المحرر موضوع: نداء لمن يتسائل من نحن ( بقلم الدكتور ابروهم لحدو )  (زيارة 671 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل يعقوب كربو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 149
    • مشاهدة الملف الشخصي
نداء لمن يتسائل من نحن ( بقلم الدكتور ابروهم لحدو )
من نحن ُ
سريان ام كلدان ....؟ سوريويي ام سوريايي، سورويي (صورويي) ام سورايي ، وحديثاً في السويد سوريانسكا ام آسيريسكا ...؟ ...؟ آشوريون ام أراميون .... ؟
ـ احبائي أبناء هذا الشعب العظيم بكل تسمياته :
منذ سنوات عديدة وشعبنا يعاني من المناقشة حول تلك التسميات ... وإحتدّ هذا النقاش بعد هجرته من وطنه للخارج .
ـ من خلال نشاطاتي ومحاضراتي بين شعبنا ، سُئِلتُ مراراً وتكراراً ماهي التسمية الصحيحة لهذا الشعب ، ولهذا السبب سمحت لنفسي كغِيرة منّي على هذا الشعب بأن أكتب رأيي بهذا الموضوع ولو بشكل مختصر شديد .
ـ بهذه المناسبة اريد أن اقولها بكل وضوح بأننا شعب واحد بكل تسمياته المذكورة فوق ، وحسب قناعتي ، هذا هو المهم والمثمر لمستقبل شعبنا السياسي .
ـ إن وحدة هذا الشعب بكل أسمائه تعود لأسباب كثيرة منها :
1ـ يتكلم لغة واحدة وهي اللغة السريانية
2ـ له نفس التاريخ والمصير المشترك والعيش الجغرافي المشترك
3ـ حسب الكتاب المقدس ، آرام وآشورهم إخوة " انظر إصحاح التكوين سفر ـ 10 آية 22 " وهم من أبناء سام الخمسة مع لود ، عيلام وأرفكشاد .
ابونا إبراهيم نفسه ، حيث يُعدّه بعض الاراميين أباً لهم ، يعود أصله الى أورالكلدان قرب بابل وذالك قبل هجرته إلى فلسطين .
4 ـ منذ أكثر من ألفين سنة وهذا الشعب يسميّ نفسه بتسمية واحدة سوريايي ، سوريويي ، سورويي ، سورايي .
5 ـ له نفس التطلعات الثقافية والحضارية والسياسية وحتى الدينية حيث ينتمي للمسيحية بكل طوائفها مع العلم هناك سريان غيرمسيحيين مثل المحلمية ، واليزيدية والمسلمين ، ولكن لا مجال هنا لمناقشتها .
ـ قبل المسيح أسس الاشوريون امبراطورية قوية ذات جغرافية واسعة دامت من 2335 ق م حتى سقوط نينوى 612 ق م وسقوط بابل 539 ق م على يد الفرس
. ( يمكن للقارئ الإطلاع على سلسلة ملوك اشور المكونة من 116 ملكاً في الانترنيت فيكيبدية ) .
وبهذا الخصوص شبّه أحد المؤرخين الأوروبيين عظمة وقوة ونفوذ آشور آنذاك بقوة الويلايات المتحدة الأميريكية اليوم .
ـ بعد سقوط ممالك شعبنا في بلاد الرافدين عاش تحت إستعمار امبراطوريات مختلفة كالفرس ، اليونان ، الرومان ، الإسلام العرب ، التتر ، المغول ، والعثمانيين الأتراك
حيث بقي يمارس ثقافته وهويته بدون إنقطاع .
ـ بعد إعتنااقه للمسيحية إستعمل التسمية السريانية او سورويي , مع إنه هناك بعض المؤرخين يذكر بأن هذه التسمية أُستعملت حتى قبل المسيحية والكثير من المؤرخين يثبتوا بأن كلمة سريان مشتقة من اللفظة اليونانية آسيريان وسريان وسوريا ومنهم المطران توما أودو في مقدمة قاموسه صفحة 9 حيث يثبت هذا الإشتقاق مع تأكيد من المؤرخ الفرنسي رينان .
