عيد السعانين ومستقبلنا كشعب وكنائس
لشعبنا بأسمائه المختلفة وكنائسنا بمذاهبها المختلفة تراث غني تمتد جذوره الى فترة بزوغ المسيحية في ديارنا في القرن الأول الميلادي.
وهذا التراث بلغته وفنونه وأناشيده وموسيقاه هو امتداد للثقافة واللغة والفنون التي كانت سائدة في ديارنا قبل تقبلنا البشارة الإنجيلية.
وتغمرني اليوم السعادة إذ أرى أن الثقافة واللغة والتراث والفنون أصبحت من القضايا الأساسية التي يتحدث عنها الناس والكتاب والمثقفون في صفوف شعبنا، وأحيانا تأخذ الصدارة.
وقد يتفق معي الكثير من القراء الكرام ان اللغة والتراث والفنون تقع ضمن المسائل الرئيسية التي أركز عليها في كتاباتي في هذا الموقع.
وأظن أن الغالبية الساحقة من أبناء وبنات شعبنا تتفق اليوم ان اللغة والثقافة والتراث والفنون التي لدينا تشكل واحدا من المقومات الرئيسية لهويتنا.
الشعب الذي لا لغة له ولا فنون وآداب وتراث له، يخسر هويته. وإن اكتسب لغة جديدة، يكتسب هوية اللغة التي تحول إليها.
والأمم الحية تعرف من خلال لغتها وفنونها. لو لم يترك لنا السومريون، وهم ربما أصحاب أعظم حضارة شهدها التاريخ، لغتهم وفنونهم (الموسيقى، والنحت، ولأساطير، والشعر، وغيره)، لما تذكرهم أحد اليوم وصاروا أثرا بعد عين.
ومن هنا، علينا الحفاظ والتشبث بلغتنا وفنونا وتعلمها وتدريسها والافتخار بها إن أردنا البقاء وقاومنا الفناء.
وللوصول الى هذا المبتغى، يجب ان لا يختلف الكلداني عن الاشوري او السرياني، بل الكل ينصهر في بودقة واحدة.
وكذلك يجب ان لا يكون للمذهب والميل الذي نحن عليه تاثير على حبنا وتشبثنا واحترامنا وافتخارنا بلغتنا وتراثنا وفنوننا، إن كنا على مذهب الأجداد او كاثوليك او أرثذوكس او انجيليين او على أي مذهب او ميل أخر.
هذا هو حال الأمم الحية حيث تجتمع على لغتها وتراثها وثقافتها وفنونها.
ولعيد السعانين تراث وفنون خاصة به، لأنه يوم مميز في تاريخ شعبنا وكنائسنا. ولأهميته، فقد أرخه كل من كان شاهدا له من الشعوب التي عشنا معها في نثرهم وشعرهم وأيامهم.
وهذا العيد يتميز بأناشيد وفنون وتقاليد خاصة به وله ثقافته الفريدة علينا الحفاظ عليها وإحيائها بحلتها البهية.
وأظن أن شعبنا بأطيافه مولع بهذا التراث، حيث نشاهد أن البعض من أناشيدنا الكنسية مثلا وبلغتها الساحرة جذبت ملايين المشاهدات في اليوتيوب، رغم أننا شعب صغير.
ومساهمة متواضعة مني لإحياء هذا التراث أنشدت مؤخرا نشيدا للسعانين شائع بين الذين يحملون تراث وفنون وطقس ولغة كنيسة المشرق المجيدة من الكلدان والأشوريين.
وللأشقاء السريان تراث لا يقل في روعته عما لدى الكلدان والاشوريين.
إن كان شيء يجمعنا سوية ويشير الى أننا شعب واحد وفي العمق كنيسة واحدة هي آداب وفنون ولغة كنائسنا المقدسة.
لذا كلنا نشترك في هذا التراث وهو ملكنا جميعا لأن لغته واحدة وهي لغتنا السريانية المقدسة.
وأضع بين أيديكم هذا النشيد الشهير بلحن جديد. اللحن شائع في الأديرة الكلدانية ومنطقة ألقوش:
https://www.youtube.com/watch?v=gnKke9178s0ولدي مساهمات أخرى في هذا العيد المجيد منها هذا النشيد الذي حسب ظني يقع ضمن أكثر الأناشيد رواجا في موقع عنكاوة.كوم في حقل الفيديو:
http://www.ankawa.org/vshare/view/3601/palm-sunday-hymn-of-malka/ولدي أيضا نشيد أخر شائع بين الكلدان وكنيستهم المجيدة وقد قمت بتلحينه بحلة جديدة محافظا على الكلمات بلغتنا السريانية الساحرة ويبدو لي أنه في طريقه لاحتلال مكانة بارزة في حقل الفيديو في موقع عنكاوة:
http://www.ankawa.org/vshare/view/3812/palm-sunday/وأمل من قرائي الكرام ان يتحفونا بما لديهم او ما يعرفون عنه من أناشيد تخص هذا العيد المجيد وباللغة السريانية كي أضعها في تسلسل ضمن المقال كي نستمتع بها في هذا الأسبوع المقدس.
وأناشد محرري الموقع اجراء مسابقة او استفتاء عليها بعد تجميعها بغية نشرها على أوسع نطاق.
وعيد سعانين وقيامة مباركة عليكم جميعا.