المحرر موضوع: الحرب بين إسرائيل ولبنان  (زيارة 1410 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سمير يوسف عسكر

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 335
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الحرب بين إسرائيل ولبنان
« في: 05:15 04/04/2018 »
كشفت مجلة فورين بوليسي الامريكية ان الوسط الإسرائيلي مشغول اليوم بموضوع الحرب المقبلة مع لبنان وحزب الله. كما ان إسرائيل تدرس سيناريوهات الحرب المختلفة والأسباب التي تشعلها. وبحسب المجلة المذكورة، فان الطبقة السياسية الإسرائيلية على أنواعها تؤكد ان تحريك ونقل حزب الله لترسانته وصواريخه الحديثة الى الحدود الجنوبية المحاذية لإسرائيل ستكون الشرارة الأولى لبداية الحرب والتي سترد إسرائيل من خلالها بقوة وبأشكال وتكتيكات تختلف عن حرب عام 2006. هنا يحضر السؤال: هل ستقع الحرب فعلاً؟ الخبراء في الشؤون الإسرائيلية، جواب جاهز على هذا السؤال: خيار الحرب على حزب الله هو الشغل الشاغل لإسرائيل. وعندما تشعر ان في مقدورها ان تخوض حرباً حاسمة ضد الحزب لن تتأخر في القيام بها. حسب تقديرات الخبراء؛ في إسرائيل نقاش دائم حول الحرب المتوقعة. وهو ما تعكسه المستويات السياسية والعسكرية والإعلامية في إسرائيل. وكل الخلاصات التي انتهى اليها النقاش تؤشر الى ان كل الخيارات الحربية التي يدور حولها النقاش بين هذه المستويات لا تحقق الهدف الإسرائيلي بتوجيه ضربة قاضية للحزب. النقاش الإسرائيلي ارتفعت وتيرته بعد مناورة حماية الجبهة الداخلية والحسم ضد حزب الله. وكذلك المناورة العسكرية الضخمة التي أجرتها إسرائيل قرب الحدود مع لبنان والتي حاكت هجوماً للحزب على المستوطنات الإسرائيلية. خصوصاً وان تقييم هذه المناورات كان سلبياً لدى المستويات العسكرية والتي وضعت على الطاولة. لا تحل مشكلة حزب الله وهو أمر دفع الى وضع مجموعة من الاسئلة في يد الطاقم السياسي والعسكري في إسرائيل. هل ستخوض إسرائيل حرباً لا حسم فيها ضد حزب الله وجبهتها الداخلية مكشوفة ومعرّضة لإلحاق ضرر كبير فيها؟ إسرائيل تخشى من تعاظم قوة الحزب، فائهما أربح لإسرائيل، تعاظم قوة الحزب بلا حرب او حرب يمكن ان تؤذي الى الحاق ضرر كبير في الشعب الإسرائيلي وفي الجبهة الداخلية والبنية التحتية الإسرائيلية؟ ولعل السؤال الأهم في هذا السياق: هل الحرب ستؤدي الى حسمها لصالح إسرائيل وإنهاء الحزب؟ والجواب على هذا السؤال: لا! حتى الآن ثمّة قناعة راسخة لدى المستويات السياسية والعسكرية بأن الحرب على حزب الله وبالتالي على لبنان، ليست مضمونة النتائج. أقلّه في هذه المرحلة. والى جانب الوضع الداخلي الإسرائيلي توجد موانع خارجية للحرب في هذه المرحلة، ومنها ان إسرائيل تعتبر ان العقوبات على حزب الله قد تزعجه. إنما لا تشكل تهديداً وجودياً له ولا لنشاطه العسكري، ولذلك عمدت الى تسريبات متتالية عن عمل عسكري ضد الحزب. إلاّ انها صُدمت من التجاهل الأمريكي للتهديد الإسرائيلي وكذلك من الجانب الروسي في محطة أولى حينما صبّ بوتين دلواً من الماء المثلج على رأس نتنياهو. (هذا التعبير للصحافة الروسية) حينما حاول نتنياهو انتزاع تعهدات من بوتين بردع التحركات الإيرانية في سوريا فكان جواب نتنياهو ان إيران ومعها حزب الله باتت شريكة لروسيا في مكافحة الإرهاب. أمام هذا الواقع، هل لدى إسرائيل خيار غير الحرب؟ ان المراقب لمسار الأمور في إسرائيل يستنتج ان المستويات العسكرية الإسرائيلية تسلك مسارين في آن معاً. الأول، يتصل بالحرب المباشرة، والثاني يتصل بخيارات بديلة عن الحرب تحقق فيها إسرائيل نتائج مربحة لها في ميادين اخرى سياسية وغير سياسية. المسار الأول يبدو مقفلاً حتى الآن رغم توالي التهديدات ضد حزب الله. وأما المسار الثاني فيبدو محفوفاً بالفشل حتى الان أيضا. وفي هذا المسار الثاني يندرج الآتي: رهان إسرائيل على استفتاء كردستان كصاعق تفجير كبير لمنطقة الشرق الأوسط كلها ويضعها على مشرحة التفتيت، بما يربك او يضعف إيران وحلفائها وعلى وجه الخصوص (حزب الله) إلا انه هذا الرهان انكسر وبدا كحلم خريفي لم يتحقق، بعد الهجمات الارتدادية التي شنها الجيش العراقي بدعم مباشر من الروس وإيران وكذلك من تركيا. التجربة الجديدة التي تخاض حالياً مباشرة حول الملف الفلسطيني ومحاولة إيجاد تسوية تنهي كل حركات المقاومة الفلسطينية وفي المقدمة حماس وبالتالي تُخرج الملف الفلسطيني نهائياً من موقعه كقضية مركزية، هنا إسرائيل تعطي لها أولوية لهذا الموضوع. وتنتظر حجم الثمار التي ستجنيها من هذه التسوية إن حصلت. انتظار تطورات الأزمة السورية وخصوصاً بعد الهجمة الارتدادية التي بدأها التحالف الدولي في الرقة. والتي يُراد منها تضييق مساحة النفوذ للروس وحلفائهم في الميدان السوري، جغرافياً وسياسياً وعسكرياً، ورهان إسرائيل ستحدد خط النهاية للأزمة السورية، ولعلها تجد من خلال هذه الصياغة ما يمكن ان تؤدي الى تقليم أظافر حزب الله وإيران. كل الخيارات الحربية الإسرائيلية ضد حزب الله انتهت الى خلاصة: ان الحرب غير مضمونة النتائج، تلك هي الصورة كما يرسمها الخبراء في الشؤون الإسرائيلية من خلال رصد حركة المستويات السياسية والعسكرية الإسرائيلية، وان كل الخيارات تشير بان خيار الحرب الإسرائيلية على حزب الله ولبنان مستبعد حالياً، إلا ان لا إمكانية للثقة بالعقل الإسرائيلي، خصوصاً ان بعض الساسة في إسرائيل مستعدون لإضرام النار، إذ انهم يتعاطون مع خيار الحرب على الحزب كمادة لتحقيق مصالح الانتخابية. وهنا يأتي السؤال الاوسع وهو ما صرح به ديمتري أدامسك أستاذ الدبلوماسية والاستراتيجية في مركز الدراسات المتعددة في مدينة هر تسليا الإسرائيلية كتب في مجلة فورين: (ان المخططين الاستراتيجيين الإسرائيليين لا يضعون احتمال الحرب مع حزب الله موضع تساؤل لكنهم يتساءلون كيف سيكون رد فعل روسيا رفيقة إيران وحزب الله في السلاح في سوريا، على نزاع كهذا.
                                           الباحث/ ســــمير عســــكر