المشاركة الجمعية في الإنتخابات سلاح للتغيير أمضى من مقاطعتها
دكتور/ علي الخالدي لقد تيقن العراقيون بأن آذان المتربعين على مواقع القرار ، قد أصابها الصمم جراء علو أصوات مناشدة الجماهير التي تلتمس التغيير واﻹصلاح ، وخاصة بعد أن رمى القائمون على مواقع القرار فشلهم في محاربة الفساد والمحسوبية على بعضهم البعض ، ومن أجل إمتصاص نقمة الجماهير عليهم بدأوا بشن حملة لفظية على نهجهم المحاصصاتي الطائفي اﻹثني ، الذي كان وراء فشلهم في محاربة الفساد ، ولغرض إستمراره ، وضعوا العصا في عجلة التغيير والإصلاح الذي طالبت بهما الجماهير ، ومع كل ما إتصفوا به من سلبيات في خروج الوطن من الأزمات التي مر بها خلال حكمهم ، يعلنوا من خلال حملاتهم اﻹنتخابية وقوفهم بجانب نصرة الفقراء والمعدمين ، وإنهم عازمون القضاء على الفقر الذي أتسعت رقعته خلال حكم المحاصصاتين ، بجانب وعود أخرى لتنمية العراق أما كيف ؟ !! فلم يذكروا ذلك في برامجهم الإنتخابية ، إسوة ببقية الإئتلافات التي تبنت برامج إنتخابية واضحة تعتمد الديقراطية القائمة على فكرة المواطنة ، ونبذ الهويات الفرعية والمحاصصة ، فوضعتها في أوليات برامجها الإنتخابية ، والتي في حالة التصويت لهم ستقولب وتعيد هيكلية الدولة بما يُمكنها من ومحاربة الفساد والمحسوبية . بينما إقتصرت برامج المحاصصاتيون ، على وعود هوائية شأنها شأن برامج إنتخابات سابقة ، مبتعدتا عن فضح الفاسدين من بين صفوفهم . كل حراكهم أنصب على كيفية التمسك بالحكم و تربعهم على مقاليده ، بالدعوة لنسيان الماضي وفتح صفحة جديدة من العلاقات بينهم وبين الجماهير لأجل إنتخابهم .
لذا نراهم مع إقتراب موعد اﻹنتخابات تصاعد ذَمِهم للنهج الطائفي المقيت ، عبر شجبهم له على وسائل اﻹعلام ، بالإضافة لإستغلال أمكانياتهم المادية وسرعة التلون ليُطمأنوا المواطن ، بأنهم سيتخلوا عن مواصلتة (نهج المحاصصة )، بينما في حقيقة اﻷمر ، رشحت نفس الوجوه الكالحة التي كانت خلال مسؤولة عن ما حل بالعراق وبصورة خاصة تدنيس داعش لأرضه ، وكأنهم لم يكونوا مسؤولين عن موت العملية السياسية وهي في مهدها ، بإيقافهم عجلة القضاء على موروثات الدكتاتورية . وإتفقوا فيما بينهم على كل ما من شأنه تمتين أواصر نهجهم المحاصصاتي ومواصلة إمتداداته في كافة الدوائر اﻹدارية واﻷمنية ، تأكيداً على إستدامة ما نعطيها ، وإن إصرارهم على ذلك يؤكده إبقاء الهيأء المشرفة على الإنتخابات دون تغيير ، لتستمر في تغييب الحياد وعدم الشفافية في عملية ألإشراف على سير العملية الإنتخابية ، بما ربطت بأحزمة وحبال المحاصصة ، ﻷجل تكرار الوجوه المعادية للتغيير والإصلاح الحقيقي ، مع تأكيدهم على التمسك بنسبة 1.7 في نظام سنتياغو لتوزيع المقاعد على الفائزين .
لن ينقذ الشعب والوطن من مآسيه سوى المشاركة الفعلية لجميع الأصوات التي تسعى للتغيير مع التصدي لأصوات النشاز التي تدعو لمقاطعها ، وفضح مآرب ما وراء دعواتهم تلك ، حتى لا تطول أسواط أحزابهم وتلسع أجساد شعبنا مرة رابعة ، هذه الكتل والأحزاب التي بَددت ثرواتنا النفطية ، وتنازلت أو سكتت عن خروقات أصابت حقوقنا الجغرافية واﻹقليمية بالصميم من قبل دول الجوار ، و التي إنتهكت اﻷعراف الدولية لسيادتنا الوطنية وجغرافية بلادنا ،
إن جماهير شعبنا تتطلع غلى تنسيق حراك الشباب بين الناس ودعوتهم للمشاركة في إنتخاب من هو قريب من الشعب ويسعى لبناء عراق ديمقراطي مدني فدرالي متحرر وليس البعيد عنه والمتعالي عليه