استاذ المهندس والكاتب القدير رابي خوشابا سولاقا المحترم
تحية طيبة
شكرا من الاعماق على ما تفضلت به في مقالك الاكثر من رائع وصريح. ولكن اذا تسمح بان اقول اولا علينا كشعب ان نرفض لكل افكار وشعارات واهداف التي تطرح على نطاق الوطني، سواء اكانت ايديولوجيات قومية طائفية مذهبية عقائدية بشتى تنظيماتها السياسية، ان كانت الاسلامية السياسية بمختلف اطروحاتها، ام كانت ماركسية بكل مسمياتها، ام حتى اللبيرالية الكلاسيكية التي تزيحها بقوة واصرار النيو ليبرالية البرغماتية العولمية التي قد تجتاح الوطن اليوم او الغد واحتمال المستقبل، ان رفض لكل فكر ايديولوجي شاكل حتى ولو كان متماسكا، والانتقال الى التعامل مع ما تاتي به الاعوام بصور تجزئية لا ترابط بينها، والانصياع لحقائق الواقع من دون موازين قومية وطائفية، هو الذي نطالب به من اجل ممارسته والذي نعتبره دليلا على انتقالنا الى العقلانية والنضج السياسي، لذلك علينا بان نفكر مليا لنحمي الوطن ونخرجه من الجحيم الذي هو فيه اليوم. وثانيا لابد ان تبنى خارطة سياسية جديدة لكي تحدد توجهات المشهد السياسي العراقي بشكل جلي وواضح، لان الممارسة السياسية ومواقف بعض الفرقاء والفاعلين في المشهد السياسي والحزبي كشفت لاحقا عن حدوث تغيرات وتقلبات عميقة تمظهرت بالخصوص في التحولات الاجتماعية المتسارعة التي يشهدها الوطن،لذلك على الفاعلين السياسيين ان يستخلصوا الدروس من هذه المؤشرات والتحولات، من اجل تحديد الافاق الاستراتيجية والرهانات الداخلية التي يجب عليهم ان يعملوا عليها الان والمستقبل. لان المرحلة القادمة ستكون مرحلة التحالفات من اجل تشكيل حكومة وطنية والتنسيق على ارضيات وبرامج محددة لها، لان المشهد السياسي الوطني الحالي يحبل بالعديد من السيناريوهات والمقاربات والاحتمالات، التي تظل رهينة بالاختيارات ومصالح هذه الجهة او تلك، وكذا بالتوازنات التي يجب وضعها في الاعتبار، وابرز ان انخراط والتزام الاحزاب السياسية الوطنية وكذا البرلمانيين، يبقى ضروريا من اجل تحويل البرامج الانتخابية الى مخططات عمل ومشاريع، يمكنها ان تساهم في رفع التحديات وتنزيل برامج ومشاريع واقعية وملموسة قابلة للتطبيق من اجل تحقيق تنمية وطنية شاملة. وتقبل مروري مع فائق محبتي اخوك
هنري سركيس
كركوك