المحرر موضوع: لِقائي مع إمرأة محجبة !  (زيارة 1752 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل نيسان سمو الهوزي

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3606
    • مشاهدة الملف الشخصي
لِقائي مع إمرأة محجبة !
« في: 15:05 31/03/2018 »
لِقائي مع إمرأة محجبة !
شائت الصدفة أن ألتقي بها في احدى السوبر ماركات المدينة أمام رف الفواكه وأنا هائم للبحث عن احد الانواع من الفواكه الذي لم يكن في وقتها متوفر ( عبالي آني باليمن كل شيء موجود ) وكانت الصدفة بأنها هي الاخرى تبحث عن نفس النوع ( سبحانك يا رب اشكد انت حكيم ) ، فبدأنا البحث عن احد المستخدمين واستفسرنا منه عن السلاح المفقود ، أعتذر وطلب منا التمهل لدقائق قليلة حتى يأتي به من المخزن وكان ذلك . ولكن هذه الدقائق القليلة كانت كافية لي للتبادل الحديث معها واخذ الحديث بيننا يدخل الى العيون مباشرة ولكن سرعة رجوع العامل ومعه الحزام الناسف قطع علينا هذه الدقائق الرقيقة وأخذ كل منا حصته وابتعدنا ( آني تمنيت أن ينفجر المحل ولا يعود العامل ولكن لم تتحقق امنيتي ) .
بعد حوالي اسبوع وأنا في نفس المكان أقرأ ورقة المشتريات إلا وهي بجانبي ومعها عربانة التَسَوّق فكانت المفاجئة ( وإحنا العراقيين ما نحب المفاجئات ، حياتنا كلها عبارة عن مفاجئة ) !
هي : مرحبة ، شنو هل الصدفة !
آني : يا ألف مرحبة ، ويا صباح الخير والياسمين ، والله كُنتُ احلم بلقائك هنا مرة اخرى ( تعرفين عراقي وماشايف ) !
هي : بعد أن ضحكت ضحكةً اجمل من خدودها الجميلتين ، أهلاً بك . والله صدفة حلوة .
آني : ليش هاي صُدفة ! هاي نعمة من عندَ ( ويوكولون مو عادل ومو رحيم) كْيفك وكيف الاخبار !
هي : الحمدلله ! ولكن لم اجد الإبتسامة في قولها هذا .
أنا : شوفي ، هاي المرة ماراح اخليها تروح فطيس مثل المرة السابقة  فلازم أعزمك على فنجان قهوة في كافيتاريا المحل وأرجوكِ لا ترفضي طلبي هذا ( ترة راح افجر نفسي واقتل كل الموجودين ) !
هي : لا يا معود ! شنو اتفجر نفسك على امود فنجان قهوة ! أوكي نشرب القهوه ! ولكن بس فنجان قهوة مو اكثر !
آني : لا احنا العراقيين متعودين نشرب القهوه ونروح اْنام وبعد ما نصحى !
هي : ولكن القهوه اهنا غالية ولازم اتكون على حسابك ( هي عبالها آني من الحسكة ماتعرف من بغداد ) !
آني : تعرفين الشغلة الوحيدة اللي اعرفها وأتقُنها بشكل جيد هي الدفع !
هي : بعد أن كررت الإبتسامة الرائعة ، طيب اتفضل .
آني : عجلتُ بالخطوات نحو الكافيتاريا قبل أن تُغيّر رأيها او ان يحصل اي طاريء ( يعني ، الله اكبر ، انبطحوا على المرمر ، اخرجوا من باب الطوارىء يعني شيء من هذا ) .
هي : ليش نسيت عربانة التسوق ؟ جيب عربانتك .
أني : دْخليها يا امعودة ! ليش ماكو غيرها لو راح يسرقوها ليش احنا بالغوطة الشرقية !
هي : نظرت إليّ بإستغراب وقالت : أنتو الرياجيل شغلتكم عجيبة !
آني : تعرفين هاي العربانة راح آخذها بعدين ويياية للبيت وبعد ما ارجعها حتى تبقى ذكرى !
هي : اتسووها انتو العرب ( هي ماتعرف بيتنا متروس عربانات واجهزة  مسروقة ) !
آني : اتفضلي اهنا !
هي : شكراً  . اْستريح  .
آني : شنو عبالج عراقية منوين اتعلمتي العراقية ؟
هي : لا آني جزائرية ، بس اتعلمنا العربية الفصحى من المدرسة والجامعة . تُعرف اتذكرتْ هسة ، في اول يوم لي بالجامعة كانت المحاضرة عن الحضارة السومرية !
آني : نفختُ نفسي واعليتُ الهامة مفتخراً بحضارة وادي الرافدين . ولكن في نفس الوقت تذكرتُ الاقزام الذين يلعبون ويكتبون في هذه المواقع عن تلك الحضارات والتي كانت السبب في قتل وتهجير نصف شعوبنا العربية . فقلتُ : نحن العراقيين نفتخر بتلك الاحجار .
