المحرر موضوع: الصليب بين الشفاء و البر  (زيارة 471 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل اولـيفر

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 546
    • مشاهدة الملف الشخصي
الصليب بين الشفاء و البر
« في: 18:18 19/03/2018 »
الصليب بين الشفاء و البر
Oliverكتبها
- لكم أيها المتقون اسمي تشرق شمس البٌر، والشفاء في أجنحتها ملاخى 4: 2.في عيد الصليب المجيد.و بين جناحيه في حضن المسيح المصلوب نجد البر كما الشفاء.كثيراً ما نتأمل في الفداء و الكفارة و التبرير الذى صار لنا بالصليب.هذا كله هو الشفاء من الموت الأبدي و من الخطايا بأكملها.لكننا نحتاج أيضاً أن نتأمل البر الذى في الصليب لأنه الجناح الثانى.
- من عند الصليب تنبع الفضائل.من ثقوب يد المخلص تخرج كل الدروس الروحية.من بين ثنايا الشوك على رأسه يسيل دهن البركة و الثمر الروحي.من خلف الطعنة في جنبه تنبثق معالم الأبدية و لغة المحبة.فالمسيح الشافي الفادي هو بذاته المسيح مصدر البر.
- البر هو درجات السلم السمائي.و السلم السمائي هو الصليب.و إبن الإنسان هو الذى صعد علي الصليب و نزل و يعرف الطريق السمائي لأن الطريق هو بذاته المسيح له المجد.أول درجة في بر الصليب هى المحبة.فمن غيرها لا يحسب الصليب فداء و لا يحسب موت المسيح كفارة.بل بالمحبة صار الصليب متحولاً من عقوبة إلي خلاص.فمن يعيد لصليب المسيح إلا الذى تغلبه المحبة.
- الشكر هو الدرجة الثانية في سلم السماء.فالمسيح له العظمة لم يشتكي من شيء و لا من أحد حتي الموت علي الصليب.بل قال لاَ تَظُنُّوا أَنِّي أَشْكُوكُمْ إِلَى الآبِ. يُوجَدُ الَّذِي يَشْكُوكُمْ وَهُوَ مُوسَى، الَّذِي عَلَيْهِ رَجَاؤُكُم يو5: 45. الشكر عكس الشكوى.و من صارت الشكوي وظيفته إلا إبليس المسمي المشتكي علي أولاد الله رو8: 33 و هو المشتكي الذى سيطرح في أتون النار رؤ12: 10 لأنه قضى كل زمانه يشتكي علي إخوتنا بينما المسيح قضى أيامه علي الأرض يحتضن الجميع و لا يتأفف من دناساتنا مهما كانت مقززة. هو الذى في لحظة القبض عليه يشفي أذن الجندي المقطوعة بسيف بطرس.هو الذى لما قال أنا هو سقطوا علي الأرض فإنتظرهم حتي يقومون ليقبضوا عليه ثانية.هو مسيح لا يشتكي.لكي نتعلم أن نشكر حتي في الآلام.البر في شكر الآب الذى صار من أجلنا بالمسيح يسوع.فلنكثر الشكر من عمق القلب إن أردنا أن نعيد العيد الحقيقي للصليب.
- الإيمان هو الدرجة الثالثة في السلم السمائى.حبة الحنطة صعدت علي الصليب بذرة و نزلت من علي الصليب شجرة عظيمة جمعت العالم كله في حضن المسيح.بالإيمان صعد المسيح علي الصليب ليصنع لنا درس الإيمان الأعظم.بالإيمان صارت بعد الصليب قيامة و من غير الإيمان ما كنا نعيش موت المسيح كربح إلا لأن القيامة لازمته.فالذين يعيدون بالصليب هم الذين يعيشونه.يصير الإيمان وجبتهم اليومية.يضعونه في قلوبهم و عقولهم و حواسهم فيبصرون أبعد مما تستطيع يد البشر إذ تمسك يد الرب بهم في إيمانهم به.فتمتد آفاقهم إلى ما لا نهاية.فليس للصليب آخر عند الذين يؤمنون بينما الذين لا غيمان لهم في صليب المسيح يضعون آخرتهم تحت أقدامهم.لذلك يحسبون الصليب جهالة فينقطع حبل الإيمان السري الذى يتغذون من خلاله بالسمائيات.
- صلب اللسان سبق صلب الجسد في المسيح يسوع.صمت فيما كانت كلمة منه تحرره من قبضة قاتليه.صمت حين حاكموه و حين عايروه و حين وضعوه في مفاضلة مع باراباس.صمت حتي بين اللصين و هم يستهزئون به حتي إستفاق أحدهم و صلب لسانه كالمسيح و طلب أن يذكره في ملكوته.صلب اللسان هو المغفرة للآخرين و الإمتناع عن الدينونة.صلب اللسان هو إنكار الأنا كما أخلي المسيح ذاته علي الصليب.كيف سنعيد للصليب إذا إنشغلنا بذواتنا إذا سلب اللسان سلطان الله في الدينونة.عيد الصليب هو صلب اللسان.فينهمك في الغفران للجميع دون شروط.يقول مع المصلوب إغفر لهم يا أبتاه.فلننتبه لهذا البر.أي صلب اللسان.
- الشفقة كانت حاضرة ما دام المسيح حاضرا عند الصليب. ينظر إلى يوحنا و يوصه أن يأخذ أمه عنده.ينظر إلى أمه و يوصها بيوحنا و بنا.ينظر إلى بطرس فيخرج ليبكي و يندم.شفقة المسيح في نظراته كما في كلماته مع اللص التائب .شفقة المسيح حاضرة تغلب الآلام فآلامنا ليست مبرراً للعصبية أو الإنفعال علي الغير.فالمسيح في كل آلامه ظل لطيفاً شفوقاً.نحن في زمن يفتقر لبر الصليب الذى فيه تظهر شفقة المسيح.نحتاج إلى إستبدال الكثير من مفرادات قاموسنا اليومي لتكون متلامسة مع شفقة المسيح علي الصليب.نحتاج لأن نشفق علي المحتاجين بكل نوع و لا نغلق قلوبنا ضد أحد.نشفق علي الصغار و العجائز.على التائهين و غير العارفين.نشفق علي من لا يعتني بهم أحد.هذا هو عيد الصليب عيد الشفقة المسيحية.
كل عيد صليب و أنتم متحررون بصليب المسيح من كل قيد يعطل عن تسلق السلم السمائى.
فليباركنا رب الصليب بالشفاء و البر معاً .لندخل في جناحيه و نتعلم نور النهار و نستدفئ بشمس البر.