ـ السريان اليوم لا يختلفون حول تسمية نفسهم بالسريان والخلاف يكمن عند العودة للإصول التاريخية قبل المسيح إلى اشور وأرام وكلدو .
ـ لا أحد يستطيع إنكار الوجود التاريخي لهذه الأقوام ، فالاشوريون عُرِفوا بمملكتهم العريقة والقوية وذات الحدود الواسعة . أما الاراميون فكانوا عبارة عن إمارات مثل آرام دمشق وحماه وحمص . أما آرام النهرين فيُقْصد به الآراميون بين نهري فرات والخابوروليس بين الفرات و دجلة " أنظر كتاب فيليب حته ، تاريخ سوريا ولبنان، صفحة 176" . هذه الإمارات لم تشكّل قوة عسكرية مثل الاشوريين ،لا بل عاشوا غالباً تحت سلطة الاشوريين، والآراميون نفسهم كانوا تجار ورجال أعمال ، وإماراتهم كانت مختلفة ومتناحرة فيما بينها ، وبهذا المجال يذكر المؤرخ اللبناني فيليب حته صفحة " 176 ـ 180 " بأن الاشوريون في القّرنيين السابع والثامن قبل الميلاد قضواعلى الامارات الارامية ونقلوا كثير من شعوبها إلا بلاد الرافدين حيث أمتزجوا وانصهروا بالآشوريين .
ـ شعبنا يختلف ايضاً حول اصول مملكة الرها بملوكها الاباجرة التي دامت من سنة 127 ق.م الميلاد وحتى 243 ميلادية ، فمنهم من يسميها أرامية ومنهم من يسميها سريانية اشورية ، والاهم من هذا النقاش هو بأنها لكل شعبنا بكل تسمياته ، فهي رها مار أفرام
وبار ديصان وملافنة السريان كلهم .
ـ البعض من شعبنا يناقش والبعض الآخر يثبت الهوية السريانية الآشورية لطورعبدين وذالك لأن شعبها يسمّي نفسه بالسورويو( سوريويو ) ، وبسبب قربه الجغرافي من نينوى عاصمة الآشوريين وبسبب إنتهاء كلمات لهجته بالضمّة وبهذا تشبه اللغة الاكادية .
ـ هناك أمثلة كثيرة من التاريخ ، هذه الأمثلة أصبحت قاعدة مألوفة ، بحيث إن الإمبراطوريات الحاكمة تفرض لغتها وثقافتها وهويتها على الشعوب المحكومة لدرجة إصهارها ، وأقرب الأمثلة علينا هو، تعريب وتفريس وتتريك وتكريد السريان وهذا ما فعله الآشوريون مع إخوانهم الاراميين في بلادد النهرين وسوريا بحيث ضموهم وذوّبوهم في القومية والهوية الآشورية .
ـ ولنأتي الآن الى جواب سؤالنا المحيرّ ....! من نحن ؟
ما هي التسمية الصحيحة لشعبنا ... ؟
حسب رأيي وقناعاتي وبناء على الاسباب المذكورة أعلاه تكون التسمية الصحيحة والمنطقية لشعبنا : سرياني ـ آشوري . حيث هذه التسمية تربط الماضي بالحاضر كما تربط الاسم الاشوري قبل المسيح بالاسم السرياني بعد المسيح .
ـ اما التسمية السريانية لوحدها فغير كافية على المستوى السياسي ، لأن بهذا الاسم لم يكن لهذا الشعب دولة وهوية سياسية .
