المحرر موضوع: صفحة المهى (8)- حياة قصيرة... (الكلبة سارة)  (زيارة 1265 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل شذى توما مرقوس

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 586
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني


صفحة المهى / 8

 
( سلسلة صفحة المهى لأخبار الشأن الحيواني وعالم الطب البيطري  )
 من أجل عالمٍ متوازنٍ وسليمٍ وأجمل

ــ إشراقات من بلادي ــ
حياة قصيرة ....
( الكلبة سارة )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم : شذى توما مرقوس
الخميس 15 / شباط / 2018 م ــ الخميس 29 / آذار / 2018 م .

 

أكثر قصة جرحت قلبي هي قصة هذه  الجروة الصغيرة ... سارة  .....
الكلبة سارة .... جروة صغيرة بعمر شهر واحد تقريباً ، وهي واحدة من  الكلاب السائبة التي عاشت في أحد شوارع مدينة البصرة ، تعرضت لهجوم مجموعة من الأطفال المسعورين حيث قبضوا عليها وضربوها وأعتدوا عليها وأخذوا يحاولون قطع ساقها وشق بطنها  بسكين حادة وهي تبكي وتصرخ وتتألم وتتأوه نباحاً يقطع نياط القلب ، وبعد أن أشبعوا همجيتهم دماً تركوها تنزف وتئن من الجرح الذي تسببوا لها فيه ، حيث قطعوا لها لحمها بسكين حادة ما حول الساق ( في محاولة لقطع ساقها ) لحد وصول السكين للعظم ، بحيث يمكن رؤية العظم بوضوح واللحم مسلوخ عنه بالسكين وقد تكور بشكل دائرتين منفصلتين واحدة باتجاه الأعلى والأخرى باتجاه الأسفل ، وحاولوا شق بطنها أيضاً ، ولم يُنقذها من بين أيديهم سوى مرور الأخت ( س ) بهم فنهرتهم بشدة فانفضوا عن الجروة هاربين ، وهرعت بها إلى المستشفى البيطري وتمّ إسعافها من قبل د. مجيد العبادي والطاقم العامل معه ( د. علي الشرقي ود. فلاح حميد والطبيبات المقيمات ) .
 حدث ذلك  في 4 / شباط / 2018 م  ، حيث قال د. مجيد العبادي بأن الكلبة الصغيرة تعرضت لمحاولة قطع ساقها وفتح بطنها بسكين حادة وأثر السكين واضح جداً ، إضافة إلى وجود  فصل شبه تام لعضلات الفخذ ما يدلُّ على محاولة متعمدة لقطعها .
 


 

 

عمل نبيل يُعطي لإنسانية الإنسان بصمة صالحة تعكس الاحترام لحياة الكائنات الأخرى وحقها في العيش والمحبة لها ، والرحمة بها والرأفة والعطف عليها  ، ومثل هذهِ المبادرات ( مبادرة الأخت س ) تمثل النبل والصلاح بأبهى الصور وتعطي مثالاً حسناً للآخرين ليقتدوا بهذا الفعل الحسن وإنقاذ الحيوانات من شرور من يعتدون عليها ...
قصة مؤلمة لكن نهايتها كانت هي البداية الجميلة والمُفرحة لحياة من نوع آخر في الوقت ذاته   ...
الكلبة سارة وهي في الشهر الأول من حياتها تعرفت على الإنسان في أسوأ الصور ككائن يظلم ويعتدي على الآخرين ويمارس قسوته عليهم ، لكن الأيام أعطت لسارة الصورة الصحيحة والجميلة لما يجب أن تكون عليه إنسانية الإنسان من خير وصلاح ممثلة بالأخت ( س )  والطاقم الطبي المُسعف .

