المحرر موضوع: معرض الفنان بيتر مانسون "عالم على الماء"  (زيارة 908 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل محمد الكحـط

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 957
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
معرض الفنان بيتر مانسون "عالم على الماء"


الفنان الفوتوغرافي بيتر مانسون يحتفل بالذكرى الأربعين لزيارته لأهوار الجبايش
محمـد الكحط –ستوكهولم-
تحت عنوان ((عالم على الماء))، أقام الأستاذ والفوتوغرافي بيتر مانسونPETER  MANSSON يوم السبت 24 آذار 2018، معرضه الخاص احتفاءً بالذكرى الأربعين لزيارته لأهوار الجبايش، ولمناسبة ضم هذه الأهوار عام 2016 من قبل الأمم المتحدة الى التراث العالمي الإنساني، قرر بيتر الاتصال بالمتحف لعرض هذه الصور الفوتوغرافية الفريدة للجمهور السويدي، مستعينا بالصور التي يحتفظ فيها في المتحف السويدي، وللدلالة على المكان اختار متحف البحر المتوسط السويدي مكانا للعرض، حيث يضم هذا المتحف آثارا عراقية ومصرية ويونانية وغيرها من دول البحر المتوسط، وتقع في المتحف مقهى "بغداد" في الطابق العلوي منه.
هذا الاعلان يبدو بسيطاً لكن تفاجأنا بحجم الحضور السويدي للمعرض عند الافتتاح، وبحضور محدود من قبل الجالية العراقية وطبعا بغياب ممثلي السفارة العراقية التي يبدو أن الأمر لا يعنيها.
تحدث بيتر بشكل مختصر عن رحلته وعن الأهوار ووجوده هناك لمدة قصيرة سنة 1978م بالذات في الجبايش، كما تناول طبيعة الحياة البدائية في الأهوار وكيف يتكيف أهالي الهور للعيش في هكذا طبيعة مائية هي امتداد لحياة الحضارات القديمة.
وتطرق الى ما عانته هذه البيئة من تدمير متعمد من قبل النظام السابق، وما تعرضت له الأهوار من تجفيف ونزوح أهاليها الى المدن بسبب انعدام سبل العيش التي كانوا يعيشون فيها في الأهوار.
احتوى المعرض على عدد قليل من الصور الفوتوغرافية بالأبيض والأسود، عكست بشكل مكثف جداً طبيعة حياة أهل الأهوار، وكيف يمارسون حياتهم البدائية البسيطة بعيداً عن تعقيدات الحياة المدنية مكتفين بما تجود به بيئة الأهوار من قصب وبردي ليعملوا منه سكنهم ومأواهم وفراشهم ووقودهم، ومن المياه يعتاشون على الأسماك والبط والطيور وغيرها من الكائنات، ويربون بعض الحيوانات الأخرى ويزرعون ما يمكن زراعته، وهكذا تسير بهم الحياة بهدوء وسط طبيعة خلابة رغم صعوبتها.

بعد المعرض دعا الأستاذ بيتر بعض الحضور الى جلسة غداء في منزله، وكنت من المدعوين بألحاح منه، وكانت المفاجأة أن شقته المتواضعة تمتلئ بالضيوف من السويديين وقد أصبح منزله مطعم درجة أولى، فقد هيئ كل شيء من مأكل ومشرب وبكميات كبيرة، لاحظنا الفرح طاغٍ على وجوه الجميع، خصوصا هو وزوجته وأبنته وأبنه.
بعد تناول الطعام جلسنا معا في مكتبته العامرة بمختلف الكتب والمراجع والخرائط، ووجهت له العديد من الأسئلة ودار حديث شجي، بدأنا قبل أربعين عاما حيث بداية الفكرة أو المشروع وكيف تم، تحدث لي ببساطة وعفوية، ذكر لي أنه كان عاطلا عن العمل سنة 1978، فقرر استثمار الفرصة وقرر القيام بسفرة حول العالم مع حقيبة ظهر وكاميرا وأفلام أبيض وأسود، للاطلاع وتوثيق ما يراه، بدأ من بولندا وهنغاريا وبعض الدول الأوربية، ومن ثم سوريا والأردن ولبنان وتركيا ومن ثم العراق وصل أربيل ومنها أستقل سيارة الى بغداد، ومن بغداد ركب سيارة متوجها الى البصرة، يقول كان من ضمن المسافرين معي مجموعة من الطلبة والطالبات عائدين الى أهاليهم في البصرة، وفورا عرفوا كوني أجنبي وأروم الذهاب الى الأهوار، فرحبوا بيّ جدا ولم يقبلوا ان أدفع الأجرة بل دفعوها هم، وبقينا طيلة الطريق الطويل نتحدث، أحببتهم لما وجدتهم فيه من طيبة وكرم وثقافة ومعرفة بالعالم.
وفي الجبايش تعرف على عائلة قامت باستضافته وقدموا له كل ما يحتاجه، تركت هذه العائلة أثرا كبيرا في حياته، ووفاءا لما قدموه له، فهو لازال يتواصل معهم ويحتفظ بصورهم، وقام بعرضها على الجمهور، من أسماء العائلة العراقية التي استضافته وأبنائها ((علوان عبد العباس الأسدي، وأبنائهم حيدر ومجيد وحسين)).
كان الحديث مع بيتر لذيذا وذو شجون تشعر كم هو إنسان وفي وكم هو طيب، ويحمل كل القيم الإنسانية الحضارية الراقية.
تحية للأستاذ بيتر مانسون ولعائلته الجميلة من الأعماق ولأهل الأهوار الطيبين كل الأماني الطيبة، على أمل أن تتحول أهوارنا يوما ما قبلة للسواح من كافة أنحاء العالم.
-   أهوار الجبايش هي مجموعة من الأهوار في العراق شرق الناصرية تعتبر امتدادًا لهور أبو زرك وهور الحمار. تتغذى أهوار الجبايش من نهر الفرات ونهر دجلة، وتوجد فيها أنواع عديدة من والأسماك وتوجد فيها النباتات المائية ونبات القصب والبردي.