ـ وإذا كان هناك من يسمي أسمه أرامياً او كلدانياً فقط ، فهذا غير كافي على المستوى السياسي، لأن بهذه الأسماء فقط لم تتحقق الإستمرارية التاريخية ، ولم تتحقق وحدة سياسية متكاملة قبل المسيحية إذا ما قُورِنت بالهوية الاآشورية ... وإذا أصرّوا هؤلاء على تلك التسميات فيكون الأصح بالتسمية السريانية الأرامية او السريانية الكلدانية .
ـ هناك من يدعي بأن التسمية السريانية مشتقة من كلمة سوروس او ( كوروش ) الملك الفارسي ، الذي إحتل بابل عام 539 ق. م ، ومن ثم حرر اليهود الموجودين في السبي البابلي ، فسَمّوه بعض علماء اليهود بالمخلص تشبيهاً بيسوع المخلص .
وبناء على هذا التفسير سُمّيو بالسوروسيين ، ولكن هذه الفرضية غير صحيحة وغير مثبتة تاريخياً ، ولم يستعملها شعبنا يوماً ما ، وهي تخصّ اليهود لأن كورش خلّصهم ، فهو لم يخلص السريان ، وهذه الكلمة ليست لها علاقة بالسريان والسريانية ، والغاية من ذالك هو تضليل هذا الشعب وإبعاده عن هويته القومية والسياسية والتاريخية ، لا بل أرى فيها شخصياً إهانة لهذا الشعب العظيم الذي يأبى بأن يُسميّ نفسه على إسم شخص مثل كورش وسيروس .
وفي الأونة الأخيرة نرى بأن اليهود يشجعون التسمية الآرامية لا حباً بأولئك الذين يسمون أنفسهم أراميين أوأن يحققوا كياناً سياسياً لهم بل لكي يوسّعوا نفوذهم وحقوقهم التاريخية إلى الفرات وذالك إستناداً إلى آية في العهد القديم ( القوانيين : 26 \5 ) حيث تقول : " لقد كان أبي ارامياً تائهاً " .
ـ إن تبني الإسم السرياني الآشوري هوالاصح كما ذكرنا أعلاه ، ويعتبر مسؤولية سياسية وحقيقة تاريخية ، به تكمن حقوق شعبنا السياسية والتاريخية والقومية وخاصةً بالمحافل الدولية .
ـ أما الإسم الكلداني اليوم، فليس له مطلقاً أية علاقة بكلدان وملوك بابل قبل المسيح ، حيث أعطي هذا الاسم لجماعة الكاثوليك المنشقين من كنيسة الشرق القديمة عام 1552 ب.م وارتبطوا بكنيسة روما ، واطلقوا على نفسهم أسم الكنيسة الكلدانية .
ـ أما إنشقاق الكنيسة السريانية الأُرثوذكسية عن كنيسة الشرق القديمة الأم كان عام 451 ب .م . حسب مقررات مجمكع خلقدونية .
اما اسم كنيسة الشرق القديمة فبقي على أتباع كنيسة السريان الشرقيين (سورايي ) والبعض يسميهم بالنساطرة كما يسمي البعض كنيسة السريان الارثوذكس باليعاقبة .
ـ قبل حوالي أربعين سنة سَمّت كنيسة الشرق القديمة نفسها بكنيسة الشرق القديمة للأشوريين ، فهذا كما قلنا أسم حديث حيث أضيف لها الاسم الاشوري .
ـ أما أسم الكنيسة الاشورية فلم يوجد عبر التاريخ ، وإذا كان هناك اليوم من يُسمي نفسه هكذا فهذه تسمية جديدة ودخيلة على أسماء كنائس هذا الشعب القديمة .
ـ يا أبناء شعبنا الكريم بكل أسمائه التاريخية والدينية والطائفية ، كفاكم تضيّعوا وقتكم وتهدروا طاقاتكم الخلّاقة بنقاشات جانبية وغير مهمة .
يجب أن لا تبدأو بالسؤال والنقاش، هل أنت أرامياً او اشورياً و... و..
