المحرر موضوع: كلمة مدير منظمة (كابني) في احتفالية اليوبيل الفضي وافتتاح المقر الجديد  (زيارة 1433 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل منظمة كابني

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 55
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الترجمة العربية لكلمة المدير التنفيذي لمنظمة (كابني)، الخوري عمانوئيل يوخنا، في احتفالية اليوبيل الفضي وافتتاح المقر الجديد للمنظمة في دهوك يوم الاحد 4 اذار 2018.
الكلمة تمت ترجمتها وتوزيعها بالكردية ايضا، ولكننا نعتذر لعدم قدرتنا على نشرها هنا بسبب تقني يتعلق بنوع الخط. فمعذرة.
الكلمة القيت بالسورث ويمكن مطالعتها بالسورث الانكليزية على صفحة الفيسبوك لكابني.

ܝܘܡܐ ܒܪܝܟ݂ܐ.... روز باش.... نهار سعيد... Good day
السيد محافظ دهوك الاستاذ فرهاد اتروشي الجزيل الاحترام
الاخوة والاباء الكهنة الافاضل
السيدات والسادة مدراء وممثلي الوحدات الادارية والدوائر الحكومية في اقليم كوردستان وسهل نينوى المحترمون
السيدات والسادة ممثلي المنظمات الانسانية المحلية والدولية المحترمون
الاخوات والاخوة الحضور الاحبة

(لكي يبقى الامل حيا) اربع كلمات اختزلت طموح مجموعة اشخاص في المدينة الحبيبة نوهدرا قبل 25 عاما من اليوم.
طموح شعب كان لتوه قد تحرر من عقود من نظام شمولي جلب الدمار والخراب للبشر والحجر في بلاد النهرين في حروب داخلية وخارجية.
حروب داخلية ادت بين ما ادت اليه الى استشهاد عشرات الالاف من الناس وتهجير قسري لمئات الالاف وتدمير اكثر من 4000 قرية ببيوتها ومزارعها وعيون ماءها ومدارسها وكنائسها وجوامعها ومزاراتها.
وحروب خارجية راح ضحيتها مئات الالاف من الضحايا وعدة ملايين من المهجرين في داخل الوطن وخارجه وتدمير لاقتصاد واحد من اغنى الاوطان في المنطقة.
في عام 1991 تحررت كوردستان من هيمنة النظام الشمولي وامتلك شعب الاقليم فرصة العودة والاعمار لما كان قد تدمر وبعث الحياة فيه من جديد.
اشورياً انها المرة الاولى في التاريخ القريب والمعاصر ان نعود الى قرانا ومواطننا التي اجبرنا على تركها.
فقد تهجرنا من هكاري قبل مائة عام ولم نعد..
وتهجرنا من طور عبدين على مدى عقود ولم نعد.
وتهجرنا من اورمية ومناطقها ولم نعد..
وها نحن نتهجر من الخابور ولا بوادر لعودة حقيقية..
وما زالت تحديات ومتطلبات العودة الى سهل نينوى قائمة، والاسئلة مفتوحة.
في اقليم كردستان وحده ومنذ 1991عاد شعبنا الى قراه التي ترحل منها..
ما زلت اتذكر تموز 1991 وكانه اليوم، حين اقمت الصلاة، اول صلاة، في برور وقرية دورى تحديدا بعد تهجيرها عام 1978 وعلى اطلال كنيسة مار كوركيس المدمرة، حينها ومع مباشرتنا الصلاة انهار الشماس زيا دنخا باكيا من استذكاره لالام التهجير الذي عاشه في قريته دورى، وبكاء من غبطة الفرح بالعودة والامل بمستقبل لقريته وكنيستها التي يعود بناءها الى القرن التاسع.
نعم اتيحت لشعبنا ولاول مرة فرصة العودة واعادة بعث الحياة، ولكن من اين له المصادر المادية لذلك وكان الاقليم حينها يتعرض لحصار مزدوج، الحصار الدولي على عموم العراق، وحصار الحكومة المركزية والذي يتكرر وللاسف اليوم بصيغة او باخرى، والى حد معين او اخر.
من هنا كان لكابني، وما زال، دورا مهما وحيويا لاعانة اهلنا لتحقيق حلم العودة.. وهنا كانت البذرة التي يقول عنها الكتاب المقدس انها مثل حبة الخردل التي هي اصغر الحبات ولكنها تنمو لتكون شجرة تنسج الطيور اعشاشها فيها.
نعم ايها الاحبة..
(لكي يبقى الامل حيا) كان ما جمع مؤسسي كابني، تغمد الرب الراحلين منهم برحمته، للعمل الطوعي في المنظمة لترجمة الامل وابقاءه حيا في النفوس والاجيال بشكل برامج انسانية واعمارية وتنموية وصحية وغيرها..
و(لكي يبقى الامل حيا) ما زال الالتزام الذي يجمعنا اليوم كمتطوعين في مجلس ادارة المنظمة او من منتسبيها من موظفي مقر المنظمة او برامجها في مختلف المناطق في محافظة دهوك وسهل نينوى وسنجار والذين يبلغ عددهم اليوم قرابة الثمانين.
خمس وعشرون سنة مرت وكانها لحظة عابرة في الزمن.. ولكنها تتضمن مئات البرامج التي توجهت بالعون لعشرات، ان لم يكن لمئات الالاف من اهلنا من الاشوريين والكرد والعرب، من المسيحيين والايزيدية والمسلمين، ومن كل الانتماءات الدينية والطائفية والمناطقية والثقافية، ففي منظمة كابني فان الانسان او المجموعة المحتاجة لا هوية لها سوى انها ضمن اهتمامنا كفئة مستضعفة ومحتاجة للدعم والتضامن المعنوي والمادي.
خلال ال 25 عاما مرت كابني بمحطات انتقالية ومهمة..
في عام 2003 بعد سقوط النظام السابق اتيحت لنا الفرصة ولاول مرة للعمل في مناطق سهل نينوى حيث قامت وما زالت تقوم المنظمة ببرامج واسعة من اغاثية واجتماعية وصحية وتنموية واعادة تاهيل للبيوت والمدارس وغيرها.
وفي عام 2014 مع النزوح المليوني لاهلنا من الموصل وسنجار وسهل نينوى الى الاقليم هربا من جرائم الابادة الجماعية لداعش، كان للمنظمة، الى جانب حكومة الاقليم وبقية المنظمات المحلية والدولية دورا كبيرا في تخفيف المعاناة ببرامج اغاثية وطبية وخدماتية ومدرسية وغيرها مما يضيق المجال لذكرها.
واليوم مع تحرير سنجار وسهل نينوى والموصل بتضحيات الجيش والبيشمركة، ومع عودة النازحين الى مناطقهم، توجهت المنظمة الى برامج لتسهيل العودة عن طريق تاهيل البيوت والمدارس وشبكات المياه وانعاش سوق العمل وغيرها من البرامج..
نحن سعيدون بقدرتنا على مساعدة اهلنا ولكننا سنكون سعداء اكثر عندما لن يحتاج اهلنا مساعدتنا.

