المحرر موضوع: الأمة المظلومة لا يمكن لها أن تصبح أمة ظالمة  (زيارة 1623 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل خوشابا سولاقا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2340
    • مشاهدة الملف الشخصي
الأمة المظلومة لا يمكن لها أن تصبح أمة ظالمة
خوشابا سولاقا
إنها مقولة رائعة جداً ومؤثرة للغاية في نفس وتفكير كل انسان ثوري حقيقي  يرفض الظلم ويبحث عن الحرية والتحرر والأنعتاق لأمته وللانسانية جمعاء ، مقولة أطلقها انسان ثوري عظيم كان له دور كبير في تثوير الفكر الانساني لرفض الظلم والطغيان وتغيير مسار التاريخ في العصر الحديث . نتعمد هنا عدم ذكر اسمُهُ لكي لا تقرأ هذه المقولة انطلاقاً من خلفية أيديولوجية سياسية ضيقة ، بل لكي تقرأ بشكل مجرد من أية خلفيات فكرية وسياسية للمحافظة على مضمونها الذي قيلت من أجله . بالتأكيد إن المقصود بهذه المقولة هنا هم الأخوة الكورد في أقليم كوردستان العراق كأمة بشكل عام وقادة الأحزاب الكوردية كنخب سياسية تقود حكومة الأقليم منذ أكثر من سبعة وعشرين عاماً وهم أصحاب القرار السياسي فيه بشكل خاص .
يتكون شعب أقليم كوردستان حالياً من مكونات قومية ودينية ومذهبية عديدة مثل الكورد والتركمان والعرب والآشورين والكلدان والسريان والأيزيديين والأرمن والصابئة المندائيين والشبك والكاكائيين ، هذه هي التركيبة الديموغرافية الاجتماعية لما يسمى بأقليم كوردستان العراق وعاشوا متجاورين ومتشاركين في السراء والضراء منذ سنوات طويلة ، ومنذ أن انطلقت الثورة الكوردستانية في أيلول عام 1961 شارك أبناء جميع هذه المكونات القومية والدينية الى جانب الأخوة الكورد في الكفاح المسلح الذي قاده الخالد الذكر مصطفى البرزاني وتحملوا مع الكورد كل ما أصابهم من مأسي ومعاناة وتهجير قسري جراء الحرب الدائرة لسنوات طويلة مع السلطة المركزية ، وكان للآشوريين والكلدان بشكل خاص مشاركة فعالة في هذه الثورة منذ البداية من خلال مشاركتهم في العمليات العسكرية ضد قوات الأنظمة القومية الفاشية في بغداد لغاية سقوط النظام البعثي الصدامي في التاسع من نيسان من عام 2003م  على يد قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ، وقدموا خلال مسيرة الثورة الكوردستانية النضالية المئات من الشهداء الى جانب شهداء قوات البيشمركة الكوردية على مذبح الحرية .
إن القيادات الحزبية الكوردية الحالية التي تدير الحكومة في الأقليم تعرف ذلك جيداً وتعرف كذلك كم هو عدد شهداء أمتنا الذين انخرطوا في صفوف الحركة الكوردستانية أو المنخرطين منهم في صفوف أحزاب وتنظيمات الحركة الوطنية العراقية التي قاتلت الحكومات الفاشية في العراق الى جانب قوات البيشمركة الكوردستانية في جبال كوردستان دفاعاً عن حقوق شعب كوردستان بشكل خاص والشعب العراقي بشكل عام ، إضافة الى من شارك منهم في الثورة الكوردية من خلال تنظيماتنا القومية في السنوات الأخيرة من الثورة والمنضوية في " جوقد " .
هذا الأستعراض المختصر أردنا منه توضيح دور المكونات القومية والدينية القاطنة فيما يسمى حالياً بأقليم كوردستان العراق في الثورة الكوردستانية لنيل حقوق شعب كوردستان العراق بكل مكوناته القومية والدينية ، وقد أدى الجميع ما كان مطلوباً منهم على أكمل وجه ودفعت الثمن غالياً وسالت دمائهم الزكية على أرض كوردستان ، وقدموا التضحيات الكبيرة في خسارتهم وفقدانهم لأموالهم وحلالهم وأرضهم وأولادهم وهاجروا قراهم وقصباتهم حالهم حال أخوانهم الكورد وعلي سبيل المثال وليس الحصر أن قرى عشيرة كاتب هذه الأسطر شردشت وهلوه نصارى في ناحية برواري بالا قضاء العمادية محافظة دهوك قدمت ستة وعشرون شهيداً بسبب الثورة الكوردستانية عام 1961 ، وليس حال القرى الأخرى لأبناء أمتنا في عموم الأقليم بأفضل من حال قرانا المنكوب . بعد سقوط نظام البعث الصدامي حصدت الثورة الكوردستانية حصادها الوفير ونال الأخوة الكورد استحقاقهم في كل شيء وصار لهم حكومة فيدرالية في أقليم كوردستان العراق بالكمال والتمام من دون نقيصة .
