المحرر موضوع: وسط حضور جماهيري وحماس عال الشيوعيون وأصدقاؤهم في بغداد يحتفون بعيد حزبهم الـ84  (زيارة 1279 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل الحزب الشيوعي العراقي

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1291
    • مشاهدة الملف الشخصي
الحزب الشيوعي العراقي
مركز الإتصالات الإعلامية ( ماتع )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ   
وسط حضور جماهيري وحماس عال
الشيوعيون وأصدقاؤهم في بغداد يحتفون بعيد حزبهم الـ84
بغداد – طه رشيد
في أجواء من التفاؤل والفرح، أحيا الشيوعيون العراقيون  وأصدقاؤهم في بغداد، الذكرى 84 لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي، في حفل جماهيري كبير على قاعة سينما سميراميس.
وحضر الحفل المئات من المواطنين، يتقدمهم أعضاء قيادة الحزب، وعدد كبير من المسؤولين في الدولة والأحزاب السياسية.
وبعد الاستماع للنشيد الوطني والوقوف دقيقة صمت استذكارا لشهداء الحزب والوطن، اعتلى المنصة سكرتير اللجنة المركزية للحزب الرفيق رائد فهمي ليلقي كلمة في المناسبة. (ننشر نصها في أدناه).
ثم القى السيد لطيف رشيد وزير الموارد المائية الأسبق كلمة رئيس الجمهورية فؤاد معصوم، التي أشار فيها الى المكانة المرموقة للحزب الشيوعي وتاريخه النضالي المشرف (ننشر نصها في أدناه(.
وتناوب عريفا الحفل، مصطفى محمد ومنال جبار، على قراءة العشرات من برقيات التهنئة المرسلة من الأحزاب والمنظمات والشخصيات العراقية، وأخرى من الأحزاب الشيوعية في المنطقة والعالم. وافتتح الشاعر ناظم السماوي، الفقرة الفنية للحفل، بقصائد أثارت حماس المحتفلين. تلاه الشاعر كاظم العبودي، ثم الشاعر الشعبي حمزة الحلفي الذي قاطعه تصفيق الجمهور مرات عديدة. كما ساهم الشاعر رائد الاسدي بباقة من قصائده التي تمجد الحزب ونضاله.
واختتم الحفل مع الفنان المتميز كريم منصور، الذي أطرب الحضور بأجمل أغانيه.. لتصدح حناجر مئات الشيوعيين وهم يغادرون قاعة المسرح بنشيد: سنمضي سنمضي إلى ما نريد.. وطن حر وشعب سعيد.


