المحرر موضوع: صفحات من نضال الشيوعيين في السليمانية معركة ازمر الدفاعية في شهر نيسان 1991  (زيارة 745 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سهيل الزهاوي

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 33
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
صفحات من نضال الشيوعيين في السليمانية
معركة ازمر الدفاعية في شهر نيسان 1991
سهيل الزهاوي
       ان تاريخ كردستان لم يعرف نزوحا جماعي لشعبنا الكردي ، بهذا الحجم، حيث نزح نحو مليوني مواطن من كوردستان الجنوبية، نساءا ورجالا ، شيوخا واطفالا، الى الحدود العراقية مع كل من ايران وتركيا في  31 اذار 1991،سيراً على الاقدام قاطعين مئات الكيلومترات في أرض وعرة،حيث عانوا من البرد ، والجوع،هرباً من بطش الطاغية المقبور صدام وأزلام نظامه، بعد ان جمع قواته المهزومة في الكويت،وتمكن من  قمع الانتفاضة في الجنوب،فيما بعد وجه قواته نحوالمدن الكردستانية المحررة اثرانتصار انتفاصة اذارالمجيدة.
في 31 ادار 1991 اصبحت القوات الصدامية على مشارف السليمانية بعد ان تمكن السيطرة عل مدينة كركوك واربيل.
   وقد قام وفد من قيادة محلية السليمانية للحزب الشيوعي العراقي،(حشع)،في مساء 31 اذار1991، مكونة من الرفقين سهيل الزهاوي سكرتيرمحلية السليمانية،وحمة رشيد قرداغي عضو المحلية بزيارة الى بناية دارالثقافة، للقاء مع قيادات الاحزاب الجبهة الكردستانية لدراسة الوضع الامنى في المدينة و اتخاذ قرار بشأنها، وكان حاضرا هناك الفقيد السيد جلال الطالباني،رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني ، وكان السيد الطالباني على اتصال مباشر مع الولايات المتحدة الامريكية في تلك الليلة، والسيد نيجرفان البارزاني، مع كوادرمن قيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني،واخرين،منهم والسيد فريدون عبد القادر عضوالمكتب السياسي السابق لاوك،والسيدة هيرو ابراهيم احمد عضو المكتب السياسي لاتحاد الوطني الكردستاني ، وبعد مداولات مع السيد فريدون عبد القادر ،    علمنا انه اتخذ قرار الانسحاب من مدينة السليمانية وفي هذه الاثناء دخل رفاقنا من طاسلوجة،الى القاعة،وافادوا، انهم القوة الوحيدة الموجودة هناك في مقاومة القوات الحكومية.. لذلك قررت قيادة المنظمة الانسحاب باتجاه شرق المدينة والتوجه الى مدينة حلبجة .
  والجدير بالذكر ان قوة من بيشمركة حزبنا الشيوعي ، قاومت على مشارف السليمانية في طاسلوجة في ( 31 اذار1991) الى ساعة متأخرة من الليل في محاولة لصد القوات الصدامية للدخول الى مدينة السليمانية وقد جرح احد رفاقنا في هذه المعركة كما جرح الرفيق رحمن غريب في معركة كركوك .
       في مساء 31 اذار 1991 بدأ المئات الاف من جماهير السليمانية من مختلف الاعمار بالتحرك والمغادرة الى مصيرها المجهول تاركين املاكهم ، ودورهم متحملين ظروفا قاسية ، والجوع بشكل جماعي ،وعدم الانصياع  للسلطة الصدامية وكان بحق استفتاء من الشعب برفض العيش تحت ضل حكومة بغداد.
  في مساء 31 اذار،  تم ارسال  كافة الرفاق والبيشمركة وقبلها ارسلت ممتلكات الاعلام الضروية الى مدينة حلبجة ، وفي الساعة الخامسة من صباح 1 مايس من نفس العام توجه كل من كاتب السطورمع الرفاق حمة رشيد قرداغي والرفيق دلير جلال، واحد الرفاق البيشمركة لا اتذكر اسمه، الى عربت عن طريق قرية قركة ، مشيا على الاقدام ، في الوقت الذى كانت طائرات الهليكوبتر الحربية، تجوب سماء السليمانية،بعد ان شرعت القوات الحكومية الهجوم على المدينة ، استقرت قواتنا في حلبجة في هذا اليوم.
