المحرر موضوع: رؤية منقوصة علينا جعلها واضحة، شفافة وجريئة  (زيارة 6536 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل د. سرود سليم المقدسي

  • عضو جديد
  • *
  • مشاركة: 3
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رؤية منقوصة علينا جعلها واضحة، شفافة وجريئة

د. سرود سليم المقدسي

أدناه رد على مقال لزميلي البرلماني يعقوب كوركيس (جوني) كان قد نشره في موقع عنكاوا كوم قبل أيام وبعنوان (رؤية سياسية للواقع الانتخابي القومي).

هذا المقال وفي الوقت الذي يؤكد زميلي في مقدمته أنه يكتبه وينشره باسمه كشخص، فيقول إن (كل ما يرد فيه ليس بالضرورة يعبر عن الرأي الرسمي للحركة الديمقراطية الاشورية - زوعا التي يمثل فيها موقع نائب السكرتير العام، انما هو تقديم رؤية خاصة تمثل قرائته الذاتية للواقع)، فإنه يختمه موقعا بصفته الحزبية كنائب السكرتير العام!!، في خطوة رآها البعض تخبطا فيما رآها آخرون أنها مقصودة، بينما لا يختلف اثنان على أنها تناقض يُضاف إلى باقي التناقضات في هذا المقال!!.

وعلى العموم يظهر بوضوح ان رؤية زميلي في مقاله هذا لا تخلو من فرز واضح للقوائم الانتخابية.. لكن وفق اسس خاصة بصاحب الرؤية هدفها في النهاية، وكالعادة كلما اقتربت اية انتخابات، التسقيط السياسي والتشهير السلبي بجميع القوائم الانتخابية باستثناء قائمة الرافدين التي يصفها بأنها اكثر شمولية وسعة، وكأنها الحمل الوديع والبطل المغوار وتخلو من كل شائبة.

ومع اننا في قيادة أبناء النهرين نرتكز على قاعدة مهمة، تتمثل بأننا نرفض أن نكون جزءا من ثقافة اصبحتم تتميزون بها، بمحاولة الإساءة أو التشهير بأي شخص وحزب وقائمة انتخابية تختلف معكم في الرأي والرؤية، لكن ذلك لا يعني اننا لا نمتلك حق الرد تجاه أي طرح يأتي هنا او هناك بقصد الاساءة  لنا  ودون وجه حق.. وفي مرحلة مهمة تتمثل بمرحلة ما قبل الانتخابات. ويحق لنا أن نشرح ونوضح ونرد على كل من يسيء إلينا، وأن نكشف الحقيقة كاملة لا منقوصة، خصوصاً ان مقال زميلي أثار جملة من الامور والاحداث.. جاء ذكرها مقصودا وبهدف مخاطبة عقل ومزاج الناخب ولغاية يعرفها الجميع وليست في نفس يعقوب فقط.


* المواقف السياسية

يعتبر الموقف من الاستفتاء محطة مهمة جدا للفرز، وجميل جداً أن نجد اليوم قيادات في الرافدين تتغنى هنا وهناك بالموقف من الاستفتاء للاحزاب الثلاثة ( زوعا، الأثرنايي وأبناء النهرين). لكن ماذا لو عدنا الى فترة ما قبل الاستفتاء وبقراءة تراتبية لموقف قيادة زوعا والذي لم يكن واضحا منذ البداية، وكان مبهماً ضبابياً وهو ما عكسَ انقسام قيادة زوعا بخصوص هذا الموضوع.

في باديء الأمر، كان موقف قيادة زوعا من الاستفتاء ايجابيا من خلال مشاركة وحضور النائب يعقوب كوركيس في اجتماع 7 حزيران 2017 في مقر رئاسة الإقليم، وما خرج عن هذا الاجتماع من بلاغ يؤكد على إجماع الحضور على إجراء الاستفتاء وتحديد موعده وشمول المناطق المتنازع عليها به (سهل نينوى)، ولم يكن لزميلي او أية قيادات اخرى داخل الحركة اي موقف بالضد مما جاء في خبر رئاسة الإقليم عن الاستفتاء داخل حدود الإقليم!!!. وقد جرت بعدها لقاءات أخرى نشرت وسائل الإعلام نتائجها وبوجهة مماثلة.