نحو الخلاص من عهد المحاصصة.. وولوج عهد المواطنة والعدالة الاجتماعية


ألقى الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، كلمة في الحفل الكبير الذي أقيم صباح أمس في قاعة سينما سميراميس وسط العاصمة بغداد في مناسبة الذكرى الـ84 لتأسيس الحزب.
في ادناه نص الكلمة:
الاخوات والاخوة المحترمون
الرفيقات والرفاق الاعزاء
طاب نهاركم
ينقضي اليوم اربعة وثمانون عاما على اللحظة الاستثنائية، التي تسلل فيها خيطُ ضوء ساطع عبر حجب الظلام الكثيفةَ المكلكلة على بلادنا ومجتمعنا، ساعيا الى نشر الانوار في جنباتهما، وهما يتلمسان بمشقة سبيلهما للخروج من سبات القرون الطويلة. كان بصيصا رهيفا، واهنا .. لكن ريادته وطابعه المتحدي من جانب، وفداحة الظلام المخيم من جانب ثانِ، منحاه التماعا يخلب الابصار، ويطلق من الوعد ما لفت النخب الوطنية، والمجاميع الفتية الباحثة عن قطب يضيء لها سبيل الانعتاق والرقي، وتخوض تحت رايته الكفاح لتحرير الوطن والمجتمع.
هكذا ولد الكيان الجديد في ساحة الحركة الوطنية العراقية، على ايدي ثلة من رواد النضال الوطني الطليعيين المتنورين، الطامحين الى تحرير شعبهم وبلدهم من ربقة التبعية والبؤس والتخلف، والعازمين على النضال بتفانٍ من اجل الحرية والاستقلال والتقدم. وهو ما جسدوه في التسمية المعبرة التي اطلقوها في البداية على تنظيمهم الوليد: "لجنة مكافحة الاستعمار والاستثمار".
آنذاك، في اواسط ثلاثينات القرن العشرين، كان مجتمعنا العراقي يستيقظ من سبات القرون الطويلة تحت هيمنة الدولة العثمانية الخانقة والماحقة، ويخوض صراعا متصاعدا من اجل انطلاق البلاد في دروب الحرية والتطور والعيش الكريم. وجاء تأسيس التشكيل الوطني الجديد، ليعزز كفة قوى التحرر والتقدم في ذلك الصراع، ويثريها بقيم النضال الثابت واسسه من ناحية، وبأفكار العلم والحداثة والتنوير من ناحية ثانية.
وقد انغمرت لجنة مكافحة الاستعمار والاستثمار فور انبثاقها، في الصراع لتحقيق  التحرر والاستقلال والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وفي الدفاع عن مصالح الكادحين والمحرومين. وقد حققت خلال الفترة الاولى من مسيرتها انجازا لافتا. وخلال ذلك غيرت اسمها الى "الحزب الشيوعي العراقي"، واصدرت جريدتها الاولى "كفاح الشعب"، وبدأت تحتل موقعا مميزا في الحركة الوطنية العراقية المتنامية.
وكان هاجس الحزب الرئيس منذ ذلك الحين، الى جانب تحقيق الاستقلال والسيادة الوطنية، تأمين الحقوق والحريات الديمقراطية لجماهير الشعب، وانقاذ الفلاحين من تسلط الاقطاع، وضمان تلبية مطالب العمال والكادحين المشروعة، وتحرير الفقراء وذوي الدخل المحدود من براثن الواقع الاجتماعي المتخلف، ومن علاقات الإنتاج الاستغلالية. كذلك النضال ضد السياسات الشوفينية والتمييزية للحكومات الرجعية والدكتاتورية المتعاقبة، ومن اجل تمتع الشعب الكردي وسائر القوميات الأخرى في البلاد، بحقوقهم المشروعة في إطار عراق ديمقراطي اتحادي موحد، ونصرة الشعوب المكافحة ضد الاستعمار، العربية وغير العربية، خاصة الشعب الفلسطيني.
واتخذ الحزب ايضا، وهو يواصل ويطور مسيرته الصعبة والمضحية عبر السنين، موقفاً متميزاً من المرأة، مناصرا حقوقها وتطلعها الى المساواة مع أخيها الرجل. وأولى بالمثل اهتماماً كبيراً بالثقافة والمثقفين، وعمل على تهيئة الأجواء المواتية لاحتضانهم ورعاية مواهبهم وإبداعهم.
ولأجل تحقيق هذه وغيرها من اهدافه، توجه الحزب الشيوعي دوما الى جماهير الشعب، ساعيا إلى تكوين أوسع حركة اجتماعية ديمقراطية. وقد تصدر النضالات الجماهيرية السياسية والاقتصادية، وقاد بجدارة الانتفاضات والهبات الشعبية التي اندلعت ضد الطغيان والعسف، وضد مصادرة حق الشعب في التعبير عن رأيه وفي التمتع بحرياته، أسْوة بشعوب العالم المتحضر.
وبسبب هذا كله، وغيره من قضايا الشعب والبلاد، التي كرس الحزب لها طاقاته في مجرى مسيرته النضالية المديدة والحافلة، تعاملت معه السلطات الرجعية المتعاقبة على حكم العراق، منذ العهد الملكي، بمنتهى الظلم والوحشية. وهذا ما صار عنواناً ثابتاً لكل انظمة العسف والدكتاتورية، التي تسلطت على العراق لاحقا، لا سيما في فترتي حكم البعث سنة 1963، وبعد سنة 1968. تلك الانظمة التي رمى بها الشعب آخر المطاف في قمامة التاريخ، فيما بقي الحزب الشيوعي يواصل المسيرة مع قوى العراق الحية الاخرى، وفي قلب جماهيره الناهضة، دؤوبا متفانيا سخي العطاء.

