المحرر موضوع: شناشيل البصرة العراقية إلى زوال... تراث جمع مسلمين ومسيحيين ويهود  (زيارة 898 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عنكاوا دوت كوم

  • مشرف
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 37773
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
شناشيل البصرة العراقية إلى زوال
تراث جمع مسلمين ومسيحيين ويهود



منزل تراثي مزين بالشناشيل. (أ ف ب)


عنكاوا دوت كوم/النهار
قبل نحو نصف قرن، كان عدنان يقف طفلا مبهوراً امام الشناشيل الشرقية، وهي نوافذ خشبية مزخرفة ذات ألوان زاهية تزين واجهات المنازل في مدينة البصرة العراقية، لكنه يشهد الآن انهيار هذا التراث.

في مدينة "الشناشيل"، كما تلقب هذه المدينة الغنية بالنفط في جنوب العراق، يعاني التراث من إهمال كبير، في وقت تعجز الحكومات المحلية عن تقديم الحد الأدنى من الخدمات الأساسية للسكان الساخطين على الفساد ونهب عائدات صادرات الذهب الأسود.

إلا أن حقبة "الزمن الجميل" راسخة في ذاكرة عدنان خلف البالغ 71 عاماً. فهو لا يزال حتى اليوم قادرا على الحديث لساعات عن تلك الفترة مستذكراً أسماء أعرق عائلات المدينة من يهود ومسيحيين ومسلمين كانوا يعيشون حياة رغيدة في تلك المنازل التقليدية. وصلت الشناشيل إلى مدينة البصرة في القرنين السادس عشر والسابع عشر، على ما يذكر مدير القصر الثقافي والفني لمدينة البصرة عبد الحق مظفر. وهي انتشرت بعد ذلك في باقي مدن البلاد بينها بغداد وصولاً إلى بلاد الشام ومصر.

عند حلول الظلام يضيء السكان منازلهم ليخترق النور زجاج الشناشيل التي تجمع تأثيرات هندية وفارسية وإسلامية، فتمتد خيوط ملونة بالأخضر والأحمر والأصفر والأزرق على طول الشوارع.
مواضيع ذات صلة

    ثورة الفياغرا" تحتفل بعامها العشرينحسّنت الحياة للرجال وأهملت النساء
    إضاءات
    تحرير قردة أورانغ أوتان

وكانت كل منازل التجار البورجوازيين أو أبناء الطبقة الأرستقراطية المحلية في البصرة، مزينة بالشناشيل المصنوعة من عارضات خشبية مغلفة بشمع طبيعي مقاوم للمياه والنار تجعل من تلك البيوت عملاً فنيا فعليا.

يروي خلف أن الملك فيصل الثاني، آخر ملوك العراق، كان ينزل خلال زيارته للبصرة في بيت الوالي الواقع على ضفة النهر الذي يقسم المدينة، ولم يعد الآن سوى مجرى ضعيف للمياه تطفو على سطحه النفايات. ويؤكد أن الغزو الأميركي للعراق عام 2003، كان الضربة القاضية للمدينة، قائلاً: "رحل سكان وجاء آخرون، ورأيت البعض يفك القطع الخشبية من المنازل ليبيعها".

ويقول المتخصص في التراث هاشم عزام ان هؤلاء الوافدين الجدد "لا يعرفون" هذا التراث و"أقدموا على تغيير المباني، ودمروها وبنوا بدائل لها".

وتسمح تلك البيوت المغطاة بشبابيك خشبية ذات فتحات صغيرة، للقاطنين الرؤية من الداخل وحفظ خصوصيتهم من الخارج.

ويقول مفتش دائرة آثار وتراث البصرة قحطان العبيد: لم يبق من هذه المنازل اليوم إلا "ما يقارب 425 إلى 450 داراً تراثية موجودة في البصرة".
أي نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة، دون الإشارة الى " عنكاوا كوم " يترتب عليه أجراءات قانونية