المحرر موضوع: من الضائعون؟  (زيارة 516 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل اولـيفر

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 546
    • مشاهدة الملف الشخصي
من الضائعون؟
« في: 18:08 19/04/2018 »
من الضائعون؟
Oliver كتبها

- خطفوهم أم ذهبوا بأرجلهم إلى الشباك و أصطادوهم لا يهم السبب لكن النتيجة.نحن قدام نفوس تضيع.الضياع الحقيقي أن يأخذنا الجدل فيمن المخطئ.هل هذه أخطأت أم أبواها حتي حدث ما حدث.و ننقسم إلى دائن و مدين.بينما مجد الله ينتظرنا و ينتظرهن.
- الضياع أن نعتبر أننا في حرب و نهيج البسطاء و نهاجم الضحايا أو المتورطين في المشكلة و نعبئ النفوس و يتطوع البعض للحديث عن السيف و عن الشرف و عن العار و ننسي كلاماً أهم عن العلاج و عن التوبة و عن الصلاة بدموع و لجاجة.
- الضياع ليس فقط ضياع بنات ذهبن بالخديعة بإرادتهن أو رغماً عنهن فلست أعرف شيئاً عن الحقيقة. لكن الضياع  الأخطرأيضاً هو ضياع الرؤية الصحيحة و التصرف الحكيم الذى لا يلهب الدنيا.فالمتابعون ينفعلون و غير العارفين يهيجون و البسطاء يعثرون و القري النائية تدفع ثمن كل هذا  و يحيطها المتطرفون و يبدو المعلقون كالأبطال فهم بعيدون عن كل المآسي و تعاطفهم المصطنع يتحول إلى شتائم و هجوم جارف و تجريح .فهل هذه هي الغيرة في الحسنى؟
- البنات عائدات .هذا قرار إلهي.فالذئاب بعد القيامة لا تأكل الحملان.و الفرائس كلها راجعة محررة بنور المسيح و قوة قيامته.و يبقي السؤال.من نحن بالضبط؟ هل نحزن لأجل نفس تاهت أم  نحزن علي سمعتنا و ذواتنا إذ نعتبر الأمر ثأراً و عاراً.هل نعالج الروحيات بالروحيات أم نفعل ما يفعله الذين بلا مسيح؟ ستعود الفتيات فمتي تعود لنا الحكمة و نعود للحلول الإلهية و التوسل بحرقة قلب قدام من يقدر أن يخلص من فم الأسد.
- تستطيعون أن تعترضوا في كنائسكم .تقفوا إحتجاجاً و مطالبة بكل قوة.لكن كل هذا لابد أن يكون مشمولاً بصلوات و تبكيت كل واحد لنفسه.فلو أراد الله أن يكشف لنا من المتسبب في ضياع هذه النفوس لن يخرج واحد منا بريئاً.فالبعض مسئول بالمشاركة في الضياع و البعض بضياعه هو كقدوة و البعض بضياع محبته لتبحث هذه الصغيرات عن محبة بديلة.البعض مسئول بتقصيره في أعمال المحبة فتلجأ البراعم في جهلها باحثة عن تحقيق ذاتها بجهالة فيتورطن في شباك الأشرار.نحن بكل وضوح توقف أكثرنا عن أعمال الرحمة منذ زمن بعيد.كبارا و صغاراً.نحن في أغلبنا متفرغين لإدانة بعضنا بعضاً و لتقسيم كنائسنا إلي فرق وأحزاب.نحن طردنا بجرأة  من صحن كنائسنا المحبة . وقفنا قدام الله  بصدور عارية من الشفقة و الرحمة لهذا هرب كثيرون  من الكنيسة بسببنا.البعض هرب إلي نفسه و لا يجد من يبكي عليه أو يلتفت إليه أو حتي يعرف أنه منكسر في أحد الزوايا. و البعض هرب إلي كورة بعيدة و صار هدفاً لمن عنده نقص ليلقى عليه بالتهم و يضيف علي يأسه يأساً.علينا أن نجيب لأنفسنا بكل شجاعة عن سؤال : من هم الضائعون بالجقيقة؟
- لن أتكلم عن الفتيات فهن عائدات.لكنني عن الآباء سأتكلم.سأسأل أين الخدمة الفردية و الإفتقاد؟ أين أعمال الرحمة و خدمة السامري؟ سأسأل الآباء الأساقفة سؤالاً وحيداً :هل تعرفون أسماء الرعية؟ سأسأل كل أب و أم.هل أنتم قدوة تقدمون مسيحاً حياً في بيوتكم؟ العيب عيبنا.الذنب ذنبنا.دعوا هؤلاء يمضون.نحن هنا المقصرون.الضياع ليس مقصور عليهم.فالضائعين في الداخل كثيرون.لكن للمسيح في الموت مخارج.هو يقيمنا و يقيم بناته و أولاده.هو يبني الأسر مجدداً.هو يحيي الكنيسة.هو ينبه روح الآباء الأساقفة و الكهنة.هو يصنع من مواقف كهذه شعباً مستعداً.هو يحينا إذا متنا .فالقيامة لنا.الميراث الأبدي لنا.ليس لأننا نستحقه و لا بناتنا تستحقه لكن لأنه أحبنا و غفر لنا و فتح أحضانه لأجلنا و ستبقي مفتوحة ما دمنا هنا نحيا و نتحرك و نوجد.
أغمضوا أعينكم عن أخطاء الناس لتنكشف أخطاءنا فنتضع و نتوب.أخرجوا بأولادكم إلي الحقول و إختلوا بهم كما فعل المسيح مع تلاميذه.هناك تحل البركة و ينمو الحب و تتألق الصداقة.هناك تنظرنا الملائكة و تفتخر ببنوتنا نحن و أولادنا لله.هناك نقف في فرح مرنمين.ها أنا و الأولاد الذين أعطيتني قدامك يا رب.