المحرر موضوع: لمن يعطي الناخب الاشوري صوته في الانتخابات العراقية؟  (زيارة 948 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل زيا ميخائيل

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 26
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني


لمن يعطي الناخب الاشوري صوته في الانتخابات العراقية؟
الانتخابات هو محفل من محافل الديمقراطية, يتيح لمجموعة من الاشخاص, كانت كتل او طيف او شعب ما لاختيار ممثليه لكي يعملوا على تحقيق طموحات هذه الشعوب, السياسية او الاجتماعية او حتى الاقتصادية, كما تدافع عن مصير هذه الشعوب وامنها ورخائها.
بما ان انتخابات النيابية العراقية على الابواب, ومعها ظهور فيلق من مرشحين وقوائم كانت قد اشتركت سابقا في هكذا المحفل واخرى جديدة تجرب نفسها, وكتل ثالثة ظهرت لاستثمار الاحزاب الكبيرة والمهيمنة على المال العراقي وتوجهاتها بتفكيك شعب الى كتل ومسميات عدة لتتصارع مع بعضها وتترك هذه الحيتان الكبيرة لتستحوذ على الارض والعباد.
وكاشوري مهتم بقضية شعبي وحقه بالوجود والتمثيل الحقيقي على ارض اجداده, ولا يخفى على القاصي والداني حجم الغبن الذي الوقع على هذا الشعب, من مؤامرات دولية واقليمية الى مجازر وطمس الهوية القومية والتهجير القسري وعلى مدى قرون. بدات بالبحثت عن ممثلين لهذا الشعب او مرشحين بالقوائم والتحالفات الانتخابية التي تحمل هذا الاسم العظيم بكل ما يملك من تاريخ ثري وحق بالارض وحق وجود اكثر من كل الاسماء المطروحة الاخرى, من اسماء قومية لجيران ام اسماء طائفية مكتسبة, وللاسف لم اجد قائمة او تحالف احدة يحمل هذا الاسم الذي ذكره حتى الله وافتخر به. وحاولت ان افهم لماذا؟؟
وقبل ان نخوض باسباب عدم تمثيل هذا الشعب بقوائم انتخابية, احب ان اوضح وجهة نظري الصريحة بتعدد التسميات لشعبنا, والذي يتجنب الكثير الدخول بجدل حول هذه التسميات, تجنبا من الفتنة الطائفية, وهنا اقصد الاحزاب الاشورية, لان التنظيمات الطائفية والتسميات الاخرى تعمل بالعلن بل دخلت بقوائم انتخابية تحمل اسماء طائفية دون ان تفكر بالصراع الطائفي ونتائجه السلبية.
 انني اتبنى الاشوري كاسم القومي لشعبنا بكل طوائفه, وهو الاسم الغير مرتبط بكنيسة والمتفق عليه عالميا وتاريخيا, لذلك اطلق على علم تدريس التاريخ والاثار بعلم الاشوريات, وكذلك كل متاحف العالم وجدت فيها اجزاء خاصة سميت بالقسم الاشوري وليس الغير, بالاضافة في كل التنقيبات الاثرية لم يظهر اسم طائفي واحد على الالاف بل الملايين من الالواح الطينية والاحجار والمنقوش عليها تاريخ هذا الشعب, لذلك اتبنى الاسم الاشوري كاسم لهوية, واني على ثقة تامة, بمعرفة الجميع لهذه الحقيقة رغم تبنيهم اسماء اخرى والتي يعرفون جيدا مصدرها وتارخ اصدارها الحديث نسبيا, لان من الاوائل الذين نظروا للاشورية كانوا مطارنة من الكنيسة الكلدانية والسريانية ولا اريد الخوض بهذا الموضوع, لكني اوضح فقط وجه نظري باختيار الاسم الاشوري لشعبنا صاحب الارض, وبغير الاسم الاشوري ساصبح ضيف بل وافد الى هذه الارض كما وفد الجيران والاقوام الاخرى لها, وافقد كل امتيازاتي كشعب اصيل, وافقد حق مطالبتي بالارض . لان الاحجار والاثار الموجودة والمكثشفة تحت الارض هي من تحدد هويتي وهي الطابو التاريخي لاسم الارض والشعب الواحد, وهو شعب اشوري وارض اشور, وهذه هي الهوية التي تضمن حقنا بالارض. ونعم هناك تسميات اكتسبها شعبنا, وخصوصا بعد تاسيس كنائس عدة اختلفت بوجهات نظر وسميت اتباعها بمسميات مختلفة لتميزهم عن الاخرين, وتحولت مع الزمن وبسبب الجهل بالتاريخ, الى اقوام واصول وشعوب تتصارع اليوم. بالرغم من وحدة اللغة والدين والتاريخ المشترك.
الاحزاب الاشورية
كنتيجة للكوارث المتتالية على شعبنا, بدأ مقكرين هذا الشعب بالتنظير لاصول هذا الشعب مثل نعوم فائق واوجين منا والمطران توما اودو وغيرهم, ونشا الفكر القومي وبقي داخل العشائر والتكتلات الغير السياسية, ومع التمدن في القرون الاخيرة, بدات فكرة تشكيل احزاب سياسية اشورية, بدل تبنيها من قبل هذه العشائر لتتخطى التكتل الطائفي والمناطقي والعشائري والانتقال الى العمل القومي الشامل.