وبسبب ردة الفعل السلبية في شارعنا القومي ضد هذا الموقف المؤيد، وانقاذاً للحالة.. خصوصاً بعد حسم أبناء النهرين موقفه برفض الاستفتاء والدولة القومية منذ البداية وبشكل واضح، جرت سلسلة لقاءات بين الاطراف الثلاثة (الأثرنايي وزوعا وأبناء النهرين)، بهدف بلورة موقف مشترك من الاستفتاء، لكن هذه اللقاءات فشلت في النهاية في بلورة الموقف المشترك، والسبب ببساطة يعود الى رفض قيادة زوعا ذكر أي شيء في البيان المشترك الذي كان من المفترض اصداره عن الاجتماع.. بخصوص رفض الاستفتاء، حيث لم يوافقوا على ادراج عبارات مثل: ((لسنا مع، أو: نرفض، أو: نتحفظ على)). وهذا مثبت في المراسلات التي بيننا عبر البريد الالكتروني والتي تحتفظ بها الأطراف الثلاثة.
واختتمت قيادة زوعا مواقفها المتباينة من الموضوع بموقف جيد تمثل بمقاطعة الاستفتاء وعدم مشاركتها في جلسة برلمان الإقليم الخاصة بموضوع الاستفتاء، رغم علمنا بأن عدد من القياديين كانوا قد شاركوا في التصويت في الاستفتاء!!.

لكن وبرأيي فإن هذا الموقف الجيد أصبح منقوصاً ايضا بسبب المؤتمر الصحفي الذي عقده البرلماني يعقوب كوركيس والذي قال فيه (نرفض الاستفتاء في سهل نينوى) دون الإشارة إلى الإقليم، أي تحديد الرفض بمنطقة معينة.. مما يعكس بالتالي موافقة ضمنية على الاستفتاء عموما. وإذا كان الامر غير ذلك فأرجو تزويدنا بأي رابط لموقف واضح يرفض الاستفتاء تم نشره في المواقع العامة وبأي من اللغتين العربية أو الكردية.

إن المماطلة في موقف قيادة زوعا من الاستفتاء كان واضحا، وهذا ليس كلامي فقط بل إنه ظهر بوضوح في أسباب تنحية أحد القياديين الأربعة في زوعا والمتنحين مؤخراً حيث يقول في اول اسباب تنحيته: (مماطلة الخروج بموقف عن استفتاء الإقليم والذي جاء متأخراً وبعد جهد في الساعات الاخيرة من ليلة الاستفتاء مما أربك التنظيم وأعطى حجة للمشاركة رغم كون قرار القيادة هو عدم المشاركة في حال رفض مطالبنا، ثم انتقادي بسبب مواقفي وتصريحاتي الإعلامية حول الاستفتاء).

* فشل الائتلاف الثلاثي:

أنا كنت من يمثل أبناء النهرين في الاجتماع الثلاثي بيننا والذي جاء بناءا على طلب الحزب الوطني الآشوري "الاثرنايي"، وكان اجتماعاً وحيدا تواصلنا بعده عبر السيد عمانوئيل خوشابا، وفي الاجتماع اوضحنا نحن في أبناء النهرين اننا مستعدون للائتلاف وتحت تسمية قائمة الرافدين (قائمة زوعا)، لكن الاشكالية تمحورت حول موضوع رئاسة القائمة، وأوضحنا اننا غير موافقون أن يترأس السيد يونادم كنا القائمة، وجائنا الرد عبر السيد عمانوئيل خوشابا (من هو بديلكم)؟، فكان ردي: (لا يهمنا من يكون رئيس القائمة، وسنكون مع أي قيادي آخر في قيادة زوعا يتم اختياره من قبل قيادة الحركة لرئاسة القائمة.. ونكون داعمين ومؤيدين له)، واستمر التفاوض معنا.. ووافقنا في النهاية على ان يترأس السيد يونادم كنا قائمة الرافدين ولكن بشرط أن لا يكون من ضمن المرشحين العشرة، وهذا ما رفضه الطرف المقابل. وهذه هي الحقيقة كاملة.. ولم نطالب مطلقا برئاسة القائمة، والطرف الثالث يعرف ويشهد بذلك. علما ان موقفنا هذا لم ولن يكون الا مسألة مبدئية كوننا نرفض ان نساهم في تكرار واستنساخ تجارب أصبحت المنطقة برمتها تعاني منها ومن النتائج الكارثية التي تجرها على المجتمعات، كونها لا تستخدم من الديمقراطية ومفاهيمها الا قشورها. 