 




قصة الجروة الصغيرة سارة أثرت فيّ  كثيراً وتركت ألماً عميقاً في نفسي لأنها تعكس صورة الإنسان في أبشع الهيئات ، هيئة العنف والهمجية والظلم والتعدي على الكائنات الأخرى دون رادع من ضمير ، تأثرتُ كثيراً لما مرّت به هذه الكلبة الصغيرة ، وكنتُ أتصور المشهد في مخيلتي ، كلبة صغيرة في الشهر الأول من عمرها  ( والجراء لا تمتلك القوة و لا الخبرة الكافية للدفاع عن نفسها لصغر سنها تماماً كأطفال البشر الذين لا يملكون الخبرة ولا القوة للدفاع عن أنفسهم ضد ظلم الكبار ) وهي تبكي وتصيح وتتوسل بين أيديهم بينما تتصاعد قهقهاتهم عالياً كلما غاصت السكين في لحمها وتحت تأثير ضغط أياديهم عليها بقوة أكبر وأكبر لتشعر بألم أشد فيعطيهم هذا شعور بلذة أكبر .

 لا أخفي عليكم  قصة الكلبة سارة والقسوة التي تعرضت لها من قبل البشر جعلتني أبكي رُغماً عني  ، ليس لأن الضحية هي كلبة صغيرة ( جروة ) فقط وإنما بكيتُ من قسوة البشر ومن قدرتهم الفظيعة على ممارسة الشر والجرائم والقسوة بشكل لا يمكن للعقل السليم المُعافى تقبلها أو تحمُّلها ، وأن تمارس هذهِ القسوة بحق الكائنات الضعيفة ( الأطفال ، جراء الكلاب ، صغار الحيوانات .... وإلخ ) هو مدعاة حزن بليغ موجع ، لو كانت أم الجروة الصغيرة موجودة لدافعت عن صغيرتها ولكنها ربما كانت في جولة بحث عن الطعام (  لتسد به رمقها وتكون بهذا قادرة على متابعة رعاية صغارها وإرضاعهم ومدَّهم بالحليب الضروري لنموهم ) ، فغابت عنهم وانتهز الأطفال الفرصة لتعذيب الجروة ومحاولة قطع ساقها وشق بطنها بسكين  ، ولكن ربما أيضاً لو كانت موجودة لما استطاعت لانقاذها سبيلاً و لا كان لها الحيلة أمام مجموعة من الأطفال هم أقوى منها بأساً ، وربما كانوا قد أخذوها من أمها عنوة وأبعدوها عنها ليقوموا بفعلتهم الشنيعة هذهِ .
ما أحاول توضيحه في كل مواضيعي هو إن العنف الممارس من قبل الإنسان على الحيوان ، إنما نتيجته عنف ممارس من الإنسان على أخيه الإنسان ، والكثير من الدراسات بينت إن أغلب الذين يرتكبون الجرائم يكون لهم رصيد  كبير من العنف على الحيوان في طفولتهم ، فعسى أن أكون قد وُفِّقْتُ في ذلك .