وتشكلت فعلا احزاب اشورية قدمت تضحيات وتعرضت للاضطهاد, وبغياب الاحزاب طائفية اخذت الاحزاب الاشورية الريادة في قيادة شعبنا, وكان لها دورين الاول التوعية القومية والاستمرار بالتنظير القومي الاشوري (على درب الاولين) والثاني العمل السياسي والتنظيمي, ومن ثم الكفاح المسلح ضد الطاغية للحصول على الحقوق القومية, وقدمت سلسلة من الشهداء من خيرة شبابنا ومن مؤسسي هذا الاحزاب.
واليوم نرى هذه الاحزاب الاشورية لم يبقى منها سوى الاسم اشوري, اما المنهج فلا احد يعرف توجهاتها. فبعد ظهور الحس الطائفي وبتحريك من جهات معينة, حاولت الاحزاب الاشورية احتوائها, وبدل بذل جهود بالتنظير لمبادئها القومية, انجرت لخطوة تنازل عن الخطاب القومي. وبدات بعمل خلطة (غير قابلة للهضم) قومية طائفية بابتداع اسم جديد ومركب لشعبنا, رفضه الطائفيين قبل القوميين, وبدل اعادة النظر بهذه السياسة التي تخطت المباديء الاساسية لتسكيل هذه الاحزاب الاشورية, ثم استمرت بهذا النهج للكسب الانتخابي, بعد الدخول في العملية السياسية في العراق, والذي فعلا اتى بالنتائج لمرحلة ما, وحصلوا على الفوز الانتخابي والمناصب, وماذا بعد؟ بدأت الصراعات داخلية داخل هذه الاحزاب القومية وانشقاقات وتخوين وتسقيط بين اعضاء وكوادر وقيادات هذه الاحزاب والقضاء على المشروع القومي بل احيانا محاربة متبنين الفكر القومي من المنتمين لهذه الاحزاب, ومع مرور الوقت احترقت هذه الورقة الانتخابية (الاسم المركب) ايضا وتحولت هذه الاحزاب الاشورية الى التنظير بالحقوق الدينية وحقوق المكون المسيحي, واليوم الاحزاب والكيانات الطائفية دخلت باسمائها الطائفية الصريحة في الانتخابات دون مراعات الوحدة لهذا الشعب او للاسماء المركبة التي وجدت اصلا من اجل احتضانهم, وتتنافس اليوم مع الاحزاب القومية الاشورية على تمثيل هذا الشعب او مايسمى اليوم المكون المسيحي, واحزابنا القومية ضيعت المشيتين..
السوبر اشوري..
مصطلح السوبر اشوري, كان احد الوسائل لمحاربة القوميين وتسفيههم, اطلقه البعض من قادة الاحزاب الاشورية, وكرر عدة مرات  لتوصيف الشخص الذي يتبنى الفكر القومي الاشوري, والذي يعمل على المطالبة بحق شعبه ويحافظ على اسمه التاريخي وحقه بالوجود, ويرفض تغيير هذا الاسم اوالتنازل عن الخطاب القومي, وينظر له كما فعلوا اجداده, بل كما فعل مؤسسي هذه الاحزاب الاشورية وشهدائها. وهنا نسأل هذه القيادات.. هل المؤسسين للاحزاب الاشورية هم ايضا سوبر اشوريين؟؟ وكيف ان صفة الاشوري الاصيل بعد ان كان مفخرة في الماضي, اصبح مسبة ومهانة اليوم؟ وهل السوبر كردي او عربي او تركماني شرعي ومحبوب والسوبر اشوري محرم ومكروه؟ واذا كان التنظير بالاشورية يسمى للتسقيط بالسوبر اشوري فهل تكونوا  انتم اشوري دايت (منزوع الدسم) ؟ وفعلا بعد ان نزع دسم الفكر الاشوري من بعض القادة اصبحت افكارهم بلا طعم او رائحة, مجرد شعارات واغاني وموسيقى, بل اصبح التنظير القومي لهذه الاحزاب اغاني تمجيد الحزاب والقادة واحتفالات ودبكات والوان جميلة تغطي على معانات شعب مذبوح وتاريخ مسروق. كما اصبحت هذه الاحزاب تاكل منجزاتها التي حققها السوبر اشوريين في الماضي, واصبحت هذه الاحزاب القومية كالثعبان الذي يبلع ذيله, فكلما ينمو الذيل قليلا يبلعه ليقتات عليه ويبقى على قيد الحياة. نعم اليوم نحن بحاجة اكثر الى السوير الاشوري بل اننا بحاجة الى باتمان اشوري وكرندايزر اشوري, لان اذا كان  الاضطهاد في عهد النظام البائد سياسيا واحتجنا الى السوير اشوري, فكيف اليوم قرانا مهجرة من سكانها ومحتلة وشعبنا اما مهجر او مخدر ومسلوب الارادة ومهدد بالصراعات الداخلية وظلم خارجي يهدد وجوده. والاشوري الدايت لا يستطيع حماية الشعب بالشعارات والمجاملات والمناصب والملابس الجميلة والانيقة, لان التحدي اليوم اكبر من ان يعالج بالمظاهر و الخطابات.
