المحرر موضوع: اليد المثقوبة و الجنب المفتوح  (زيارة 550 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل اولـيفر

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 546
    • مشاهدة الملف الشخصي
اليد المثقوبة و الجنب المفتوح
Oliverكتبها
- كان مساءُ في العلية .كانت الكنيسة الأولي القطيع الصغير.قديسين و قديسات مجتمعين.يختلفون في إيمانهم و رؤاهم لكنهم جميعاً مصدقين أن الرب قام.الأبواب المغلقة تعني أنهم خائفون يحتاجون إلى سلام المسيح نفسه.ظهر الرب يسوع لهم.لم يقرع الباب و لم يدخل من أبواب العلية.لا يعرف التلاميذ كيف دخل المسيح لكنه فجأة ظهر وسطهم.منحهم ما إحتاجوا إليه.قال لهم سلام لكم.أراهم يديه و جنبه.رأوا و فرحوا. ثم بدأ بينهم حديث القيامة.كيف تري آثار آلام المسيح و تفرح.هذه أحد ثمار القيامة.
- بعدما رأوا يديه و جنبه.فرحوا.لكن توما لم يكن هناك معهم ليفرح معهم, قال التلاميذ لتوما لقد رأينا الرب. كانت وجوههم المنطلقة تنطق بالبهجة.كان توما الرسول يتألم من عدم معاينته ذلك الظهور بينما أخوته يتبارون في شرح حلاوة المسيح القائم من بين الأموات.ما دمنا نري يدين مثقوبتين و جنب مفتوح فالمسيح واضح قدامنا حاضر وسطنا صورته لا تغيب كأنه الآن قدامنا.فأجاب توما إذن أنا أريد أن اري اليد المثقوبة و اضع أصبعي في جنبه .أنا أحتاج فرح القيامة الذى يشفي من أوجاع ما قبل القيامة.طلب توما أن ير اليد المثقوبة و الجنب المفتوح مثلهم..كان إصرار توما مقبول عند المسيح.وصل المسيح كلام توما و أشواقه الناطقة بالحب.أنا أريد أن أدخل بأكملي في جنبه.أنا أريده أن يحتويني.قولوا له أني مريض حباً ليأت و يشفيني.
-ثمانية ايام فصلت بين رغبة توما التي أعلنها و بين ظهور المسيح له ليحقق له شوق قلبه.جاء المسيح في اليوم الثامن.الأبدية هي اليوم الثامن  وقتها سنراه.سيحقق اشواقنا.سيدعونا كما دعا توما بإسمه.له حديث شخصى مع كل منا.ستبدأ أبديتنا بدعوة المسيح و نداءنا بأسماءنا.نقترب إليه و نعاينه.القيامة وحدها أتاحت لنا الأبدية.الخلاص الكامل في يديه و جنبه.سيدعونا و يسأل.هات اصبعك .هات سؤل قلبك.ما تحسبه بعيداً ها هو قدامك.تعال و إلمسني.تعال و اقترب.لم تعد بيننا سماء و أرض فها أنا هنا لك و أنت لي.اليد المثقوبة تنفرد قدامنا.الثقوب تحمل أحرف أسماءنا.رؤية جنب المسيح تعني أن ثوبه لن يخفيه.مجده لن يحجب عنا شخصه.عظمته لن تكون حجاباً بيننا و بينه.هذا الظهور الإلهي هو لنا كما هو لتوما الرسول و بقية التلاميذ.إنه يشرح لنا حقوقنا في المسيح.
- حين تصبح الآلام ذكرى. تري يد الرب و جنبه مفتوحين دون نزيف.فى حالات النمو الروحى يصبح الجنب و اليدين بلا نزيف.في حالات الضعف تري نزيفاً و إكليل شوك كي تستفيق النفس من غفوتها.لكن الجنب في الحالتين مفتوح و اليدين في الحالتين ممدودتان.كأنها رسالة تفتح أبوابها لندخل و نطمئن لمقدارنا عند المسيح.إن لم تعرفي أيتها الجميلة فأبصرى يديه و جنبه فتعرفي أنك عنده أثمن من حياته.وقتها تتركي كل شيء و تتبعينه.
- من لا يفعل حباً ليدخل إلى قلب المسيح يقدم توبة فيدخل جنب المسيح.فالدخول إلي داخل المسيح متاح للجميع.القادرون في نموهم يدخلون من القلب و الصادقون في رجوعهم يدخلون من الجنب.في قلب المسيح منازل كثيرة.
- كانت بين الرب يسوع وتوما الرسول حوارات و اسئلة هامة جداً لخلاصنا .لهذا كان إشتياق الرسول لرؤية المسيح صلاة مقبولة. سند إيمانه و عضده بل أخذ بأصبع توما ليضعها في جنبه.كانت لمسته الحانية تخبر توما بالكثير,ما سمعه توما من يد المسيح و ما قرأه في جنب المسيح و ما شاهده في وجه المسيح هو إنجيل كامل يشرح المسيح. كانت آخر عبارة قيلت لتوما بعدما ظهر الرب قائلاً طوبى للذين آمنوا و لم يروا.عبارة تعني الكثير لكل مسيحى عبر الأجيال .لتكن علاقتنا بالكتاب المقدس كأنما هي حوار إلهي مع النفس.لكي نشعر بالصداقة الشخصية و الدالة الحقيقية مع إبن الله.
- يد الرب المثقوبة هي أعماله كإله متجسد.جنب الرب هو كشف لذاته كأقنوم.شخص الرب هو الإنجيل كله.من لا ير المسيح في العهدين لا يثمر شيئاً.من لا يظهر المسيح له في الإنجيل لا يؤمن بعد.المسيح في الإنجيل يمد اليد المثقوبة و يكشف الجنب المفتوح فمن يريد أعماق الكلمة يتوسل لإبن الله كي يسند إيمانه .يمد يده الليل و النهار حتي يتحنن الرب و يأخذ بيدنا و يضعها في جنبه فندرك ما لم تدركه العيون و لم تسمعه الآذن.توما الرسول سبح فوق الكلمات حتي وصل إلى عمق المسيح فلنغوص نحن أيضاً في الكتاب المقدس و نخرج فائزين باللؤلؤة الثمينة التي هي المسيح وحده.هذه هي الرؤيا.
- العناق بين اليد المثقوبة و الجنب المفتوح هو من أثمار القيامة.حين لا يعد المسيح غريباً عنا.يكشف لنا عن شخصه فنتأكد من حلوله وسطنا و نستمتع بحقيقة عمانوئيل.اليد المثقوبة هي تعاقد أبدي و عهد جديد مختوم بالدم.فمن لا تتوه عيناه عن اليد المثقوبة يصبح الملكوت كائن نشط في قلبه.لنطلب رؤية المسيح في كل ما نفعل و نفكر و نتمني لأن جنبه المفتوح يبقي مفتوحاً لأجلنا.