المحرر موضوع: الى متى؟ اختطاف المطرانين يوحنا أبراهيم وبولس يازجي  (زيارة 1494 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سمير يوسف عسكر

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 335
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
يدخل اختطاف المطرانين عامه الخامس منذ 22/4/2013. فمن حق مسيحيو المشرق كنيسةً وشعباً، ان يتساءلوا عن مصير المطرانين يوحنا إبراهيم وبولس اليازجي. فالجرح عميق وعميم والانين مديد والاحساس المسيحي يعبر عن مقهوريّ عميقة وبليغة، كون المسيحية المشرقية لا تزال مخطوفة مع الاخفاء القسريّ المتعمّد لمصيرهما. وجود المسيحية في سوريا والعراق ولبنان ومصر والأردن وفلسطين ليس همّا على الغير، فهم الاصالة وموجودون وقائمون قبل غيرهم على الرغم من محولات الاقتلاع والتهميش عن الحاضر والمستقبل. الخاطفون من دول إسلامية ومن خلفهم لن يفهموا هذا الإحساس الجمعي. والدول الغربية (المسيحية) هي الأخرى غير مهتمة بهذا الحدث المرير. لا ينفي هذا الامر بان روسيا هي المهتمة ضمن مشروعها الاستراتيجي بالمحافظة على مسيحيو المشرق، من أجل التوازن في المنطقة وقد اكدت بان التوازن بين المكونات رحم متين وطبيعي للاستقرار. ونسأل بعد خمسة سنوات ما هو السر الدفين خلف خطفهما؟ سؤال مقلق وخطير. وإذا ساع الإيغال فثمّة سؤال استطراديّ يتم طرحه في الاروقة، لماذا عدد كبير من المخطوفين قد تم الافراج عنهم وقبل الافراج كان مصيرهم معروفاً، وقد كانت المفاوضات على اشدّها حتى تمت المقايضات وكان آخرها مقايضة الصيادين القطريين الذين خطفوا من أرض العراق وتسللوا وخلال سنة تمت المفاوضات على مستوى الإقليمي والدولي والدول الإسلامية. ومن يتابع ملف المطرانين المخطوفين، يرى بان الملف معقد وليس من جواب عليه محدد، أمام هذه الأجوبة الخرساء الصامتة لا زالت أصوات المسيحيين واسعة تطالب بحرية المطرانين وبلا يأس. نحن مسيحيين ليس لدينا أعداء ونحب اعداءنا ونصلي من اجلهم كي يعطي الله الرحمة في القلوب القاسية. نصلي من أجل أوطاننا للعيش بأمان في المحبة والسلام. (يا رب أغفر لهم لأنهم لا يفهمون ما يعملون). واليوم بعد مرور خمس سنوات لخطف المطرانين، بأي ذنب ترتكب جريمة خطفهما وهما رسولا المحبة، ونحن صابرون في الضيق، مواظبون على الصلاة فرحون بالرجاء. ان مسيحيو المشرق هم أصحاب الأرض، وهذه رسالتنا لكل الدنيا وسنبقى في ارضنا متمسكين بحرفنا وكلمتنا وحضارتنا وجذورنا الراسخة لا تتزعزع من أي توريد أيديولوجي غربي ودعم الفكر التكفيري الإرهابي. لهذا مازلنا ندعو الى وقفة كنيسية واحدة والى ضمائر الإنسانية للعمل الجاد لأجل سلامة وإطلاق سراح المطرانين والى إيقاف القتل والتهجير والاختطاف المخالف للأعراف. لا ننسى ولا نسكت ولن نموت صامتين ولا نصدق ان لا أحد يعرف مكانهما. (طوبى لكم إذا عيروكم وطردوكم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة، من أجلي كاذبين). ان هذه القضية او العملية المستنكرة ليست داعشية حتماً، بل تفوق هذه القدرات وهذا التنظيم الإرهابي، خصوصاً في ظل الغموض المفتعل والتضليل لذي يحيط بالقضية. اخطاف المطرانين حتى الآن هي الأطول بين قضايا الاختطاف الشهيرة في الحرب السورية. وطيلة المدة تضاربت الانباء أول الامر بشأن ملابسات الحادثة والجهة الخاطفة. استمر التضارب في مستجدات القضية حتى اليوم. ان الجهة التي قامت باختطاف المطرانين هي (عصبة الأنصار) والتي لم تعد تحضي بسلطة عليها. حيث قامت بتسليمهما لتنظيم الدولة الإسلامية بعد فترة قصيرة من حدوث الاختطاف، وان متزعم الجهة الخاطفة (صالح الاقرع) لقي حتفه في ظرف غامضة بريف حلب عام 2014. ثم أفادت معلومات مؤكدة بان المطرانين محتجزان في مينة تل ابيض (ريف الرقة الشمالي) التي بقيت طويلا بعيداً عن نيران المعرك، قبل ان تقترب منها بفعل التراجع المستمر للتنظيم امام القوات الكردية ولواء ثوار الرقة. فاين الرقة اليوم؟ وأين المطرانين؟ يا قساة القلوب يا أولاد الافاعي، لماذا الخوف والى متى؟ السنة الخامسة!! لن ولم أقول: لمن أكتب؟ لكني سأكتب لشعبي ووطني، وان التحدي في دمي ووجداني بل سأبقى أكتب... للكنائس والمساجد لليهودي والمسيحي والمسلم... سأكتب للمخطوفين واللاجئين الذين حملوا خطايا السنين بجوع ودموع وعرّى ووفاء... سأكتب للرضيع والطفل الذين لا أباً ولا أم لهم ولا ملجأ غير الذل الوخيم... الحرف والكلمة لا تسكت برغم انها باتت تحرق صدري... سأكتب حتى تذرف اقلامي من حبر دمي... قلمي سيضل يكتب أروع الحروف... ومداد حبره دماء الاطهار... فأما الحرية او الموت... سأكتب لرجال باعوا وطني... فلتكتب كل الأقلام أرقى واجمل الحروف... فما بعدك يا وطني وطنٌ... فمن سينقذ الاوطان من هؤلاء... قساة القلوب الشياطين؟
                                خادم الرب/ ســــمير عســــكر