الاخوات والاخوة الاحبة..
سؤال يفرض حاله ويستحق الوقوف عنده: من كان وما زال وراء نمو خدمات المنظمة من حيث الكم والنوع؟
قبل اي احد نشكر الرب على نعمته ومنحه الحكمة للمنظمة في مسيرتها.
اكرر اليوم ما اقوله دوما ان الاحترام، كل الاحترام، يتوجه قبل كل شيء وفوق كل شيء الى الانسان في مناطق عملنا الذي ورغم مصاعب الحياة يبقى مرتبطا بالارض والوطن ويبقى طموحا لمستقبل لاجياله بالعيش الكريم وتحقيق العدالة.
ويتوجه الشكر الى شركاء وممولي المنظمة من المنظمات والكنائس، وبخاصة الالمانية منها، التي وضعنا لها قائمة شرفية في بناية المنظمة والتي التزمت على مدى 25 عاما، وما زالت، الدعم المعنوي للمنظمة بزيارات دورية لمواقع العمل، وبالدعم المادي لتنفيذ وتوسيع وتطوير هذه البرامج.
ونتوجه بالشكر والتقدير الى الدوائر الرسمية في الاقليم، وتحديدا محافظة دهوك بشخص السيد المحافظ وكادر المحافظة، ونخص بالذكر منهم الاستاذ احمد زماري، ودائرة المنظمات غير الحكومية في الاقليم، ومديرها الاستاذ اكرم مزوري، ومكتب المنظمات غير الحكومية العراقية ومديره السيد سمير صادق والدوائر المختلفة في محافظة دهوك وسهل نينوى وسنجار.
ونتوجه بالشكر الى شركاءنا التنفيذيين من كنائس ومنظمات والمرجعيات المجتمعية من مخاتير وغيرهم لتعاونهم الايجابي مع المنظمة.
كما نتوجه بالشكر الى جيراننا في مقرنا السابق الذين تحملوا جيرتنا لسنوات، وهو تعبير عن مشاعرهم الانسانية ومشاركتهم لنا في خدة المحتاجين من اهلنا.
ونتوجه بالشكر الى مجلس ادارة المنظمة، وتحديدا الاب الفاضل شليمون ايشو، رئيس مجلس الادارة، وجميع الكادر الوظيفي الذين يعملون بروح العائلة ويربطون الليل بالنهار لخدمة اهلنا الايزيدية والمسيحيين والمسلمين.
وحيث اننا اليوم هنا لافتتاح المقر الجديد للمنظمة والذي يشكل نقطة تطورية من حيث توفيره للبنية التحتية لها كمؤسسة فاننا نتوجه بالشكر والتقدير الكبيرين للشركاء الذين قاموا بتمويل بناء هذا المقر وهم:
الكنيسة اللوثرية البافارية، الكنيسة اللوثرية في فرتمبرغ، الكنيسة اللوثرية في شمال المانيا، الكنيسة اللوثرية في وسط المانيا، الكنيسة الانجيلية الالمانية.
ونتوجه بالشكر الى شركة نيناف التي قامت بالتنفيذ، والى المهندس اميل دنخا الذي تطوع بالاشراف على العمل.
وشكرا لحضوركم الذي يشجعنا على العمل والالتزام بالعمل لكي يبقى الامل حيا.

الخوري عمانوئيل يوخنا
المدير التنفيذي للمنظمة
نوهدرا – دهوك – 4 اذار 2018