المحرر موضوع: لماذا لم تتهجم بهرا على نظام صدام بعد 1996؟؟ فاذا عرف السبب بطل العجب!!  (زيارة 1161 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل abu lojana

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 24
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
كوني احد سكنة مدينة دهوك فقد تابعت وبشكل يومي كل التطورات التي رافقت الانتفاضة الاذارية من عام 1991 وتقدم الجيش العراقي لاخمادها وبوحشيته المعتادة والهجرة المليونية الى الحدود الدولية وما رافقها من مآسي وويلات انسانية، مما دفعت بالعالم المتحضر ان يتحفز ويقرر الملاذ الآمن والذي على اثره انسحبت القوات العراقية من المحافظات الشمالية الثلاث وبعدها قررت سحب الادارات وكانت البداية لتشكل الاقليم اداريا وسياسيا والذي بدأ باستلام الجبهة الكردستانية لزمام الامور من خلال كل الاحزاب المنضوية تحت لوائها الى حين انتخاب المجلس الوطني الكردستاني وتشكيل حكومة اقليم كردستان فيما بعد.
اثناء هذه الفترة بدأت الصحف الصادرة في الاقليم والتي تعود بغالبيتها الى احزاب الجبهة الكردستانية تشفي غليل الناس وتعطشها الى قراءة كل ما يفضح النظام وممارساته الوحشية فبدأنا بمتابعة المقالات السياسية والتحليلات والاخبار وكل ما يتعلق بوضع النظام بعد ان فرض عليه الحصار ، فكان من بين كل هذا الكم من الصحف جريدة بهرا الناطقة باسم الحركة الديمقراطية الاشورية وهي الاخرى تابعت نفس النهج في فضح النظام وممارساته  كون الحركة الديمقراطية الاشورية احد اعضاء الجبهة الكردستانية وممثلة في المجلس الوطني الكردستاني باربع مقاعد وفي الحكومة بحقيبة وزارية ولها حصة ثابتة من واردات الاقليم والتي كانت محصورة في بادئ الأمر بواردات نقطة كمارك ابراهيم الخليل المنفذ العراقي على تركيا، واستمرت بهرا على هذا النهج الى حين اجتياح النظام العراقي لمدينة اربيل في شهر آب من عام 1996!!
وكوني احد المدمنين على قراءة الصحف لاحظت توقف بهرا عن التهجم على النظام وفضحه بعد فترة وجيزة من هذا الاجتياح، فاختفت المقالات الفاضحة لممارسات النظام والتي كانت تكتب سابقا باقلام محسوبة على الحركة والاخبار المتعلقة بالنظام بدأت تنشر بالتنقيط وبشكل مقتضب من دون ابداء الرأي حولها وحتى التحليلات والتقارير الدولية والتي تدين النظام بدأت تنشر بشكل خجول ومخفي ومن دون ابرازها من خلال المانشيت الواضح والمثير للقارئ !!! مما اثارت لدي الكثير من التساؤلات والكثير من النقاشات مع العديد من المهتمين بمثل هذا الشان، فهناك من عزا الأمر لربما ان تكون القوى الكردية قد فرضت هذا الأمر على الحركة كأحد الاحزاب المتمثلة في الحكومة والبرلمان كون الاحزاب الكردية كانت في تفاوض مستمر مع النظام العراقي!!! ولكن ما يدحض هذا الاستنتاج بان احزاب اخرى مثل الشيوعي الكردستاني والاتحاد الاسلامي الكردستاني استمرت على نهج فضح النظام وعدم مهادنته بالرغم من انها ايضا كانت ممثلة في الحكومة والبرلمان!! وهناك من عزا الامر الى تملق الحركة طوعيا للقوى الكردية حفاظا على امتيازاتها والتسهيلات المقدمة لها من اموال ودعاية ومناصب وغيرها من الامور، وكان هذا الاستنتاج الاقرب الى المنطق حينها تناغما مع ما عرف عن الحركة من حرصها على هذه الامتيازات اكثر من حرصها على قضية شعب!!
ولكن لا يمكن ان تبقى مثل هذه الامور طي الكتمان الى ابد الدهر وخاصة اذا ما كانت تمس سياسات متعلقة بقضية شعب ومصيره، فلم تمض فترة طويلة بعد سقوط نظام الطاغية وانكشاف اضابير المتعاملين مع النظام وتبعثرها ووصولها الى اياد مختلفة من احزاب وصحف وافراد، وحتى الحركة نفسها قد صرفت الاف الدولارات لشراء مثل هذه الاضابير لغايات تم التبشير بها على انها قومية في فضح من مارس الخيانة بحق امتنا الاشورية ومستقبلها!!! حتى تفاجأنا بخبر تنشره جريدة الحوزة حول المتعاملين مع مخابرات النظام ومن بين الاسماء (ي.ي.ك) يونادم يوسف كنا وكوركيس رشو زيا والذي هو السيد نينوس بتيو!!! والخبر انه تم تجنيدهم من قبل مخابرات النظام بعد اجتياح اربيل عام 1996!!. وتم تأكيد هذه العمالة في الوثائق التي نشرتها جريدة هاولاتي والتي برز اسم السيد يونادم على رأس القائمة كأحد المصادر النوعية للمخابرات العراقية، والتي على اثرها تم تشكيل هيئة قضائية برئاسة القاضي رزكار للتحقيق مع كل الذين وردت اسماؤهم في القوائم وحسب علمي المتواضع فانه قد تم استدعاء السيد يونادم الى اربيل للتحقيق معه!!!
كي لا ابتعد عن جوهر ما بدأت به، انه يوم ظهرت هذه الاضابير وتكشفت الحقائق رجعت بي الذاكرة الى ما كان يشغل بالي عن ما هو السر في انكفاء بهرا عن فضح النظام بعد عام 1996؟؟
لقد صدق المثل القائل اذا عرف السبب بطل العجب!!! 
آدم عوديشو
نبسان 2007 
 
abulojana@yahoo.com