المحرر موضوع: البعثات النسطورية  (زيارة 1384 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ميخائيل ديشو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 664
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
البعثات النسطورية
« في: 04:58 14/03/2018 »

البعثات النسطورية
نشر البشارة في اسيا من القرن الخامس حتى القرن الخامس عشر

ميخائيل ديشو

مقتطفات من البحث للبروفيسور جيمس دنكان  James Duncan  وهو, استاذ فخري في اللاهوت وتاريخ الاديان في الجامعة الصينية (هونك كونك), واستاذ في كلية سانت ثوماس (موسكو), واستاذ في الاكاديمية اللاهوتية (اوكرانيا), عن كنيسة المشرق الاشورية, كنيسة الشهداء, التي نشرت الانجيل في اقاصي الشرق, من البحر الاحمر الى المحيط الهادي ومن سيبيريا الى اندونيسيا.

البعثات الاشورية
الكنيسة الاشورية, او كنيسة المشرق كما يطلق عليها من قبل اعضاءها,وعادة يطلق عليها الكنيسة النسطورية من قبل هؤلاء الذين لا ينتمون اليها. ولكن الحقيقة, نسطورس الذي كان مطران القسطنطينية لفترة قصيرة في منتصف القرن الخامس, لا علاقة له بتأسيسها كهيئة مستقلة وانه لم يكن ابدا عضوا فيها. الكنيسة التي تجاهد اليوم للبقاء لها خصوصية لكونها واحدة من انجح الكنائس التبشيرية في التاريخ. البطريركية الاشورية قادت ووجهت هذه الجهود الاشتثنائية لاكثر من تسعة قرون, والتي رأت الكنيسة تنتشر من البحر الاحمر الى المحيط الهادئ ومن سيبيريا الى اندونيسيا.
لم تستعمل ابدا القوة ولم تتقيد لنشر نفسها. هي بكل بساطة سارت على الطرق التجارية, على البر والبحر, من الشرق الاوسط الى شرق اسيا, في خدمة التجمعات الاشورية الصغيرة في تجمعات انشئت من قبل التجار في نقاط مختلفة على الطرق. وعندما تتحرك في مناطق جديدة, سياستها كانت تأسيس اديرة وانشاء مدرسة, ومستوصف لخدمة السكان المحليين, بذلك يساهمون في تطوير الثقافة والاقتصاد لكل منطقة وكذلك تقديم خدمات الرعاية الصحية للناس.