ألم يكُن من الأنصاف أن ينال الآخرين الذين شاركوا الكورد في الحصاد أن يشاركوهم أيضاً في نيل ما يستحقون من الحقوق في المشاركة الحقيقية في مؤسسات حكومة الأقليم كما هو حال مشاركة الكورد في حكومة العراق الأتحادية اليوم ؟؟ وليس الأكتفاء فقط بمشاركة التمثيل الرمزي الأنتقائي من خلال تعيين بعض التوابع من أبناء أمتنا في مؤسسات حكومة الأقليم كما كان يفعل نظام البعث الصدامي مع الكورد أيام زمان . أيها السادة الأحبة حكام أقليم كوردستان الحاليين لماذا تريدون لغيركم من الشركاء من أبناء القوميات الأخرى والآصيلة من أصحاب الأرض الحقيقيين تاريخياً في الأقليم ما رفضتموه من غيركم في الحكومة الأتحادية حالياً أو من الحكومات العراقية السابقة ؟؟ ، ما هذه الأزدواجية في سياستكم في حكم الأقليم والكيل بمكيالين ؟؟ وهنا أليس من حقنا أن نتساءل ما هو الفرق بينكم وبين من كان يفعل الشيء ذاته معكم كنظام حزب البعث الصدامي ومن سبقوه ؟؟ عندما كانوا يُنصبون توابعهم من عملائهم منكم ممثلين لكم في حكوماتهم رغماً عنكم  لتأتون اليوم بمن هو تابع وعميل لأحزابكم السلطوية من أبناء أمتنا وتنصبونهم ممثلين لنا في مؤسساتكم الحكومية في أقليم كوردستان في ظل وجود ممثلين شرعيين منتخبين ديمقراطياً من قبل أبناء أمتنا في برلمان الأقليم دون أن يؤخذ رأيهم في ترشيح من يمثل أمتنا في أية مؤسسة لحكومة الأقليم وكما حصل في تمثيلنا في المفوضية العليا للأنتخابات كمثال لذلك ليس إلا . أليست هذه المقولة الحكيمة والعظيمة " الأمة المظلومة لا يمكن لها أن تصبح أمة ظالمة " صائبة وفق النهج والفكر الديمقراطي الذي تنادي به أحزابكم الحاكمة لأكثر من نصف قرنٍ من الزمان ؟؟ أم أنها مقولة تغضون النظر عنها لأنها اليوم لا تتماشى مع أجنداتكم السياسية الشوفينية الأقصائية ؟؟ ، حيث أنكم تشاركون الآخرين فقط في صيد الفريسة وتقصونهم من المشاركة في الوليمة !!!  . حقيقة أن التجارب الكثيرة تاريخياً في مختلف البلدان أثبتت بشكل قاطع أن الأحزاب القومية والدينية ذات الطبيعة الشمولية الشوفينية لا يمكن لها أن تتحول وتصبح أحزاب ديمقراطية حقيقية عندما تصل الى سُدة الحكم في بلدانها وهذا ما تؤكده تجربتكم في حكم الأقليم باقصائكم لشركاء العيش اليوم وشركائكم في الثورة والنضال بالأمس القريب .
بهذه المناسبة نوجه نداءُنا الى فخامة السيد رئيس حكومة الأقليم الأستاذ نيجيرفان البرزاني المحترم وكافة قيادات الأحزاب الكوردية المشاركة في برلمان وحكومة الأقليم المحترمين وندعوهم بمحبة الآن ومستقبلاً الى إعادة النظر في سياستهم في حكم الأقليم في تسمية ممثلينا في مؤسسات حكومة الأقليم على أن تتم تسميتهم من قبل ممثلينا في برلمان الأقليم ودمتم سالمين للنضال من أجل خدمة شعب أقليم كوردستان بكل مكوناته القومية والدينية والمذهبية دون تمييز ، أملنا كبير بقادة ألأمة الكوردية التي عاشت مظلومة طيلة تاريخها لا يمكن لها أن تصبح أمة ظالمة لغيرها ممن شاركوها مظالمها ومآسيها طيلة تاريخها المعاصر لتعيشون بسلام وأمان حبوا لغيركم ما تحبونه لنفسكم .

