المحرر موضوع: قياديّو الحمدانية بمكوّناتها يتلقّون تدريبات في فنّ التفاوض وإدارة النزاعات  (زيارة 1307 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل بناء السلام

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 204
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
قياديّو الحمدانية بمكوّناتها يتلقّون تدريبات في فنّ التفاوض وإدارة النزاعات




عقدت المنظمة الإيطالية (جسر إلى (UPP- بالشراكة مع (المنظمة الأيزيدية للتوثيق – منظمة الرسل الصغارللإغاثة والتنمية – منظمة داك للمرأة الأيزيدية) الورشة التدريبية الأخيرة لمجموعة متنوعة من رجال الدين ومسؤولي الحكومة المحلية وشيوخ العشائر ووجهاء المنطقة لقضاء الحمدانية (مسيحيّون – ملسمون شبك- سنة وشيعة – كاكائيون – تركمان ) حول (مهارات التفاوض المعتمدة على تحقيق المصالح وحلّ النزاعات) مدّة ثلاثة أيّام من 29 – 31 آذار في فندق (هيكسوس) في عنكاوا – أربيل .

بدأت الورشة بشرح للبرنامج من قبل مساعدة مدير مشروع مدّ الجسور بين مجتمعات سهل نينوى الآنسة ( آلا رفيق ) عن النزاع وتحويله إلى أهداف جماعية مشتركة  وتعزيز التماسك الإجتماعي في سهل نينوى في الوقت الذي أصبح السلام أصبح أكثّر توسّعا من الحروب والنزاعات لهذا على المجتمعات أن تقبل مفهوم السلام وأن تبني السلام لتستطيع أن تعمّر وتبني ما خلّفته الحروب، وإنّ التدريبات هي خطوة لمجاميع مركزة أُقيمت في شهر شباط ، كذلك أنّ شهر نيسان سيكون عبارة عن فعّاليات ونشاطات ومهرجانات تقرّب المكونات مع بعضها البعض.
أدار التدريب المدرّبين سعد الخالدي الحاصل على الماجستير في النزاعات الدولية والعلاقات الدولية ومدير المركز العراقي لمهارات التفاوض وإدارة النزاع والمدرّب ياسر المرسومي ، تضمّن التدريب الكثير من المواضيع : موارد النزاع ، صنّاع القرار وكيف يكونوا أطرافاً لإثارة النزاع وللحدّ من الصراع ، مهارات التفاوض أثناء النزاع ، نماذج التفاوض ،المصالح ، المشتركات ، و كيفية تحويل النزاعات إلى أهداف مشتركة جماعية، إمتاز التدريب بالأساليب التي تستطيع الوصول إلى طريقة لحلّ النزاعات بين المكونات والأديان في سهل نينوى، بالإضافة إلى المداخلات والتعليقات التي حصلت بين الشباب والمدرّب وكذلك فرق عمل داخل التدريب وتمرينات حول حلّ النزاع والتقليل من التوترات الحاصلة في سهل نينوى.

أشار السيّد (رائد ميخائيل شابا) مدير مشروع مدّ الجسور بين مجتمعات سهل نينوى والممثّل القُطري لمنظمة (Upp)  :
" إنّ هذه التدريبات تأتي كمرحلة ثانية لنشاطات مشروع مدّ الجسور بين مجتمعات سهل نينوى،  من خلال هذه التدريبات سيتمكن المشاركون من المساهمة في الحد من النزاع وظاهرة الصراع الموجودة في سهل نينوى من خلال حملات ثقافية وفنية ومبادرات سيتم تنفيذها في المرحلة المقبلة بعد التدريبات حيث يركز هذا التدريب على الشباب الناشطين في مجال بناء السلام في ناحية بعشيقة ونواحيها مع التركيز على دور المرأة بالمساهمة في توعية المرأة في مجال بناء السلام ، وقد لمسنا من خلال الجلسات التدريبية مدى رغبة الشباب في كسر الحواجز ومدّ الجسور بين المكونات في هذه المناطق بعد ما شهدت ولا تزال تشهد صراعات مختلفة بعد إحتلالها من قبل التنظيم المتطرف (داعش) وكذلك النزاعات المتراكمة منذ فترات سابقة التي نتجت من إهمال الحكومة لهذه المناطق من خلال إدراجها ضمن المناطق المتنازع عليها ".

