المحرر موضوع: ذكريات موجعة  (زيارة 753 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ميسون نعيم الرومي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 766
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ذكريات موجعة
« في: 20:15 11/04/2018 »
ذكريات موجعة
ميسون نعيم الرومي
 
ذكريات قاسية لاتنسى مهما تراكمت الأحداث وتوالت الأيام.. يوم ضُربت بغداد من قبل دول التحالف عام 1991.
 كنت وقتها احد القلة العراقيين المغتربين في السويد، عانينا الكثير ونحن نرى الوطن يتعرض لتلك المحنة الرهيبة.
مشاعر متضاربة أخذت تعتلج في صدورنا، امتعاض ...هلع .....ترقب ولهفة لعل ذلك الكابوس الأسود يُزال عن بلدنا، فقد يئسنا من الخلاص بطرق اعتيادية من ذلك النظام الدموي، الذي جثم على صدورنا وأذاقنا الأمرين ببطشه واستهتاره، حتى بتنا نرى احفاد حلا (أبنة المقبور صدام الصغرى وهم يحكمون العراق)-
 
 عشنا الخوف، والقلق على اهلنا واحبابنا من المصير المجهول الذي ينتظرهم، و قد تحول الوطن الى شعلة نار، وهام اهل بغداد كل في طريق ينشدون الخلاص والحماية في ذلك الأتون المشتعل..
 
 لم يكن بأيدينا الا الجلوس، وكلنا عيون جفت مدامعها شاخصة الى التلفزيون، وهو يبث الأحداث بصوره مباشرة من بغداد (نقل حي) في البداية قبل ان يعتموا عليها ... أما التلفون فلم نحضى برد من أهالينا في بغداد يطمئن قلوبنا ويخفف من لهفتنا.
 
لن انسى كلام المذيع على لسان طيار امريكي من الذين قصفوا بغداد التي تحولت الى مدينة اشباح: - ان سماء بغداد تشبه سماء الدول الأوربيه يوم كرسمس (يقصد احتفالات الألعاب الناريه) ثم يعقب :- لكنهاعلى بغداد قنابل حية ...
 
شارع الموت
ثم ذلك اليوم المروع حين قصفت فلول الجيش العراقي العائد من الكويت، بعد تلقيه امرا بالإنسحاب، من الكويت، فقد بث التلفزيون السويدي مشاهد حيه للشارع الطويل الممتد من الكويت الى البصرة بعد قصف طائرات التحالف له، حيث ازدحمت الحافلات بمختلف أنواعها من عسكرية ومدنية في فوضى عارمة، يتعرضون للموت المباشر بقنابل التحالف الكثيفة في ذلك الشارع المكشوف ما جعلهم يطلقون عليه اسم (شارع الموت) -
قال المذيع السويدي انسحب الجيش العراقي من الكويت بعد تلقيه اوامر الإنسحاب من قبل صدام حسين...ثم أضاف أن عدد الضحايا يقارب المائة الف شاب عراقي.
 
مائة الف عراقي ذبحوا بطريقة لا انسانية غاشمة، سالت دماؤهم في ذلك الشارع المنكود
 
عرضت المشاهد على شاشات التلفزيون بعد ان اخلي الموقع تماما من الجثث، تلك المشاهد التي وشمت في ذاكرتي وهي تحكي الحيف والظلم الذي لحق بشبيبتنا المبتلاة بالحكومات الظالمة .. لقد سحق مستقبل العراق لسنين طويلة ..
 
شاهدت بقايا حافلات محطمه بالكامل وبعضها قد تفحم، مرمية هنا وهناك.. احذية مبعثرة، دماء منعثرة تلطخ تلك البقايا .
اوراق مصبوغة بالدماء.. التقط المذيع احدها واخذ يقرأ بصوت مسموع .. كلمات اخيرة لشاب عراقي، خطت انامله كلمات قليله سريعة، لم يستطع اكمالها وبقي اسمه مجهولا...
 كتب الى عروسه يقول لقد قتلونا.. سوف لن اراك ثانية .. احبك....
 
 شاهدنا ما تبقى من الأكياس البلاستيكية الكبيرة (ذات السحاب) المخصصة لنقل الجثث مكدسة على جانبي الشارع ، كل شيْ محسوب ومدروس ومعروفة نتائجه مسبقا حتى عدد الأكياس وهم ينضدونها لوضع اشلاء شبابنا  المنكوبين (ولد الخايبة)...
  ترى اين القبر الجماعي الذي اودعوه  كل هذا العدد (مائة الف شاب) في عمر الزهور الثروة البشرية للعراق المنكوب، ومنهم الكثير من خريجي الكليات الذين ارسلهم دكتاتور العصر الى مطحنة الحرب الجائرة
هؤلاء الشباب المغضوب عليهم ( ولد الملحة ) الذين لم يجربوا في الحياة  الا طاحونة الحرب، يُرسلون من حرب الى اخرى، من قبل طاغية مجرم أرعن.
لقد اغتال ذلك المجرم الدموي وحزبه المشؤوم مستقبل العراق، ولا زالت فلوله المتخفيه  والمرتدية عباءة الدين، وكذلك مجموعة الاميين السراق سقط المتاع  يعبثون بوطننا الجميل واهله لحد الآن
الحديث ذو شجون، والذكرى موجعه، واواقعنا لا يطاق...
 