                                                 خوشـــابا ســـولاقا
29 / آذار / 2018 م – بغداد


غير متصل يوخنا البرواري

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 346
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاستاذ القدير خوشابا سولاقا شلاما وايقارا :

شكرا لتناولك هذا الموضوع المهم بشيء من التفصيل , من المعروف ان من قاد التمرد على الحكومات العراقية المتعاقبة هو الحزب الديمقراطي الكردستاني بشخص زعيمه ملا مصطفى البرزاني , بعد عودته الى العراق في اعقاب فشل مشروع قيام جمهورية مهاباد في ايران التي اعلنها الاكراد من جانب واحد وبدعم سوفيتي حينها , وقد كانت  غاية الكورد معلنه ومنذ الوهلة الاولى , وان تدرجت في المطالب صعودا" , في البدء الاقرار بالحقوق القومية والثقافية ومن ثم الحكم الذاتي مرورا" بالفدرالية وصولا" الى اجراء استفتاء الانفصال الذي اجروه من جانب واحد , رغم الرفض المحلي والاقليمي والدولي الذي فشل في اعلان الدولة الكردية المنشودة , لا بل فقد الكورد نتيجة تعنتهم هذا الكثير من الامتيازات التي حصلوا عليها وقد تكون من ضمن نتائج الاستفتاء الفاشل اعادة الكورد الى المربع الاول , لكن يبقى التساؤل اين مصلحة او مكان شعبنا في ذلك ؟ كي يندفع بعض شبابنا للانخراط ضمن هذه الثورة , علما" ان الكورد كانوا واضحين في نظرتهم الينا كمسيحيين ففي احسن الاحول كانوا يعتبروننا فلاحيين لديهم , طيب من ينظر اليك (  اقصد الى من انخرط وانظم لتمرد البرزاني )  بهذه الدونية وهو مطارد كيف سينصفك حين ينجح في مسعاه , المنطق يقول انه سيمعن في استعبادك .

اعتقد كان سوء تقدير للموقف وجهل تام بالواقع السياسي لمن انظم لهذا التمرد من خارج المكون الكردي , وحتى الاحزاب القومية والوطنية وقعت في ذات الخطأ حين انضوت تحت لواء ما يسمى بالجبهة الكوردستانية , والتي كانت اي الجبهه المذكورة واجهه مزيفه للعمل الوطني المشرك الغاية الاساية منها اعطاء الشرعية للتمرد باعتباره مطلبا" وطنيا" والاستفادة ما امكن من كل جهد متاح , امعانا" في اذية الوطن , والوصول لمبتغاها , لااعرف ماهي الحكمة من رفع السلاح بوجه الدولة بالنسبة لنا كمسيحيين لصالح من كان وعلى الدوام البندقية التي شاركت في قتلنا وتهيجيرنا من ارضنا وعلى مدى قرون , لينظر هولاء المخدوعين الى القرى المسيحيية في شمال العراق التي تدمرت جراء مؤازرتها  للتمرد المذكور كيف امست , واين اصبح اهلها بعد ان حقق الكورد الكثير مما كانوا يصبون اليه , بل الانكي ان السطات الكردية الحالية تنكرت لجهود اهالي قرى منطقة نالة الاشورية الذين ساندوا التمرد بالرجال والمال وكل اشكال المساعدة , لصالح الكرد اللذين كانوا الى الامس القريب ضد التمرد , بل الكثير منهم كان ضمن صفوف ما عرف بالفرسان لمحاربة تمرد البرزاني  وقد انصفهم الاقليم بتمكينهم من اراضي قرى من كان سببا" محوريا" في وصول الاقليم الى ماهو عليه ..