الحضور الكرام
تحل ذكرى تأسيس حزبنا اليوم في عشية الدورة الانتخابية الجديدة، التي تتطلع الملايين من جماهير الشعب الى جعلها مرحلة انطلاق نحو الخلاص من عهد المحاصصة الطائفية والاثنية البغيضة، وولوج عهد المواطنة والعدالة الاجتماعية، عهد الدولة المدنية الديمقراطية العتيدة.  وارتباطا بهذا يتسع ويتعمق في اوساط شعبنا وناخبينا، العزمُ على تجاوز السياقات الانتخابية الفاسدة التي فُرضت في الاعوام الثلاثة عشرة الماضية، وصولا الى تغيير ميزان القوى على المستوى السياسي، وكسر احتكار الحكم من قبل اطراف الطائفية السياسية المتسلطة، ووضع حد لتشويه المجتمع العراقي وقيمه، وشلِّ قواهُ الحيويةِ الضاربة، ولإذلال المواطن العراقي ولامتهان كرامته الانسانية.
وفي القلب من هذا التوجه والتحرك، نتشرف ان نقف نحن الشيوعيين مع اقرب حلفائنا من المدنيين الديمقراطيين والاسلاميين المتنورين، الذين ائتلفنا في تحالف "سائرون نحو الاصلاح". ومن هذا التحالف الواعد نطلق الدعوات المخلصة الى جماهير الناخبين في طول البلاد وعرضها، ان تتوجه بعد ستة اسابيع الى صناديق الاقتراع بصفوف حاشدة، وبادراك للأهمية الاستثنائية للمعركة الانتخابية الوشيكة، وضرورة تحويلها الى نقطة انعطافٍ في مسيرة شعبنا وبلدنا المعاصرة. الى جعلها نقطة تحولٍ تنقذهما من اسوأ العواقب، اذا ما افلحت القوى المتنفذة الفاسدة في البقاء متحكمة في مصيرهما، وتفتح امامهما امكانية التحرك الى الامام، نحو قطع دابر الفساد وتعزيز الانتصار الكبير على داعش والارهاب، نحو اعمار الوطن وإنهاضه، وإطلاق تحركه المرتجى على طريق التنمية والتطور والتقدم والرخاء.
نتوجه من منبر احتفالنا هذا الى عموم الناخبين، وليس فقط الى الشيوعيين واصدقائهم وحلفائهم، داعين الجميع الى منح ثقتهم الغالية الى من هم اهلٌ لهذه الثقة، الى الجديرين بها، وبضمنهم مرشحونا الشيوعيون واخوتهم من بقية اطراف "سائرون" : الوطنيون المخلصون الثابتون، الاوفياءَ للشعب دائما وابدا، الصادقون النزيهون المجرَّبون، الاكفاءَ العارفون والخبيرون ..

ضيوفنا المحترمين
اعزاءنا
لم يكن دربنا نحن الشيوعيين مفروشا يوما بالزهور. ومن يجعل من خدمة الشعب وكادحيه والمسحوقين المهمشين من بناته وابنائه غايةً له، ويناضل بعزيمة لا تلين، وبروحٍ متوثبة متقحّمة لتحريرهم من البؤس والسَقَم والجهل والهوان .. لا ولن يواجه في سعيه المتجرد والمتفاني سوى المصاعب والمخاطر والآلام، ولن يخرج من امتحان الا ليواجه امتحانا آخر اكثر قسوة ربما ..
وما اكثر المحن والامتحانات التي توجب علينا نحن الشيوعيين العراقيين خوضُها، على طول مسيرتنا الممتدة اربعا وثمانين سنة .. وما اكثرَ التضحيات القصوى التي قدمها رفاقُنا المناضلون، اعضاءَ وكوادرَ وقادةْ، احبّتّنا الاقربْ الى قلوبنا، الذين سكنوها لا يبرحونَ منذ تساموا شهداءَ خالدين شامخين..
نعم، ما أقساها تلك الامتحانات .. لكن حزبنا كان يخرج منها، امتحانا بعد امتحان، مرفوعَ الرأس، اكثرَ صلابة واشدَ عزما على مواصلة المشوار المشرّف، مسلحا بمزيد من القدرة على الوفاء بمستحقاته الفكرية والسياسية والنضالية.
وذلك هو حال حزبنا اليوم ايضا، وهو يدشن عامه الخامس والثمانين ..
ختاما.. لا نملك ونحن نحتفل بعيد حزبنا الشيوعي، الا ان نصيخ السمع لنداء الغضب والصمود الآتي من ارض فلسطين، من مسيرة العودة في يوم الارض، التي صارت رمزا للنضال المتجدد للشعب الفلسطيني المنتصر دون ريب .. ولا نستطيع الا ان نؤكد ونجدد تضامننا الراسخ معه، بكافة قواه الوطنية، وهم يخوضون متضافرين ودون كلل المعركة الكبرى لانتزاع الحقوق الثابتة، في العودة وتقرير المصير واقامة الدولة الوطنية المستقلة وعاصمتها القدس، مستنكرين ممارسات الاحتلال الاسرائيلي الصارخة في همجيتها بحق الفلسطينيين المكافحين، ومطالبين المجتمع الدولي بتوفير الحماية لهم، ووضع حد فوري لعربدة حكام تل ابيب وبطشهم.

