المحرر موضوع: الأصدقاء الاعداء، السم في الدسم!  (زيارة 1354 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سامي القس

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 48
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
(الاعدقاء) الأصدقاء الاعداء، السم في الدسم

القس شموئيل (سامي) القس شمعون – سيدني

ليس من العدل ان يدفع الناجحون ضريبة نجاحهم من خلال محاربتهم من قبل الاخرين، خصوصاً انهم وصلوا الى هذه المحطة، من خلال جهد جهيد وعمل شاق دؤوب وتفاني منقطع النظير، وليس من العدل ايضاً ان يكون لهم أعداء مخفيين بزي أصدقاء (أعدقاء)، كما يطلق عليهم، يحاربونهم حسداً، بدلاً من أن يشجعونهم لتحقيق المزيد من الخطوات صوب قمم نجاحات أخرى.
عندما تتحول المواهب التي يخص الرب بها أبنائه، الى هدف لرمي سموم الحقد، تتكشف مقاعد الاقامة الجبرية لمحطات الخمول، والتي يبدأ أصحابها بعملية ضخ مياه ملوثة في نافورات نقية، وزراعة أعشاب وطحالب ضارة فيها، لاننا امام شخصيات غير سوية، تهاجم النجاح واهله لا لسبب الا لتغطية ما في النفس من ضرر.

هذا الهدم للآخر وبكل الطاقات المتاحة للفرد، يحدث لكي لا يتم وصف المجتهد بالناجح، وهو انعكاس اسقاطي لشخصية غير سوية لا تتبلور الا على حطام الناجحين، والتي يرام من خلالها، سحب الناجحين الى خانات فاشلة لكي يتهرأ نجاحهم، لكي لا يقال عنهم انهم أفضل من غيرهم!! 

الذين يتألمون من التصفيق للنجاح، ويسعون الى كسر مجدافه، تهزمهم رؤية مياه جارية في طريقها الصحيح من منابعها الصغيرة، الى مصباتها العظمى، فيؤلمهم صفاء الانهار المسرعة نحو محار الفكر ونفيس الدرر التي لا يحصل عليها، الا السباح الماهر الذي يشقى بالغوص في أعماق بحر النجاح.
المياه الملوثة، تكشفها مختبرات الصدق على أرض الواقع، لأننا في قرية عالمية صغيرة، يمكنك فيها ان تشاهد أو تسمع أخبار شمال الأرض وجنوبها، شرقها وغربها في لحظات، فيقارن الانسان فيها، بين ملأى السنابل المثقلة، من الفارغة.

هؤلاء، لا نجحوا في عملهم، ولا تركوا الناجحين من حولهم يعملون، فيشحذون صنابير متصدئة لتلويث مياه الشرب، فمقابل كل تفوق وتميز، تصدر عنهم ذبذبات حسد للنيل من الآخر واحباطه، وهذه الافعال، وان كان القانون لا يحاسب عليها، الا ان دسائسها دليل على ان حدائق الفرد الداخلية المخفية عن العيان، جافة، قابلة للاحتراق يوماً.
ان سرعة انتقال ذبذبات زراعة الاحباط هذه، تتناسب طردياً مع كون الفرد منغلق على ذاته، وعكسياً مع مربع المحبة والانفتاح على الاخر، فكلما كانت الذات البشرية منغلقة على أوهامها لا مبالية بالآخرين، كلما ارتفع نسبة الكولسترول السيء في الأوردة القلبية، وكتحصيل حاصل، تزداد مظاهر التجلط في العلاقة مع الاخر.
  ان طريق الهروب من براثن الفشل وسجونها هذه، وخلق نجاح، لا يحققه شخص يضع يده في جيبه وتعبث أصابعه في ثقوب الفشل، ولا يمر أيضاً عبر التقليل، التشكيك والسخرية بالمتفوقين، اطلاقاً، بل بصنع تفوق آخر مماثل أو أفضل منه، فلو كانت فصيلة أعداء النجاح تستثمر طاقاتها في دعم المتميزين، بدلاً من محاربتهم، وتدريب أنفسهم لتحقيق النجاح، لكان لنا وفي الوقت ذاته أكثر من قدم وساق تسير في مشاريع نجاح هنا وهناك، نفتخر بها جميعاً.

"الاعدقاء" ( الاعداء+الاصدقاء) هو تعبير ومزيج غريب يجمع بين الصديق والعدو، خليط بلونين متنافرين الاسود والأبيض، بات يطلق مؤخراً على الاعداء الاخطر والاكثر قرباً منا، لأننا لا نراهم في وضح النهار ولا نراهم يحملون سلاحهم لمحاربتنا علناً، ونفوسهم تستشعر ان النجاح الذي يحققه الآخر، هو ظلم لهم، فيحاربونه بالدسائس، بالغمز واللمز!
فبدلا من ازاحة الحمل عن كاهل المتفوقين والتربيت على أكتافهم، نجد هؤلاء يحملون أثقال الحقد والحسد، على أجسادهم الثقيلة أصلا، وهذا اضطهاد ذاتي لهم، يكونون هم ضحيته الاولى.
في نهاية المطاف فان حبل الاعدقاء قصير، فلا بد من أن ينتصر من أثبت وجوده بالجد والنشاط، لا من يدق مسامير العمل بالكلام في الهواء، ويبقى تجاهل الناجح لمثل هذه الشخصيات، وعدم الانشغال السلبي معهم، سبباً في نجاح آخر يتحقق، لان من كان صديقاً صدوقاً فهو نعمة ربانية اخرى للناجح، ومن كانوا من الاصدقاء أعداء، فهم أعداء أنفسهم فقط، تجاوزهم الدهر، لا يتلفت اليهم!!


ان لم تستطع أن تبني نجاح، لا تكن كارهاً له!!