انا شخصيا أرى ان بعض القياديين في زوعا اخطأوا عندما فسروا موقفنا وبرروه على انه شخصي، لكنهم في الحقيقة كانوا محرجين من الموضوع برمته، وبدلا من أن يدافعوا عن أسبابهم حول إعادة ترشيح السيد يونادم، حاولوا تحويل الانظار عن حرجهم، وعوضاً عن الدفاع عن الايجابيات وحسب وجهة نظرهم، برروا الموضوع ليقولوا إن لابناء النهرين أسبابهم الشخصية لرفض الترشيح.

* شخصنة الموضوع والمصالح الفئوية:

لا أدري ما علاقة شخصنة الأمور والمصالح الفئوية وسهولة الاتفاق بين أبناء النهرين والمجلس الشعبي اللصيق الستراتيجي للحزب الديمقراطي الكردستاني حسب توصيف زميلي يعقوب؟!، والموضوع هو نفسه الذي أثير في الانتخابات السابقة ويتكرر الان والأهداف منه ايضا واضحة!!.

ولا ادري كيف ينأى زميلي عن خُلق، وقد أتى بمثله مرارا وتكرارا وفي مواقف ومناسبات عديدة، ولماذا ينظر القذى في عيني أنا.. أما الخشبة في عينه فلا يكترث لها. وهنا أقول له: إذا كان تقييمكم للمجلس الشعبي كما وصفته أنت حيث تقول: (يعرف القاصي والداني مدى تبعيته لاجندات خارج البيت القومي)، فلماذا تحالفتم معه ضمن تجمع التنظيمات السياسية؟!، ولماذا تحالفتم معه في قائمة مجالس المحافظات، وفي تشكيل الكابينة السابعة لحكومة الإقليم؟!.

أما نحن فتحالفنا كان مع قائمة التجمع الكلداني السرياني الآشوري والتي كانت برئاسة السيد عمانوئيل خوشابا الذي تحالفتم معه اليوم، وكان المجلس  الشعبي أحد أطرافه إضافة الى أحزاب أخرى تعتبر جميعها حليفكم حتى اليوم في تجمع التنظيمات السياسية، علماً إننا في تلك المرحلة كنا في غاية الموضوعية وطالبناكم ان نتعاون مع بعضنا من اجل رؤية مشتركة لمرحلة تشكيل الكابينة الثامنة وما بعدها لحكومة الإقليم، لكنكم رفضتم ولأسباب شخصية اعتبرها تعكس ضيق الأفق الفكري لديكم آنذاك.. والتي اختزلتموها بمفهوم ضرورة أن نقاطع أبناء النهرين، وها هو الزمن يدور بنا ونجتمع ونلتقي وتنتهي القطيعة، لكن بعد ان خسرنا مرحلة مهمة كان من الممكن أن نحقق ونرسم فيها رؤية وملامح مهمة، رغم تأكيداتنا لكم بضرورة اختزال المرحلة بدل أن نخسرها. ولدينا من الوثائق ما يؤكد على ما ذكرنا.. نرفقها مع هذا المقال.

أما انتقادكم لنا حول طلبنا موقع نائب المحافظ في دهوك، والذي جاء ضمن ورقة مقدمة من قبل القائمتين.. أبناء النهرين وقائمة التجمع الكلداني السرياني الآشوري، (حلفائكم في تجمع التنظيمات وانتخابات مجالس المحافظات)، فقد كان جزءا من استحقاقاتنا الانتخابية كقائمة فائزة، علما إنكم أنتم أيضا طالبتم بهذا الموقع مع مناصب ومواقع أخرى وضمن الورقة التي قدمتموها مع بقية أحزاب شعبنا ضمن تجمع التنظيمات السياسية وكان عنوانها (المشاركة في تشكيل حكومة)، وأقصد الكابينة السابقة.. (النسخة المرفقة)، وهذا يعني انكم قدمتم الورقة والمطالب مع الاحزاب التي تنتقدها وأنت غير راض عنها (مع جل تقديري واحترامي لها) ولم تقدموا نفس الورقة مع أبناء النهرين، وهذا دليل على كون شخصنة الأمور لديكم قد ارتقت آنذاك لدرجة شديدة الوضوح، وبطبيعة الحال على حساب المصلحة القومية.
أما الازدواجية في الرؤى فتكمن في ان تعطي لنفسك الحق في أن تطلب ما تشاء.. في حين لا يحق لغيرك ان يطلب نفس الشيء، وإذا فعل ذلك.. فتعتبره فئوي ويبحث عن مصالح ذاتية!!.

