مُطلقًا ، وظلّت قِيادتها مُتمسِّكة بِقِيمِها ومَبادِئها ،  وتَأكل ممّا تَزرع ، وتَلبس ممّا تَصنع ، وتُخَرِّج جامعاتها أبرع الأطباء
في العالم في مُختلف التخصّصات ، وتَنحاز للفُقراء والمَظلومين وأصحاب القَضايا العادِلة .
راؤول كاسترو لم يذهب إلى واشنطن طارِقًا أبواب البيت الأبيض ، وما حدث هو العَكس تمامًا ،
فالرئيس باراك أوباما هو الذي ذَهب إلى هافانا مُعتذرًا وطالِبًا صَفحةً جديدةً في العلاقات بين البَلدين .. هذهِ الدُّول صاحِبة المَبادِئ ، وقِيم الكرامة الوطنيٍة والصُّمود ، مثل كوبا وكوريا الشماليّة ، تُقدِّم النّموذج المُشرِّف لدُول العالم الثالث، عندما تتحدّى الغَطرسة الاستعماريّة الأمريكيّة ، وتَعتمِد على قُدراتِها الذاتيٍة ،
وتَرفُض التسوّل بأشكالِه كافّة .. كوبا تنتصر لإرْثِها الاشتراكي وتُطوِّر أدوات حُكمها في إطاره ، وتَرفُض استيراد النَّماذج الغَربيّة ، وكوريا الشماليّة قد تتفاوض مع الرئيس ترامب من مَوقِع قوّة، وعلى قاعِدة الندِّيّة ، وبعد أن امتلكت أسباب القُوّة النوويّة والصاروخيّة .. المُؤسِف أن العَيب فينا كعَرب ،
حيث فَشِلنا في الاشتراكيّة والديمقراطيّة الرأسماليّة الغربيّة معًا، وتَخلّينا عن إرثنا العَربي والإسلامي ، وأهدرنا ثَرواتِنا ، ورَهنا أوطاننا للغَرب والشَّرق معًا ، وأصبحنا مِثل الغُراب الذي قَلّد الحَسّون ،
فلم يُصبِح حَسّنا ولَم يَبْقَ غُرابًا .