هي : انتَ اتسميها احجار ! بكيفك .
آني : بعد أن نظرتُ قليلاً الى حِجابها وَوَجهِها الخالي تماماً من اي نوع من المساحيق بالرغم من نظافته ولمعانه ، يعني أنتي خريجة جامعة سألتها !
هي : اي ، يعني شنو عبالك !
آني : لا آسف ما اقصد ، بس أسأل .
طلبنا القهوة وقلتُ لها : قبل أن تخلص قوليلي حتى اطلب الثانية !
هي : عاودت الرقاقة على خدودها وحضرتك عراقي !
آني : لعد منوين راح اكون ! هولندي !
هي : ليش اشبيهُم العراقيين !
آني : لا عادي ماكو شيء ! عوفي هسة العراق واخبريني عن نفسك .
هي : عادي ، جزائرية ومهاجرة من فترة وعايشة اهنا مثل كل المهاجرين العرب .
آني : احنا العراقيين طبيعتنا صلفة واعرف الوقت قصير وراح اتروحين ويمكن بعد ما اشوفج فتسمحيلي بسؤال ؟
هي : اي عادي تفضل !
آني : انتي في مرحلة مهمة من عمر كل إمرأة ( كانت في حدود ربيعها الرابع او تجاوزته قليلاً  ) وهي مرحلة إنتقالية تنتظرها المعارضة السورية منذ سنوات ويلعب عليهم السيد بشار آسف ، آسف ! لقد انشطحت مرة اخرى ..... اعتذر .
أنتي في مرحلة من العمر تبحث المرأة فيها عن الكمال وعدم التغير والإنتقال الى مرحلة العقد الخامس ، في هذه الفترة تحاول كل إمرأة إيقاف الزمن وأنا أراك دون الماكياج او احمر الشفايف او حتى القليل من الكحل ولهذا أنا مستغرب ! هسة الحجاب صار مودة بس ليش بلا مكياج ؟
هي : ليش مايقولون الماكياج والتكحل والتحمر حرام !
آني : هو عالحرام كلشي صار حرام ! حتى هاي القهوة حرام ! الكراسي الكاعدين عليها صنع السويد وهي دولة ملحدة فهي حرام ! الباص الذي نركبه حرام ! المسواق الذي معنا حرام ! كله من فنزيلا او البرازيل او تايلند فإذاً حرام ! شوفي هاي الخاشوكة من صنع الصين الشيوعي يعني حرام . هي الشغلة صارت مزاجية وكل واحد يحلل هذا ويحرم ذاك وآني شخصياً لا حرام عندي غير عندما يتغير الضمير الى حرام والباقي كله حلال .
هي : اي يعني شكو بيدنا !
أنا : انتي خريجة جامعه ، يعني واعية ومثقفة ومدركة وبعض الكريمات لترطيب الخد والجلد والبعض من احمر الشفائف ليحميها من التشقق والقليل من الكحل لتزيين عيونك الجميلة لا يفسد الود بينك وبين الله ( شنو عايف مشاكل العرب وراح يحجي على مكياجج ) !
هي : تأخرنا يا اخي ولازم اروح واتمنى لك يوماً سعيداً وشكراً على القهوة .
دخلتُ في دوامة الوداع ولم اشعر بأي شيء غير وهي تختفي تماماً وانا متصلب على الكُرسي .
تأملتُ بعد رحيلها بعد أن طلبتُ اكثر من فنجان قهوة في امر هذه المرأة والملايين الاُخريات من امثالها . إمرأة واعية وخريجة جامعة وتحرم على نفسها بعض مرتبطات الجلد وهي في هذه المرحلة الإنتقالية من العمر ! رأيتُ في عيونها الحزن والتأمل عندما حادثتُها بذلك . تأملتُ كثيراً .
ماهو هذا المانع ! ماهي هذه القوه التي تجبر كل هؤلاء النساء من هذا الممنوع ! ماهو هذا الفكر الذي يَقدُرْ اصحابها في ادخال ذلك المحرم في عقولهنَ ! هذا ممنوع هنا وحلال هناك ! الآخر حلال هناك وحرام وراهُم ! هنا حزن وهناك فرح ! حرام عليكم وحلال عليهم ! حرام بعض احمر الشفايف بس قتل وسبي وبيع نصف النساء العربيات حلال ! والى متى يا ربي ؟ .......... نقطة . 
بعض الماكياج حرام ، بس قتل نصف الشعب العراقي واليمني وثلاثة اربعاع الشعب السوري واربعة ارباع الشعب الليبي وخُمس اربعاع اطفال ونساء العرب مو حرام !............
رأس السنة البابلية الآشورية السريانية السومرية الاكدية الاورية البهشتية الزرادشتية سعيدة وكل عام وانتم من حرام الى حرام يا ايها العرب .
لا يمكن للشعوب المتخلفة انت تتقدم دون البدأ من نقطة الصفر !
نيسان سمو 31/03/2018


