المحرر موضوع: حيدر العبادي يشهر أسلحته الانتخابية في زيارة استعراضية للموصل  (زيارة 1367 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31317
    • مشاهدة الملف الشخصي
حيدر العبادي يشهر أسلحته الانتخابية في زيارة استعراضية للموصل
ورقة النصر على داعش موضع تنافس انتخابي شديد، والانفتاح على دول الإقليم مدعاة لتحالف أتباع إيران ضد رئيس الوزراء.

التدرب على السباحة ضد التيار
العرب/ عنكاوا كوم
الموصل (العراق) - اكتسى ظهور رئيس وزراء العراق حيدر العبادي، الأربعاء، في الموصل طابعا استعراضيا واضحا ربطه متابعون للشأن العراقي بالاستعدادات الحثيثة لانتخابات مايو القادم، التي يعلّق عليها الرجل آمالا كبيرة للفوز من خلالها بولاية ثانية على رأس الحكومة، بينما يقول مقرّبون منه إنّ لديه طموحات لإحداث نقلة في البلد تخرجه من الأوضاع السيئة التي يعيشها منذ 15 سنة.

ومثّلت مدينة الموصل مركز محافظة نينوى بشمال العراق أبرز عنوان لشراسة الحرب التي خاضها البلد ضدّ تنظيم داعش ولصعوبتها وكثرة خسائرها البشرية والمادية.

ويتقدّم العبادي لانتخابات مايو القادم، متسلّحا بإنجازه الأبرز، وهو قيادته للحرب ضدّ تنظيم داعش والتي أفضت إلى انتصار عسكري كانت معركة الموصل بين شهري أكتوبر 2016 ويوليو 2017 مفصلية في تحقّقه.
خصوم العبادي يتوقعون أن يكون أكثر جرأة في معاملتهم خلال ولايته الثانية حيث سيكون أكثر قوة وتحررا من الضغوط
وصنعت حرب داعش الفرق الأوضح بين العبادي وكبار أعمدة البيت السياسي الشيعي الذي ينتمي إليه بمن فيهم رئيس الوزراء السابق نوري المالكي وزعيم حزب الدعوة الذي ينتمي إليه العبادي نفسه.

وبينما المالكي متّهم على نطاق واسع بإضعاف المؤسستين العسكرية والأمنية والتسبّب بدخول داعش إلى الموصل ومن ثمّ احتلاله مساحات شاسعة من البلد، فإنّ العبادي -بحسب أنصاره- هو صاحب إنجاز إعادة ترميم المؤسستين والانتصار على داعش.

ولم ينس العبادي خلال زيارته للموصل التلويح بشعاره الأثير المتمثّل في محاربة الفساد، عازفا بذلك على وتر حسّاس لدى العراقيين الذين عكست حركتهم الاحتجاجية خلال السنوات الماضية نقمتهم الشديدة على الطبقة الحاكمة باعتبارها رمزا لاستشراء الفساد وتغوّله.

وخلال مشاركته في مؤتمر انتظم، الأربعاء، ببلدة برطلة ذات الأكثرية المسيحية والواقعة على بعد 15 كيلومترا شرقي مدينة الموصل، قارن حيدر العبادي بين الإرهاب والفساد، معتبرا أنّ الأخير “أصبح أخطر من الإرهاب لأنه ليس عدوّا ظاهرا”. وتعهد بمحاربته قائلا “نريد أن نضرب الفساد في العمق من خلال خطوات مدروسة.. وسترون نتائج ذلك”. كما هاجم الطائفية بالقول إنّها خطر على العراق.

وفي كلمته بالمؤتمر المذكور دعا العبادي إلى طيّ كل الخلافات وبدء التعايش السلمي بين كافة المكوّنات والطوائف في عموم محافظة نينوى للحفاظ على وحدة البلد بشكل عام.

