المحرر موضوع: الرياضيون والبرلمان.. باسل كوركيس نموذجا ؟!  (زيارة 1692 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل يعقوب ميخائيل

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 580
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

الرياضيون والبرلمان.. باسل كوركيس نموذجا ؟!

يعقوب ميخائيل
تساؤلات كثيرة انبرت بعد ترشح اكثر من شخصية رياضية  للانتخابات البرلمانية بضمنها النجم الكروي باسل كوركيس  الذي حتما اختلفت الكثير من الاراء حول ترشيحه .. فهناك من يتفق مع هذا الترشيح كونه يرى ان شخصية رياضية معروفة ليس فقط لدى ابناء شعبنا وانما  في  الوسط الرياضي العراقي عامة كباسل كوركيس انما يعني مكسب كبير لابناء شعبنا سيخدم الكثير من تطلعات شعبنا الذي هو بأمس الحاجة اليها  الى جانب هدفه الرئيسي من الترشح الذي نعتقد انه يرتكز غالبا على الرياضة ومشكلاتها التي لاتختلف عن الجوانب الاخرى التي يعاني منها الشعب العراقي !! ..وهناك من يختلف مع هذا الرأي  وفق تساؤل مفاده ما جدوى اقحام الرياضيين انفسهم في السياسة ؟!! ..برغم اننا نختلف جملة وتفصيلا مع هذا الرأي .. ،  اي الرأي القائل ان دخول الرياضيين الى قبة البرلمان يعني اقحام أنفسهم في السياسة .. في وقت لا يعلم هذا البعض ان اللجان البرلمانية تشمل جميع المجالات .. وان لجنة الشباب والرياضة واحدة من اللجان التي عانت وتعاني من عدم تفعيل دورها الحقيقي في رسم الكثير من المتغيرات التي كانت ومازالت بحاجة اليها خارطة الرياضة العراقية
نعم .. لقد ظلت لجنة الرياضة والشباب في البرلمان العراقي عاجزة عن اخذ دورها الحقيقي في تشريع الكثير من القوانين التي هي بأمس الحاجة اليها الرياضة العراقية .. والسبب الرئيسي في هذا الاخفاق يعود الى تولي أناس غير متخصصين بالرياضة .. بل لا علاقة لهم بالرياضة لا من قريب ولا من بعيد   وان المحاصصة المشؤومة ان صح القول قد جاءت بهم الى هذه اللجنة .. والادهى من ذلك ان رئيس اللجنة السيد جاسم محمد جعفر كان يشغل من قبل منصب وزير الشباب والرياضة في حكومة المالكي .. وعندما عاد (اليوم) ليتولى رئاسة لجنة الشباب والرياضة بالبرلمان .. بدأت الصراعات بين هذه اللجنة من جهة .. وبين وزارة الشباب والرياضة  ومعها اللجنة الاولمبية من جهة اخرى .. حتى اصبحت الكثير من القوانين الرياضية مركونة على رفوف البرلمان دون ان تتمكن هذه اللجنة من تشريعها عبر السلطة التشريعية المتمثلة بالبرلمان ..ومنها تحديدا  تشريع قانون الاندية الرياضية .. ومن ثم تشريع قانون اللجنة الاولمبية الوطنية العراقية  .. بحيث وصلت (المحاربة) بين الطرفين ذروتها حتى تم اعتبار اللجنة الاولمبية الوطنية العراقية اخيرا كيانا منحلا كونها ادخلت ضمن قرارات (المحروس بريمر) في وقتها !!.. وتحولت القضية الى القضاء العراقي في وقت كان يتوجب منذ امد بعيد ان تشَرع (بتشديد الشين) مثل هذه القوانين بينما ظلت غائبة بسبب هذه الصدامات والصراعات التي كانت ومازالت قائمة بسبب المحاصصة والمحسوبية .. ومن ثم السعي حتى للتسقيط الذي اصبح شعار هؤلاء المتصارعين ؟! ..