كما أضافت د.مارتينا بيغناتي مورانو الحاصلة على دكتوراة في دراسات السلام ورئيسة منظمة (Upp) :

 "  إنّ مفاهيم السلام بدأت تنشأ في هذه المجتمعات ونحن كمنظمة تهتم ببناء السلام نحن ندعم المنظمات المحلية لتحقيق السلام بين مجتمعات سهل نينوى، كما أنّ الصراع لا يخلق نفعا للإطراف جميعها بل أنّه يزيد من التوتر والمشاكل ، نعم إنّ بناء السلام يجعلنا نشعر بالطمأنينة والأمن،  وأن مدّ جسور المحبة والسلام لهذه المجتمعات التي خرجت من تجربة داعش المريرة هو مهم جدّا لجعلها تمرّ بحالة الاستقرار، أنا واثقة بأنّ المستفيدين من برنامجنا سيحققون السلام في مجتمعاتهم ".



أكّد الشيخ "حسين علي محمد أمين التميمي" شيخ عشيرة في الحمدانية وأكاديمي – تدريسي و أحد المشاركين في هذه الورشة التدريبية "نستطيع التخفيف من النزاعات والتوترات الحاصلة عن طريق الجلوس على طاولة الحوار والتفاهم وإبداء الرأي بكل شفافية وبيان الأهداف الحقيقية لكلّ طرف والمطالب التي يؤمن بها بالإضافة إلى أصدار وثيقة شرف بين كلّ المكونات تحثّ على العيش بسلام ومحبّة وتآخي وعدم الإنجراف خلف التصرّفات الفردية والشخصية وتثقيف المواطنين على الإحترام والإلتزام بخصوصية المكونات ومعتقادتهم ومراعاة ديمومة الحياة على هذا الأساس وتوزيع المناصب الحكومية بين كافة المكونات وبهذا نستطيع التقليل من حدّة التوترات والنزاعات الموجودة في سهل نينوى وقضاء الحمدانية خاصة ".
وقال رئيس مجلس قضاء الحمدانية (فيصل جارالله حمو اسكندر)  "نستطيع تعزيز التعايش السلمي في قضاء الحمدانية من خلال التخفيف من التعقيدات التي يتعلّق بها مكوّن ما وعدم تنازل على المشتركات التي تربط المكونات مع بعضها البعض وإيجاد البدائل الحقيقية التي تعطي كلّ مكون إستحقاقه في المشاركة في صنع القرار ، بالإضافة إلى تشكيل مجلس حكماء من ممثلي المكونات في سهل نيوى وعقد اجتماعات متكررة لتعزيز دور التعايش السلمي والوقوف على الأمور التي تطمئن كل طرف حول المشتركات الإدارية ، المقاربة في وجهات النظر وحلّ المشكلات الآنية وبثّ رسائل من قبل المسؤولين تحثّ على التعايش السلمي بين المكونات وتشعرهم بالوحدة، كما نستطيع أيضا أن نقلل من حدة التوترات من خلال التأثير على أصحاب القرار بتفعيل قرارات وتشكيل لجان تعمل على استحداث وحدات إدارية ونواحي في القرى التي حُرمت من الكثير من الخدمات كي نضمن حقوق كافة المكونات وبهذا نستطيع أن نعزز التعايش السلمي ونقلل من النزاعات ونعالجها".