       في بداية نيسان اتصل بيّ في حلبجة، السيد تحسين قادر الكادر القيادي في اوك ووزير الصناعة لاحقا في حكومة الاقليم ، مشيرا الى ان السيد جلال الطالبنى قد ارسل عدة برقيات ، يطلب ان تتوجه قوة من حزبنا الى جبل ازمر لتعزيز قواتهم من أجل ردع ومقاومة الهجوم المعادي هناك .
      مع بدأ الهجوم على جبل ازمر من قبل قوة كبيرة للقوات الصدامية ، كانت القوات التابعة للاتحاد الوطني الكردستاني ، القوة الوحيدة التي تصدت للهجوم اكثرمن  عشرايام متوالية، وكان عددهم قليل لا يتجاوز على 28  بيشمركة بقيادة الفقيد جبار فرمان عضو المكتب السياسى لاوك،ورغم الامكانيات الهائلة التي تم حشدها من قبل القوات الصدامية ، تمكنت هذه القوة الصغيرة ، صد القوات المهاجمة و إعادتها إلى خطوط البداية و لم يتمكنوا من احتلال الجبل.
   تحرك قوة من حزبنا من حلبجة متوجها نحو ازمر حال وصول الخبر.       وفي يوم 12 نيسان عقد اجتماع حضره من اوك الفقيد جبار فرمان ، ومن الحزب الديقراطي الكردستاني ( حدك )، السيد درويش عبد الرحمن اغا، عضو اللجنة المركزية لحدك ، ومن حزبنا الشيوعي، كاتب السطور والرفيق حمة رشيد قراداغي تم الاتفاق على ارسال (30 )، بيشمركة من كل حزب ، لاخذ مواقعم في جبل ازمر وفي ذلك اليوم كانت المعركة على اشدها حيث جرت معركة دفاعية مستميتة حيث القصف مدفعي للعدو و رمي قنابل الهاونات من الجيش الصدامي على الجبل  محدثا دويا مستمرا بحيث بدأ الموقف الدفاعي يواجه كثافة النيران ،صمد البيشمركة في هذا الخضم، وعندما تقدم اليشمركة نحو الجبل، كان يسيطرعلىيهم شعور واحد هو الصمود في هذه المعركة الدفاعية انعكس غضب المقاتلين على العدو الذي صمم على مواصلة القتال و الاستشهاد،وفي اللحظات الاولى من القتال وقع الرفيق ئاكو ابراهيم شهيدا وجرح رفيقين من بيشمركة حزبنا، وفي نفس اليوم استشهد الرفيق زانا عثمان في  مكان اخر من ازمر بقصف طائرة هليكوبتر،كما جرح اربعة من الكوادر العسكرية لحدك، في قمة ازمر وهم فاضل رؤف سالح مسؤل قوة حدك في ازمر انذاك ، محمد مام علي، نقيب ارسلان حمة ئه مين ، و العميد سرحد قادر . وكان مسؤل قوة حزبنا الرفيق دلير جلال والمشرف على القوة الرفيق حمة رشيد قرداغي .
   بتاريخ 13 نيسان ، اقترح حزبنا على قوات الجبهة الكردستانية في ازمر ان نرسل مفرزة مشتركة لضرب الربيئة ، المساند للقوات الحكومية في اسفل الجبل ، لبث الرعب في نفوس القوة المهاجمة، وتم الاتفاق على ارسال مفرزة من اوك ، حدك ، وحشع ، وحدد موعد الهجوم في الساعة ا لثامنة من مساء نفس اليوم، وتوجه المفرزة نحو الربيئة ولم تنفذ العملية بسبب عدم رغبة بيشمركة اوك وحدك و قامت قوات الحكومية في الساعة الثانية من صباح يوم 14 نيسان بقصف مدفعي شديد لجبل ازمر .
   ان المقاومة البطولية اتى ابداه قوات البشمركة لكسب الوقت ، وتحقيق هدف سياسي ، والتى اسفرت عن وقف تقدم القوات الصدامية في كافة انحاء كردستان وكان عامل هاما في انجاح الهدنة بين الطرفين
  في صباح يوم 15 نيسان وصل وفد مشترك من حدك واوك عائد من بغداد ابلغونا هناك مفاوضات بين الجبهة الكردستانية وبغداد واتفق على هدنة بين الطرفين.