علما ان ما حاولتم اظهاره منذ ذلك اليوم وتحاولون في كل فرصة اثارته، هو مخالف للحقيقة تماما ومحاولة مستمرة لتشويه الوقائع، ومن ناحية اخرى هي محاولة لتغطية ما فشلتم في تقديمه، كون الفكرة والممارسة التي تبناها "أبناء النهرين" بخصوص أساس المشاركة في الوزارة، كانت المرة الاولى لهكذا  طرح، وكان مضمونها: اننا لن ندخل مع رئيس الوزراء المكلف في حوار لمجرد الاتفاق على من سيتولى هذه الوزارة، وانما سندعوه لعقد جلسة خاصة مع ممثلي القوائم الفائزة لنناقش فيها مجمل برنامج الكابينة بناء على ورقة المطالب التي سبق لنا إعدادها ومشاركتها معكم، وشملت محاور استحقاقات شعبنا في الهيئات التنفيذية المختلفة، وقد أكدنا لكم ولقائمة التجمع بأننا غير مهتمين بتاتا بمن سيتولى الوزارة وان ما يهمنا هو البرنامج العام، لذا عليكم ان تحسموا الامر بينكم، باعتبار ان لكل منكم مقعدين.. وقد تحقق فعلا ما خططنا له.. وحضر الرئيس المكلف لأول مرة لمناقشة البرنامج وليس موضوع الوزارة اليتيمة التي اعتادوا أن يمنّوا بها علينا، وأبدى موافقته على اغلب نقاط ورقة المطالب، غير ان عدم حضوركم للاجتماع هو ما منح المقعد للتجمع ولسنا نحن.
 
* المواقف السياسية والمصلحة القومية:

إن اطرف ما شدني في رؤية زميلي البرلماني في مقاله هذا.. قوله: (ان المصلحة القومية كانت وراء التقاء زوعا مع الأثرنايي)!!، وهو بالتأكيد قول مخالف للحقيقة ومغالطة مكشوفة، ولا أدري من الذي يضحك على من!!، فالذي جمع الأترنايي مع زوعا في قائمة واحدة هو اسم القائمة (الرافدين)، فلو لم تتحالف قيادة زوعا مع الأترنايي ما كان باستطاعتها أن تدخل الانتخابات بقائمة اسمها الرافدين والتي تعتبرها إرثها من الانتخابات السابقة، بل كان عليها أن تخوض هذه الانتخابات بقائمة الحركة الديمقراطية الآشورية، ومن العيب ان يتم تسويق هذا الأمر بغير ذلك، علما إن هذا الكلام والتبرير (لو لم نتحالف، لما كان بامكاننا استخدام اسم الرافدين).. جاء أيضا على لسان السيد يونادم كنا في إحدى ندواته بالولايات المتحدة مؤخرا !!.

* زوعا وأبناء النهرين والصدمة

أن تجد أخطاء غير مقبولة ترتكب من أعضاء ومؤازري الحزبين وتحديدا على مواقع التواصل الاجتماعي، مسألة فيها وجهه نظر، وممكن ان يتم تفهمها لأسباب معينة، لكني لم أكن اتصور يوما ان الوضع داخل قيادة زوعا قد يصل لمرحلة أن البعض منهم يتقمص شخصية غريبة جدا ويبدأ بممارسة سياسة فرق تسد داخل شعبنا ولسبب بسيط  هو أن أبناء النهرين خلق حدثاً قوميا بسيطا تمثّل في التظاهرة أمام برلمان الإقليم في أربيل في 13 نيسان 2016 بخصوص التجاوز على أراضي نهلة، إذ انني لم أتفهم حتى يومنا هذا حالة الهستيريا والتخبط التي أصابت البعض من قيادات زوعا، حيث بدأوا ينطقون بما لا يمكن تصوره واستيعابه مثل: (هذه مظاهرة قد أعد لها في الكواليس.. وهي مظاهرة مقتصرة على قرية وتهمل القرى الاخرى، وهي مظاهرة لأتباع الكنيسة الفلانية ولا داعي لأفراد الكنيسة الأخرى المشاركة فيها!!)، فهل هذا منطق سليم لتنظيم وُلد ليكون طليعة؟؟!!.

