المحرر موضوع: سفر يصرخُ من الأعماق  (زيارة 1493 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل كريم إينا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1311
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
سفر يصرخُ من الأعماق
« في: 23:51 26/03/2018 »
سفر يصرخُ من الأعماق
كريم إينا
                           

كتب الطينُ أسماءنا
ليوم أسود
تبرزُ ملامحهُ لموت الخلائق
أصرخُ من الأعماق 
لغياب العالم وإنسداد آذان الحيطان
أحتارُ في تخمين
بزوغ الضياء
أتجاوزُ في تحديد صور الجلادين
أنفخُ في الجدران ضوء الفوانيس
الغارقة بدخان المطابخ
تطفو خطواتي وسط البحر
وهي تلونُ شكل خيالاتها المظللة
لستُ متأكداً من تلك الرؤية
ليمسّ الضوء نسائم كلماتي المضجرة
المكتوبة بنبضات الوقت
حينما أتركُ أنفاسي مكدّرة
تحجزني العتمة في ليلة يتيمة لا منقذ لها
فيبقى خيالي يطلّ على دكّة عرجاء
يسمعُ هدير المركبات الصدئة
كي يرتوي من ظمأ أخير
بعد مجىءالأغراب   
إزداد عدد المسوخ في وطني
أصبحوا يشاركونني في قهوتي ومتاعي
وصمت جنازاتي
وحتى يرقصوا أمام خوفي المائت
أشيائي الجميلة مهددة لزمن محشو رماداً
لأنّه بالأمس تمايلت لغة العصافير
لنتف ريشها في لمح البصر
أرقبُ بيادق شطرنج
تقتحمُ قلعتي المنيعة
وهي تصرخُ أمام
آلة الحرب الصامتة
يجري في الظلام
عالمٌ سفلي محملاً
متاهة السجين الهارب
تبدو الضحية زلزال نبوءاتي
تطلقُ سحر الكلمات على عفاريت
تخرجُ من مائدة الأحلام
أمشطُ موجة البحر
لعزلة صحراء الليل من بركة الآلهة
أبني أسواري الرومانسية
في بيت لا تدخلهُ الشمس
كنتُ دائماً في حلمي
أحلّقُ عالياً في دوامة أبراجي
أتطوّحُ يميناً وشمالاً
حتى ينسدلُ المساء
وتحمرّ قباب الخرائب
بشرارات العقبان الجائعة
لا رحمة للفريسة أينما وصلت
على حافة الموت
أصابع الليل تمشي على أبواب المدينة
تسترعي إنتباه النوارس
نحو خرائب نمرود العتيقة
المملوءة بالأسرار
سفنٌ تكدّست كرماد السيجارة
باحثة عن شطرها الآخر
الملىء بقلق الحصى
من يعلم طيف العرافة
كيف يدخنُ وسط الأزقة
يعتريه دخان الأبراج العالية
الملأى باليتم والرخام
وهي تعزفُ من قيثارة الآلهة
ترجعُ ساعة مطري
محشوة برماد هارب
وهي تنفتلُ حول رؤية وداع الإنتظار
الغياب يهطلُ إلينا
سكران كساعي البريد
لن تهدأ أفكاري الماسية
ما زالت ترفرفُ بأجنحتها المثقلة
كالأشباح تدخلُ في فم المومياء
عبر الأحاجي المحيّرة
هذا النعيقُ في الظلام
يلفّ زعيق العجلات
بإنتظار سفر طويل
في آخر الدنيا...