فأسألو أولاً عن مصيركم ، فهذا هو المهم ولأنه معرّض للخطر والإنقراض . تناقشوا حول العمل والدناميكية لمنع هذا النزيف القاتل ، إن ما يجمعكم هو أكثر بكثير مما يفرقكم ، فسموا نفسكم بما يجمعكم ، وإعملوا للمحافظة على وجودكم .
ـ إن منْ له تاريخ طويل مثل تاريخنا الذي يصل إلى ثلاث ألاف سنة قبل المسيح فمن البديهي أن تظهر له أسماء وقبائل مختلفة ، والمهم إنكم كنتم واحد كما ذكرنا سالفاً ويجب أن تبقون واحداً مع الإحترام والتقديس لكل الأسماء الموجودة بين شعبنا .
ـ إن الشعوب التي حكمتنا منذ آلاف السنيين حاولت دوماً أن تنهي وجودنا بكل أسمائنا ، ولم تفرق بين هذا وذاك يوم قتلونا وهجّرونا ، بل يريدون القضاء على البقية الباقية من هذا الشعب في أرض الوطن بيث نهرين بكل أقسامه ، ويجب أن لا نرى تلك الأسماء سبباً لخلافنا ، بل هي نتاج لقدِم تاريخنا الطويل وسبب لغِنى وقوة شعبنا وحضارته .
ـ هناك أمثلة كثيرة من التاريخ حيث يكون لشعب واحد عدة تسميات .
فالألمان مثلاً : جيرمان ، ألمان ، دويتشك ، توسك.
اليهود : الإسرائيلين ، الصهيونيين ، العبرانيين ، الموسويين .
الفرس : الايرانيين ، الميديين ، الساسانيين ، العجم والعجميين .
الأكراد : الكورد ، الكورمانج ، زازاي ، صوراني ...
ـ يابناء شعبنا العظيم ، إن وجودكم مهدّد بالخطر في الأوطان التي تعيشون بها .
إن ثقتكم فقدتموها بالشعوب المجاورة والحاكمة لكم ، وإذا أردتم الحفاظ على هويتكم في الوطن بيث نهرين فليس مجال وحل لذلك إلا من خلال إدارات محلية ، او حكم ذاتي لكم ، بغض النظر عن قلة عددكم ، لأن هذا العدد اليوم هو نتيجة للسياسات المستبدة والقاتلة التي مٌورِستْ ضد هذا الشعب، ورغم قلة هذا العدد فلكم إرث وثقل حضاري وثقافي وتاريخي
أكثر من الشعوب المحيطة بكم والتي يبلغ أعدادها أضعافكم .
ـ اخوتي السريان الاشوريون، عيدوا الثقة بنفسكم، بأنكم شعب عريق يستحق الحياة والعيش الكريم في وطنه ، ولتبرهنوا لجيرانكم قدراتكم الخلاقة ونزاهة حضارتكم،
ولا تنسوا بأن العهد القديم من الكتاب المقدس واقفٌ بجانبكم ، ويثبت قيام آشور بكلمات واضحة في سفر أشعيا " رقم 19 آيات 23 ـ 25 " .
كل العالم ينادي اليوم بالديموقراطية وحقوق الإنسان . والفدرالية ـ الإدارية هي نتاج طبيعي لهذا النظام العالمي ، ولذالك تبقى إدارة محلية لشعبنا نتيجة طبيعية لهذا النظام . ومثل هذه الإدارة ليست جرم بحق الشعوب التي نعيش معها على أرض الوطن ، وليست إنقلاب على الانظمة الحاكمة ، لا بل هي مسؤولية وطنية وتاريخية لتلك الحكومات لكي تحافظ على كيان هذا الشعب لأنها جزءاً لا يتجزأ من تاريخها وثقافتها وحضارتها ولغتها وجغرافيتها وإغناءاً لمجتمعاتها المعاصرة .
ܥܡ ܫܠܡܐ ܘܐܝܩܪܐ
عام شلومي ... وايقوري لجميعكم