تحية للعيد الرابع والثمانين! 
وليعش حزبنا الشيوعي العراقي!
31 آذار 2018



الرئيس معصوم للشيوعيين العراقيين: شعوركم عالٍ بالمسؤولية تجاه قضايا ومصائر الشعب والوطن


وجه رئيس الجمهورية السيد فؤاد معصوم، يوم أمس، كلمة إلى الحزب الشيوعي العراقي بمناسبة ذكرى تأسيسه ال84، ألقاها نيابة عنه السيد لطيف رشيد في الحفل الذي أقامه الحزب ببغداد. وفي ما يلي نص الكلمة:
نقدم لكم احر التهاني بمناسبة الذكرى الرابعة والثمانين لتأسيس حزبكم، مجددين اعتزازنا بالدور الوطني الريادي الذي مارسه الحزب الشيوعي في سائر ميادين الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية، وباسهامه المعروف والفعال في مسيرة النضال الوطني والديمقراطي في بلادنا. وننظر بعين الاجلال للتضحيات الجسام التي قدمها الشيوعيون العراقيون، وللمثال الملهم الذي جسده شهداء حزبكم الاماجد في كفاح شعبنا من اجل الحرية والسلم والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
ونُشيد، في الوقت نفسه، بمواقف حزبكم في سائر الميادين السياسية والاجتماعية، وهي المواقف التي تتسم بالروح الوطنية، والنضج السياسي والفكري ووضوح الرؤية، والشعور العالي بالمسؤولية تجاه قضايا ومصائر الشعب والوطن.
في هذه المرحلة الدقيقة من حياتنا يستعد ابناء شعبنا وقواه واحزابه السياسية لخوض العملية الانتخابية، وانطلاقا من مسؤوليتنا الدستورية وموقفنا الوطني نؤكد على ضرورة تهيئة افضل الاجواء للمشاركة الواسعة، وضمان مهنية ونزاهة وشفافية الانتخابات، آملين التزام كل القوى السياسية بالدستور نصا وروحاً، وسعيها الى مواصلة العملية السياسية على اساس الديمقراطية، وتوجيه الطاقات نحو تحقيق طموحات شعبنا بسائر اطيافه لاقامة الدولة المدنية التي تعزز النظام الديمقراطي الاتحادي، وتحقق الرفاه الاجتماعي لكل المواطنين دون تمييز، وتصون الاستقلال والسيادة الوطنية، وتضع العراق في المكانة اللائقة به اقليميا ودوليا.
ان التضحيات الجسام التي قدمها ابناء شعبنا، من القوات المسلحة والبيشمركة والحشد الشعبي والمتطوعين المحليين، في الحرب على الارهاب والانتصارات المتحققة، بدعم من الحلفاء والاصدقاء، تدفعنا الى التأكيد على انه لا يمكن انجاز السلم من دون مواصلة المعركة ضد الفلول والخلايا النائمة من عصابات داعش، وتصفية حواضن الارهاب، وتجفيف منابعه الفكرية والمالية، وإلحاق الهزيمة النهائية به.
ويكتسب اهمية استثنائية، في هذا السياق، ضمان اعادة اعمار المدن والمناطق المحررة، وتوفير شروط ومستلزمات عودة المهجرين والنازحين الى ديارهم، والمباشرة الجادة بالمصالحة المجتمعية.
وفي الظروف الراهنة، حيث تتباين التصورات والمواقف، تفرض علينا مسؤوليتنا الدستورية والوطنية الدعوة الى ضرورة الالتزام بالدستور كأساس لاية خطوة او اجراءات في ما يتعلق بالحوار بين حكومة اقليم كردستان والحكومة الاتحادية. واننا نؤكد، بهذه المناسبة، استمرار مساعينا من اجل التوصل الى الحلول التي تُعمق علاقات الاخوة التاريخية بين مكونات شعبنا، ومواصلة الحوار السلمي البناء لحماية التجربة الديمقراطية، وتعزيز مكاسبها لجميع المواطنين دون تمييز.
السيدات والسادة الكرام
ان التحديات الخطيرة التي تواجهها بلادنا تتطلب من سائر قوى شعبنا تجسيد الشعور الوطني والمسؤولية التضامنية من اجل تحقيق الاهداف السامية، متمثلة بإلحاق الهزيمة النهائية بالارهاب، وصيانة السيادة الوطنية، وتحقيق السلم المجتمعي، وبناء العراق الديمقراطي الاتحادي الموحد الذي تتحقق فيه العدالة الاجتماعية. واننا لمفعمون ثقة بأن حزبكم سيواصل اسهامه الفعال من اجل انجاز هذه الاهداف السامية.
وكل عام وانتم بخير وسلام..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جريدة "طريق الشعب" ص1 +  3
الاحد 1/ 4/ 2018