لكن ؛ ليس كل القصص المُؤثِّرة العميقة تنتهي النهاية السعيدة وكما نتمنى ، فرغم كل ما بذله الكادر الطبي البيطري من جهود لإنقاذ الكلبة سارة وتعافيها وشفائها ، وكان لها أن تنعم بالعيش والحياة الجميلة ، إلا أن المرض  داهمها بعد مدة وتدهورت حالتها الصحية نتيجة الإصابات اللاحقة ، حيث ساعد ما مرّت به من اعتداء الأطفال عليها بمحاولة قطع ساقها وشق بطنها بسكين حادة إلى ضعفها بدنياً ونفسياً وتدني قوتها المناعية فغلبتها الإصابة وتوفيت في الأحد 18 / آذار / 2018 م ، مع شديد الأسف وكل الحزن ، ولأنني لا أريد أن تنتهي قصتها بموتها وكأنها لم تكن ، يهمني جداً أن أوثق هنا في هذا الموضوع كل ما مرّت به هذه الكلبة المسكينة في فترة حياتها القصيرة جداً لتحكي للبشر ومن خلال قصتها ما تتعرض له الكلاب السائبة من اعتداءات وظلم من قبل البشر القساة ، ولتكون معاناتها رسالة للضمائر البشرية لتستقيظ من غفوتها  ، فلو لم تتعرض هذهِ الجروة الصغيرة ( سارة ) لاعتداءات الأطفال لكانت حياتها مختلفة ولما عانت كل هذهِ المعاناة صحياً وجسدياً ونفسياً ، هذهِ المعاناة التي كان فيها حتفها ، فأغلب الجراء التي تتعرض للاعتداءات البشرية في فترات حياتها الأولى تتضاءل نسبة حظها في العيش إن لم تنعدم أو تكون ضئيلة جداً ، وهذا ما كان مع سارة . 
ورغم إن القصة لم تستمر بسعادة ، لكن يبقى العزاء في أن سارة عرفت خلال حياتها القصيرة إن هناك أشخاص نبلاء وطيبين مثل الأخت ( س ) التي تبنتها وربتها ، وإنه ليس كل البشر هم كهؤلاء الأطفال ممن اعتدوا عليها وحاولوا قطع ساقها وشق بطنها بسكين حادة ، وإنها في النهاية ماتت في ظل عائلة تحبها وترعاها .
ارقدي بسلام  أيتها الجميلة سارة بعيداً عن ظلم البشر و قسوتهم .
للإنسانية : استيقظ أيها النائم ( أصحى يا نايم ) .....
شكراً للدكتور مجيد وللطاقم العامل معه ( د. علي الشرقي ود. فلاح حميد والطبيبات المقيمات  ) ، وللأخت ( س ) التي تبنت سارة وربتها واهتمت بها .
جزيل الشكر للأخ باسم روفائيل وللأخ حسن عبد الرزاق لما بذلاه من جهود في تأطير الصور وترتيبها لتكون بالشكل الذي هي عليه في الموضوع .
خالص تحياتي وتقديري لكم عزيزاتي / أعزائي من القارئات والقراء ....
دمتم وأنتم الوجه الجميل المشرق لإنسانية الإنسان وفي أبهى صورة ....

المصادر :

1 ــ د. مجيد شهاب العبادي .
جزيل الشكر لتعاونه وتواصله ِ .

2 ـــ الفيديو ( خطان لا يلتقيان ، القلب الرحيم ، والقلب اللئيم ) من قبل د. مجيد عبادي ، منشور على الفيس بوك بتاريخ 4 / شباط / 2018 م  ، والرابط هو تصوير لعملية الإنقاذ وخياطة الجرح ، الرابط : ــ
https://www.facebook.com/ebady.majeed.1/videos/397573314022772/

3 ـــ الفيديو ( المراحل النهائية لخياطة جرح الكلب السائب الذي تعرض للموت المحقق لولا عناية الله ) ، من قبل د. مجيد عبادي ، منشور على الفيس بوك ، والرابط هو تصوير لخياطة الجرح ، الرابط :
https://www.facebook.com/ebady.majeed.1/videos/397584624021641/

4 ــ فيديو بدون عنوان ، منشور من قبل د. مجيد العبادي في 5 / شباط / 2018 م ، وعلى صفحته في الفيس بوك ،الرابط : ــ 

https://www.facebook.com/ebady.majeed.1/videos/397685004011603/




غير متصل white

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 164
    • مشاهدة الملف الشخصي
الاخت شذى توما المحترمة
لا يبتعد موضوعك ابدا عن موضوع الحالة السياسية والعنف الدموي الذي نشهده في العراق.
هؤولاء الاطفال المعتدين على هذا الحيوان المسكين سيصبحون يوما ما رجالا بلا رحمة سيقتلون ويعذبون بلا رادع.
كان من الضروري ان تأخذ الاخت س صورا لهؤولاء الاطفال وتقدمها للاطباء ليقدموها بعد ذلك للشرطة او لتقدها لادارات المدارس القريبة من المنطقة ليعاقب هؤولاء الصبية على ما اقترفوه من جريمة بشعة.
في الدول التي فيها قانون يطبق يعتبر تعذيب حيوان من الجرائم التي يحاسب عليها القانون.ولاننا في العراق فستمضي هذه الجريمة كسائر معظم الجرائم بلا عقاب.
هذه الفعلة المقرفة هي تحصيل حاصل كثير من الاسباب والتي هي:
1- العنف في المدارس من قبل المعلمين: فاذا كان المربي يضرب الاطفال بوحشية فلم لا ان يضرب الاطفال الحيوان بوحشية لينفس عن ما بداخله من انتقام.
2- العنف في المنزل: كذلك العنف في المنزل يضيف للعنف المدرسي ويصف في نفس الاتجاه
3- الفراغ فليس هناك ما يشغل الاطفال فلا وجود لملاعب الاطفال ولا اي نشاط لاشغال الاطفال لا في المدرسة ولا البيت.
4- المناهج الدراسية تأخذ حصة من ذلك ايضا فاذا كان محور الدراسة يقوم على تمجيد الغزوات ومقتل علان وفلان اين ستنمو الطفولة.

