المحرر موضوع: البعثات النسطورية - 2  (زيارة 1584 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ميخائيل ديشو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 663
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
البعثات النسطورية - 2
« في: 06:42 23/04/2018 »
البعثات النسطورية
نشر البشارة في اسيا من القرن الخامس حتى القرن الخامس عشر الميلادي

ميخائيل ديشو

مقتطفات من البحث للبروفيسور جيمس دنكان James Ducan استاذ فخري في اللاهوت وتاريخ الاديان في الجامعة الصينية (هونك كونك), واستاذ في كلية سانت ثوماس (موسكو) واستاذ في الكاديمية اللاهوتية (اوكرانيا), عن كنيسة المشرق الاشورية, كنيسة الشهداء, التي نشرت الانجيل في اقاصي الشرق, من البحرالاحمر الى الحيط الهادي ومن سيبيريا الى اندونيسيا.

 
لمن يود قراءة الجزأ الاول
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,869130.msg7569731.html#msg7569731
 
في اسفل المقالة رابط ايضا لبحث البروفيسور دنكان, لمن يرغب قراءته كاملا باللغة الانكليزية


(كلمة الاعجاب والتقدير لكنيسة المشرق للجهود العظيمة لحمل الانجيل الى ابعد الاقطار على هذا الكوكب. لم تدخل هذه الكنيسة الباهرة الى دولة خلف جيش محتل ولم تتمتع بالفائدة ابدا من معيشتها وعملها في مناطق حيث الحكومة اعلنت المسيحية كدين رسمي. شعبها ومبشريها ببساطة تنقلوا على طول الطرق التجارية نحوالشرق, بالبر والبحرعلى حد سواء, واسسوا مجتمعات اينما ذهبوا, وهذه المجتمعات كانت دائما تتقوى وتتجذر في تجمعات رهبانية التي كانت يؤسسونها في طريقهم.
كان همهم خدمة السكان المحليين ورفع مستوى الاقتصادي والتعليمي والاجتماعي لهؤلاء الذين يخدمونهم. لقد نجحوا بشكل باهر في مهمتهم.
انه لامر محزن لرؤية هذه الكنيسة العالمية حقا, عالمية في امتدادها الجغرافي وذات تركيبة عرقية شاملة, تقلصت اليوم الى مجرد ظل لما كانت عليه سابقا.تعيش بعدم الاستقرار في موطنها الاصلي, التي دائما تكون مضطهدة واقلية متضررة بين سكان عدائيين.)

سوقطرا

نحن محظوظون لذلك, ليس لان تجار الاشوريون رحالة عظماء, ولكن ايضا كان الرهبان. اغلبهم بالطبع, تعقب طرق التجارة البرية وخدموا المجتمعات التي كانت منتشرة على طولها. مع ذلك, اخذوا الطرق البحرية, واحدة من الطرق التي لدينا معلومات مهمة عن الكنيسة ليس فقط في سومطرا,ولكن ايضا البلدان الابعد نحو الشرق مثل سريلانكا. هذا الرحال المشهور والمعروف في التاريخ باسم كوزموس  cosmos والدي بكل بساطة يعني  (الكون) الذي ابحر الى جزر الهند. هو قام برحلة طويلة من 520 م الى 525م. ومن شواطئ اليمن 200 كلم ليصل الى شواطئ الجزيرة 350 كلم شرق القرن افريقي, ليعطينا معلومات عن تواجد تجمعات الاشوريين على الجزيرة. بالاضافة الى ذلك, اراشيف البطريركية تذكر عن تمركز الاسقف في سومطرا للكاثوليكوس اينوس او انوش 873-887 م . في 877 م وايضا 1057م لكاثوليكوس صبار ايشو او سوريشو الثالث قرياقوس مطران سومطرا في رسامة في 1281م لكاثوليكوس الترك المغول ياهيلاها او يوالاها الثالث 1317-1281 . لذا لدينا براهين على تواجد التجمعات الاشورية في سوقطرا  في بداية القرن السادس الى نهاية القرن الثالث عشر الميلادي. هذه التجمعات بالتأكيد كانت هناك قبل ان يجدهم الرحال كوزموس (   ) وبالتأكيد بقوا هناك بعد عودة مار قرياقوس بعد رسامة ياهالاها الثالث.


اسيا الوسطى

كنيسة المشرق حملت البشارة الى اسيا الوسطى. السينودس ماركتابت Marktabt في 424 كان قد حضر المطارنة من اماكن بعيدة مثل مارف التي تقع حاليا في تركستان وهران الواقعة غرب افغانستان, والذي يعني بأن الكنيسة كانت قد أسست نفسها في المنطقة في القرن الرابع الميلادي على الاقل.
كلا المدينتين كانتا مقر البطريركية, وفي الحقيقة مارف ( Merv) كانت مباشرة على طريق الحرير, هذا الخط الحيوي للتجارة, الذي كان يربط اراضي البحر المتوسط عابرا خلال اسيا الوسطى, مع الصين في الشرق. الذي كان بالضبط الطريق السريع (العام) للتجارة والذي سافر عليه عدد كبير من التجار المسيحيين الذين كانو يحملون البضائع ولكن ايضا العقيدة الى اسيا الوسطى والصين وحتى كما سنرى الى اليابان. وفي نفس الوقت حياة الرهبنة انتشرت في كنيسة المشرق, وكانت في الحقيقة اغلب الذين سافروا على طريق الحرير هم الرهبان والقساوسة يحملون البشارة الى دول اسيا الوسطى, والصين والدول المجاورة.
كل مجموعات ترسل بمرافقة العلمانيين لتأسيس مستوطنات على الطريق للتجمعات الشرقية التي بالاضافة الى كنيسة , كانت تؤسس مدرسة ومستوصف لاحتياجات الناس, وتأسيس مجتمعات الرهبانية التي جذبت وخدمت تجمعات من مختلف السكان المدنيين المتألفة من تجار, حرفيين, مزارعين, معلمين, اطباء..الخ. هذه التجمعات بالمقابل خدمت كهدف لنشر الانجيل ليس فقط للاشوريين الذين يعيشون في المستوطنات المختلفة, ولكن بالخدمة للجميع, المسيحيين وغير المسيحيين على السواء. بالتالي رفع وتعزيز نوعية حياة السكان المحيطين.
لاعطاء امثلة قليلة لجهودهم الاستثنائية, نحو نهاية القرن الخامس الميلادي, وفد اشوري يتألف من مطران واربعة قساوسة واثنان من العامة سافرواالى تركستان ومن ثم خدموا بنجاح كبير بين السكان المحليين.
في 781 م, ملك من القبائل التركية طلب من كاثوليكوس تيموثي ان يرسل له مطران لان هو وكل اتباعة اصبحو مسيحيين, وبالمقابل كاثوليكوس ارسل له مجموعة من 80 راهبا وسمى المطرانية سمرقند وكذلك مطران لبخارى وطشقند. والمثير للانتباه بان الاشوريين كانوا يفهمون جيدا قيمة تطبيق حياة الرهبانية لانجاح حملاتهم.
والابعد نحو الشرق, في منطقة بحيرة بيخال في سيبيريا, كان هناك كثير من هداية في القرن الخامس والسادس بين القبائل التركية في المنطقة. تاتار ( Tartars ), كرايت ( Krats ), اوغور (  Uighurs), نيمار ( Namars ) , وميركايت ( Merkits ).  كمثال, في 1077 م, مطران مارف ابديشو اعلم الكاثوليكوس في سلوقيا بان 200 الف شخص قبل المسيحية.
ايضا الرحالة الفينيسي ماركو بولو, 1254-1324 وجد مجتمعات اشورية مسيحية في كاراكروم (  ) , حيث كانوا قد استوطنوا وبنوا كنيسة, علاوة على ذلك, الحفريات في جنوب سيبيريا اكتشفوا مقابر للمسيحيين في نهاية القرون الوسطى, مع كتابات سريانية لفثرة من 1249-1345 م هذه النقوشات للتنوع العرقي المدهش, صينيين, اوكور, مغول, كاشغار, فرس, الخ الكل موحدين في جماعة ايمانية واحدة التي تشهد على مجتمع عالمي للايمان والذي يشهد على عالمية الرسالة المسيحية والروحية الحرة للكنيسة الاشورية.
مع ذلك, في القرن الثالث عشر والرابع عشر الميلادي حدثان سيدمران هذا الايقاع
الاول, وصول التبشيرات اللاتينية الى هذه المنطقة, وغالبيتها الدومينيكان والفرنسسيكان. الذين بدأو مباشرة بخلق عراقيل للمسيحيين الاشوريين الذين وجدوهم على الاغلب في كل مكان ذهبو اليه, لانهم اعتبروهم هراطقة والذين اعتبروهم خونة للعقيدة, وعلى الاغلب لان عاداتهم وطقوسهم الدينية كانت مختلفة عن كنيسة روما.
الضربة الاخيرة, جاءت بقسوة وفي الواقع قاتلة من الحملات العسكرية لتمورلنك المعروف بتيمور الاعرج تاميرلان في الغرب, 1336-1405 , والذي كان يدعي بانه مسلم ولكنه ذبح المسلمين والمسيحيين وكل ما رأه في طريقه الدموي للدمار. دمر المجتمعات الاشورية في اسيا الوسطى. وهكذا وضع نهاية لقصة نجاح رائعة لحمل المسيحية لكل البشر.

الصين

اول بعثة رسمية لكنيسة المشرق الى الصين كانت خلال بطريركية يوشياب الثاني 628-643 م, عندما قام الامبراطور تاي تسونغ (  Ta Tsung  ) باستقبال وفد برئاسة المطران الراهب         (ابراهيم) في 635 م في العاصمة القديمة جانك- ان  ( chang-an )  واليوم تسمى كساي- ان (  x-an  ).
اهميتها هي ان استقبال الامبراطور لهذه البعثة هو دلالة على ان الامبراطور ارسل ضابط القصر الامبراطوري للقاء الوفد على الحدود الغربية للامبراطورية ومرافقة اعضاءها بسلام الى العاصمة جانك- ان ( chang-an ), واحدة من العواصم القديمة للامبراطورية الصينية, والان هي كساي- ان ( xi-an ).
من الاحداث التاريخية, كان واضحا بتواجد الاشوريون في الصين على الاقل في القرن السادس الميلادي. لانه كان سيأخذ بعض الوقت لاول تجار الاشوريين للظهور في الصورة لتاسيس انفسهم, تشكيل تجمعات وتطوير انفسهم والحصول على تعزيزات من وطنهم, بما في ذلك رجال الدين لخدمة المؤمنين, لكي يصبحوا ذات اهمبة ما يكفي لجذب انتباه واهتمام السلطات, والذين سوف يقدمون تقرير الى الامبراطور.
في الحقيقة كان الامبراطور يهتم بشكل كبير بحيث يطلب ارسال وفد اليه والذي سيجلب له الكتب المسيحية المقدسة وكتب الخدمة, التي سوف يقوم بدراستها ليقرر الطبيعة الحقيقية لهذا الدين.
اعضاء الوفد عوملوا باحترام كامل, والامبراطور امر بترجمة الكتب المقدسة الى الصينية والتي بواسطتها يستطيع فهم اسس هذا الدين. هو كان سعيدا بما اكتشفه الى درجة انه قرر اصدار مرسوم امبراطوري للسماح بتقدير هذا (الدين المتألق) في انحاء الامبراطورية, وفي 638 ميلادية , وبعد ثلاث سنوات من وصول الوفد, قرر بناء رهبنة في العاصمة على حساب الامبراطورية للمطران الو بين ( ALo Pen ) ولعشرين من الرهبان.
استمرت كنيسة الام بارسال رهبان وقسس لخدمة توسع المجتمع الاشوري في الصين, والذي في سنة 781 ميلادي, اسس في مقاطعة شانكسي ( Shanx ) , في شمال الصين وغرب بيجين ( Beijing ), نصب حجري جميل بارتفاع اكثر من مترين (2م)  بنقوس تشرح المسيحية باللغة الصينية بتوظيف مصطلحات كانت في النهاية بمعنى مفهموم للصينين انفسهم.
قراءة هذا النص, والمثيرللاهتمام حقا, بمشاهدة كيفية تكييف الاشوريين بشكل غريزي خطابهم للعقلية ومفهوم العام للجمهور المقصود. وهذا لم يستطع المبشرين بالانجيل الاخرين الذين جاؤا بعدهم القيام به, لعدم قدرتهم او عدم الرغبة بذلك.
في حين, المبشرين اللاتين في القرن الثامن عشر والتاسع عشر الميلادي انشأوا كنائس في الصين على النمط القوطي, والروس بنوا كنائس على النمط الروسي, فان بقايا وجود الاشوريين في الصين والتي تم اكتشافها من قبل الغربين على اختلافهم وكذلك حملات الاستكشافية الصينية, كانت على غرار طراز العصر الصيني التقليدي لذلك العصر. على سبيل المثال ,برج الجرس في احدى الاديرة القديمة في طراز العصر الصيني التقليدي,هو معبد صيني نموذجي:
في قاعدة هذا النصب الحجري العظيم, نجد نض سرياني باسماء 128 من زعماء المجتمع الاشوري واغلبهم قسس ورهبان بالاضافة الى اسقف متربوليتان ادم. تم اكتشاف هذا النصب في 1625 م من قبل فلاحين كانو يعملون في الحقل, بعد اكثر من ثمانية قرون على تأسيسه.
نجاح في مؤسساتهم كان كبيرا جدا. في نهاية القرن العاشر المجتمعات الاشورية بكنائسهم انتشرت في عشرة من ستة عشر محافظات في البلد.
في 942 م شخص يدعى ابو دولاف من يخارى في اسيا الوسطى, سافر الى الصين ونقل رؤية مسيحيين اشوريين وكنائس في مناطق مختلفة من البلد. في 1093 م, كاثوليكوس سبار يشو الثالث عين مطران جورج على سيستان في الصين, وبعدها نقله الى شمال البلد. في 1266 م كان قد سجل بان يوحانان مطران الهارني, وهي مدينة تاريخية في شمال غرب الصين من محافظة كسنكيان والتي لا زالت موجودة اليوم تعداد سكانها 500 الف كان موجودا في سلوقيا خلال تكريس كاثوليكوس دنخا الاول, والذي ادار الكنيسة من 1266 الى 1281 .
في 1278 م لدينا تقرير لثلاث كنائس في يانكرهون في محافظة جيانكان الساحلية,  على شمال شنغهاي. واخيرا هناك تدوين بان احدهم باسم مار سركيس, وبالتأكيد احد الاشوريين محافظ لهذه المجافظة جيانكان
 من 1278-1280 م, تم ترفيعه لعضوية مجلس قبلاي خان, امبراطور المغول الاول في الصين. وكانت مواقفهم تجاه المسيحيين ايجابية, كنيسة الاشورية ازدهرت هناك مرة اخرى. مار سركيس الذي ذكرناه كان له سبعة رهبانيات اسست في المقاطعة.....
اكتفي بهذا القدر عن الصين, ولا زال الكثير عن الكنيسة الاشورية في الصين
ولم يتسع لي الوقت لنقل عن الكنيسة الاشورية في كل من
يابان وكوريا, وتيبت, وسريلانكا, وبورما وسيام (مانيمار وتايلاند), ماليزيا, اندونيسيا, واخيرا وليس اخرا الهند.



https://www.prounione.it/bulletin/pdf-n75-spring2009/


غير متصل اخيقر يوخنا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4976
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: البعثات النسطورية - 2
« رد #1 في: 01:52 24/04/2018 »
رابي  ميخائيل ديشو
شلاما
اولا تشكر على تسليط الضوء حول ما جاء في هذا  الكتاب
ثانيا ،نقتبس الآتي (
ايضا الرحالة الفينيسي ماركو بولو, 1254-1324 وجد مجتمعات اشورية مسيحية في كاراكروم (  ) , حيث كانوا قد استوطنوا وبنوا كنيسة, علاوة على ذلك, الحفريات في جنوب سيبيريا اكتشفوا مقابر للمسيحيين في نهاية القرون الوسطى, مع كتابات سريانية لفثرة من 1249-1345) انتهى الاقتباس

وهذا يثبت ما كان المرحوم هرمز ابونا يقوله دوما ان الآشوريون فقدوا اهتمامهم بالشان الأرضي وأخذوا يبحثون عن مجد سماوي
ويبدو كما أظن ان هذا التصرف لم ينفع الاشوريين في شيء
تقبل تحياتي

غير متصل يوسف شيخالي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 173
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: البعثات النسطورية - 2
« رد #2 في: 07:30 24/04/2018 »
عزيزي ميخائيل ديشو

تشكر شكراً جزيلاً على هذه المقالة التاريخية المهمة التي تلقي الضوء على أصالة كنيسة المشرق.

مدينة مرو أو ميرڤ، لعدة قرون كانت أحدى مراكز المسيحية المهمة، حيث أصبحت مركزاً أسقفياً لكنيسة المشرق بحدود سنة (420♰) . وأصبحت مركزاً مطراپوليطياً في سنة (544♰). وكانت نقطة انطلاق مثالية للبعثات التبشيرية للكنيسة الآشورية وسط قبائل الأتراك في آسيا الوسطى، ومنها إلى الصين. كما وأصبحت مرو مركزاً للقوات الإسلامية في القرن الثامن، للإنتشار في آسيا الوسطى. ولكن ذلك لم يمنع الكنيسة الاشورية من النمو والإنتشار حتى القرن الرابع عشر بعد مذابح المغول الهائلة التي قوضت الكنيسة بعد وفاة بطريركها المغولي يهبألاها سنة (1318♰). وبذلك بدأت تخسر جميع أبرشياتها في العالم، وأصبحت كنيسة قومية، وبطاركتها أشوريون من ألقوش المدينة الاشورية العريقة.

يوسف شيخالي