والمؤسف ان شخصك كان جزءا من هذه الحالة الغريبة وهذا الخطاب المشوه، وناقضت نفسك بأكثر من مرة، حيث تسابقت على نشر خبر المظاهرة على صفحتك الشخصية ودعوت للمشاركة فيها، ثم عدت لتبرر عدم مشاركتكم بأكثر من ذريعة عجيبة، واذ قلت في لقاء مع (اسيريا تي في ) ان ما يحصل لشعبنا في هذه المنطقة لأكثر من 20 سنة ليس الا جينوسايدا، لكنك أكدت ان عدم مشاركتكم كانت بسبب ان المظاهرة لم تحصل على موافقة من الإدارة!!. بالله عليك كيف تفسر هذا؟، أحدهم يرتكب بحقك جينوسايد لكن ردة فعلك ان تنتظر منه موافقة لتشارك في مظاهرة سلمية تطالب فيها بحقك المسلوب في الأرض؟.. وتوافق على طلبه بأن لا تدخل وتشارك في جلسة برلمانية شرعية تناقش قانون الرئاسة؟!!.     

* التناغم مع المجلس الشعبي

إذا كنت لا ترغب يا زميلي في أن تثير البعض من الأحداث، فهذا لا يعني أن لا نثيرها نحن، وأعود إلى موضوع سهولة الاتفاق مع المجلس الشعبي فأتسائل: لماذا تناغم موقفك مع المجلس الشعبي في 23 حزيران 2015.. ورفضتَ المشاركة في جلسة البرلمان المثيرة للجدل، رغم إنها كانت مهمة جدا لشعبنا لاحتواء جدول أعمالها على القراءة الأولى لقانون تعديل تطبيق قانون الاحوال الشخصية في فقرته الخاصة بشعبنا، بالاضافة إلى مشروع قانون رئاسة الإقليم، إذ وحتى وإن كنتَ قد ساومت وقايضت لعدم حضور هذه الجلسة والمشاركة فيها، لكن المقابل لم يكن لصالح شعبنا وقضيته ومشاكله العالقة.. بل كان من اجل مصالح فئوية حزبية غير سياسية تمثلت بحصولكم على جملة من المكافآت تقديرا لموقفكم هذا.. بضمنحها قطعة أرض مساحتها 6000 متر مربع في عنكاوا لبناء مقر لزوعا.. وعلى حساب أبناء وشباب عنكاوا!!.

أنا أعتقد جازما.. أن المواقف السياسية القومية الصحيحة يجب أن تبنى على قاعدة واحدة فقط وهي إن بوصلتك السياسية يجب أن تؤشر في كل زمان ومكان باتجاه قضية شعبنا، ولا بد ان يكون السياسي بعيدا عن المساومات والمقايضات، ولا داعي لتحويل قضيتنا السياسية إلى "سوبر ماركت" تكون فيه المواقف معروضة للبيع والشراء، وليس من المعقول أن نرى الحدث القومي قد خُلق أمامنا ونقوم ببيعه، هكذا هي السياسة التي افهمها أنا.. وهكذا هو العمل القومي الحقيقي.

أخيرا أقول، إن رؤيتك هذه يا زميلي جاءت من زاوية ضيقة جداً لم تسمح لك أن ترى الكثير، أو أنك رأيتها وتعمدت عدم ذكرها، ولكي لا تكون منقوصة، فإنني أكملتها وبرؤية من زوايا أخرى.

وقبل الختام، أتمنى عليك يا زميلي وعلى اخرين في الرافدين بأن تصرفوا ولو نصف هذا الجهد على قضايا قومية مهمة وحساسة أكثر من اهتمامكم لصرفه على ما يقوم به أبناء النهرين، حيث تلتهون وتلهون بها آخرين، بينما هي جهود مطلوب صرفها على قضايا أهم وأكبر، ولأننا حقا حريصين ألا نتنافس.. لا معكم ولا مع أي أحد آخر إلا لتقديم الافضل لما يستحقه هذا الشعب الجدير ليعيش بحرية وكرامة.
 
وختاما.. فإننا نعتزم أن يكون ردنا هذا هو الأخير، وأن لا نضطر أو نُجبر على العودة إلى هذا الشأن مجددا، وذلك رغبة منا في عدم إشغال أبناء شعبنا بسجالات وأمور ثانوية في هذه المرحلة الهامة والمصيرية.