المحرر موضوع: إسبوع الفداء العظيم -10-  (زيارة 587 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل اولـيفر

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 546
    • مشاهدة الملف الشخصي
إسبوع الفداء العظيم -10-
« في: 11:17 05/04/2018 »
إسبوع الفداء العظيم -10-
Oliver كتبها
خير لنا أن ينطلق.....تأملات فى الجمعة العظيمة
الرب يسوع و قبل أن يعظ أعظم عظة مقروءة و معاشة علي الصليب في كلمات يعلم أنها آخرعظة منطوقة على الأرض قال لتلاميذه القديسين (خير لكم أن أنطلق  لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزى ولكن ان ذهبت ارسله اليكم. ) يو16: 7.
- هو مسيح العالم كله.لقد جاء وسط شعبه.إجتمعت اليهودية و إسرائيل علي رفضه.إختار تلاميذ له قليلين جداً.إنكمش تابعوه إلى أضيق حد.مجموعة من التلاميذ مع بعض العذارى و المريمات ثم معجبين لا يجرؤون أن يصرحوا بإعجابهم بشخص الرب يسوع.هكذا إنحصر الناس عن المسيح لكنه يعلم ماذا سيفعل.سيتمم الخلاص  أولاً ثم يرسل روحه القدوس فيتأهل تلاميذه للكرازة للعالم كله.فيصبح لنا نصيب فيه نحن الذين لم نكن في اليهودية و لا إسرائيل و لم نكن شعبه أو خاصته.فإن لم ينطلق المسيح ما صرنا مسيحيين و لا عرفنا المسيح.لهذا خير لنا أن ينطلق فإنطلق و أطلقنا معه إلى الحرية.
- لكي نؤمن أن مسيحنا هو مسيح السماء و الأرض.له في الأرض عمل أي الخلاص و له في السماء عمل أي الشفاعة. كان لابد أنه بعد أن أتمم عمله في الأرض بنجاح أن يبدأ عمله لأجلنا في السماء.هذه الوساطة لخلاصنا بدأت بعد القيامة.من غير الصعود ما كان للوساطة مكان.فالوكيل عن البشر لابد أن يحمل الدين عنهم قبل أن يمثلهم قدام الآب و لهذا أكمل الخلاص بالصعود فكانت أول نتيجة لوساطته هو حلول الروح القدس علي الكنيسة الأولي.منذ ذاك الحين و الروح القدس لم يزل يعمل في الكنيسة و سيبقي إلى كل الآباد يعمل حتي في كنيسة السمائيين في الأبدية.فمسيحنا بوساطته منحنا السبيل الوحيد للإستفادة بالخلاص فانطلق و أرسل روحه القدوس يأخذ مما للإبن و يمنحنا كأبناء علي صورته.
- لكي يعد لنا مكاناً.الأمكنة في الأبدية ليست حيزاً.ليست مسافات أو أبعاد.إنها فوق هذا كله و بعيدة عنها جداً.المكان في الأبدية هو مكان في شخص المسيح.هو إتحاد به.هو مجد لكل نفس فيه.هو شركة فيه لا تنفصم و محبة فيه لا تفتر و عمق فيه لا نهائى.سيعد لكل من يقبل المسيح الإتحاد المناسب لكل فكر روحى و كل قامة و كل جهاد و كل إيمان.هذا الإعداد ليس من طرف المسيح وحده.هو يعدنا نحن أيضاً بعمل الروح القدس فينا.يزيل الشوائب التي تشوش صورته فينا.هذا يفعله لكي نكون كعروس مهيئة لرجلها.فمتي تكلم ربنا عن إعداد الأماكن لا تستثني قلبك .أنت جزء في هذا الإعداد.بل أنت المقصد الوحيد من هذا الإعداد.المنازل في المسيح أمجاد و قامات و ليست قصور كما يشتهي الأرضيون.في بيت الآب مكانة لكل مؤمن.في قلب الآب متسع لكل من فيه صورة الإبن.هذا هو المنزل.حين يقول أن ذاهب لإعداده فهو يعني أنه ذاهب ليتوسط لأجلنا لكي نستحق تلك المنزلة.فبدون المسيح لا إستحقاق.بدون الروح القدس لا إستعداد.بدون الآب لا منازل .لهذا إنطلق الإبن لكي إذا ما انطلقنا بعده نعيش مصيرنا فيه فهو أبديتنا.الذى فيه لا توجد أنصبة مهملة بل مجيدة.