     ان قيادة الجبهة الكردستانية ، عملت على ثلاثة محاور بعد ان بدأ السلطة الصدامية بحملة مضادة لاستعادة المناطق المحررة بدأ من كركوك ، ثم  اربيل و السليمانية دهوك :-
 اولا :-  كسب عطف الراي العام العالمي  للضغط على الامم المتحدة لاتخاذ قرار لصالح الشعب الكردي بعد الهجرة المليونية لجماهير كردستان.
ثانيا :- التصدي العسكري للقوات الصدامية المهاجمة على المناطق التى لازالت باقية تحت سيطرة قوات الجبهة الكردستانية.
ثالثا:- الدخول في المفاوضات مع سلطة صدام لكسب الوقت. 
معركة جبل ازمرتعتبر من المعارك التى تصدت قوات البيشمركة من احزاب الجبهة الكردستانية للقوات الصدامية في كافة انحاء كردستان.. حددت مسار ونتائج المجابهة مع السلطة التي استهدف اضعاف قدرات قوات البيشمركة و سعت للسيطرة على اكبر مساحة من كردستان، وفرض شروطه على القيادة الكردية التى دخلت المفاوضات مع السلطة.   
 تناقلت وكالات الانباء العالمية هذه الكوارث والويلات التى حلت على شعبنا الكردي بعد ان رفض هذا الشعب الصامد بعد ان الخضوع للحكم الدكتاتوري والعيش في ظله ، استطاع الشعب الكردي بصموده البطولي  كسب عطف الرأي العام العالمي وتأيده.
   وفي 5 مايس من نفس العام صدر قرار مجلس الامن الدولي المرقم (688) حيث أدان المجلس القمع، و طالب بأن يضع العراق،كمساهمة في إزالة الخطر الذي يتهدد السلم والأمن،حداً للقمع،ويحترم الحقوق الإنسانية لشعبه.         
  وأصر المجلس على أن يسمح العراق بوصول المنظمات الإنسانية الدولية إلى المناطق المتضررة، وطلب من الأمين العام أن يقدم تقريراً عن السكان العراقيين والأكراد المتضررين من قمع السلطات العراقية، باستخدام جميع الموارد الممكنة لتلبية احتياجات السكان. كما طالب العراق أن يتعاون مع الأمين العام والمنظمات الدولية للمساعدة في جهود المعونة الإنسانية
  وفي أعقاب صدور القرار استخدم قوات التحالف قرار 688 وتسليط الاضواء على تنفيذهذه القرارات بالقوة، وعلى ممارسات نظام صدام ضد الاكراد في كردستان ، والشيعة في الجنوب ، و قامت فرنسا و بريطانيا وأميركا بإنشاء منطقة آمنة شمالي العراق بالقوة في الفترة من 17 - 23 أبريل/نيسان 1991  ففرضت حظرا جويا عراقيا عليها، عند خط عرض 36 شمالا ، وتمركزت الطائرات المنفذة للحظر في قاعدة أنجرليك التركية.       
 وهكذا بدأت هذه الملايين البشرية برحلة العودة الى مساكنها وممتلكاتها والتي اغلبها كانت قد سرقت ونهبت.
      وكانت نهاية المطاف بعد ذلك خروج الإدارات الحكومية العراقية في أكتوبر 1991 من مدن أربيل والسليمانية ودهوك لتشهد هذه المدن فراغا حكوميا تم ملؤها بسلطة الجبهة الكردستانية لغاية مايو / أيار 1992 حيث جرت أول انتخابات تشريعية لبرلمان كردستان في يونيو/حزيران  1992 .
وكان سليمانية ودهوك ت نهاية المطاف بعد ذلك خروج الإدارات الحكومية العراقية في أكتوبر 1991 من مدن أربيل والوكانت نهاية المطاف بعد ذلك خروج الإدارات الحكومية العراقية في أكتوبر 1991 من مدن أربيل والسليمانية ودهوك لتشهد هذه المدن فراغا حكوميا تم ملؤه بسلطة الأمر الواقع لغاية مايو/أيار 1992 حيث جرت أول انتخابات تشريعية لبرلمان كردي في يونيو/حزيران 1992. لتشهد هذه المدن فراغا حكوميا تم ملؤه بسلطة الأمر الواقع لغاية مايو/أيار 1992 حيث جرت أول انتخابات تشريعية لبرلمان كردي في يونيو/حزيران 1992.