غير متصل albert masho

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2017
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: لِقائي مع إمرأة محجبة !
« رد #1 في: 19:25 03/04/2018 »
الأخ العزيز نيسان : عندما ينسى الانسان ان له عقل للتفكير وعيون ليميز بها بين الأشياء الجميلة وغيرها واذان ليسمع الحقيقة من عدمها وفم ليمجد به الله ويفرح به قلب الانسان الاخر بالكلام الجميل ويدين يستعملها في عمل الخير وقدمين تسير به في الطريق الصحيح وبعض المال ينفقه في العيش الكريم ومساعدة المحتاجين . اذا نسى كل هذا يتحول الى شيء لا يحمل صفة انسان . تقبل محبتي وكل عام وانت والعائلة بألف خير وصحة وسلام .

غير متصل نيسان سمو الهوزي

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3606
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: لِقائي مع إمرأة محجبة !
« رد #2 في: 22:03 03/04/2018 »
نعم اخي ألبرت المحترم : عندما تنفقد القيمة الانسانية يتحول كل شخص الى ثعالب وذئاب وفئران وعلى هذا الأشكال .
كلمتي لهذا الْيَوْمَ لها معنى عميق ولكن !!! هي تعالج القوة الغيبية التي تجمد رؤوس البعض لا بل الملايين .
تحية وكل عام مع العئلة بألف خير وسلام .

غير متصل جان يلدا خوشابا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1834
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: لِقائي مع إمرأة محجبة !
« رد #3 في: 04:39 04/04/2018 »
اخي نيسان
تحية
وبسطرين كي لا تنتهي القضية ما كتبته جميل ومريح رغم ما فيه من  غموض ووضوح لكننها  سخرية جميلة
وانت أتبث نفسك في قول وكتابة ما لا يقوله ويكتبه الآخرون ونجحت    !!!!!!
والبقية تأتي
جاني

غير متصل نيسان سمو الهوزي

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3606
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: لِقائي مع إمرأة محجبة !
« رد #4 في: 08:54 04/04/2018 »
اخي جان : من وجهة نظري الشخصية قدمت مثالا رائعا عن المتوهمون في هذا العالم ولكن وللاسف واقولها دائما بأن القارىء الجيد افضل من الكاتب الجيد ونحن لا نملك هذا القارىء واعني بصورة عامة .
الملايين من أمثال تلك المرأة وكذلك اكثر من ذلك من الذكور ذاهبين الى طريق لا ضوء في نهايته أبدا ومع هذا مستمرين في ذلك الطريق دون دراسة او معرفة او حتى اي إشارة فما هذه القوة التي تقود الملايين الى السير في طريق مظلم ! وأتيت بمثال واضح عندما قالت لي الماكياج حرام بقولي حتى الخاشوكة التي أحرك فيها قهوجي صينية اذا حرام ! الكراسي التي نجلس عليها سويدية يعني حرام ! الباص الياباني حرام وهكذا ........ كل شيء في قياساتهم حرام بالرغم من انها في سوبرماركت تتسوق من الحرام ! هذه هي الرسالة !
فما هي هذه القوة التي توصل خريجة جامعه الى هذا الوضع ! هنا يكمن البحث ! طبعا لهولاء وليس لي ! هنا نصل او نوصل ذلك الانسان الى نقطة الشك وهي النقطة التي يبدأ العلم منها ! هذه كانت رسالتي لها ولملايين مثلها ! اعتقد لم ابخل  عليك بشيء . تحية وكل عام والعلم الأشوري يرفف على دانا .