- على الأرض كان الإبن متخلياً عن مجده كإله بل مجده كإنسان و صار كعبد و خادم مع أنه الله كل حين.لم يتخل عن لاهوته بل تخلي عن مجد اللاهوت و تجسد ليس له أين يسند رأسه.للثعالب أوجرة و خالق العصافير ليس له عش.لهذا قال قدام الجميع أنه في هذه الصورة يقول أبى أعظم منى.لكن حين ينطلق ينتهي التخلي و يسترد مجده حينها يقول أنا و الآب واحد.لأننا هنا نؤمن بالمسيح أقنوماً متجسداً.رأينا ناسوته و مع أنه متحد بلاهوته لكننا لم نبصر اللاهوت.لكن حين ينطلق و نحن ننطلق إليه نكون معه و نري لاهوته الذى عشنا علي الأرض نؤمن به و نبشر.ترك مجده في يد أبيه و صلي قائلاً مجدني بالمجد الذى لي من قبل إنشاء العالم.مجده دائم إلا في مرحلة التخلي علي الأرض.كان لابد أن الإبن يسترد مجده فمجده لا يعطيه لآخر.هو باق ينتظره فإذا إنطلق أخذه و جلس على عرشه إلهاً مهوباً .
- إنطلاق إبن الله لأبيه هو بداية الإيمان علي الأرض.هو بدء الإنجيل.هو تأسيس كنيسة المؤمنين.هو ممارسة الأسرار بعمل الروح المحيي.إنطلق المسيح لأجل هذه المكاسب الروحية لأجلنا.صار غير مرئي بالجسد و ترك الطوبي للذين آمنوا و لم يروا.إيماننا مكرم من بعد الصعود.أما قبله فكان اللوم للذين تبعوه لأنهم من يديه أكلوا الخبز و شبعوا ثم تركوه.لا ضرورة للإيمان إذا كان المسيح ظاهر في الجسد لكن الإيمان الحقيقى هو إيماننا بمسيح تجسد و أتمم الفداء و صعد ثم جئنا نحن بعده و آمنا به.لذلك محبوب من الآب جداً من يصدق إبنه و إنجيل إبنه و يؤمن أن صلاته لا تتبخر في الهواء بل كل ما نطلبه بإيمان بإسم الإبن يكون لنا من الآب.علي هذا الإيمان نكافأ و نتكلل.فالفرق بين المنازل الكثيرة هو فرق في الإيمان. كلما ضعف إيماننا يشددنا روح الله فننهض هاتفين هو الرب هو الرب كما قال حبيبه يوحنا.
- للمسيح لغة بشرية تكلمها لما صار في الجسد.لكن بين الأقانيم لغة لاهوتية لا يدركها البشر و لا الملائكة. كانت لغة الثالوث قبل كل لغات الأرض و قبل الخلق.و ستبق هذه اللغة لأنها أحد صفات اللاهوت.حين ينطلق المسيح سينطلق أيضاً من لغات الأرض إلى أصل اللغات أى لغته اللاهوتية .بها يكون الحديث مع الآب و الروح القدس.لعل الإبن كان يحن للتخاطب بتلك اللغة فيصعد إلى جبل الزيتون و يختلي بالآب يتحدث معه بما فوق الأفهام.حين تجسد المسيح كلمنا عنها قليلاً.أخبر الآب قدامنا بلغة البشر أنه نجح في رسالته.أنقذنا من الهاوية.فدانا بدمه.طلب عنا كثيراً.كل هذا بلغتنا نحن.لكن أمور كثيرة لا تصلح لغتنا لتوصيلها للآب.لهذا يحن المسيح إلى أن ينطلق يعود إلى لغته الخاصة مع أبيه و يخبره بما قصرت لغات الأرض عن توصيله.لا يعني هذا أن الإبن عجز عن شيء لكنه يعني أن ما يقال علي الأرض غير ما يقال في سماء السماوات بين الأقانيم.من يعرف لغة الآب إلا الإبن و الروح القدس.يخبر الآب عنا بلغة لا تقدر أفهامنا أن تفهمها و لا آذاننا أن تلتقطها.لابد أن يعود الإبن إلى لغته السمائية.ليخاطب الآب هناك كما إعتادت الأقانيم في الثالوث..لهذا لابد أن ينطلق فخير لنا أن يصبح خلاصنا حديث اللاهوت.
- وجود جسم بشريتنا الذى أخذه المسيح من العذراء القديسة مريم قدام الآب و الروح القدس و قدام الملائكة و السمائيين هو تمثيل لنا في قدس الأقداس السمائية.نحن موجودون هناك لأن المسيح إنطلق بجسمنا إلي هناك.صار الإنسان قدام الآب دوماً في جسد المسيح يسوع.ما دام قد إنطلق فقد صعد جسدنا و إرتفع.لهذا خير لنا أنه إنطلق إذ فيه صرنا سكان السماء بل سماء السموات.ما ترك المسيح جسده علي الأرض بل أخذه و صعد و أصعدنا فيه.و نحن سوف ننطلق منجذبين إليه كما ينجذب الحديد إلى المغناطيس.سيصير المسيح مركز الجاذبية السمائي لكل جسد صار فيه عضواً.فإذا صارت جاذبيتنا به في السماء نعلم أنه خير لنا أنه إنطلق بنا و لنا.