استقلالية الكنيسة الاشورية
هناك مفهوم شائع وخاطئ بأن الكنيسة الاشورية حرمت بسبب الهرطقة لذا فصلت من الكنيسة في مجمع افسس, المجمع المسكوني الثالث فس 431 . هذا ادعاء كاذب كليا. كان السبب بكل بساطة سياسيا, وليس عقائديا, الاسباب هي بان الكنيسة االاشورية طوعيا قطعت علاقتها ببطركية انطاكية, هي واحدة من ثلاث بطريركيات, روما واسكندرية وانطاكية, وهي نفس المدينة التي اتباع المسيح تم تسميتهم فيها مسيحيين.
واالانفصال كان قد تم اقراره كوسيلة دفاعية.
الكنيسة كانت قد تمددت بسرعة وراء حدود الشرقية للامبراطورية الرومانية. حتى القرن الثاني الميلادي, وفي الاغلب, كان هناك تجمعات مسيحية صلدة تأسست على شاطئ الايسر من جنوب الهند, والتي هي الان ولاية كرالا Karala. هذه الجماعات استعملوا السريانية في طقوسهم لقرون عديدة الى ان استبدلت اخيرا بلغتهم المحلية مالايالم        , والى يومنا هذا التدريس الكهنيوتي هناك تستعمل السريانية في المناهج, ليس مستغربا بان الانجيل كان قد وصل الى هذه المسافة البعيدة وبهذه السرعة.
هؤلاء المسيحيين كانوا مواطنين للامبراطورية الفارسية, كان لهم مشكلتين خطرتين
اولا, دين الامبراطروية الفارسية كان الزرادشتية, في حين المسيحية كانت المنافس الحقيقي, لذلك المسيحيين كانوا يعانون ليس فقط من العداء من الاكثرية ولكن ايضا من الاضطهاد الشديد كمنشقين, والذي يعني كونهم غير زرادشتيين.
ثانيا, الفرس والامبراطورية الرومانية كانوا دائما في حالة حرب مع بعضهم, وكمسيحيين, الاشوريين كانوا يعتبرون بانهم ينتمون الى الدين الرئيسي للامبراطورية الرومانية,والذي يجعلهم مشتبه بهم وانهم على اتصال مع العدو.
والظروف اصبحت سيئة بشكل كبير عندما في 27 شباط 380 ميلادية وبقرار من امبراطور روما, ثيودوسيوس الاول قام بجعل المسيحية دين الدولة الرسمي للامبراطورية. لذلك بجرة قلم اصبح المسيحيين في الامبراطورية الفارسية بنظر اليهم كعملاء ومخربين لقوى اجنبية والتي كانت الامبراطورية الفارسية في حرب عسكرية مستمرة معها. المسيحيين اصبحوا عمليا اعداء الدولة. الشبهة والمراقبة مع الاضطهاد جعل حياتهم صعبة وخطرة.
في القرن الثالث والرابع الميلادي, في الامبراطورية الساسانية, كان اضطهاد المسيحيين حدث عادي, واوقات اخرى كان شديدا. عشرات الالوف من المسيحيين دفعوا حياتهم ثمن ايمانهم, واعمال شهداء الفارسية تجعل بشكل واضح بان الكثيرين بانهم سعوا بحمية للشهادة كافضل وسيلة لتقليد يسوع المسيح, وليقدموا حياتهم للتضحية كما فعل هو. وكان واضحا بأن الغاية من الاعدامات ليس ببساطة ارسال الضحايا الى العالم الاخروانما لتمديد معاناتهم لجعل موتهم بطئ ومؤلم بقدر الامكان.
في عام 434 ميلادية, ترأس البطريرك داديشو في قطسيفون السينودس الذي غير للابد تاريخ كنيسة المشرق,
البطريرك قرر قطع العلاقة مع بطريركية انطاكيا, التي كانوا يعتمدون عليها منذ البداية لتمشية اعمالهم, لذا هم عمليا اعلنوا الاستقلالية, ليس من بطريركية انطاكيا ولكن اكثر اهمية من الامبراطورية الرومانية.
هذا القرار جلب لهم اثنين من الفوائد
اولا, انهم استقلو عن انطاكيا وهم احرار باتخاذ القرارات, وهذا يسرع عملية عملية اتخاذ القرارات الخاصة بالكنيسة لكل منطقة في شرق نهر الفرات.
ثانيا, لم يعد ينظر اليهم كعملاء للامبراطورية الرومانية, الاتهام الذي كان يستعمل ضدهم في الماضي.
واخيرا تحرروا الان من نفوذ انطاكيا, وباستطاعتهم الان استعمال موهبتهم التبشير الاستثنائية في دول الشرق وباتجاه المحيط الهادئ.

لاهوت كنيسة المشرق
نقطة واحدة نهائية تحتاج الى توضيح قبل الدخول الى الجهود التبشيرية لهذه الكنيسة الرائعة.
بعد ان استقلت سبعة سنوات قبل مجمع افسس في 431 ميلادية, لم ترسل ممثلين عنها لهذا المجمع الذي اجتمع في الامبراطورية الرومانية. نسطورس, عالم اللاهوت في المدرسة الانطاكية كان قد تم ادانته من قبل المجمع بالهرطقة لانه فضل استعمال لقب ام المسيح بدلا من ام الله. كبطريرك جديد للعاصمة البيزنطينية كان ينوي استئصال البدعة من القسطنطينية. لعمل هذا, هو تمنى فقط للتأكيد على الطبيعة الثنائية في شخص واحد يسوع الناصري, هو الله كاملا ولكن انسان كامل ايضا. ادانته كان نتيجة مناورة قوية من البلاط الملكي وبعض اباء المجمع من الاسكندرية الذين دافعوا بشراسة عن وحدة شخص المسيح ضد الطبيعة الثنائية.
في 486 ميلادية كنيسة المشرق رسميا اعتمدت عقيدة نسطورس..