وفي الموصل قام العبادي بافتتاح الجسر القديم، وهو أحد المعالم المميزة للمدينة التي يعبرها نهر دجلة ويقسمها إلى نصفين.

وتمّ تدمير الجسر خلال الحرب ضدّ داعش. وقال رئيس الوزراء خلال تدشينه إنّه أعيد تشييده بأياد عراقية مئة بالمئة، مضيفا “داعش أراد تدمير كل شيء ولكننا انتصرنا عليه وسنعمّر ما هدمه”.

وتعتبر عملية إعادة ما دمّرته حرب داعش في العراق، بحدّ ذاتها، معركة كبرى سيكون الانتصار فيها محكّا واقعيا لمصداقية حيدر العبادي إذا ما نجح في الحصول على ولاية ثانية، إذ أن صعوبات مالية كبرى تواجه العملية التي تتطلّب مقدّرات ضخمة تتجاوز بكثير قدرات البلد الغارق في أزمته الاقتصادية.
طريق رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إلى ولاية ثانية على رأس الحكومة محفوفة بالمصاعب والعوائق. وشراسة المعركة الانتخابية تلوح من مقدّمات الحملة التي بدأها الرجل بشكل مبكّر بعملية استعراض للقوّة في الموصل ذات الرمزية الاستثنائية في سياق النصر المتحقّق على تنظيم داعش.
ويتطلّع العبادي لمساعدة الخارج بما في ذلك دول الإقليم الغنيّة لإعادة إعمار ما دمّرته الحرب، معوّلا في ذلك على المصداقية النسبية التي بدأ يكتسبها لدى تلك الدول كمهندس لسياسة خارجية تقوم على تحقيق التوازن في علاقات العراق بجواره الإقليمي والتخفيف من حدّة التبعية لإيران التي ميّزت سنوات ما بعد الاحتلال الأميركي للبلد.

وحسب محلّلي الشؤون العراقية، فإن رئيس الوزراء العراقي يمثّل رقما صعبا في معادلة الانتخابات القادمة، وأنّه على رأس قائمة المرشّحين لقيادة الحكومة للسنوات الأربع القادمة.

غير أنّ هؤلاء يحذّرون من أنّ نقاط قوّة الرجل، قد تشّكل في نفس الوقت عائقا أمام فوزه بولاية ثانية. إذ أنّه يواجه منافسة شرسة في توظيف النصر على داعش من قبل كبار قادة الميليشيات الشيعية التي شاركت بفعالية في تلك الحرب واكتسبت بفعل ذلك ثقة قسم هامّ من الشارع الشيعي المؤثر بالانتخابات. ومن أبرز هؤلاء المنافسين هادي العامري زعيم منظمة بدر.

ومن جهة ثانية فإنّ تركيز العبادي على محاربة الفساد سيجعله في مواجهة مباشرة مع شخصيات قويّة ونافذة، لا يمكن لأي حرب على الفساد أن تحقّق أهدافها إذا لم تشمل تلك الشخصيات التي تشير مختلف المعطيات والدلائل إلى فسادها، بل مسؤوليتها في انتشار الظاهرة وتغلغلها في مفاصل الدولة.

وتوقّيا من أي خطر يمكن أن يشكّله العبادي الذي سيكون في موقع قوّة وتحرّر من الضغوط في الولاية الثانية، وبالتالي أكثر جرأة ضدّ خصومه، فإن هؤلاء الخصوم لن يتردّدوا في التحالف ضدّه واستخدام نفوذهم لهزمه في الانتخابات.

أمّا خيار الانفتاح على بلدان الإقليم وإحداث التوازن في العلاقات الخارجية للبلد، فقد يمثّل أبرز سبب لدخول إيران بكلّ ثقلها ونفوذها، وتوظيفها أذرعها العراقية من أحزاب وميليشيات لمنع حيدر العبادي من قيادة الحكومة العراقية مجدّدا وتوجيه سياساتها بعيدا عن التأثيرات الإيرانية.