 مع التقدير رابي خوشابا   

غير متصل خوشابا سولاقا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2340
    • مشاهدة الملف الشخصي
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب المقتدر الأستاذ يوخنا البرواري المحترم
تقبلوا محبتنا الصادقة مع أطيب وأرق تحياتنا الأخوية
شرفتمونا بمروركم الكريم بهذه المداخلة الثرة بتحليلاتها الفكرية والسياسية بمقالنا الذي أضفتم إليه رؤى إضافية التي نتفق بها معكم كلياً ... ما الذي جنيناه من الكورد وثورتهم بعد انتصارهم ؟؟ ...بالتأكيد خرجنا صفر اليدين وخالي الوفاض وخائبي الأمال !!! ، والسبب كما ذكرتم كان قلة الوعي السياسي لدى أبناء أمتنا ممن قرروا الأنخراط في صفوف الحركة القومية الكوردية بغض النظر عن نواياهم من وراء هذا الأنخراط ، وهذا ما ركزنا عليه في مقالنا بعتابنا على من نكثوا الوعود ونقضوا العهود وخانوا الشعارات التي رفعوها في بداية حركتهم وفي أوقات الضيق لكسب ود أبناء الأقليات بمن فيهم أبناء أمتنا بكل تسمياتهم وتناسوا التضحيات الجسام بالأرواح والممتلكات .... كانت الغاية من كتابة هذا المقال هو تذكير من وضعوا أمالهم اليوم في الوعود الكاذبة والمنافقة للآخرين لكي يعملون كعملاء مأجورين لهم مقابل ثمن بخس في تولي مناصب الذل والهوان هنا وهناك لعلهم يرعوون ... دمتم  والعائلة الكريمة بخير وسلام ........
                             محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد   

غير متصل هنري سـركيس

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 976
    • مشاهدة الملف الشخصي
الاستاذ والكاتب القدير رابي خوشابا سولاقا المحترم
تحية طيبة
عيد سعيد وراس سنة الاشورية مبارك لكم
يعني اصبح البعض متفرجون وساكتون على ظلم الظالم عملا بمبدا لا شان لنا طالما كان بعيدا عنا. وبالتالي هذا غباء في غباء وقصر في النظر والتفكير، لانهم لا يعلمون ان الية الظلم والظالمين تعمل على اساس ان الجميع مستهدفون، لذلك يخطىء من يظن ان الظلم الواقع على غيره لن يصل اليه، ذلك ان الظالم لا حياة له الا بتعميم ظلمه، بل انه ما ان يفرغ من ايقاع الظلم على الاخرين، لابد ان يطال بظلمه من اعانه عليه سواء بالسكوت والرضا وغض الطرف او بالعمل والقول.لذلك استاذ العزيز لا تتصور من كان مظلوم بالماضي ولا يظلم الاخرين بالحاضر هذه هي عقليات الشعوب التي تعيش في الدول العربية والعراق نموذجا، لان في العراق العظيم امم كانت مظلومة اصبحت هي التي تظلم شعبنا الحقائق والصور والسياسات هي التي تتحدث اليوم.وتقبل مروري مع فائق محبتي
اخوك
هنري سركيس

غير متصل خوشابا سولاقا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2340
    • مشاهدة الملف الشخصي
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب السياسي المقتدر الأستاذ هنري سركيس المحترم
تقبلوا محبتنا الصادقة وع خالص تحياتنا الأخوية
يسعدنا أن نقدم لكم أجمل التهاني مع أطيب الأمنيات بحلول رأس السنة الآشــــــورية الجديدة 6768 وحلول عيد القيامة المجيد متمنياً لكم دوام الصحة والعافية وطول العمر ومزيداً من العطاء الفكري في خدمة قضايانا القومية والوطنية .
أسعدنا وشرفنا مروركم الكريم بهذه المداخلة الفكرية - السياسية الثرة بملاحظاتها حول موضوع مقالنا هذا لقد أغنيتموه خير إغناء  ... فعلاً كانت الغاية من كتابة ونشر هذا المقال هو تنبيه القادرين اليوم على ظلم الآخرين سيأتيهم اليوم الذي يكونون فيه هم المظلومين لأن تلك هي دورة التاريخ الطبيعية وسُنة الحياة ، وعليه أن يتذكرون الظالمين المتجبرين والمتغطرسين كائن من يكونون عندما يكونون هو قادرين على ظلم الآخرين سيصل لهم الدور غداً لكي يرعوون بأن الظلمين لن يدوم لهم بل سينتقل إليهم أي أن سيكونون يوماً هم الجلادين لمن يستضعفونهم ويوماً آخر سينقلب الأمر وسيكونون هم الضحية لمن هم أقوى منهم ......ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                                محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد