المحرر موضوع: صورة عن المشهد الحزبوي الكردي البائس  (زيارة 717 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل صلاح بدرالدين

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 943
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
صورة عن المشهد الحزبوي الكردي البائس
                                                                 
صلاح بدرالدين
       قضية للنقاش
         ( 142 )
 أثار انتباهي البوست الذي كتبه أحد الأصدقاء " * " على الفيسبوك وأنقله بحرفيته دون تبديل أو تصحيح بعض الأخطاء الاملائية  " غالبية سكرتيرات وقيادات الاحزاب الكردية في سوريا هم من الجزيرة ( ان لم نقل غالبيتهم من قرية واحدة ) ، وعندما يذهبون إلى اربيل يكونون جميعهم على النهج البرزاني وعندما يرجعون الى قامشلي عبر المعبر الفيش الخابور كلهم بعثيين ومع إدارة الذاتية هذه السياسة النفاق جعلت من القضية الكردية قضية خاسرة داخليأ بشكل خاص وامام الرأي العالمي والإقليمي بشكل عام " وكما اتوقع انطلاقا من متابعاتي وتواصلي مع النخب الوطنية المستقلة من مختلف الفئات الاجتماعية فان مضمون بوست هذا الصديق يعبر عن رؤاغالبية الرأي العام الكردي السوري .
  وأضيف أن سنوات أواخر الثمانينات وبداية التسعينات شهدت تصاعدا في وتيرة موجات ارتداد القيادات الحزبية التي وقفت حجر عثرة أمام دعوات التجديد عبر المسارات الشرعية الصادرة من القواعد وحتى من الجمهور الوطني العام الحريص على نقاوة الحركة وتطورها حتى تتمكن من تحقيق الأهداف والطموحات التي قامت بالأساس من أجلها ولاشك أن فئات قليلة من مثقفينا الباحثين عن مواقع ومصالح كانت داعمة لتلك القيادات ومنظرتها للابقاء على تنظيمات تحظى برضى السلطة ولايهم أن تكون مستندة على العصبيات العشائرية والعائلية والشللية أو مخالفة لروح الأنظمة الداخلية أو مرتدة حتى على مناهجها ( برامجها ) السياسية .
 العديد من تلك القيادات الهزيلة الانتهازية التي انقلبت على أحزابها الرئيسية وضربت عرض الحائط مواد النظم الداخلية وقواعد الشرعية التي تبنى عليها الأحزاب بشكل طوعي وتطوعي تحولت الى ألعوبة بأيدي الأجهزة السلطوية ووجدت في تبعية الآخرين العمياء من خلال العائلة والعشيرة والمصلحة الذاتية بديلا أسهل وأسرع عن الأصول الديموقراطية ومبادىء القيادة الجماعية والنقد والنقد الذاتي من خلال العمل المؤسساتي والتعامل الحضاري كما أدى ذلك على أن تكون فريسة سهلة المنال لأجهزة السلطة خاصة وأن تعامل هذه القيادات كانت فردية أو عائلية مع مرجعياتها الأمنية حتى تبقى الأمور في طي السرية والكتمان .
 لهذه الأسباب بقيت الأحزاب الكردية السورية وتحت ظل مثل تلك القيادات غير المستقلة وقد تكوت تابعة لأكثر من جهة وطرف بالداخل والخارج متخلفة عن ركب التقدم وقاصرة في فهم المستجدات وعاجزة عن وضع المهام المطلوبة قوميا ووطنيا في ظروفها المناسبة وأن تبقى خارج اطار الفعل والتأثير وبعيدة بمسافات طويلة حتى من الاقتراب في فهم وانجاز المشروعين القومي والوطني وكمثال قريب ومنذ أكثر من سبعة أعوام كانت مع الثورة وضدها مع المعارضة وضدها مع النظام وضده مع قضية الشعب الكردي وضدها وبالنهاية خسرت كل شيء ولم تفعل فعلها في أي شيء وبقيت خارج الأطر بل خارج أسوار التاريخ .
