المحرر موضوع: قِصَّةٌ قَصِيرَةٌ مُهْدَاةٌ إِلَى زَمِيلِيَ الْإِعْلَامِيِّ/ صَبَاح مُحَمَّد الصَّالِحِيِّ. يَمَامَةٌ  (زيارة 1764 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل موشي بولص موشي

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 22
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
قِصَّةٌ قَصِيرَةٌ                                                   موشي بولص موشي   
مُهْدَاةٌ إِلَى زَمِيلِيَ الْإِعْلَامِيِّ/ صَبَاح مُحَمَّد الصَّالِحِيِّ.
يَمَامَةٌ
     لَمَحْتُهَا جَاثِمَةً عَلَى الْأَرْضِ كَأَنَّهَا فَوْقَ صَدْرِي، لَا تَـقْوَى عَلَى الْحَرَاكِ.مَثِيلَاتُهَا تَهْبُطُ لِالْتِقَاطِ الطَّعَامِ وَتَطِيرُ كُلَّمَا أَحَسَّتْ بِخَطَرٍ يُدَاهِمُهَا إِلَّا هِيَ ظَلَّتْ عَلَى وَضْعِهَا الْمُسْتَكِينِ،دَنَوْتُ مِنْهَا بِحَذَرٍ وَالْتَـقَطْتُهَا، فَبَدَتْ لِي شَاكِيَةً مِنْ عِلَّةٍ وَرُبَّمَا تَلْفِظُ أَنْفَاسَهَا الْأَخِيرَةَ.حِرْتُ فِي أَمْرِهَا،لَسْتُ طَبِيبًا بَيْطَرِيَّا لِسُوءِ حَظِّهَا كَيْ أُعَالِجَهَا وَالْقِطَطُ السِّمَانُ تَجُوبُ فِي الْأَطْرَافِ،وَلَا أَتَحَمَّلُ رُؤْيَةَ مَجْزَرَةٍ تَحْدُثُ قُدَّامِي،كَفَانَا مَجَازِرَ وَمَذَابِحَ.فِي الْلَّحْظَةِ الْمُنَاسِبَةِ حَضَرَ زَمِيلٌ لِي يَبْدُو أَنَّهُ كَانَ يُرَاقِبُنِي عَنْ كَثَبٍ طَوَالَ الْوَقْتِ فَقَالَ لِي بِهُدُوءٍ:مِنْ فَضْلِكَ أُتْرُكْ لِي أَمْرَ مُعَالَجَتِهَا وَلَنْ يَخَيِّبَ ظَنَّكَ بِي.رَحَّبْتُ بِطَلَبِهِ وَسَلَّمْتُ أَمْرَهَا إِلَيْهِ مُنْقِذًا نَفْسِي مِنْ حَيْرَةٍ.أَخَذَهَا مِنْ يَدِي وَأَطْلَقَهَا نَحْوَ السَّمَاءِ بِكُلِّ مَا يَمْلِكُ مِنْ قُوَّةٍ،رَفْرَفَتْ بِجَنَاحَيْهَا عَالِيًا وَاسْتَـقَرَّتْ أَخِيرًا فَوْقَ غُصْنِ شَجَرَةٍ.شَكَرْتُهُ وَأَقْسَمْتُ عَلَى أَنْ أُجَازِيهِ خَيْرًا عَلَى مَعْرُوفِهِ.لَحْظَتَهَا أَحْسَسْتُ بِأَنَّ مَهَمَّتِي قَدْ شَارَفَتْ عَلَى الْانْتِهَاءِ.