شكرا لموضوعك مرة اخرى
وايت

غير متصل شذى توما مرقوس

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 586
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
تحياتي أخي وايت
 
هؤلاء الأطفال هم أطفال لكنهم مجرمين فما قاموا به هو جريمة بكل المقاييس ، وسيكونوا مجرمي المستقبل .
ما عرجت عليه عين الصواب وامتداد للموضوع الذي نحن فيه ألا وهو العنف ، والنقطة التي أشرت إليها بخصوص المناهج الدراسية هي بنظري من أشد الأسباب التي تؤدي إلى تفشي العنف في المجتمع فالنصوص الدينية أكبر حافز للمجاهرة بالعنف وسلوكه وممارسته .
أنا أؤيدك في توثيق اعتداءات الأطفال على الجروة الصغيرة سارة بالصور وتقديمها للأطباء أو للشرطة أو إدارات المدارس ، وفي حينها طالبتُ مثلك بذلك وقلت إن من الضروري معاقبة الفاعلين وإن معنوياً بالتوبيخ حتى يرتدعوا بعض الشيء أو يفهموا بأن ما فعلوه ليس صحيحاً وإن هناك أشخاص يرفضون هذه الأفعال ولا يقبلون بها ، وهذا سيجعل الأطفال يفكرون ألف مرة قبل أن يقدموا على إيذاء حيوان في المستقبل ، لكن ؛ الخوف من تطور الأمر إلى نزاع عشائري حال دون ذلك .
حكى لي أحد الإخوة المدرسين في أحد مدارس المدينة بأنه بينما كان يشرح لطلابه الدرس لفت انتباهه مجموعة من الطلاب في ساحة المدرسة وقد قبضوا على قط ( أو كلب لا أذكر بالضبط ) سائب كان قد دخل لساحة المدرسة لسوء حظه ، وكانوا ينهالون عليه بالضرب ، فترك هذا المدرس الحصة وخرج لهؤلاء الطلاب وأنقذ الحيوان المسكين من براثنهم ، وحين علم مدير المدرسة بالأمر وبخ المدرس توبيخاً شديد اللهجة واعتبر ما قام به المدرس هو استهتار ، لم يتوقف الأمر عند هذا الحد فالمدرس تم  توجيه كتاب لفت نظر له مع متاعب أخرى متعاقبة ، لم يحاسبوا الأطفال على فعلتهم الشريرة لكنهم حاسبوا المدرس الذي أنقذ الحيوان المسكين .
في قانون العقوبات العراقي وحسب علمي توجد فقرة من القانون تنص على معاقبة من يعتدي على حيوان ما ، لكن القانون غير مُفعّل وغير مأخوذ به .
جزيل الشكر لحضورك ومتابعتك ووقتك الذي بذلته في كتابة التعليق للمشاركة ، فهي مداخلة في منتهى الأهمية .
دُمت بألف خير . 

غير متصل شذى توما مرقوس

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 586
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
   
 وتواصلاً مع الموضوع ، أقدم أيضاً هذا الفيديو للقراء والقارئات :
   https://www.youtube.com/watch?v=qWFkUECSbJU
   تحياتي للجميع