المحرر موضوع: قصة الثعالب والجرذان الحقيرة !  (زيارة 1413 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل نيسان سمو الهوزي

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3606
    • مشاهدة الملف الشخصي
قصة الثعالب والجرذان الحقيرة !
كما تعلمون فإن الحديث مع الإنسان لم يجدي نفعاً ولم يبقى شيء لم يتم الفصح عنه او قوله دون جدوى او نافعة لهم لهذا سنحاول بين الحين والآخر نتحدث عن عالم الحيوان .
كانت هناك غابة كبيرة يقطنها مجموعة كبيرة من الحيوانات ومن ضمنها قطعان كبيرة للجرذان . وفي نفس الغابة كانت هناك مجاميع صغيرة من الثعالب  .
هذه الثعالب لم يكن حالها مثل باقي الحيوانات . فقد دخلت الغريزة الحيوانية في رأس الجرذان لمطاردة تلك الثعالب . فكل ما ظهر ثعلبُ تجمعت الجرذان عليه وطاردته . كانت تتفق الجرذان في مهاجمة اي ثعلب يظهر في الغابة ولم يكن بمقدور الثعالب في الدفاع عن انفسها بسبب شراسة الجرذان واعدادها الهائلة فلم يكن أمام الثعالب إلا ان تفر وتبتعد كثيراً .
استمر الوضع هذا لفترات طويلة . فلم تنعم الثعالب بيوم راحة او وجبة دسمة . اينما حلت ودخلت كانت الجرذان لها بالمرصاد . ولم يكن حيلة للثعالب غير الهروب المستمر او الخروج من الغابة والهجرة الى غابات بعيدة لا يعلمون شيء عنها ( يمكن اهناك الجرذان اكثر ) .
قُتِل ومات الكثير من الثعالب وهم في عمليات الكر والفر للتخلص والإختباء من صرير الجرذان الوقح والمزعج . كانت الجرذان تطالب الثعالب اما ان تتحول الى جرذان مثلها وتفعل ما تفعله وتُصَرْصر كما صريرها او ان تغادر الغابة .
لم يبقى اي حيلة للثعالب غير ان توافق على شرط الجرذان لإنقاذ نفسها من التهلكة فتحولت الى جرذان . فقامت بتغير صوتها وعاداته وحتى نوعيه طعامها فكانت تتغذى مما كانت تأكله الجرذان وتصرصر مثلها وحتى بنت لها شقوق كالجرذان .
إلا إن مجموعة صغيرة من الثعالب  لم يتعدى عددها عن عدد الاصابع رفضت الفكرة ولم ترغب في هذه الإهانة فاْستمرت في الدفاع عن اصلها . كانت في وضع المطارد المستمر ، لا بل اشتد وزاد الامر صعوبة بسبب شراسة الثعالب المتحولة للجرذان في مطاردتها ومهاجمتها ( شوف حكمة ربك ! ثعالب الامس اللي صارت جرذان قامت تهاجم وتقاتل ثعالب اصلها وفصلها ) .
وفي يومِ ماطرِ كانت الجرذان والثعالب المتحولة في مطاردة شرسة وقوية للثعالب الباقية ( الغير المتحولة ) وبعد أن انهكتها بسبب شراستها وكثرة اعدادها لم يكن أمام الثعالب غير الدخول ودون دراية الى وكر للتخلص من الجرذان القذرة فما كان الوكر غير وكراً للذئاب ( لعد اشراح يكون وكر للحمام ! الحمام مكانَ فوق مو تحت الارض ) ! .
تفاجأت الذئاب ونظروا نظرة غريبة للثعالب المتبلِلة .
ماذا تفعلون هنا يا ثعالب ألا تعلمون بأن هذا وكر الذئاب قال كبيرهم !
بعد ان توقفت ساق احد الثعالب من الأرتجال والأرتجاف واخذ نفساً عميقا واستجمع بعض من الماء والهواء المتبقي في رئتيه ( صارل سنوات وهو يركض ) فقال :
نعم يا سيدي الذئب فنحن كنا نعلم هذا الوكر لكم ( يعني طابو ) ,
رد الذئب : إذا لماذا اتيتم الى هنا !
الثعلب : سيدي لم تبقى لنا حيلة ولم يبقى لنا مكان بسبب شراسة الجرذان الحقيرة فحاولنا الإختباء والتخلص منها هذه المرة ايضاً .
الذئب : ولكنكم تعلمون بأننا آكلي لحوم الثعالب ( اعتمادنا على لحمكم ) فكيف تهربون من الجرذان وتدخلون وكر الذئاب !
الثعلب : سيدي الذئب ،  فكرنا كثيراً في الأمر ، فلم نرغب في أن نتحول الى جرذان ابداً لهذا قررنا بأنه افضل واشرف لنا أن نكون طعاماً للذئاب من أن نتحول ونصرر كالجرذان !!!!
رد الذئب : استريحوا يا شباب عليكم الامان . ولكن يجب عليكم من اليوم فصاعداً أن تعلموا عادات وتقاليد الذئب .
الثعلب : كل ما نريده منك يا سيدي الذئب هو أن تعلمنا كيف ننتقم من الثعالب التي غدرت بنا وتركتنا وانتقلت مع الجرذان .
الذئب : عليّ السفر للإجتماع مع الاسد كي يرشدنا وينصحنا في ذلك .
الثعلب ( طبعاً طائرين من الفرحة ) : ونحن بإنتظار الاوامر يا سيدنا الجديد ..
لا يمكن للشعوب المتخلفة أن تتقدم دون البدأ من نقطة الصفر !
نيسان سمو 08/04/2018

غير متصل يوسف شيخالي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 173
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
عزيزي نيسان
قصة جميلة ذات معاني عميقة.
وحول (نقطة الصفر)، سأل فيلسوف جمعاً من الناس سؤالاً، حار الجمع ولم يستطيعوا أن يجدوا جواباً. ولما عجزوا وسئموا، عادوا وسألوا الفيلسوف، عجزنا عن إيجاد جواباً على سؤالك. فما هو الجواب؟ رد الفيلسوف، لا أعرف.
مع التحيات
يوسف شيخالي

غير متصل نيسان سمو الهوزي

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3606
    • مشاهدة الملف الشخصي
اخي يوسف شيخالي : أشكرك على الموافقة .
اما بالنسبة الى نقطة الصفر فأنا لا أقول شيء دون معنى حقيقي . وهي حقيقة علمية وسأزيدك علما بقولي : صادقا والله ومن ثم والله العالم المتخلف سوف لا يتقدم ويتطور دون البدأ بتلك النقطة ومرة اخرى والله سوف يحصل ويبدأون من تلك النقطة ولكن متى وكيف ومن سيبدأ بها هذا لا اعلمه لانه يجب الوصول الى مرحلة لا يقتل الانسان على آرائه وبعدها يمكن البوح . سيتأخر هذا الموضوع كثيرا اذا لم تحصل معجزة ارضية !
تحية طيبة