المحرر موضوع: نحو حوار هادئ بين أعضاء الحزب وقيادته  (زيارة 891 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل حكمة اقبال

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 334
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
نحو حوار هادئ بين أعضاء الحزب وقيادته

حرية التعبير و الإلتزام الحزبي ، هل هذان المفهومان متناقضان أم منسجمان ، وأين الحدود بينهما ؟

حددت الفقرة 3 من المادة 3 من النظام الداخلي للحزب حق العضو في " نشر وجهات نظره في القضايا الفكرية والسياسية في المنابر الاعلامية للحزب " ، ولم تجر الاشارة الى وسائل الاعلام الأخرى ، وبالطبع لم تجر الاشارة الى مواقع التواصل الاجتماعي التي اصبحت في متناول الجميع وبشكل سهل جداً ، وفَرَ امكانية واسعة لطرح الرأي الشخصي ، ومناقشة الاراء الاخرى المنشورة في هذه المواقع ، مما طرح اسئلة عديدة حول طريقة التعامل والتفاعل مع الآراء التي تتناول سياسة الحزب وكذلك الشأن الوطني العام ، ومنها :
هل يعكس الواقع التنظيمي والفكري والاعلامي تنفيذ سليم لحق حرية التعبير عن الرأي ؟ وماذا لو تعارض هذا الرأي أو اختلف مع رأي الحزب ؟ ومدى تأثير ذلك على نشاط الحزب الجماهيري والتنظيمي الداخلي ؟

قضيتان مهمتنان على الصعيد الوطني أوضحتا ان هناك خلل في التوازن بين الالتزام بسياسة الحزب وبين ممارسة حق حرية التعبير عن الرأي الشخصي ، هما قضيتا استفتاء كوردستان وانبثاق تحالف سائرون .

في قضية الاستفتاء قدم الحزب موقفاً واضحاً من عملية الاستفتاء في الاقليم ، ولكن ردود فعل وآراء شخصية لعدد غير قليل من رفاق الحزب افرزت شرخاً في فهم حق تقرير المصير للشعب الكوردي الذي يتبناه الحزب منذ عقود ، وبين من هو مسؤول عن ادارة الصراع حول هذا الحق وهي القيادة السياسية الكوردية .
كثيرون كتبوا عبر مواقع شبكة الانترنت وأكثر من ذلك من كتب في مواقع التواصل الاجتماعي يكيل التهم والشتائم للقيادة الكوردية بشخص رئيسها وعائلته ، ونَقلَ كوادر حزبية تقود تنظيمات في المحافظات ، الازمة من حق للشعب الكوردي ان يستفتى حول مصيره الى عدم بناء مصانع في كوردستان وهي محررة من الديكتاتورية منذ 1991 ، أو خيانة وعمالة القيادة الكوردية ، وغيرها كثير ، وهذا مالم يثقف الحزب رفاقه به ، واذا كان اعضاء الحزب هم اصدقاء فيسبوكيون لمسؤوليهم فسيتاثرون حتماً برأي هو غير رأي الحزب ، وهنا يكمن السؤال كيف سيثقف المسؤول رفاقه بسياسة حزبه اذا كان هو يفكر بطريقة مغايرة ، ولم تتصدى قيادة الحزب لمعالجة هذا الخلل الفكري .

في قضية انبثاق تحالف سائرون اختلفت آراء الرفاق الحزبين ، دع عنك غير الحزبين ، بسبب من مفاجأة الاعلان وعدم التهيئة الفكرية الداخلية لإعلان هكذا تحالف حيث كانت النشاطات الفكرية والاعلامية تعمل على ابراز تحالف تقدم على اشدها ، وكذلك بعدما صدرت معلومات وتسريبات وتصريحات تعزز هذا الاختلاف الذي انحصر في موضوعة طرف التحالف الآخر وهو التيار الصدري ، وتجربة تحالفات الحزب السابقة . الحزبيون في داخل العراق وقسم ممن خارج العراق التزموا التعليمات الحزبية ودافعوا عن التحالف ، بينما كان هناك حزبيون آخرين ، لايشك اطلاقاً باخلاصهم للحزب ، عبروا عن الشك بجدوى هذا التحالف وطالبوا باجابات واضحة على اسئلة محددة وباجراءات تنظيمية محددة أيضاً ، من خلال الاشكال التنظيمية وكذلك من خلال مواقع الانترنت لأنهم يعلمون ان ارائهم لن تصل الى قيادة الحزب ، بسبب المسافة التنظيمية الفاصلة بين هيئات قاعدة الحزب والقيادة ، وان وصلت فهي متأخرة جداُ ، ويعلمون أيضاً ان صحافة الحزب لاتقوم بنشر آرائهم المعترضة على سياسة الحزب .

حالات محدودة كان فيها التواصل بين قاعدة الحزب وقيادته ممكنة أثناء الندوات المعدودة لبعض القادة وبمناسبات معدودة ايضاً ، وباتت الحاجة قوية لتعزيز التواصل وتبادل الآراء ، خاصة بعد ان أصبحت خدمات الانترنت في متناول الجميع تقريباً ، وغالبية قيادة الحزب لديها صفحات على الفيسبوك تستخدمها لنشر بيانات وأخبار الحزب ومواد اخرى .

لذلك سيكون من المفيد تحويل جزء من مساحة ووقت صفحة الحزب على الفيسبوك الى منتدى للحوار يقدم الرفاق والأصدقاء آرائهم ، ويكون في الجانب الآخر ردود من قيادة الحزب على هذه الاراء ، وبصيغة حوار هادئ بعيداً عن كلمات مثل المتصيدين والمشوشين والمتخاذلين ، وسيساعد مثل هذا الأمر على تفهم وجهتي النظر ، ويخفف من التشنجات في الآراء المختلفة ، وتكون قيادة الحزب أكثر قرباً من القاعدة الحزبية وجمهور الأصدقاء ، والابتعاد عن ارسال الرسائل الداخلية والتي سرعان ماتجد طريقها الى خارج التنظيم ، وهذه الممارسة لاتختلف عن أية مقابلة صحفية تجريها القنوات الفضائية مع قيادات حزبية ، بفارق بسيط هو ان المحاور رفاق واصدقاء الحزب بدلاً من مقدمي تلك البرامج ، ومن السهل تناوب اعضاء اللجنة المركزية الثلاثون على هذا العمل المهم .

انتشار الانترنت ووسائل التواصل تستدعي التحرر من أفكار المركزية الديمقراطية (لازالت موجودة رغم الغائها كجملة من النظام الداخلي) وفكرة نفذ ثم ناقش يارفيق ، وتستدعي الانفتاح لسماع الآراء المختلفة ومحاولة تفهمها والرد عليها بصيغة حوار ايجابي هادئ ، يعمل على توسيع ثقة الرفاق والأصدقاء بسياسة الحزب واجهزة تنفيذها ، حتى تكون لنا أصوات انتخابية أكثر ، وعدا ذلك ستكون الأصوات الانتخابية باتجات اخرى غير تحالف سائرون . 

حكمة اقبال
14 آذار 2018