كما أشار النائب البرلماني السابق والناشط في حقوق الأقليات العراقية المهندس (خالص إيشوع أسطيفو) أحد المشاركين في ورشة فنّ التفاوض وحلّ النزاعات " إنّ النزاعات الأساسية الموجودة في سهل نينوى تتعلق بالأرض والتخوفات من إحداث تغيير ديموغرافي نتيجة تمدد طرف على أراضي طرف آخر ، وكذلك إشغال الوظائف المتاحة لطرف على حساب الأطراف الأخرى نتيجة لإستغلال الدعم الحكومي لهذا الطرف، ونستيطع التقليل من هذه النزاعات عن طريق إيجاد وحدات إدارية للأقليات الموجودة في سهل نينوى إو إنشار محافظة في سهل نينوى".
و أضافت الناشطة المدنية وعضو لجنة الأستقرار في محافظة نينوى (سوزان فارس ناصر) إحدى المشاركات في الورشة التدريبية " إنّ المشاكل التي تمرّ بها المناطق التابعة إلى قضاء الحمدانية تندرج أحيانا إلى قائمة النزاعات الموجودة بين المكونات وكانت نشأة هذه النزاعات نتيجة لأسباب كانت ولا زالت التحدي الأكبر للمكونات تصعيد النزاعات ومنها : الواقع الخدمي  لا يصل لجميع القرى "الكهرباء – الماء – البنى التحتية – عدم استحداث نواحي في القرى التابعة للحمدانية – بالإضافة إلى المشاكل الخاصة بالمؤسسات التربوية ومنها المدارس وعدم توفّرها في بعض القرى بالإضافة إلى الخدمات الصحية ، كذلك التعددية الموجودة في قضاء الحمدانية – دينيا – قوميا – اثنيا – والإنقسامات المتواجدة بين هذه المكونات تولد ضعفا داخل الأقليات فمنهم يفضّلون أن تكون مناطقهم لجهة ما والطرف الآخر يفضّل أن تكون لجهة أخرى ، بالإضافة إلى عدم تقبّل الآخر بعقيدته وتقاليده وهذا يسبب اللجوء إلى المراجع الدينية فيدخل الطرف الديني ويكون طرفا في النزاع .
نستطيع التفاوض لحلّ هذه النزاعات حينما نفكّر بمسألة أنّه لا يوجد فرق بين كافة الأطراف وأنّ المصير مشترك ويجب أن يعمل الجميع من أجل تطوير القضاء وخدمة المواطنين جميعهم لتقوية الآواصر التي فكّكها تنظيم "داعش" ويساهموا جميعهم في إستقرار المنطقة ".