تطور وتوسع كنيسة المشرق
الجزيرة العربية
نحن نعرف في عام 225 ميلادية كان هناك مطران في قطر. بعد استقلالية كنيسة المشرق, في عام 424 م كان باستطاعة تنظيم ارسالية هناك اكثر تأثيرا, في بداية القرن الخامس الميلادي كان هناك ستة مطارنة في شبه الجزيرة العربية.
في القرن السادس الميلادي, ملك اليمن المسيحي بنى كاتدرائية الكنيسة في العاصمة صنعاء لمطران المدينة. في 676 م, اجتمع سينودس في شبه الجزيرة في فترة تولي كاثوليكوس كيوركيس 660-680 م, ولكن بعد ذلك لم نسمع كثير عن هذه المنطقة.
في 779م و823 م كان هناك لا زال اثار المسيحية عند البدو المسيحين. لكن حياتهم كانت صعبة بعد انتشار الاسلام.
في قلب بلاد بين النهرين
في الامبراطورية (الفارسية) نفسها, التي في القرن الخامس الميلادي شملت كل الذي يعرف اليوم عراق وكذلك الجزأ الشمالي الشرقي من الذي يسمى اليوم سوريا حيث كانت كنيسة المشرق منظمة بشكل جيد.
اعتبارا من 410 م كان هناك ستة مطرانيات, سيليوسا قطيسيفون البطريركية, بيت لابات        , نصيبين, برات دي ميشان (البصرة), اربيلا, بيت سيلوك (كركوك)
كل من هذه المطرانيات كانت مسؤلة على بين 6 الى 12 ابرشية, لذا في بداية القرن الخامس الميلادي كانت الكنيسة قد حققت تطوركبير, يعني يمكن ان يكون لديها 36 ابريشية عندما اعلنت استقلالها عن انطاكيا.
قبل استقلال الكنيسة في فارس, كان هناك اثنان من المراكز المهمة للدراسات اللاهوتية, واحدة في نصيبين اليوم في جنوب تركيا,والاخرى بعيدة الى الغرب ي اديسا واليوم تسمى ارفا ايضا في تركيا.
في 363 م, عندما سيطر الفرس على نصيبين انتقلت المدرسة الى اديسا, حيث سميت بالمدرسة الفارسية وتحت قيادة افرام السوري, والتي بسرعة اصبحت واسعة ومعروفة. مع ذلك, وعلى وجه الخصوص بعد ادانة اللاهوت الانطاكي في مجمع انطاكية اللاوتيين الاشوريين رجعوا الى نصيبين حيث المجرسة منظمة على الاسس الرهبانية, استمرت بالازدهارلتجهيز الكنيسة بالكهنة والرهبان التي تحتاجها للخدمة في الوطن ولتنشيط الجهود التي حملتها لنشر الانجيل شرقا الى المحيط الهادئ.

سوقطرا
نحن محظوظون لذلك, ليس لان تجار الاشوريون رحالة عظماء, ولكن ايضا كان الرهبان. اغلبهم بالطبع, تعقب طرق التجارة البرية وخدموا المجتمعات التي كانت منتشرة على طولها. مع ذلك, اخذوا الطرق البحرية, واحدة من الطرق التي لدينا معلومات مهمة عن الكنيسة ليس فقط في سومطرا,ولكن ايضا البلدان الابعد نحو الشرق مثل سريلانكا. هذا الرحال المشهور والمعروف في التاريخ باسم كوزموس  cosmos والدي بكل بساطة يعني  (الكون) الذي ابحر الى جزر الهند. هو قام برحلة طويلة من 520 م الى 525 وصل الى شواطئ الجزيرة حوالي 350 كلم. ومن شواطئ اليمن 200 كلم...
تكملة نشر المسحية في الشرق في الجزأ الثاني