المحرر موضوع: أسبوع الفداء العظيم -12- حقل الدم و حفل الدم ... الجمعة العظيمة  (زيارة 447 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل اولـيفر

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 546
    • مشاهدة الملف الشخصي
أسبوع الفداء العظيم -12-
حقل الدم و حفل الدم ... الجمعة العظيمة
Oliver كتبها
- الجريمة هى التعدى على الله. و العقوبة هى موتنا . الخلاص هو بموت المسيح و المصالحة تزيل التعدى.إرتكبنا الخطية بالجسد فأصابه العرى.إرتكباها بالنفس فأصابنا الخوف .إرتكبناها بالروح التي إشتهت الألوهية فأصابنا الحرمان من الله و الشقاء في الأرض.لهذا كما إرتكبنا خطيتنا بالجسد و النفس و الروح  فخلاصنا يتحقق أيضاً بالمسيح الذى ظهر في الجسد ليشفينا من الإختباء عن الآب, يكسونا بثوب بره ليزول العرى من علاقتنا بالثالوث.بالمسيح تبدلت  معرفة الشر من شجرة الموت إلى معرفة الآب من شجرة الحياة.أخذنا طبيعة جديدة بدلاً من الفاسدة التى كنا عليها.كلنا متلبسون بالجريمة لكن الإبن ترافع لأجلنا  قدام أبيه الذى يحبنا.دفع الكفالة بحياته و حررنا. أخذ على كتفيه أثقالنا و بهجة خلاصنا تحفزه.إنصهرت محبته عند الجلجثة هذه التي ثبتته في الصليب أكثر من المسامير.الشهود  على خطيتنا هو الكون بأكمله.هكذا صارت السماء و الأرض ضدنا إش 1: 2.وحيث لم يعد هناك فَهمٌ فإخترعنا شهود زور شهدوا ضد الذى أتي لخلاصنا.الذى إكتفي بالصمت تجاه صغائر البشر.القاضى العادل قضى أننا يوم نأكل من تلك الشجرة يسرى علينا حكم الموت.طردنا من حضرة الله  و صرنا تائهين في حقل الدم أكلنا و إبتلعنا الموت بكل أنواعه.لم يأت ببالنا أنه يوجد من يفكر في أبديتنا التي نسيناها الذى يقدر أن يبتلع الموت إلى غلبة.الذى رتب لأجلنا وليمة الجلجثة.
- اليوم يوم دفع الفدية.يوم تبادل الأسرى.أيها الآب السماوى.خذ إبنك الفادى و رد أسرانا من الجحيم.إقبل موت البار لأجل الأثمة كل الأثمة.إبنك القدوس يحمل اللعنة و نحن نمضى بالبركة. إبنك القدوس يأخذ آلامنا و نحن نستريح من التعب و الشقاء . إبنك القدوس يأخذ الموت إلى جسده و نحن نأخذ الحياة الأبدية.يأخذ خطايانا و يمنحنا الغفران. إبنك القدوس يستطيع أن يقوم أما نحن فلا قيامة لنا إلا بقيامته إذن ليموت من يملك القيامة لأجل من ليست لهم قيامة.ليس لأنه مستحق الموت لكن لأنه إختار الحب.
- الموت هو إنفصال الروح عن الجسد.حين نبشر بموت المسيح نؤمن أنه تجسد.أخذ لنفسه من أمه القديسة مريم العذراء إنساناً كاملاً.روح إنسان و جسد إنسان.فإذا نقول أن المسيح مات نقصد أن روحه الإنسانية فارقت جسده الإنسانى كما يحدث لكل إنسان عند موته.لكن لأن المسيح ليس إنساناً فقط بل إلهاً أيضاً قبل كونه إنساناً لذلك بقي لاهوته متحداً بالروح الإنسانية التي ذهبت تخلص الأرواح من الجحيم.و لاهوته ظل متحداً بجسده الإنساني في القبر لذلك لم ير فساداً.نعم مات المسيح حين فارقت روحه البشرية جسده البشري و نعم المسيح حى لأن لاهوته لم يفارق ناسوته لحظة واحدة و لا طرفة عين.قدوس الذى مات ,الحى الذى لا يموت.
- فى الصباح كانت محاكمة الصامت قدام الوالى.كان لابد  للكلمة أن يصمت.لأنه لو تكلم ينجو من الموت و نبقي نحن أمواتاً فصمت ليخلصنا بصمته كما يخلصنا بكلامه الحى.سأله بيلاطس أأنت ملك اليهود؟ نظر إليه رؤساء الكهنة بعيون جاحظة.ينتظرونه أن يقول نعم فيتهمونه بأنه يقود إنقلاباً ضد هيرودس الملك.أو يقول لا لست ملك اليهود فيكذب الذين هتفوا له مبارك الملك الآتي بإسم الرب.لهذا لم يجب بشيء.و لما إستفزه بيلاطس بقوله أنظر كم يشهدون عليك؟ لم يبال بالشهود الزور و لم يفضحهم لأنه سترنا.لم يجبه عن أي كلمة.لهذا نجونا.
- وقف يهوذا المغلوب مقابل باب الولاية.يدخل المسيح سائراً وسط الجند و يداه طليقتان.ينتظر التلميذ أن يري العلامة فإذا خرج من الباب موثق اليدين يكون قد أدين و إذا خرج كما دخل يكون للتلميذ مع معلمه شأن آخر.أما المسيح فقد أدين بالصمت لا بالكلام.خرج موثق اليدين.فإنصعق يهوذا و اسرع ليرد ثمن الخيانة لرؤساء الكهنة.الكهنوت الفاسد لا يلتفت لضمير النادم لكنه يتبرأ من أموال هو دفعها للتلميذ مقابل الخيانة.أخذوا من أموال الهيكل ليدفعوا رشوة لتلميذ فاسد ليخون سيده ثم الآن يرفضون أن يعود المال لخزانة الهيكل فذهب يهوذا بندمه و شنق نفسه.أما الكهنة فلم يبالوا بالمشنوق بل إشتروا بنصيب الفضة حقل الدم.و إنهمك رؤساء الكهنة بين حقل الدم و حفل الدم خارجين يطوفون يؤهلون الشعب للهتاف أصلبه أصلبه.يا لقساوة كهنة الهيكل.
- تعرينا بالخطية فتعري البار عنا.لم تنبت الأرض شوكاً و حسكاً إلا بعد أن سقطنا و ها الشوك أخذه علي رأسه و أسميناه نحن إكليلاً و هو كمخراز المقلاع في رأس سيدنا.القصبة التي فقدناها هي سلطاننا على بقية المخلوقات هذه التي وضعوها في يده إستهزاءاً لكنها بالحقيقة إعترافاً بملكوته .حتي الجند  المستهزئين به وصلتهم رسالة الخلاص لما شفي قدامهم أذن العبد التي قطعها سيف بطرس.فكيف جثوا قدامه كإله و هم يقصدون الإستهانة حتي إختلط صياحهم له السلام يا ملك اليهود ببصاقهم عليه؟ هذا كله صار لأنه أخذ صورة عبد و أطاع حتي الموت و ها هو في خطواته الأخيرة لذلك يتجرأون.
-أيها القيرواني المبارك.أخرجك المسيح من حقلك إلى حقله.من ملكك إلى ملكوته.من غير إرادة منك وضع لك تدبير المجد العجيب بإشتراكك في حمل الصليب.كل مسيحي يخدم أو يكرز هو قيرواني يخفف أحمال المسيح و لو لبرهة.ليست قضيتنا أن ننقذ المسيح من شيء بل أن نشترك معه في كل شيء فهو كفيل بنفسه.لذا فعلت حسناً أيها المبارك.فما وقفت تهتف ضد الظلم و تكتف بالكلام بل قمت بالفعل حتى لو كانوا قد سخروك لتسند المسيح بضع خطوات.لم نسمعك نفتخر بعد القيامة أو تدعي بطولة أو تكتب مذكراتك.فكما ظهرت إختفيت و في قلبك تذكار عظيم.ما أجمل أن نفعل مثلك.نقدم ما يلزم عند الضرورة حتي لو في صدارة المشهد كما فعلت مع مخلصنا الصالح ثم نتوارى لنترك الذين إئتمنهم المسيح علي الإنجيل.في الصليب نتعلم متي نظهر و متى نختفي ليبق المسيح وحده و إياه مصلوباً.
- الفاسدون في الهيكل يعايرونك أنك ناقض الهيكل.فالتعييرات لا تخرج من الكاملين.