الإنتفاضة الشعبية
-----------------
بعد تلك الأحداث،  بث التلفزيون مشاهد عن بدايات لانتفاضة شعبية
كانت احدى المشاهد لجندي عائد من  شارع الموت،  في حالة مروعه (احد المحظوظين القلائل الناجين) وهو يمزق صورة الطاغية المكشر عن انيابة
ومشهد اخر لقليل من الناس يهتفون بسقوط النظام، وبعدها اعلن البث ان هناك انتفاضة في الجنوب..
في البداية رحب الغرب بهذه الانتفاضة وهلل لها، وفجأة وبدون مقدمات انقلب المشهد،
ومن خلال  بث حي قال المذيع ...هناك طائرات تقصف الثوار ولا نعرف هويتها.
 
لقد سمح التحالف لصدام بالأحتفاض بطائراته لاستعمالها في قمع الانتفاضة التي تبين لهم أدارتها من قبل أيد موالية لإيران
 
هذه الذكريات المؤلمه حقائق يعرفها الكثيرون ...
 
ملجأ العامرية المنكود
-------------------
فاجعة اهدتها قوات التحالف الى العوائل العراقية الفارة من حمم القنابل التي امطرتها الطائرات على بغداد تركوا منازلهم ليقضوا ليلتهم ناشدين النجاة لائذين بملجأ العامرية
لتتلقفهم نيران الطائرات المرعبة بالقاء الغضب المشتعل من قنابلهم الذكية على ذلك الملجأ المنكوب ومن فيه من العوائل المنكودة والذين كان اكثرهم من النساء والأطفال المذعورين من الغضب النازل عليهم من سماء لم ترحمهم من ذلك النظام الظالم ولا من الجوع والمرض والضياع ولا من الموت بهذه الطريقة المأساوية .. (ومن بينهم كانت زميلتي نضال واطفلها الأربعة والتي التقيتها اثناء تدقيقنا لحسابات محاكم الكرخ اذ كانت موظفة هناك) ..
عند مشاهدتي منظر الناس وهم متفحمين خرجت دون وعي هائمة امش في الشوارع كالمجنونة وعيوني شاخصة الى المجهول لا اعي اي شيء مما حولي..
عند عودتي فتحت الباب لأرى بقايا دخان ورائحة حريق وهناك ورقة من البوليس لصقت على الباب تقول ان شقتي تعرضت الى حريق وقد انقذوها بفضل اتصال الجيران
كان السبب اني نسيت الطباخ وما عليه وتركت الدارهائمة على وجهي عند مشاهدتي تلك الفاجعة
المصيبة ان رائحة الحريق بقيت فتره طويله جدا لاتريد ان تغادرني رغم كل التهويه
مما جعلني اعيش في دوامة حريق الملجأ  فترة طويلة جدا..
 
توالت الاحداث الجسام  والمحن، على وطننا المنكوب ولا زال شعبنا  يسبح في بحار من الدماء يسير نحو مصير مجهول...عرفنا بدايته
ترى متى الخلاص  ؟
وكيف  تكون النهاية...؟
-------------------------------------------------------------------------------------
ادناه مقتطفات من النت
----------------------------------
في مطلع فجر 16 يناير من سنة 1991، أي بعد يوم واحد من انتهاء المهلة النهائية التي منحها مجلس الأمن للعراق لسحب قواته من الكويت، شنت طائرات قوات الائتلاف حملة جوية مكثفة وواسعة النطاق شملت العراق كله من الشمال إلى الجنوب حيث قامت بقرابة 109,867 غارة جوية خلال 43 يوم بمعدل 2,555 غارة يومياً. أستخدم خلالها 60,624 طن من القنابل،
-----------------------
حرب الخليج الثانية، أو أم المعارك، أو حرب تحرير الكويت وأطلق عليها عسكرياً أيضاً اسم عملية درع الصحراء (للمرحلة من 2 أغسطس 1990 وحتى 17 يناير 1991) وثم عملية عاصفة الصحراء (للمرحلة من 17 يناير إلى 28 فبراير 1991 هي حرب شنتها قوات التحالف المكونة من 34 دولة بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ضد العراق بعد أخذ الإذن من الأمم المتحدة لتحرير الكويت من الاحتلال العراقي.
--------------------------
ملجأ العامرية أو الفردوس أو رقم خمسة وعشرين هو ملجأ في حي العامرية، بغداد، العراق، قصف أثناء حرب الخليج الثانية. فقد ادت احدى الغارات الاميركية يوم 13 فبراير 1991 على بغداد بواسطة طائرتان من نوع أف-117 تحمل قنابل ذكية إلى تدمير الملجأ مما ادى لمقتل أكثر من 400 مدني عراقي من نساء واطفال. وقد بررت قوات التحالف هذا القصف بانه كان يستهدف مراكز قيادية عراقية
-----------
 نيسان / 2018
ســـــــتوكهولم