هناك من يتسأل ايضا .. لقد سبق للنجم الكروي احمد راضي ان شغل عضوية البرلمان العراقي ولم يكن قادرا على فعل شيئ ان صح القول .. ومثل هذا التساؤل لاغبار عليه .. ولكن بأعتقادنا ان لكل شخصية رياضية خصوصية تختلف عن الاخرى وبدرجات قد تكون متفاوتة ايضا بتأثيرها على اعضاء البرلمان واقناعهم  وفق معايير يتفق حولها ليس فقط اعضاء البرلمان ولا حتى جمهور الكرة وانما الجمهور الرياضي العراقي قاطبة ..وهذا الاتفاق او القناعة تتجلى  بأن النجم الكروي باسل كوركيس شخصية وطنية لها ثقلها وجماهيريتها المعروفة وهو يتولى بنجاح ادارة المنتخب الوطني العراقي كمدير للمنتخب منذ سنوات عديدة وهو بعيد عن التأثيرات السياسية وتداعياتها السلبية ..، وما يتطلع  اليه  ويصبو لتحقيقه هو خدمة الرياضة العراقية ولذلك كان ومازال محط احترام وتقدير الوسط الرياضي بشكل كبير وهو أمر يقودنا للقول أن  بأمكانه ان يلعب دورا كبيرا ومؤثرا في لجنة الشباب والرياضة البرلمانية أيضا وتحديدا بالمساهمة في تشريع الكثير من القوانين الرياضية وفي ذات الوقت يُقنع (بضم الياء) حتى بعض البرلمانيين (الجهلة) اللذين لا يعيرون اهمية للرياضة أو لقوانينها ويعتبرونها مجرد لهو او مضيعة للوقت بعد ان تكررت اعتراضاتهم بالقول (هي طوبة ... شكو خابصينه) ؟!! .. نقول بأمكانه اقناعها كي تدرك ان دول العالم المتطور تصرف الملايين من اجل التعاقد مع مدربين اكفاء سعيا وراء الوصول الى كأس العالم وليس كما هو حالنا حيث اصبحت منتخباتنا حقل تجارب للمدربين  المحليين  دون جدوى!!، كما ان هذه الدول تخطط وفق ستراتيجية بعيدة المدى للدورات الاولمبية لانها تعي اهمية الفوز في هذه الدورات او اهمية  الفوز بوسام اولمبي .. وان الرياضة ليست مجرد (هرولة وراء الكرة ) .. كما يعتقدون ؟!!
لقد عانينا الكثير  من تداعيات الاحداث المؤلمة  التي مزقت بلادنا   .. وبالتحديد الطائفية ومن اتى بها .. اكرر القول  ومن اتى بها !!  .. فالطائفية لم تختلف عن داعش ومن اتى به ؟!! ، وهنا يبرز التساؤل امام الكثير من ابناء شعبنا اللذين يرون في عدم المشاركة بالانتخابات حلا .. معللين ذلك .. لاننا  اصبحنا مهمشين ومواطنين من الدرجة الرابعة وليس الدرجة الثانية فحسب ؟! .. وازاء مثل هذا الطرح  نقول .. وهل ان الحل يكمن في ابقاء الفاسدين؟!!
ان عدم المشاركة بالانتخابات انما يعني تشجيع الفاسدين على البقاء في مناصبهم بل والاستمرار في سرق قوت الشعب العراقي !! .. لاننا وبالعودة الى كل الاحداث التي مر بها العراق بعد احداث 2003 .. فاننا لا يمكن ان ننتظر حلولا من الخارج .. فالحل يبقى من الداخل .. والحل يبقى مرهونا بالشعب العراقي اولا واخيرا فقط .. ووفق هذا المنظور .. يجب ان ندرك ان من سرقنا من الفاسدين هم الكتل الكبيرة من السياسيين  اللذين يسعون لتهميشنا وشراء اصواتنا والاستحواذ على مقاعدنا وليس ابناء شعبنا العراقي الذي يحترمنا ويحترم حقوقنا وهو اي الشعب العراقي قد عانى بغالبيته من فساد السياسيين كما عانينا نحن ايضا !
اننا اليوم وكما في المرات السابقة نتحدث عن الرياضة كأختصاص بعيدا عن كل الخلافات او الاختلافات الاخرى التي لاتعنينا مهما اختلفنا او اتفقنا معها !!.. لاننا نحترم الاختصاص !! .. وندرك اهميته  في بناء الدولة الحديثة .. دولة المواطنة ..لان الدولة الحديثة ودولة المؤسسات لاتبنيها سوى الكفاءات واصحاب الاختصاص كي نتمكن فعلا من اختيار ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب ..وفي الوقت نفسه نبرهن ايضا للجميع بأننا عندما نراهن على نجم كروي كباسل كوركيس كي يأخذ الدور الذي يستحقه في لجنة الرياضة البرلمانية  انما نراهن على استحقاق وطني تعززه الكفاءة والاختصاص وليس مراهنات المحاصصة والطائفية التي دمرت البلد وعانى ما يعانيه حتى هذه اللحظة .. والله من وراء القصد ؟!!