وأضاف رئيس منظمة الرسل الصغار للإغاثة والتنمية (عماد صبيح كوركيس) " لا توجد قوّة تستطيع أن تحلّ النزاع وتنشر السلام سوى الإيمان بالعمل المشترك وقبول الآخر وإمكانية التفاهم بين المكونات في سهل نينوى، كما
إنّ حل النزاعات يحتاج إلى إمكانيات تستطيع التعامل مع المشكلة والتركيز على حلّها من خلال المصالح والغايات التي تخدم الجوانب كلّها، في حين أن مسؤوليات المجتمع المدني يجب أن يؤسس ضغطا بإتجاه تقارب الفرقاء من المجتمعات وعليه من الضروري التركيز على تقليل التوتر وتخفيف النزاع وهذا كله يعتمد على قدرات وإمكانيات الناشيطن والمؤمنين بمفهوم السلام.
لهذا لا بدّ من التوصل إلى حلول سلمية بين الجميع من خلال التفاوض وإقناع الاطراف الخاصة بالنزاع أنّ المصير الذي يواجه مكونّ ما قد يواجه كلّ المكونات وعليه يجب العمل على خط يخدم الجميع والضغط على الدولة لتفعيل القرارات الخاصة بحقوق الأقليات وحقوق المواطنين الذين تعرّضوا إلى تجربة داعش وتعويض المتضررين واستحداث نواحي أخرى، هذا كلّه يساعد على تقوية الآواصر بين المكونات وإعادة النسيج المجتمعي بين المكونات".
وأكّدت مديرة المشاريع الطبية لمنظمة إغاثة نينوى الإنسانية وعضو الهيئية التأسيسية الناشطة (أزهار نيسان خضر) " إنّ الحلول البسيطة لتقليل التوترات الحاصلة في قضاء الحمدانية هو قبول بعضنا البعض والإحترام المتبادل للتقاليد والعادات والمشتركات، وطي صفحة الماضي وما تركته من الترسبات التي أثارت هذه النزاعات وفتح صفحة جديدة أساسها بناء مجتمع صبيح ومتكامل تجمعه مصالح المنطقة ،  ويجب التركيز على على الفئة الشبابية في نشر هذه المفاهيم وإزالة التحديات والمعوقات التي تواجه عملية التعايش السلمي وبناء السلام في سهل نينوى ، بالإضافة إلى دور الحكومة في تفعيل بعض القرارات والقوانين وإلغاء بعض القوانين التي تزيد من حدّة التوترات، وبدور الجميع في كافة المؤسسات أن يدعموا المبادرات والفعاليات والأنشطة التي تعزز التماسك المجتمعي في سهل نينوى".
كما أضاف المدرّب سعد الخالدي " نستطيع حلّ النزاعات وتقليل التوتّرات من خلال إعادة الثقة بين المكونات التي تمثل هذه المجتمعات بمبادرات حقيقية ترتقي لمستوى التحديات بواسطة إعادة التفكير بكل أخطاء المرحلة السابقة على مستوى الفرد والعائلة والمجتمع للقيام بأدوارنا التي تخلينا عنها تحت ذريعة أن هذا لا يعنيني حتّى وصلت النار إلى أن تلتهم الجميع ، فنحن بحاجة الى المصارحة وفتح الجروح رغم آلامها كي نتعلم طرق العلاج الصحيحة من خلال الجهود الجمعية لكل المكونات مع بعضها وليس بمعزل عن بعضها ويجب إشراك الشباب والنساء وصناع القرار الذين يمثلون الجانب الحكومي ، كما أنّ المؤسسات التربوية مهمة جدا في أن تأخذ دورها لتذليل العقبات وملئ الفجوات وأستبعاد الافتراضات التي نشأت من مكون ضد مكون آخر" .
وأضافت الراهبة والمرشدة النفسية (غزوة هادي خضر) إحدى المشاركات في هذه الورشة التدريبية "إنّ حلّ النزاع والتقليل من التواترات الحاصلة يمكن أن نحققه عن  طريق : تحقيق السلام بين المكونات والمجتمعات في سهل نينوى وعن طريق بناء الثقة والتسامح وعدم الإيذاء واحترام جميع الأيان والطوائف وقبول الآخر ،  وعن طريق مبادرات ونشاطات وفعاليات يمكن أن نقيمها في سهل نينوى لتجمع كافة المكونات مع بعضها ".
إستمرّت الدورة مدّة ثلاثة أيام من العمل والمناقشات والآليات التي تم إختيارها في تنظيم المبادرات التي تعزّز التماسك المجتمعي والتعايش السلمي، وفي ختام الورشة تم توزيع شهادات مشاركة من قبل منظمة (Upp) على جميع المشاركين، بالإضافة إلى إستخلاص أبرز المشاكل ووضع خططاً للعمل عليها ومعالجتها من خلال نشاطات ومبادرات شبابية وتطوعية وفنية وثقافية وحملات مدافعة ومهرجانات وماراثونات والكثير من الفعّاليات التي تقرّب المكونات مع بعضها البعض.
وجدير ذكره بأنّ مشروع مدّ الجسور في مجتمعات سهل نينوى بتنفيذ وإشراف من المنظمة الإيطالية (جسر إلى) بتمويل من الوكالة الألمانية للتعاون الدولي نيابة عن الوزارة الاتحادية للتعاون الاقتصادي والتنمية في ألمانيا وتنفيذ كلّ من المنظمة الأيزيدية للتوثيق ومنظمة الرسل الصغار للإغاثة والتنيمة ومنظمة داك للمرأة الأيزيدية