المحرر موضوع: نشروا الشرّ في أرضي، وخلقتكم لتنشروا الحبّ. فهل أنتم مستسلمون؟  (زيارة 7721 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل بالعربية

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 14
  • مدونة "العوالم بالعربية" / أخبار العالم التي تهمك
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • مدونة العوالم بالعربية : أخبار العالم التي تهمك، بلغتك  التي تفهمها
واحدة من أروع القصص التي لا زلت أذكرها من أيام المراهقة تعود إلى إبان الحرب العالمية الثانية، وبالأخص داخل المعسكر النازي.
تخيّل نفسك أحد الجنود الألمان، تحقق الانتصار تلو الانتصار، وقائدك "أدولف هتلر" يخبرك عن نقاء عِرقك الآري، ويعدك بالعالم يأتيك طوعًا لينحني بين يديك. وفجأة! تخسر بلادك الحرب، والأنكى من ذلك: ينتحر ذاك القائد "الإله"!

أخبرني الآن: كيف ستكون حالتك النفسية؟

أظن أن كلمة "في الحضيض" بها الكثير من التفاؤل!

كيف استطاعت ألمانيا أن تستعيد مجدّها وتنقذ عقول من تبقى من جنودها؟

حدث ذلك -وببساطة شديدة- عن طريق: إشغالهم، فأنشأت عشرات المراكز العلاجية تحت إشراف أمهر الأطباء النفسيين، وكان أسلوب العلاج الأوحد في تلك المراكز يتلخص في زجّ هؤلاء الجنود ضمن أعمال عضلية وفكرية طيلة النهار، ليعودوا مساءًا منهكين لا يكادون يستطعون رفع رؤوسهم عن الوسائد! وبذا لم يكن هناك الوقت للندم والحسرة والألم.
ومع الوقت أندمج هؤلاء الجنود في إعادة بناء وطنهم الغالي، ونسوا ويلات الحرب.




قيمة هذه القصة تتمثل في فكرة واحدة وهي: لا يمكن للعقل أن ينشغل بأمرين اثنين، إما أن يتمزق في الماضي أو ينتعش برؤية الحاضر لبِنة في بناء المستقبل.

وهكذا كلما جاءني من يشتكي الألم -أي ألم- رويت له تلك القصة! وأردفت بالقول: إن كنت قادرًا على تغيير ما حصل، فأفعل! وإلا فلا تضيع حاضرك بالحسرة، فتضيف بذلك ندمًا في المستقبل على ندمك.



بالنسبة ليّ، فأنا أمتلك الكثير مما أتحسر عليه: بلدي سوريا التي مزّقتها الحرب والمصالح، 10 سنواتٍ من عمري قضيتها في الندم على 5 قبلها: فأما الخمس فهي سنوات المراهقة، وأما العشر فهي تلك التي تليها (أي لما قبل سنتين أو ثلاث)، وماذا عن الأشخاص الذين نصحوني فجازيتهم بالإساءة؟ وقصة صديق يُدعى "محمد قسومة" اطمئن عليّ بعد موقف تعرّضت فيه لقطّاع طرق .. فأتهمته بأنه واحدٌ منهم؟!

ومواقف أخرى لو قضيت عمري في تعدادها، وعدّ الفرص التي أضعتها، لنفد العُمر قبل أن ينفد معين شكوتي!

لكن من نعمة الله عليّ أن أحياني يومًا بعد يوم، وفي كل منها فرصٌ لا تُعدّ ولا تُحصى لأتعافى مما ألمّ بيّ. ولأُضيف شيئًا  مُشرّفًا لهذا العالم المشرق. وأخيرًا لأخبرك -عزيزي القارئ- بما سيغيّر لك حياتك (إن أنصتّ إلى صوتي وصوت قلبك):


إن أعجبك الموضوع، فربما تعجبك باقي المواضيع التي أكتبها في "رقيم"
https://www.rqiim.com/m-tarek-almouslli