  قيادات هذه الأحزاب ( التي فاقت الأربعين ) هي المسؤولة عن الفراغ الحاصل منذ عقود في الساحة الكردية السورية وهي من تسببت في أن يكون البديل الفاعل سياسيا على الأرض اما السلطة بشكل غير مباشر أو الجماعات المرتبطة ب ( ب ك ك ) بصورة مباشرة على الأقل منذ سبعة أعوام وهذا مايدعو الى قلق مشروع حول مصير شعبنا ومايدفع الوطنيين المستقلين والجيل الشاب اناثا وذكورا وناشطي المجتمع المدني عموما الى البحث الجاد عن مخرج لاعادة بناء الحركة الكردية السورية على أسس جديدة والاستفادة في ذلك من دروس الماضي ومايدفع بالحاح الى مناشدة شركائنا بالوطن من الديموقراطيين وأشقاءنا في الجوار القومي وخصوصا في الاقليم الكردستاني الى تفهم الحالة واعادة النظر والتنسيق والتعاون .
 عينات من المشاهد الحزبوية البائسة
 أولا -  جاء على لسان – سكرتير حزب اليمين في لقائه مع – سامر صبحي – مراسل صحيفة ( الوطن ) الدمشقية – 12 – 4 – 2018 – وفي أوج الحملة العالمية على نظام الاستبداد الأسدي بعد هجومه – بغاز الأعصاب – على أهل دوما الشجعان الذين كانوا في الصفوف الأمامية للمقاومة منذ بداية الثورة يقول حرفيا : " أدعو الرئيس بشار الأسد إلى عقد مؤتمر وطني شامل يجمع مكونات الشعب السوري، يطرح فيه السوريون مشاكلهم، وأن يسبق ذلك قرار من الرئيس بالعفو عن المعارضين الموجودين في الخارج وسيأتي قسم كبير منهم إلى دمشق " انني اذ أضع هذا الموقف المخجل الذي لايشرف أي وطني كردي  أمام الأصدقاء وأقول باعتزاز أننا معشر اليسار القومي الديموقراطي كشفنا انحراف هؤلاء منذ عقود . 
  ثانيا – بعد انضمام أفراد من جماعة حزب ( الوحدة – يكيتي ) الى وفد جماعة حزبية سورية موالية للنظام الى موسكو ومطالبة المحتل الروسي بالضغط على نظام الأسد لاعادة سلطته الاستبدادية الى منطقة عفرين خرج سكرتير هذا الحزب علينا بتصريح منمق وكأنه مجهز في مكاتب جهاز – علي المملوك – بوتيرة وطنجية عالية ودفاع مستميت عن وطن الأسد وادانة لكل المعتدين على قواعد النظام ومعامله الكيمياوية التي تجهز فيها الأسلحة الفتاكة واستخدمت ومازالت ضد السوريين من معارضي النظام واني اذ أتساءل ألم يبق في هذا الحزب من مازال يحمل ضميرا وطنيا وانسانيا حتى يرفع صوته ضد قيادته الاشكالية التي تدور حولها الشكوك منذ أعوام ؟ . 
 ثالثا – و" مسك الختام " في هذه القضية المطروحة للنقاش هو التصريح العجيب الغريب لسكرتير ( ب د ك – س ) الذي سكت دهرا ونطق كفرا فبعد تصريحه لوكالة – الأناضول – التركية حول تأييده للمجلس المقام في عفرين ( حتى الآن لم نعرف أي مجلس يقصد وأغلب الظن أنه لايعلم أيضا ) مالبث أن أعلن في الفيسبوك أنه لم يدلي بذلك وان كان صادقا كان عليه توجيه رسالة تكذيب الى – الأناضول – ثم نشرها في منابر أخرى لأن الوكالة هي المسؤولة والمعنية بالأمر ولاشك أن الوكالات كمؤسسات اعلامية تملك نوعا من المصداقية على الأقل أكثر من سكرتاريات أحزابنا .
  والقضية تحتاج الى نقاش
•   - صاحب البوست المشار اليه هو السيد لقمان سيدو .