المحرر موضوع: المرأة ودورها الإعلامي لنصرة الدين  (زيارة 895 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل احمد محمد العربي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 172
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

المرأة ودورها الإعلامي لنصرة الدين

بقلم /صادق حسن
إن للمرأة دورًا عظيمًا في المجتمع الإسلامي سياسيًا إن كان أو إعلاميا، فمشاركة المرأة في هذه الأدوار يعطي دافعًا لتغيير الواقع من حال الى حال آخر. فلذلك أول ما قامت به السيدة زينب (عليها السلام) بعد دخولها هي وبقية بنات الرسالة إلى خربة الشام، إقامت مجالس العزاء على سيد الشهداء عليه السلام كما يذكر المؤرخون، حتى أن هند زوجة يزيد – والتي تربت في بيت أمير المؤمنين عليه السلام – قد حضرت بنفسها في مجالس العزاء هذه، وكان لهذه المجالس دور كبير في تغيير الفكر السائد بين الناس في الشام من بغضهم لأهل بيت العصمة والطهارة، وعلم المجتمع الشامي آنذاك أي جريمة ارتكبها زعيمهم، وأي حيلة انطلت عليهم. وبعد سبعة أيام خلت خاف يزيد من أن ينقلب الناس ضده، فأشار عليه مروان بن الحكم كما يروي التاريخ بأن يرسلهم إلى مدينة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم.
وبعد خروج الركب الحسيني من الشام، توجه إلى كربلاء بطلبٍ ورغبةِ من السيدة زينب (عليها السلام) لتجديد العزاء على أخوانها وأبناءها وبني عمومتها، حيث أقامت العزاء والحداد على أبي عبدا لله الحسين عليه السلام، وبينت لمن حضر ومنهم جابر بن عبدالله الأنصاري الصحابي الجليل وغيره المصائب التي جرت على أهل هذا البيت الطاهر، فكانت هي الراوية لوقائع حادثة الطف بتفاصيلها. ليعلم الناس الحقيقة كاملة من غير تشويه أموي، وتغيير لحقائق التاريخ.
وقد بين المحقق الإسلامي السيد الصرخي في مقدمة كتاب( السفور والتبرج) دور السيدة زينب عليها السلام بتغيير مسرى الأمور حيث قال ...
سارت العقيلة زينب (عليها السلام ) على طريق أمها الزهراء ( عليها السلام ) حيث تعلمت من العلوم الكثير وعلمتها ، وكانت الأم الطاهرة والزوجة المطيعة والمربية الصالحة والقائدة البطلة التي دافعت عن الحق وأهله وقد جعلها الإمام الحسين (عليه السلام ) تحمل لواء الثورة الفكرية والاجتماعية من بعده حتى تثبّت أسس النصر وقد فعلت سلام الله عليها. انتهى كلام الأستاذ
أيضا يوجد دور للسيدة زينب (عليها السلام ) مهم جدا، وربما أكثر أهمية من المرحلة الأولى، فكان فيها توضيح أحداث واقعة الطف بشكل تفصيلي، بالإضافة إلى أنها كانت اللبنة الأولى لإقامة مجالس العزاء على الإمام الحسين عليه السلام، ولولا مجالس العزاء التي أقامتها السيدة زينب عليها السلام، لما كنا نقيم مآتمنا اليوم، وربما لم نعرف عن واقعة الطف إلا اسمها فقط.
لقد عملت السيدة زينب عليها السلام في مرحلتين مهمتين من مراحل الثورة الحسينية المباركة، المرحلة الأولى والتي تمثلت في رد الشبهات عن الناس وتوضيح الحقائق وكشفها لهم، والمرحلة الثانية كانت في إظهار وتبيان ما جرى يوم عاشوراء على الإمام الحسين عليه السلام وإقامة مجالس البكاء عليه وإظهار مظلومية أهل البيت عليهم السلام، فكانت في المرحلة الأولى بصلابة علي ابن أبي طالب عليه السلام وفصاحته وبلاغته، وفي المرحلة الثانية تًظهر الجزع على أبي عبد الله الحسين عليه السلام حتى يستشعر الناس عظمة المصيبة وفاجعتها وكل ذلك بمرأى ومسمع من الإمام السجاد عليه السلام الذي اعتزل المعترك السياسي ظاهريا.
ومن هنا يتبين لنا دور الإعلام المهم في بيان الحركات الإصلاحية في المجتمع الإنساني، ولولا الدور الإعلامي البارز الذي قامت به السيدة زينب عليها السلام بعد واقعة الطف، لما وصل إلينا إلا النزر اليسير من أحداث هذه الفاجعة العظمى، ولم تكشف الحقائق على مصراعيها.

https://b.top4top.net/p_823tug3r1.jpg