المحرر موضوع: موقع رووداو: لقاء مع المراة المسيحية التي باعها مسلحو داعش 4 مرات قبل أن تحررها قوات سوريا الديمقراطية  (زيارة 3164 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عنكاوا دوت كوم

  • مشرف
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 37773
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رووداو – أربيل

حررت قوات سوريا الديمقراطية بتاريخ 14/11/2017، الشابة العراقية، ريتا حبيب، من أهالي بلدة "بغديدا" التابعة لقضاء الحمدانية في سهل نينوى، من قبضة تنظيم داعش، وبمساهمة من منظمة "شلومو" للتوثيق، بعد حوالي 4 أعوام من اختطافها.

واختطف مسلحو تنظيم داعش، الشابة العراقية، ريتا حبيب، من بلدتها "بغديدا" بتاريخ 7/8/2014، وبعد نقلها إلى مدينة الموصل بفترة، أقدم مسلحو داعش على بيعها إلى مسلح آخر من التنظيم في سوريا، ومنذ تحريرها تعيش ريتا في مدينة القامشلي بكوردستان سوريا، لتنتقل أخيراً إلى مدينة أربيل بإقليم كوردستان.

وقالت ريتا حبيب، لشبكة رووداو الإعلامية، إنه "بعد مجيء تنظيم داعش إلى الموصل ساد شعور بالذعر بين الناس، وترك عدد منهم قراهم وتوجه إلى قرى أخرى، ونحن بدورنا توجهنا إلى تلكيف وبقينا هناك لمدة شهرين".

وأضافت ريتا أنه "بعد أن تقدم التنظيم وبدأ يستولي على قرى تلو الأخرى، بدأنا نشعر بالخوف، فترك البعض القرية نهائياً، فيما عاد البعض الآخر إليها".

وتابعت أنه "في ذلك الحين قررت اللجوء إلى تركيا، وظلَّ أبي هنا لإنهاء بعض أعماله الضرورية، وبقيت لمدة شهر في تركيا، وكنت أسمع أن مسلحي داعش ما زالوا في الموصل، ولم أكن أعلم أنهم يتقدمون نحو قرانا، وهو ما أكده لي أصدقائي".

مشيرةً إلى أنه "بعد شهر طلب مني أبي أن آتي لاصطحابه، وبعد عودتي من تركيا إلى أربيل، لم يكن أحد من سائقي سيارات الأجرة يجرؤ على اصطحابي إلى قريتي، وكانوا يقولون لي إن هناك إرهابيين في قريتي، وهو ما أثار استغرابي".

وأردفت ريتا: "لكنني توجهت إلى قريتي رغم ذلك، وكان أحد مدخلي قريتي تحت سيطرة البيشمركة، والمدخل الآخر بيد داعش، وحاول مقاتلو البيشمركة منعي من الدخول حرصاً على سلامتين ولكنني دخلت".

وزادت قائلةً: "بعد أن دخلت إلى القرية لم ألاحظ أي شيء غريب، وعند الظهيرة وقعت اشتباكات وسقط الكثير من القتلى بينهم أطفال، ولم أتمكن من الهروب لأن والدي رجل كبير ولم أستطع تركه".

وأوضحت أنه "بعد انسحاب القوات الكوردية سيطر التنظيم على المنطقة وحاصروها، ولم يكن لديهم علم بأننا داخل بيوتنا، ومن ثم بدأوا بكسر أبواب المنازل، وبعد ذلك نادوا من مئذنة الجامع وطلبوا من الجميع الخروج من منازلهم، ومن ثم قاموا بتفتيشنا وأخذوا كل مستمسكاتنا، ثم جلبوا حافلتين كبيرتين وأقلوا في إحداهما الرجال المسنين، والأخرى النساء المسنات، ثم فصلونا أنا وسيدة أخرى، برفقة طفل وطفلة".

وقالت: "كما فصلوا حوالي 25 شاباً، وبعد أن تحركت الحافلاتان، اصطحبونا إلى الموصل، ولا نعلم ماذا حصل للشباب، وما إذا قتلوهم أم لا، وفي الموصل وضعونا في أحد مقراتهم، وكان هناك شخص (يبدو أنه تركي) يتصل عبر الهاتف، ويقول إن لديهم امرأتين (للبيع)، ولكنهم تلقوا تعليمات بعدم بيعنا في البداية، والاكتفاء بسجننا".

وتابعت ريتا: "بعد ذلك أخذني أحد أمراء التنظيم، عراقي الجنسية، وكان يدعى بـ(أمير الغنائم)، ويقيت معه لمدة سنة و6 أشهر، ثم قام ببيعي إلى سوريا، وهناك أخذني شخص سعودي الجنسية، وبقيت معه لمدة 7 أشهر، ليبيعني هو الآخر إلى أحد أبناء جنسيته، حيث بقيت معه لمدة سنة وشهرين، وفي الأخير قاموا ببيعي إلى شخص سوري الجنسية".

موضحةً أن "منظمة "شلومو" للتوثيق ساهمت في تحريرنا عن طريق قوات سوريا الديمقراطية التي سلمتني بدورها للاتحاد النسائي السرياني، حيث بقيت عندهم لمدة 5 أشهر".

وأكدت ريتا أنه "مهما تحدثنا عن ممارسات داعش، فلن نستطيع وصفها، ومهما تأثرتم أنتم بنا، فلن تتخيلوا ما شهدناه وعشناه، وهذه التجربة جعلت شخصيتي أقوى، وأنا أنصح أي فتاة مرت بهذا الظرف بأن لا تسكت، وأن تتوخى الحذر لكي لا تقع فريسةً من جديد".

وأضافت أن "أصعب أيامي كانت مع السعودي الذي اشتراني، حيث كانت لديه زوجة أخرى، مغربية الجنسية، وكانت مريضة نفسياً، وكانت تعتدي علي بالضرب والإهانة والشتم، وتمنعني من النوم، حتى الطعام كنت محرومةً منه باستثناء الماء والخبز".

ولفتت إلى أن "المسلحين كانوا يشتروننا للاستعمال الجنسي، وللخدمة، وأحياناً كانوا يرسلوننا لخدمة منازل مسلحين آخرين، فضلاً عن إجبار الفتيات على تناول حبوب منع الحمل، وأحياناً الإجهاض، وكنت منهارة لدرجة أنه حتى عند تحريري كنت أخشى أن أخلع الحجاب والعباءة، إلى أن تجاوزت تلك المرحلة بمساعدة الاتحاد النسائي السرياني، كما تعالجت لدى طبيب نفساني، وقد تغيرت شخصيتي كثيراً نحو الأفضل خلال فترة وجودي هناك".

ونصحت ريتا بقية ضحايا داعش من النساء بـ"الخروج إلى الإعلام وفضح ممارسات داعش، لأن الإعلام هو أقوى سلاح للدفاع عن نفسها وعن بقية الفتيات"، مستشهدةً بما فعلته الكوردية الإزيدية، ناديا مراد.
 
من جهته تحدث والد ريتا، لشبكة رووداو الإعلامية، وقال إنهم "كانوا يعيشون في أمان وسلام ولم يكن ينقصهم شيء، إلى أن جاء الإرهابيون ودمروا حياتهم وقتلوهم".

وأضاف أنه "إلى جانب القتل والخطف والاعتداء، فقد سلب منه الإرهابيون 70 مليون دينار، بالإضافة إلى سيارته ونصف كيلو من الذهب".

تحرير: أوميد عبدالكريم إبراهيم

أي نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة، دون الإشارة الى " عنكاوا كوم " يترتب عليه أجراءات قانونية