نعم سابحث عن اشور في قوائمنا الانتخابية, اشور الفكر واشور الارض والمبدا وبرامج للعمل من اجل القضية الاشورية, لاننا جربنا ودعمنا الاشوري الدايت, او الاشوري الخجول وبرامجه, على ان تكون مرحلة معينة لارضاء واقناع اخي بالدم لينضم الى مسيرة اجداده, لكن اخي بني بيته بعيدا وانا اصبحت اشوريا اكثر خجلا وقضيتي اصبحت تاريخ وشعر وغناء فقط, واحزابنا التي تاسست اشوريا وبتضحيات دم سوبر اشوريين, اصبحت اليوم تخجل من هذا الاسم, وتختار بدل الاسم القومي اسماء لامعنى لها, رافدين ونهرين وبحرين وجبلين, حتى جففوا الدجلة والفرات. واخرى طائفية صرفة ولا ادري ماذا يتوقعون, ان ياتي العربي ابن الجنوب ويعطي صوته لها ام الكردي يكرمها برضاه ؟
نعم بحثت عن قائمة انتخابية تلبي طموح شعبنا الاشوري دون خجل, لان اذا لم تكن انت مقتنع برسالتك فكيف ستقنع غيرك بها. وللاسف الشديد اقول اني لم اجد لحد اللحظة, لا اسماء ولا برامج انتخابية صريحة تتبنى الدفاع عن حقوق شعب مغبونة وارض مسلوبة دون مجاملة احد, لان هذا الاحد لايحترم شعبي ويتجاوز ويسلب الارض ويشوه التاريخ دون خجل وبالسيف كما فعل اسلافه. والدفاع عن حقوق شعبنا ليس بالاعلام بل يكون في المحاكم المحلية والدولية والمنظمات العالمية التي تملك مسبقا ملفات بالقضية الاشورية ومنذ عقود, كما بالتظاهر والمقاطعة للعملية السياسية او الانسحاب من البرلمانات, دون الخوف على الامتيازات الشخصية, واذا كانت هذه الاحزاب الاشورية المنزوعة الدسم لا تستطيع حمل القضية الاشورية وتمثيلها, فعلى الامة ان تنجب ابناء جدد وكما انجبت من قبل, ليحملوا جراحها ويقدموا دمائهم الزكية قربانا في الدفاع عن حق هذا الشعب, وصحيح ما قاله البعض رغم الغاية هو التسقيط بالتسمية السوبر اشوري لبعض القوميين, الا انهم محقين بان حقوق الشعب الاشوري لا يستطيع الدفاع عنها الا من كان سوبر اشوري. واذا اليوم لا يوجد في العمل السياسي والمؤسسات فهذا لا يعني انها لن تكون غدا ايضا, فهذه الامة التي صمدت قرون وانجبت ابناء بررة ونفضت عنها المتخاذلين في حمل القضية, تستطيع ان تنجب المزيد. وهناك فعلا طاقات علمية وثقافية جبارة تستطيع ان تقود مسيرة هذا الشعب الى بر الامان. فبينما كان المعلم درجة علمية راقية في ستينات القرن الماضي واصبح المهندس في السبعينات والطبيب في الثمانينات واليوم نمتلك طاقات جبارة من درجات عليا من اساتذة جامعات وباحثين وخبراء وعلماء بالعلوم المختلفة في الوطن والمهجر, رغم ان بعض الاحزاب اصبحت قوة طاردة لهؤلاء لكي لا ينافسون المتسلطين والجاثمين على قيادة هذه الاحزاب, وهذا ترويج للجهل وقتل طاقات ممكن ان تكون مؤثرة جدا في العمل القومي اذا انتظمت بمسيرة واحدة واتجاه تحقيق حقوق الشعب وليس الدعاية والمنفعة الشخصية, او خلق زعامات شكلية .
وانا بدوري اثمن صوتي الانتخابي لانه يمثل موقفي وقناعتي ودعمي المطلق لمن اعطيه اياه, بل اشترك معه لاربع سنوات قادمة في مسيرته, سيئة كانت ام جيدة, لذلك يجب ان اعرف على ماذا اكون شريكا, في رخاء شعبي ام زيادة اذلاله ومعاناته, واتمنى على كل اشوري تجري بعروقه دماء اجداده, مهما كانت طائفته او انتمائه الديني او حتى الذي لا ينتمي الى فكر ديني, ان يعرفوا قيمة صوتهم الانتخابي ويضعوه في المكان الذي ينفع شعبهم وليس مجاملة لذلك الزعيم او قريب او ابن عشيرة او منطقة, بل اكون بقدر المسؤولية التاريخية التي في عنقي كابن لهذه الامة, كما اكون وفيا لقضية شعبي ولشهدائها الابرار.



زيا ميخائيل
18 نيسان 2018